سونا دول الكوميسا تجمع يتمتع بإمكانيات وموارد وفيرة يعتبرها خبراء الإقتصاد شرطا أساسيا لتحقيق التنمية الإقتصادية والأمن والسلم بالمنطقة ، هذه الموارد لها مزاياها النسبية التي أسهمت الى حد كبير في إقامة تكتل إقتصادي سياسي إقليمي يتمكن من مواجهة المنافسة التي تفرضها عليه الأقاليم الجغرافية المحيطة به ومواجهة القوى الخارجية الطامعة فيه ولتقوية العلاقات الإقتصادية بين دول الكوميسا وبعض التجمعات الإقتصادية الأخرى ستستضيف القاهرة في فبراير المقبل 2009 م مؤتمر وزراء الاستثمار في دول الكوميسا ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الكبري كالهند والصين ودول أوروبية وأفريقية لبحث كيفية زيادة الاستثمارات بين تلك الدول ودول الكوميسا. أعلن ذلك السيد سكرتير عام منظمة الكوميسا خلال زيارته للقاهرة عقب التوقيع علي اتفاق لانشاء مقر وكالة الاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا في القاهرة والذي تم التوقيع عليه بوزارة الخارجية بالقاهرة ووقع عن الجانب المصري السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وعن الكوميسا سينديو ناجو بسنبا سكرتيرعام المنظمة وحسب تصريحات سكرتير عام المنظمة أن وكالة الاستثمار هي الآلية المسئولة عن تسهيل الاستثمار بين دول الكوميسا خاصة أن تلك الدول قد أتفقت علي انشاء منطقة تجارة حرة , مشيرا إلي خطوات رفع الجمارك عن المنتجات في تلك الدول, كما أعلن عن عقد قمة لدول الكوميسا في كمبالا في 22 أكتوبر المقبل بهدف وضع تصور لكيفية الدفع قدما بقرار انشاء منطقة تجارة حرة. ومن جانبها صرحت السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الافريقية أن أبوالغيط أكد خلال الاجتماع مع سكرتير عام الكوميسا الدعم المصري الكامل للمنظمة, حيث عرض تزويد تلك الدول بدعم فني من بعض الخبراء بالخارجية للعمل في وكالة الاستثمار التابعة للكوميسا والتي سيتم افتتاح مقرها بالقاهرة. وأشاد السكرتير العام للمنظمة بالدور المصري في أفريقيا منذ الستينيات, مضيفا أن التعاون بين مصر ودول الكوميسا لا يقتصر فقط علي التبادل التجاري, حيث تقدم مصر خبراءها للتعاون في مجال الري والزراعة في دول الكوميسا. يذكر أن تجمع الكوميسا أنشأ في ديسمبر 1993م ودخل حيز التنفيذ في 1994م كنوع من إعادة هيكلة للتجمع الموسع الذي كان قائما منذ ديسمبر 1981م المعروف بإسم ( منطقة التجارة التفضيلية لدول شرق وجنوب أفريقيا ) يضم إثنين وعشرين دولة أفريقية ومقره الرئيسي في لوساكا عاصمة تنزانيا وحسب بيانات وزارة التجارة الخارجية ( الخرطوم ) تحتل دول الكوميسا مجتمعة مساحة جغرافية واسعة النطاق تصل إلى 12,4 مليون كيلومتر أي نسبة 41% من مساحة أفريقيا كما يبلغ عدد السكان دول الكوميسا 380 مليون نسمة ومن الناحية الجيوبوليتيكة يمتلك إقليم الكوميسا شواطيء على درجة فائقة من الأهمية إذ تمتد من بورسعيد ( مصر ) شمالا على البحر المتوسط ومرورا بقناة السويس والساحل الغربي للبحر الأحمر وخليج عدن وشواطيء أفريقيا الشرقية على المحيط الهندي حتى جزيرة مدغشقر جنوبا إضافة الى سواحل أفريقيا الحنوبية والوسطى على المحيط الأطلنطي هذه الطبيعة أعطت دول المنظمة ميزة إستراتيجية تتصارع عليها القوى الخارجية .