ماهى العلاقة، بين المرأة والانوفليس، البعوضة الاكثر ازعاجا، الناقلة للملاريا؟ مناسبة السؤال: للمرأة يوم عالمي، وللملاريا يوم، احتفل به العالم امس، في تمام الوقت، الذي كانت فيه الحمى اللعينة، تهرس في اجساد الملايين في تسعة وتسعين دولة: تبيت وتصحو في عظامهم.. تأكل راحة رؤوسهم، وتقلب مصارينهم رأسا على عقب! للمرأة، ضحايا، وكذا الملاريا، لكن ضحايا ذلك الكائن الذي تسبب في طرد أبانا، الذي كان في الجنة، أكثر بكثير جدا، من ضحايا، هذه الحشرة( الشعبية) التي ضرب الله بها مثلا، فما فوقها! أترك المرأة، وللمرأة( يوم) إلى الأنوفليس، هذه الحشرة الهزيلة التي تضرب( دربكة) في أذن الفيل، وتحيله إلى حيوان مجنون.. وأسال: أوليست هى تعتبر مثالا حيا، للقول الشائع الذي يقول: أن الله يضع سره، في أضعف خلقه؟ في البعوضة- كما في المرأة- سر من أسرار الله، فلماذا نركن- دائما- إلى القول، إن سر قوة المرأة، في ضعفها، وننذهل عن حقيقة ان سر البعوضة- وهى بكل المقاييس- أكثر ضعفا من المرأة- في قوتها، تلك التي يمكن ان ترمي جملا، وترمي فيلا، وترمي الإنسان، ذلك المخلوق الذي فيه الكون كله، إنطوى؟! المرأة، جننتنا محبا، عن عاشق، عن مولّه، عن صب، على مر التاريخ.. لكن، لكن البعوضة، جننت الفيل، وجننت (بوبي) ، وجننت ( عبد القادر) وحيرت( البف باف) و ( الناموسية) و( الكوكايين) ( ومأمون حميدة)، وجعلت العلماء، يتصببون عرقا في المختبرات، منذ ان كان أول مختبر، إلى يوم الناس هذا! في السودان، الناموس، على قفا من يشيل.. والناموس في السودان، مثله مثل الحرب الاهلية.. مثله مثل الفساد.. مثله مثل البروقراطية، مثله مثل الرشوة، مثله مثل القبلية، والجهوية، والعنصرية.. مثله مثل كافة الكيانات السياسية، ضيقة الأفق، والرؤية، والصدر، عدبمة البصيرة، فلماذا نحارب التمرد- وحده- هنا وهناك، ونترك الناموس، ونترك بقية جحافل اعداء الوطن، أعداء التنمية الشاملة.. أعداء الارتفاع بمعدلات الإنتاج.. أعداء الامن الإجتماعي، والطمأنينة العامة؟ّ لا أعرف تحديدا، ولا يعرف أكبر (دقن) في الإحصاء تحديدا، عدد ضحايا الملاريا، في كل عام، في السودان، وليست هنالك- فيما أظن- أحصاءات معتبرة، عن الهدر في ساعات العمل، التي تهدرها الأنوفليس، حين تهجم، وتمص دم عامل او موظف، وتتسبب بذلك، في استخراج اورنيك من ورق وعملة، وتتسبب في راحة عن العمل، وفي فاتورة علاج، وفاتورة تغذية اسنثنائية! مشكلة السودان- إذن- ليست فقط، في البعوضة. مشكلته في مافوقها، ومن ضمن ماهو فوقها، هو غياب الإحصاء الدقيق. الإحصاء علم.. وهو لازمة من لوازم الدولة التي تحاول ان تبني مستقبلها، وفقا لأسس علمية. لا تقدم لأى دولة، في زماننا هذا، في غياب الإحصاء.. في غياب (1) +(1)= (2).. وفي غباب (صفر)- (1) = (صفر)! لنتعلم الحساب، إذن، ونحسب.. ونتحسب.. ومن التحسب من الملاريا، أن نجفف البرك والمستنقغات، ونحفر مجاري الخريف بأسس حديدة، وعدم (لشق) المياه التالفة في الشوارع الضيقة، كما يحدث في شوارع الثورات).. وشوارع( السجانة).. ومن التحسب، اطلاق حملة واسعة لتوزيع الناموسيات المعقمة، ورش الزيت( ولو كان راجعا) في الترع والجداول وأبو عشرين وأبو ستة، و(أبو الكلب).. ومن التحسب توزيع المبيدات، بأسعار تشجيعية.. ومن التحسب، الكشق المبكر عن الإصابات.. ومن التحسب ان تدعم الدولة دعما كبيرا أدوية الملاريا، ومن التحسب أن نلقي من قاموسنا كلمة( أحسبُ) وهى الكلمة التي أصبحت لازمة في كل حديث، يراد به _(التمكين) (التمكن) و أصبحت ملازمة حتى لفم.. لام أكول، وبقية الناطقين بغيرها.. والضمير في (غيرها) لا يعود فيما ( أحسبُ) إلى (أحسبُ) وإنما إلى اللغة العربية، تلك التي قتلها فاعلا، وجارا ومجرورا، ونايب فاعل، دكتور الصادق الهادي المهدي، في الشاشة الصغيرة، وهو يتحدث عن زيارته لجرحى هجليج، وعن هجليج! أيها الناس، إجعلوا الناموس مفعولا به، لا لغة القران، يرحمكم الله!