بسم الله الرحمن الرحيم بيان من هيئة شئون الأنصار بخصوص اعتداء جماعة تكفيريين على الكنيسة الانجلية بالجريف غرب
23 أبريل 2012م قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[1] هجمت جماعة من التكفيريين على الكنيسة الانجيلية بالجريف غرب واحرقت المباني وكسرت الاثاثات، وعندما علمنا نحن في هيئة شئون الأنصار بهذا النبأ المؤسف ذهبنا في وفد برئاسة نائب الأمين العام للهيئة إلى موقع الحدث ووقفنا على حجم الدمار الذي لحق بالكنيسة وخاطبنا الحضور بخطاب مطمئن، وأوضحنا لهم بأن الإسلام برئ من هذا العبث الذي جرى، وأن الإسلام دين سلام ورحمة، وأنه أبعد ما يكون من هذا التصرف الذي ينتهجه هؤلاء المتلطعين الذين يكفرون كل مخالف لهم في الرأي وهم يمثلون خلفاً لسلف الخوارج الذين كفروا علي كرم الله وجهه والذين قتلوا عمر بن الخطاب وعثمان رضى الله عنهم أجمعين. تلك هي الجرثومة التي نخرت في جسم الإسلام منذ الصدر الأول وأصبح السرطان في الجسم الإسلامي من ذلك الزمان يتجدد بين الفين والأخرى. ونحن في هيئة شئون الأنصار ندين هذا السلوك والنهج البربري الذي يتخذ من العنف وسيلة ونقول إن الإسلام هو دين خطابه: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[2] و(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[3] و(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[4] والنصوص القطعية في هذا الصدد تفوق حد التواتر. إن التكفيريين الجدد عكروا صفو الدعوة المتجدد الجازب وسمومهم لحقت كل قاصي وداني من أهل القبلة وغيرهم من الملل الأخرى فقد كفر هؤلاء أئمة المسلمين وحرقوا أضرحة الصالحين وامتدت السنتهم بالسب والشتائم إلى علماء المسلمين، إذا هؤلاء هم خطر على النسيج الاجتماعي وسرطان ينبغي بتره من المجتمع والفعلة التي قاموا بها إذا لم يحتويها النظام بكل صرامة وقوة ستكون بداية شرارة لحرب دينية في بلادنا فالسودان الآن في مفترق طرق وفي ظروف تهييء لكل حرب دينية. نأمل من الجميع المسلمين وغير المسلمين من المواطنين السودانيين أن يحافظوا على النسيج الاجتماعي الذي ورثناه من اسلافنا سوداناً موحداً خلفه لنا الأسلاف بعد أن رووا ترابه بدمائهم الطاهرة. ونحن في هيئة شئون الأنصار ندين كل سلوك يستخدم العنف وسيلة له ونقول إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل مشاكلنا الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها مما أشكل علينا ونحن أمة كتابها ينتهج الحوار فالله سبحانه وتعالى حاور أعدى أعداء خلقه ابليس عليه لعنة الله، وحاور ملائكته، وانبياء الله كلهم كان ديدنهم الحوار ونحن في كيان الأنصار لنا قدوة في الإمام عبد الرحمن الصادق الأمين الذي بالحوار وصل إلى تحرير السودان في مطلع يناير 1956م فقد كان لدوره الحواري القدح المعلى في الوصول إلى ما يصبوا إليه الاستقلاليين من أبناء السودان. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي هؤلاء التكفيريين إلى سواء السبيل وليدعوا إلى الله على بصيرة.
[1] سورة الممتحنة الآية (8) [2] سورة البقرة الآية (111) [3] سورة النحل الآية (125) [4] سورة العنكبوت الآية (46)