كلام الناس · كنا نعلم أن مايجرى رغم رعونته ومخاطره غير المحسوبة لن يوقف مسيرة السلام التي ليس من مصلحة أي طرف عرقلتها، ليس فقط لان كلفة الحرب باهظة وبلا طائل وانما لان مصلحة بلدي السودان و مصلحة المواطنين هنا وهناك تستوجب الاتفاق والتراضي السياسى ووقف العدائيات وتهيئة الاجواء لتعايش سلمى بين بلدينا وداخل كل بلد وسط مكوناته المختلفة. · بشرتنا أخبار الامس باتفاق من المقرر ان يكون قد تم التوقيع عليه أمس لوقف التصعيد العسكري بين دولتى السودان وتوحيد الجهود المشتركة بشكل جاد مع اخلاص النوايا وعزم الارادة السياسية على المضي قدما تجاه التهدئة لتمكين القيادات في البلدين من الاتفاق حول القضايا العالقة بينهما بعيدا عن اجواء الحرب والنزاعات. · نحن إذ نرحب بحذر بهذا الاتفاق الذي نأمل أن يستمر العمل به دون مضيعة لوقت تحتاجه دولتا السودان للتفرغ لتعزيز السلام واستكماله داخل كل قطر بالاعتراف المتبادل بمستحقات السلام العادل والتعايش السلمى واستحقاقات التحول الديمقراطي، إذ ليس خافيا على القيادتين تداخل التوترات بينهما وبين التوترات الداخلية في كل منهما. · كنا ندرك ايضا انه ليس أمام البلدين خيار سوى السلام والتعايش السلمى وهذا ماتوصل اليه وفدا التفاوض رغم القوى المعادية للسلام والتعايش بينهما هنا وهناك، ولكن ذلك يستوجب ارادة سياسية فاعلة وحاسمة وواعية بالتحديات والمخاطر ومتحسبة أيضا للتفلتات وحسمها لصالح حماية السلام وتعزيزه. · بالنسبة لنا في السودان الباقي لابد من دفع الحراك السياسي الايجابي تجاة استكمال السلام في دارفور وتحقيق السلام العادل في جنوب كردفان والنيل الازرق وفي أبيي بعيدا عن الضغوط والمكايدات السياسية التي تعرقل مسيرة السلام والتنمية والبناء الوطني. · هذا الأمر يتطلب تعزيز الحوار السياسي مع الاحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية دون عزل للحركة الشعبية الشمالية التي لابد أن تجنح للسلم بضمانات الإجماع القومي السوداني الذي يمكن أن تتم عبر الاتفاق السياسى القومي الذي لم يعد هناك وقت للمماطلة في تحقيقه. · هكذا لابد أن تتكامل خطوات تعزيز السلام بين بلدي السودان وداخل كل بلد على حدة، وعلى القيادات السياسية هنا وهناك واجب السعى الجاد لمحاصرة تداعيات الخلافات بينهم في بلديهم ووسط مواطنيهم. · يكفى الفرص التي ضاعت من عمر وطننا الكبير بشقيه الشمالي والجنوبي