بسم الله الرحمن الرحيم تحشيد قوى الشعب للتحرر من الدكتاتورية والفساد .. مدخل لتجاوز أزمة الحرب بين شطري البلاد الخرطوم ظل حزب البعث العربي الإشتراكي يحذر من التصعيد والتصعيد المضاد في العلاقة بين شطري القطر في مواجهة تداعيات إتفاقية نيفاشا، وهي تداعيات متوقعة وطبيعية جراء إتفاقية لم يكن من الممكن أن تقود البلاد إلا لإنفصال الجنوب وإلى التوتر بين شطري البلاد، نتيجة للقضايا المتعلقة بمنطقة أبيي وبالحدود، والتي كان ينبغي أن تحسم إبتداً بالإلتزام بحدود عام 1956م، وأيضاً الممتلكات المركزية للدولة والنفط ورسومه وقضايا التنقل والعمل والإقامة والتملك، وكذلك الزج بقضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. إتفاقية تضمنت كل هذه الالغام والثغرات كان لابد أن تخلق حالة من التوتر بين الشطرين، بعد الإنفصال، طالما لم يتم حلها قبل الإنفصال المحتوم، وقد برزت من بعده خلافات الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حول نتائج إنتخابات جنوب كردفان والنيل الأزرق والتي تزامنت مع توجه النظام لتجريد الحركة الشعبية قطاع الشمال من السلاح، مما أشعل فتيل الحرب بالولايتين، والتي أشاعت الإضطراب والأمني، وأدت إلى إزهاق أرواح المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعركة وتدمير ممتلكاتهم وحرمانهم من ممارسة نشاطهم الإقتصادي وبشكل خاص على صعيد الزراعة، مما وضع أبناء المنطقتين على حافة المجاعة . تطور الصراع الذي ينذر بحرب لا تبقى ولا تذر بين شطري القطر، تؤجج لها قوى التصعيد والتصعيد المضاد وتحريض القوى الأجنبية، وتخلي قيادتي الشطرين من مسؤليتهم الدستورية بالحفاظ على الأمن والإستقرار وإشاعة السلام والمحافظة على ما يمكن المحافظة عليه، يكون ضحيتها شعب السودان في كلا الشطرين. لقد دعى حزب البعث العربي الإشتراكي إلى إيقاف العمليات العسكرية والجنوح إلى السلم وإعتماد التفاوض كوسيلة لحل المشكلات ومحاصرة دعاة الحرب من كلا الطرفين وتحقيق التحول الديمقراطي كمدخل لحل الأزمة الوطنية الشاملة. ولكن يبدو أن قيادتي الشطرين قد فقدا الحكمة والتعقل كما فقدا القدرة على الإمساك بزمام الأمور وإدارة البلاد . مما يلقى على كاهل القوى السياسية والإجتماعية وطلائعها من القوى الحية تحشيد قوى الشعب للتحرر من الدكتاتورية والفساد وإسقاط قوى الإفلاس وإحلال نظام وطني ديمقراطي تقدمي يعبر عن مصالح أوسع جماهير شعبنا لصيانة إستقلال البلاد وسيادتها ووحدتها وأمنها وإخراجها من أزمتها الوطنية.