الخرطوم (smc) الرأي العام زار ثابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور امس على رأس وفد ضم كلاً من الرئيس النيجري الأسبق الجنرال ابوبكر عبد السلام والبورندى بيير بييويا وعدداً آخر من المسؤولين الأفارقة والسودانيين، حيث كان الوفد قد بدأ زيارة مساء امس للسودان، وكان في استقبال الوفد بمطار الفاشر عثمان محمد يوسف كبر والى الولاية وأعضاء حكومته وقيادات الفعاليات والادارات الأهلية والسيد رودولف ادادا رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى (اليونميد) وعدد من قيادات البعثة المدنية والعسكرية، حيث عبّر السيد الوالي بقاعة كبار الزوار بالمطار عن ترحيب حكومة ومواطني الولاية بزيارة الوفد الافريقى الرفيع، مؤكداً أن زيارة اللجنة إلى الولاية تعد خطوة موفقة جاءت في الوقت المناسب لتدفع بالجهود الرامية لإيجاد الحل لقضية دارفور. وعقد الوفد بالفاشر سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين بحكومة الولاية والزعماء القبليين وممثلين عن النازحين وقادة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى (اليونميد) المعنية بمهمة حفظ السلام بدارفور وذلك حتى يتسنى للوفد رفع توصيات إلى مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقى. ولدى لقائه والي شمال دارفور وأعضاء حكومة الولاية استمع وفد لجنة حكماء أفريقيا إلى تأكيدات بأن جملة من المحاكمات ضد الذين ارتكبوا جرائم بدارفور خلال السنوات الماضية قد جرت وشملت من بينها (35) قضية فصلت فيها محاكم شمال دارفور وصلت بعضها إلى الحكم بالإعدام ضد عدد من المنتسبين للجيش والشرطة، مضيفاً في رده على أسئلة الوفد ان القضاء بولايته نزيه وعادل ويعمل باستقلالية تامة، مُبيناً انه قد تم إنشاء محكمة للنظر في قضايا العنف ضد المرأة ومحكمة أخرى لقضايا الطفولة والأمومة، فيما أوضح رئيس الجهاز القضائي بالولاية مولانا معتصم محمد الجاك أن تلك القضايا وغيرها قد تم الفصل فيها عبر محاكم عامة، مُشيراً إلى أن المحاكم الخاصة بدارفور سبقت اندلاع التمرد وكانت قد أنشأت لمكافحة عصابات النهب المسلح التي كانت مستشرية في وقت سابق وقال (لا اجزم أن كل تلك القضايا قد حوكمت بمحاكم خاصة)، وأكد اللواء شرطة احمد عطا المنان أن المحاكم العسكرية تعقد لمنسوبي القوات النظامية عندما تكون طبيعة الجريمة عسكرية، وفيما يتعلق بالجرائم التي تنتهك الحقوق الخاصة للمواطنين فان الفصل فيها يتم عبر القضاء، مضيفاً بأن الشرطة بالولاية تعمل وفق تنسيق مع النيابة العامة والقضاء، وكذلك بالتنسيق مع كل آليات حقوق الإنسان الدولية والوطنية مع الشرطة المدنية ببعثة (اليونميد). وفى رده على سؤال من الوفد حول عدد الحركات المتمردة الناشطة بولاية شمال دارفور وانتماءاتها السياسية، قال والي شمال دارفور انه توجد ما بين أربع إلى ست حركات تنشط بالولاية. وقال إنها لا تستند إلى مرجعيات سياسية أو أهداف واضحة، بل تغلب عليها المطامع الشخصية لقادتها والتدخلات الأجنبية، بالإضافة إلى ما حظيت بها تلك الحركات من إعلام عالمي مضلل، وألمح إلى وجود علاقة ما بين حركة العدل والمساواة وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة د. حسن الترابي. وفيما يتعلق بطرد المنظمات التي اتهمتها الحكومة بالعمالة لجهات أجنبية، أضاف كبر بأنه قد تم طرد خمس منظمات أجنبية من أصل (46) منظمة أجنبية تعمل بالولاية بالإضافة إلى عدد آخر من المنظمات الوطنية، مُبيناً أن عدد الموظفين الأجانب الذين كانوا يتبعون لتلك المنظمات وغادروا الولاية يبلغ عددهم (28) موظفاً مقابل (704) موظفين وطنيين يتبعون لذات المنظمات تم استيعابهم لمواصلة عملهم بذات النهج السابق، مؤكداً قدرة الحكومة على سد النقص الناشئ عن طرد تلك المنظمات. وكان كبر قد استعرض مآلات الأوضاع الأمنية والإنسانية منذ اندلاع التمرد في دارفور في العام 2003م، كما استعرض الجهود المحلية والدولية التي بذلت لمعالجة الأمر، مؤكداً استقرار تلك الأوضاع حالياً. ومن جهته فقد عبّر رئيس وفد لجنة حكماء أفريقيا عن سعادته بزيارة الفاشر، مؤكداً أن زيارتهم جاءت بطلب من الاتحاد الافريقى لإجراء المشاورات مع مكونات المجتمع السوداني كافة من اجل إعداد رؤية ثاقبة تؤدي إلى حل قضية دارفور، معلناً في هذا الخصوص أن لجنته ستعود إلى دارفور نهاية شهر ابريل الجاري مع لجنة للخبراء للبقاء لمدة عشرة أيام للاستماع إلى وجهات النظر من الأطراف كافة حتى تسني للجنة إعداد وتقديم تقريرها النهائي، متمنيا أن تتهيأ الظروف كافة لهم لأداء تلك المهمة حتى تكون دافعة لتحقيق السلام بدارفور. وكان وفد حكماء أفريقيا قد زار مقر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى والتقى بقياده البعثة بشقيه المدني والعسكري. وقد رحّب رودلف أدادا الممثل المشترك للبعثة بوفد الزعماء الأفارقة، وقال إن السلام بدارفور لا يأتى إلا بتعاون الجميع، منوهاً إلى أن قرار محكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر حسن أحمد البشير لا يساعد على التقدم في حل قضية دارفور، وأعرب عن أمنياته الصادقة للجنة حكماء أفريقيا بالتوفيق في مهمتهم.