بسم الله الرحمن الرحيم تموت الأسود فى الغابات جوعا *** ولحم الضأن يأكله الكلاب بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن عفوا عزيزى القارئ الكريم شواغلى ومشاغلى فى لندن صرفتنى عنك طويلا والحمد لله هآنذا عدت والعود أحمد وبادئ ذى بدء أستميحك فى تسجيل تحية إجلال وتعظيم لهذا الشعب السودانى العظيم الذى عانى وما زال يعانى من الفقر والفاقة وإنعدام الغذاء والدواء والكساء والسكن وكثيرا من المحن برغم أن بلاده غنية بالموارد الطبيعة أكثر من ثلاثين نهرا والبحر الأحمر ومياه الأمطار الموسمية والجوفية مثل بحيرة طمبرة فى دارفور فصار حاله كحال الجمال التى تموت فى البيداء عطشى والماء على ظهرها محمول أضف إلى ذلك الأراضى الشاسعة الواسعة الصالحة للزراعة ولكن الفساد والإفساد الذى ضرب مشروع الجزيرة وشركة الأقطان شاهدة على ذلك فبينما كان حديث مجالس المدينة عن الفساد والإفساد الذى ظهر فى البر البحر وطال حتى حوش الرئيس عمر البشير وعائلته أخوانه وزوجاته حيث حوش كافورى والمنازل والمزارع كل هذا ملك من ملك عمرالبشير الذى سموه على الفاروق أعدل العادلين الذى قال لوعثرت بغلة فى العراق لخشيت أن يسألنى منها الله لم لم تسوى لها الطريق عمر الفاروق الذى كان يتفقد العباد ليلا والناس نياما خوفا من رب العباد فوجد أطفالا يتامى يبكون جوعا وحولهم أمهم تشد قدرا فى النار ليس فيه إلا الماء لتسكتهم به فيسرع إلى بيت مال المسلمين ليحمل لهم الدقيق والسمن وعندما يطلب منه من كان معه أن يعينه على الحمل حيث إستنكر وإستنكف أن يحمل كل هذا على ظهر أمير المؤمنين رفض عمر وأصر أصرارا شديدا قائلا له : أو تحمل أنت أوزارى يوم القيامة ؟فجاء وطبخ وقدم الأكل للأطفال اليتامى حتى شبعوا ولم ينصرف عنهم إلا عندما رآهم فرحين يضحكون! من لأطفال السودان اليتامى غير الله ! عمر الذى سأل لمن هذه الجمال السمينة التى ترعى ؟ هنا قيل له إنها لأبنه عبد الله فناده وعنفه وزجره وقال له لأنك إبن أمير المؤمنين فيقول الناس دعوا إبل أمير المؤمنين ترعى على حساب الفقراء والمساكين فصادر الأبل لبيت مال المسلمين وأعطى إبنه رأس ماله بينما أخوان الرئيس البشير وحاشيته وزوجاته ينهبون المال العام نهارا جهارا ولا أحد يعترض إن الفرق بين عمر الفاروق وعمر البشير كالفرق بين الثرى والثريا الأول يحب الآخرة والثانى متعلق بالعاجلة فى ظل هذا الجو بينما الرئيس البشير غارق فى بحر لجى كاد أن يسحبه فإذا بسلفاكير يمد له حبل النجاة فى غباء وبلا حياء يحتل هيجليج أرض سودانية مائة فى المائة وهنا يتصدى له الجيش السودانى فى بطولة ورجولة لا مثيل لها برغم أن هذا الجيش قد سرح منه أفضل القادة على الإطلاق أمثال الفريق المرحوم توفيق أبو كدوك الذى لا مثيل له فى إفريقيا والعالم العربى من حيث الضبط والربط العسكرى وأمثاله كثر الذين سرحوا للصالح العام ولكن حواء السودانية ولودة فهى التى أنجبت المقاتل الشرس الكلس اللواء كمال عبد المعروف الماحى إبن الحاجة بلقيس هذا القائد الرائد المجاهد العالم الفاهم خريج الدفعة 29 الحائز على دبلوم العلوم العسكرية وبكلاريوس العلوم العسكرية وإثنين ماجستير فى الدراسات الأمنية والإستراتيجية ويحضر الآن للدكتوراة فى إدارة الأعمال عمل قائدا فى عدة مناطق عسكرية منها كاجوكاجى كما عمل قائدا للفرقة 14 مشاة وعمل ملحقا عسكريا فى الصين وغيرها ومديرا للعلاقات الدولية بوزارة الدفاع مثل هذا الهزبر الغضنفر محله الطبيعى وزيرا للدفاع وليس عبد الرحيم محمد حسين الذى إستقال نتيجة لعقدة الذنب من وزارة الداخلية أبى البشير إلا أن يكافئه رجل أخطأ وإعترف بخطئه وقدم إستقالته قال أيه : هذا البطل نجح فى تأمين إحتلال مبنى الإذاعة والتلفزيون ليلة الإنقلاب المشؤومة لهذا تمت ترقيته إلى وزير دفاع ماذا نقول للقيادة التى ابتلينا بها يدعى الإسلام والمعروف أن لامحاباة فى الإسلام سيدنا عمر الفاروق رضى الله عنه وأرضاه عزل سيدنا خالد بن الوليد عن قيادة الجيش ومن هو خالد هوسيف الله المسلول وليس عبد الحيم محمد حسنين لكن ماذا نقول تموت الأسود فى الغابات جوعا ولحم الضان يأكله الكلاب إن وزير الدفاع هو من تثبت بطولاته فى ميادين القتال أمثال اللواء كمال عبد المعروف الماحى الذى هب مزمجرا لإسترداد الأرض والدفاع عن العرض ومن خلفه مجاهدون شجعان من كل أنحاء السودان حتى تمكنوا من إستعادة هجليج المعلوم والمعروف ان دور القوات المسلحة ليس هو الإنقلابات العسكرية دورها الأساسى هو حفظ الحدود والذود عن الأرض والعرض وقد أدت واجبها تماما وعلى أكمل وجه مشكورة على ذلك ليس هذا فحسب وقف من خلفها كل الشعب السودانى الذى تسابق لدعمها الفقراء قبل الأثرياء هذا الشعب السودانى الأبى الوفى الذى جاد بالغالى والنفيس النساء تبرعن بالحلى والذهب والرجال منهم من جاد بماله والفقير جاد بنفسه مجاهدا مع قوات الدفاع الشعبى لقد كان للشعب السودانى دورا رائعا فى سند القوات المسلحة لإسترداد هجليج الشعب السودانى الذى نسى ألامه وشجونه نسى حرمانه وعذابه فداءا للوطن ولسان حاله : بلادى بلادى إذا اليوم جاء ** ودوى النداء وحق الفداء فنادى فتاك شهيد هواك *** وقولى سلاما على الأوفياء وكان هذا أيضا موقف المهندسون والفنيون السودانيون فى شركة النيل الكبرى وسودابست وغيرها من الشركات الذين خاضوا ملحمة بطولية ووطنية ساحرة ونادرة حيث واصلوا الليل بالنهار حتى إستطاعوا ان يصلحوا الأضرار التى لحقت بأبار النفط وبخطوط الأنابيب وتمكنوا فى فترة قياسية خيالية ان يطفئوا النيران ويعيدوا إنسياب البترول مرة أخرى فى إنجاز سودانى أدهش العالم الأمر الذى جعل وزير النفط يسارع لعقد مؤتمر صحفى وكان حريا به أن يصحب معه هؤلاء الأبطال ويتركهم يتحدثوا عن بطولاتهم وادوارهم الفنية فى إعادة التشغيل ولكن سيادته كعادته جير الموضوع لصالحه والخيل تقلب والشكر لحماد وتسابق حملة المبلخر وماسحى الجوغ فى التزمير والتطبيل وكيل الثناء والمديح للوزير هؤلاء المنافقين الذين شبعوا وسمنوا على حساب الشعب السودانى ملكوا المليارات والعمارات والسيارات على حساب المرضى والجوعى والعطشى نفخوا الوزير فأنبرى يزأر بصوت أجش البيمد يده نقطع أيده وقاطع الأيدى لا يعرف المذكر من المؤنث أسمعه يقول :هذا الخسارة بدلا من هذه الخسارة والخراب مست بدلا من الخراب مس سألوه من كيفية تأمين المنشآت النفطية أخذ يدور فى حلقة مفرغة وقد كان المؤتمر الصحفى مهزلة صحفى أجنبى سأل وكان سؤاله باللغة الإنجليزية والوزير يجيد الإنجليزية فالرجل ضيفنا من باب الإكرام واللياقة واللباقة ينبغى أن يرد عليه الوزير بلغته التى يعرفها ولكن الوزير فى إستخفاف قال لأحدهم رد عليه أنت فهل هذا من أدب المؤتمرات الصحفية ؟ هذا هو حال وزراء الإنقاذ . ما جزاء الإحسان إلا الإحسان من حق الشعب السودانى على حكومة المؤتمر الوطنى تشكيل حكومة قومية لمواجهة التحديات الوطنية لكن حكومة الإنقاذ لا تجيد إلا الإستهتار بالشعب السودانى ولا تعرف وزراء إلا من المؤتمر الوطنى هم أهل الكفاءة وهم أهل المعجزات والبطولات والتضحيات أما الشعب السودانى مهمته حماية الجبهة الداخلية حتى يتمتع الرئيس البشير بالرئاسة والكياسة وفن السياسة والسياسة فن الممكن ومن لا يعجبه العجب أو الصيام فى رجب يشرب من البحر . قلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى