بعد مضى سبعة سنين من غياب الدفاع الشعبى من الساحة الاعلامية , ظهرت الايام الماضية فى احتفال سمى برفع التمام الى السيد / رئيس الجمهورية فى استاد الخرطوم , فى محاولة يائسة لاحباط الروح المعنوية لتحالف كاودا واعلان حرب جهادية، واجزم البشير ان يصلى قريبا فى كاودا , وهذا يدل بشكل واضح بان النظام يريد اعادة المسلسل الجهادى فى جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور . لكن السؤال من يجاهد من؟؟ ومن اكثر تديناً والتزاماً بالمبادئ الاسلامية والانسانية؟؟ , كفاية الاتجار باسم الدين ان ما يحدث فى الدولة السودانية ليس له علاقة بأى دين بل مجموعة اشخاص تربط بينهما مصالح اقتصادية، جهوية ،اثنية ، ثقافية وعرقية, يديرون الدولة وفقا للمصالح المشتركة بينهما لصالح فئة معينة ، لكن الحقيقة الغائبة عن كثير من مكونات المجتمع السوداني ان الازمة الاساسية تتمثل في الجانب الثقافى الاجتماعى و هذا أس المشكلة لان عدم الاعتراف بالتعدد الثقافى والاجتماعى هو الذى فصل جنوبنا الحبيب ولست ادرى ما سيكون فى المستقبل القريب اذا استمرت عقلية المركز تفكر بنفس الاسلوب الرجعى المتخلف الرافض للغير. عندما تم اعلان تحالف كاودة كان الهدف الاساسى الذى اتفق عليه كل الاطراف المؤسسة للتحالف هو ( اسقاط النظام ) ومن ثم بناء دولة حديثة تستوعب كل المكونات الاجتماعية والثقافية داخل هذا الوطن ومعالجة كل الاخطاء التى خلفها المستعمر وورثتها النخبة الشمالية بمختلف الوان طيفها السياسى والاجتماعى , علما بان كل التنظيمات السياسية والطائفية , فشلت فشل زريع فى بناء دولة تسع الجميع بمختلف مكونات الشعب السودانى والتعدد الثقافى والدينى والاجتماعى . ولكن المشكل الحقيقى القادم بناءا على الواقع انه هنالك اصطفاف للمكونات الاجتماعية مما ينذر بتفكيك حقيقى داخل الخارطة السودانوية , بلا ادنى شك نجد هنالك معسكرين مختلفين فى مكوناتهم الاجتماعيىة المعسكر الاول متمثل فى تحالف كاودا وهو اصطفاف حقيقى لقوى الهامش وهدفة الاساسى اسقاط النظام وبناء دولة علمانية اى بمعنى اخر فصل المؤسسة الدينية عن الدولة المدنية وتكون المواطنة هى اساس الحقوق والواجبات , ووضع دستور دائم يشارك فية كل الشعب السودانى متمثل فى مؤسساته السياسية والمدنية , وتحديد شكل الدولة وهنا مربط الفرس . بينما المعسكر الاخر الذى يرئ نفسه وريث شرعى للدولة كما يقول بعضهم ( جدودنا زمان وصونا على الوطن ) نجد ان هؤلاء مصرين على انهم الاسياد، و لا يوجد خيرهم فى السودان يتحدث فيه ولا يحكم ولا يشرع ولاينظر غيرهم لكنهم واهمون لان ما يدور فى ازهان كثير من بني جيلى ان التغير اتى لا محال فى ذلك, هذا المعسكر هو اصطفاف مكونات المركز الذى ظل يدير الدولة منذ الاستقلال حتى الان , نجد ان التنظيمات التى يمكن ان يتم تصنيفها كاحزاب معارضة هى الاخرى تنظر الى التغير بشكل مختلف تماما منهم من يرى الحوار هو الحل والاخر يرى الثورة الشعبية هى الخلاص من هذا النظام , لكن الواقع خلاف ذلك لان هنالك اسئلة كثير تدور فى ازهان هؤلاء , وهو( البديل) من هو البديل لنظام الانقاذ وليس المقصود هنا البديل الشخصى فقط بل البديل الجهوى او الاثنى , هل من صف تحالف كاودا ام من المركز النيلى وهنا تكمن الازمة, لان السؤال الذى يدور فى زهن كثير من ابناء الهامش , انه هنالك احزاب معارضة وهى ايضا تسعى الى اسقاط النظام بطرق مختلفة لكن لماذا لم تكن جزء او شريك فى تحالف كاودا حتى يتثنى لهم اسقاط النظام بقوة واحدة متمثلة فى القوة المسلحة و المعارضة السياسية بالداخل , لكن المؤسف حقا ان هذة القوة نظرتها لهذا التحالف لا تقل درجة من النظام الحاكم، لان العقلية العنصرية متجزرة فى ازهان الكثيرين منهم وليس هناك اعتراف بهذة المكونات الاجتماعية الاصيلة فى تاريخ الدولة قبل الاستعمار وبعده , لذلك الهوية هى المشكلة الاساسية، بالإضافة الي الاعتراف بالمكونات الاجتماعية ، اذاً هنالك قيم لابد ان تزول ان اردنا بناء دولة واحدة خالية من الصراعات فلابد من تحديد هويىة السودان وان نعترف ببعضنا البعض حتى يتثني لنا ان نعيش داخل هذا الوطن فى سلام واستقرار ونماء، واخيراً نحن سودانيين .