من المبكر الحديث عن تجربة هجليج،ولكن يمكن إيراد بعض الملاحظات على الحدث. 1- إرتكبت دولة جنوب السودان خطأ باحتلالها لهجليل.فالقانون الدولى لا يسمح بذلك.نعم الكثيرون يعرفون ان نظام نميرى تبع للشمال إقليمجنوبى كامل سماه الوحدة بعد اكتشاف البترول.مثل هذا النزاع، يجب الايكون أولوية،لدى دولة جنوب السودان،لانها تواجه قضايا أخرى أكثر اهمية. لكن النزاع القصير كشف حقائق صارخة فيما يتعلق مما تبقى من نظام الانقاذ. 2- النظام لا يمتلك جيش لرد اى عدوان خارجي،بعد التصفيات التى تمت له. و تحويله مثل كل مؤسسات الدولة لتوابع للحزب الحاكم.فالذى أتى بالانقلاب،يخاف الانقلاب عليه،لذلك إستهداف الجيش، هو اهم شئ لاى انقلابي. وتحول الجيش السودنى "لهمبول" بعد تاريخه التليد المجيد.و صار طول اللحي معيار للترقي. فانعدمت الكفاءة،فيكفى حفظ سورة ياسين لاخذ درجة اركانحرب! 2- وضحت الاحداث عزلة السلطة،وشماتة الشعب فى ورطتها،ورغم استخدامها سلاح التهديد والوعيد بتهمة الطابور الخامس- وهذه تهمة الانظمة الفاشية المفضلة-. قال لهم الشعب بكل فطنة لكم دينكم ولي دين! 3- انفلات الخطاب،الذى يفضحنا كسودانيين امام العالم كله.فلا يوجد رئيس دولة يتهم مواطني او فقل حكومة دولة اخرى بالحشرات؟! فى القرن ال21 ،هذا خطاب عصور الظلام،حيث لم يوجد قانون دولى.و هذا مجرد مثال للعقلية المريضة لحكام السودان اليوم. ويتسألون بكل بلاهة وغباء ،لماذا يفرضون علينا عقوبات و عزلة اقتصادية و سياسية و دبلوماسية؟! 4- بعد هزيمة الانقاذ الترابية فى حلمها المستحيل بخلافة الخلافة العثمانية، و انقسامها لخوارج ومنتصرين،تريدالان ان تعيش،ستكتفى بامتصاص ما تبقي من خيرات السودان.فهم يريدون "بحر" مالهم المنهوب، التمتع بالجنان،و الحورالعين فى الارض،فالسماء غير مضمونة لافعالهم التي يعرفونها جيدا! 5- الاحتفالات الفجة "لجماهير" النظام "بالتحرير" في الخرطوم اليوم،تذكرني باخر ايام القذافى،فالخطاب واحد،وحتى الشكل واحد،القذافى فى عربته الاخيرة،ويبدو ان اليشير وطغمته لم يتعلموا مطلقا من التاريح القريب،والقريب جدا. بينت احداث هيجليج ان المهة المقدمة القصوى من اجل السودان الان،هى كيفية انقاذه من الانقاذيين. حسام زاهر.