سونا أثنى سعادة جمال الشيخ سفير السودان لدى سلطنة عمان على قرار جامعة الدول العربية الخاص بتشكيل لجنة وزارية عربية بشأن دارفور برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي وعضوية الجزائر والسعودية و سوريا و ليبيا ومصر لتتولى ترتيب مباحثات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور وذلك بإستضافة قطر. وقال سعادته بان اصدار القرار بنصه الذي يؤكد على ان تولي اللجنة رعاية مباحثات السلام بشأن دارفور بالتعاون الوثيق مع الوسيط الدولي المشترك للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ، يعني مشاركة الأطراف الرئيسية الثلاثة في أداء اللجنة لمهمتها وهي جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وحول رئاسة قطر للجنة من الجانب العربي قال جمال الشيخ ان هذا الاختيار جاء موفقاً حيث لقطر معرفة ودراية وخبرة في التعامل مع الشأن السوداني وسبق أن لعبت قطر دوراً هاماً في التوصل لسلام شرق السودان ، كما أسهمت في رأب الصدع بين السودان وأريتريا، أضف إلى ذلك النجاح الذي حققته الدوحة في التوصل إلى إتفاق سلام بين الفرقاء اللبنانيين ، مما يؤشر إلى قبولها وإمكانية قيامها بمثل هذه الأدوار. وحول ردة فعل بعض الحركات المسلحة ورفضها لهذه المبادرة قال سعادة السفير : أعتقد ان ردة الفعل هذه جاءت متعجلة وغير مدروسة حيث جاء رد فعلهم مبنياً على أن اللجنة تمثل الجامعة العربية فقط وتستثني الأطراف الأخرى وهذا غير صحيح ، فاللجنة تمثل المنظمتين الإقليميتين وتعمل بالتعاون والتنسيق التام مع الوسيط المشترك للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. هذا من جهة، أما من جهة أُخرى أرى أن لا جديد في مواقف هذه الحركات والتي ظلت تعارض أي توجه يهدف إلى الحل السياسي لمشكلة دارفور، واذكر هنا برفض تلك الحركات وهي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان المشاركة في محادثات السلام التي إستضافتها ليبيا وبرعاية مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون ، والإتحاد الأفريقي د.سالم أحمد سالم في أكتوبر من العام الماضي، وذلك على الرغم من مشاركة الحكومة السودانية بوفدٍ عال المستوى ومفوَّض ، وكذلك موافقة الحكومة على إعلان وقف لإطلاق النار. وحول امكانية نجاح جهود اللجنة قال جمال الشيخ : أرى أن هنالك فرصة لنجاح مبادرة الجامعة العربية إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى الطرف الرافض للجلوس للتفاوض وحل الأمر سياسياً وهو الحركات المسلحة. واضاف الشيخ كما يمكن ان تنجح المبادرة اذا ترجمت فرنسا لموقفها المعلن المؤيد للمبادرة إلى القيام بعمل حقيقي تجاه تحقيق السلام في دارفور عبر التفاوض وذلك بالضغط على الحركات المسلحة والتي تستضيف بعض قادتها للجلوس للتفاوض. كما يمكن ان يتعزز النجاح للمبادرة في حال قيام الدول الفاعلة في المجتمع الدولي بدورها في الضغط على الحركات الرافضة للتفاوض بدلاً عن تهيئة المنابر لها لبث مواقفها السالبة تجاه السلام في دارفور. وحول الدور الذي يمكن ان يلعبه تطبيع العلاقات التشادية السودانية في الدفع بعملية سلام دارفور نحو النجاح قال جمال الشيخ : يمثل إصلاح وتطبيع العلاقات السودانية التشادية عاملاً أساسياًَ في التوصل إلى سلام مستدام بدارفور، وإذا ما تم تنفيذ ما توصلت إليه مجموعة الإتصال حول العلاقات السودانية التشادية في إجتماعها الأسبوع الماضي بأسمرا من إعادة العلاقات الدبلوماسية ونشر قوات مراقبة تحت رعاية دول مجموعة الإتصال ، بالإضافة إلى قيام فرنسا بدورٍ إيجابي ومحايد نحو إصلاح العلاقات السودانية التشادية، فإن هذا سيعزز من فرص السلام في دارفور وفي الإقليم. واضاف سعادة السفير : يجب أن لا نغفل أيضاً المبادرة الداخلية - وهي الأهم- والتي حُظيت بمباركة ومشاركة القوى السياسية الداخلية وكذلك فعاليات المجتمع المدني والتي تؤسس لسلام من الداخل.