سونا الإهتمام بالطفولة في السودان تابع من الإنسانية العالية لإنسان السودان بمختلف درجات ثقافته وبيئته الإجتماعية والسودان من اوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1990م وتم انشاء المجلس القومي لرعاية الطفولة بقرار رئيس الجمهورية الصادر في عام 1991م ويشهد مطلع العام المقبل الاجتماع الأول للمجلس الذي يترأسه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وعضوية وزراء الوزارات الاتحادية ذات الصلة وولاة الولايات وعدد من الشخصيات القومية. وكالة السودان للأنباء التقت بالأستاذة اميرة الفاضل الامين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة واجرت معها حوار حول انجازات المجلس في الفترة الماضية والي أي مدى حقق المجلس اهدافه المنشودة. وقالت الأستاذة اميرة ان المجلس منذ انشائه أصبح هو الجهة المسؤلة عن رسم السياسات العامة والتخطيط لتأمين حق الطفل في البقاء والنماء والحماية والرعاية والتنمية بجانب التنسيق بين الوزارات والمنظمات في الوفاء بالتزامات السودان حيال المواثيق والاتفاقيات الدولية والاقليمية الخاصة بالطفل اضافة لسن التشريعات لاستكمال اوجه حماية ورعاية الطفل التي كان أهمها قانون الطفل 2004م والذي شابه بعض القصور بعد التطور السياسى واتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي مما استدعى المجلس لتقديم مشروع قانون جديد للطفل للعام 2008م وحالياً في مرحلة المناقشة في مجلس الوزراء تمهيداً لاجازته في الأيام القادمة من قبل المجلس الوطني حتى يواكب التغيرات الجديدة كاشفة عن الأسباب التي ادت لسن قانون جديد وذلك بسبب حجم القصور في قانون 2004م الذي تجاوز 30% وكذلك قضايا الإستجارة والتجديد التي لم يتضمن القانون السابق عقوبات لها كما تمت المطالبة بتوقيع اقصى العقوبة وهي عقوبة الإعدام في حالة وقع جرائم اغتصاب في حق الأطفال وذلك للحد من ظاهرة اغتصاب الأطفال التي انتشرت بسبب زيادة الوعي بالجريمة والوصول للمحاكم كاشفة عن اعداد دراسة وبحوث بالتعاون مع الشرطة لمعرفة حجم ظاهرة الاغتصاب في المجتمع السوداني و في مجال الأطفال مجهولي الهوية قالت اميرة أن هنالك سياسة قومية تتم اجازته بنهاية العام من قبل المجلس لمعالجة أوضاع الأطفال مجهولي الأبوين تؤكد على ايجاد مؤسسات لايواء الاطفال كمرحلة انتقالية استقطاب الاسر البديلة وتقييم تجربتها مشيرا إلى ان هنالك مشروع شراكة مع المنظمات الطوعية العالمية والوطنية لرعاية مجهولي الأبوين بمركز المايقوما بدعم من منظمة اليونسف ومنظمة الامل والمأوي البريطانية. وتناولت استاذة اميرة جهود المجلس في محاربة العادات الضارة خاصة ختان الاناث والتي خصلت للاستراتيجية القومية للقضاء على الختان بحلول عام 2008م ووضع خطة قومية لانفاذها في العاصمة والولايات بنيت على اجتهادات فقهية لعلماء مسلمين من داخل وخارج السودان كالقرضاوي والعواء وفتوى الأزهر والتي اثبتت جميعها عدم علاقة ختان الاناث بالاسلام كاشفة عن اعداد من تشريعات محاربة الختان بالتعاون مع وزارة العدل للمزيد من الورش لمناقشتها قبل رفعها لمجلس الوزراء واستعرضت اميرة جهود المجلس في مجال منع عمالة الاطفال كاشفة عن توقيع السودان على برتوكول الحد من عمالة الاطفال مؤخراً مع منظمة العمل الدولية الذي تدعمه المفوضية الأوربية في تسع دول افريقية من بينها السودان مشيرة إلى ان المبلغ المحدد للسودان حالي 2 مليون يورو ينفذ في عدة محاور كالتعليم الاساس وتاهيل المعلم ومعالجة الفقر ودعم الأسر اضافة لدعم البحوث والدراسات موضحة الجهود التي بذلها المجلس في معالجة اطفال الهجن واعادة اعداد كبيرة منهم لذويهم بعد توقيع اتفاقية مع حكومتي دولة قطر والامارات العربية مشيرة إلى دعم الامارات لبرامج تنمية المجتمعات الفقيرة بحوالي 2 مليون دولار تم تنفيذها عبر اليونسيف في شرق السودان كما يقوم المجلس باجراء دراسة محلية بالتعاون مع اليونسيف ومنظمة قطر الخيرية لمعرفة أطفال الهجن وتحديد المناطق وتدريب مهني للأطفال وعلاجهم نفسياً واجتماعياً ، وتقديم تعويضات لهم ، كما وضع المجلس ضوابط مع وزارة الداخلية لضبط سفر الأطفال خارج البلاد مشيرة إلى الامارات تدرس في مشروع استبدال الاطفال بالانسان الآلى في عملية سباق الهجن بنهاية هذا العام واشارت الامين العام للطفولة لمعاناة السودان من تجنيد الاطفال بواسطة الحركات المسلحة منذ بداية حرب الجنوب التي حلت باتفاقية نيفاشا التي نصت على تسريح الاطفال واعادة ادمامجهم اما نزاع دارفور فهنالك صعوبة في معرفة الاطفال المجندين مشيرة للاطفال المشاركين في الهجوم على امدرمان مؤخراً والجهود التي بذلتها الحكومة لمعالجة قضيتهم وشكلت بإصدار العفو العام من رئيس الجمهورية كعمل غير مسبوق وتم ارجاع 80% منهم بالتعاون مع اليونسيف ومنظمة الصليب الاحمر الدولية وسيتم ارجاع البقية إلى اسرهم بنهاية هذا العام. حول جهود المجلس حول قضية التشريد قالت أميرة تسبب هاجس كبير للمجلس بانتشارها في ولايات السودان وبصورة واضحة في ولاية الخرطوم موضحة الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الرعاية الاجتماعية برئاسة وزير الدولة بالوزارة لمكافحة التشرد ووضع خطة متكاملة لم شمل الاطفال مع اسرهم والعمل على ادماجهم مرة أخرى كاشفة عن برنامج مشترك مع المجلس العربي للطفولة والتنمية لتدريب 200 طفل متشرد تدريباًَ مهنياً اضافة لتدريب الإعلاميين لتغيير النظرة السالبة للطفل المشرد ودورات تدريبية للباحثين الاجتماعيين حول كيفية التعامل مع الطفل المشرد اضافة للقيام بدراسة محلية بولاية الخرطوم لمعرفة اوضاع واحتياجات اطفال الشوارع اللائي وصل عددهم في ولاية الخرطوم 447/7 طفل من الجنسين شكلت نسبة البنات 12% وعن المشاركات الخارجية قالت أن المجلس يسعى لتكوين برلمان الطفل السودانى الذي نادت به الجامعة العربية لتكون نظيرة للبرلمانات الحكومية متوقعة أن شهد العام 2009م البرلمان القومي السوداني للاطفال. وفي الختام اعربت اميرة عن ارتياحها للدور الواضح لمجلس الطفولة ودفعه باطفال السودان للامام بجانب رعايته لحقوق الأطفال وانشاء مركز معلومات.