الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤوس أقلام لتطوير وإجازة "إعلان ليبرالي أفريقي جديد" ورقة أعدت وقدمت بإسم الحزب الديمقراطي الليبرالي في ورشة للشبكة الليبرالية الأفريقية - أديس أبابا 5-7 مايو 2012

تشمل هذه الورقة ثلاثة محاور : الأول عن تجربة الحزب الديمقراطي الليبرالي في السودان الفكرية ومنهجه في صياغة أفكاره وسياساته ووثائقه ، والثاني عن تجربة الليبرالية الأفريقية، والثالث يغطي بعض المقترحات التي نرى إن يخرج بها إعلان أديس اببا للشبكة الليبرالية الأفريقية.
أولا : عن تجربة الحزب في العمل الفكري:
Ø تكون الحزب نتيجة اندماج أربع تنظيمات ( الحزب الليبرالي السوداني وحركة حق – القيادة الموحدة والحزب الديمقراطي السوداني والحركة الديمقراطية السودانية) وهو ما القي بثقله على التطور الفكري والسياسي والتنظيمي له.
Ø صاغ الحزب أفكاره وقيمه بصورة تدريجية وعملية ، فقد اعتمد بعد توحيد المنظمات الأربعة في ديسمبر 2009 على عدة مصادر لصياغة دستوره ومشروع برنامجه، من بينها ميثاق وبرنامج الحزب الليبرالي السوداني (سابقا) وبرنامج الحزب الديمقراطي السوداني (سابقا) وخصوصا الجزء الاقتصادي منه ، كما استفاد من أوراق عديدة للتنظيمات المكونة له وعدد من مثقفيه وقادته. وذلك حتى يضمن تمثيل مختلف وجهات النظر ولا يكون امتدادا لتنظيم واحد فقط من التنظيمات المتوحدة.
Ø أيضا ولكي يكون الحزب منفتحا على الآخرين فقد طلب من الأستاذ حيدر قاسم (وهو عضو قيادي سابق في حركة حق وليبرالي مستقل حالياً ) أن يقوم بصياغة إعلان الوحدة بين التنظيمات الأربعة ، وهو ما قام به بصورة جيدة وبلغة شاعرية.
Ø تبنى الحزب الموحد مع ذلك الليبرالية الاجتماعية (Social Liberalism) كخط فكري وسياسي له، كما اقر الاستمرار في الاتصال والتعاون والدخول للشبكات الليبرالية الإقليمية والعالمية.
Ø في أثناء تطويرها لما سمته "الليبرالية السودانية" ، كتبت رئيسة الحزب السابقة عدة مساهمات (إبان رئاستها للحزب الليبرالي السوداني (سابقا) ثم الحزب الديمقراطي الليبرالي، جمعت في كتاب واحد تحت اسم "أزمة الدولة في السودان ومشروع التغيير الليبرالي" ، أوضحت فيه أن الهدف الأساسي أمام الليبراليين في السودان هو مواجهة التخلف الاقتصادي وبناء نظام فيدرالي حديث تحت دولة بسيطة صديقة لمواطنيها تتنزل فيها السلطة لأصغر الوحدات وينخفض فيها الظل الإداري.
Ø أكد الحزب أن صياغة " الليبرالية السودانية" هي عملية مستمرة وفق منهج علمي تجريبي، ولا يمكن أن تتم دفعة واحدة عن طريق أيدلوجي بأن يصوغها فرد واحد أو عدة أفراد.
Ø تمت صياغة برامج الحزب الفرعية لمناطق محددة وقضايا محددة في السودان (إقليم جنوب كردفان، دارفور، قضية الجندر، قضية الأرض في إقليم الجزيرة ، الخ) بعد دراسات ميدانية وبعد عقد ورش خاصة تم فيها مناقشة هذه القضايا وفقا للتقارير التي رفعتها قيادات الحزب هناك. أي إن الحزب يعمل في صياغة برامجه وخططه وفقا لمنهج تطبيقي تشاركي(Practical and Particapatory Approch ) .
Ø أدى هذا لأن يجيز الحزب الموحد في مؤتمره الأول (سبتمبر 2010) دستور الحزب ونظامه الأساسي فقط، وكذلك إعلان سياسي مختصر ، دون أن يناقش ويجيز مشروع البرنامج السياسي العام والذي من المفترض أن يعرض على مؤتمر الحزب الثاني في نهاية 2012.
Ø تم في ديسمبر 2012 عقد ورشة اقتصادية لتطوير برنامج الحزب الاقتصادي خرجت بمخرجات جيدة ، ولكنها تحتاج إلى أن تتواصل بعقد ورش إضافية لتطوير مجمل البرنامج الاقتصادي للحزب.
Ø أنشأ أعضاء الحزب عدد من المنظمات المنيط بها تطوير العمل الفكري ودراسات التنمية ، ومن بينها مركز الفكر الحر في ولاية الجزيرة ، مركز علي عبد اللطيف للثقافة ودراسات التنمية ، منظمة آبيي للسلام والتنمية الخ، كأذرع فكرية ومدنية تقوم بتطوير الطرح الليبرالي وتنفيذ جزء من برنامج الحزب الفكري.
Ø في فبراير 2012 كون الحزب فريقاً للعمل الفكري يتكون من العديد من الناشطين في المجال الفكري والثقافي من عضوية الحزب وأصدقائه، كما أبدى عدد كبير من الخبراء رغبتهم في دعم الحزب لتطوير برامجه المتخصصة . وفي هذا مثلا تم تكليف منسق فريق العمل الفكري واثنان من قادة حركة الأطباء لتطوير برنامج الحزب الصحي على غرار البرنامج الصحي للحزب الليبرالي في سنغافورة.
Ø صاغ الحزب مشروع خطة استراتيجية للأعوام 2012-2015 ، شارك في صياغتها العديد من قادة وعضوية الحزب وخضعت لنقاش مطول مع العديد من الخبراء، ولم تتم إجازتها حتى الآن نسبة لضعف تحليل الجانب الاقتصادي فيها، وهو ما يخضع الآن للدراسة والعلاج.
Ø صاغ الحزب مشروع رؤية وطنية شاملة اسماها (Sudan Vision) للسنوات 2015 -2030 ، وكانت في معظمها مقتبسة من مشروع برنامجه العام، لكنها أيضا حملت بعض الأفكار الجديدة فيما يتعلق بنظريات التنمية وببعض الحلول التطبيقية المحددة ، وننتظر أن نفرغ من صياغتها بشكل نهائي حتى نهاية عام 2013 حتى تشكل الأساس الفكري والدعائي لحملة الحزب الانتخابية في عام 2014.
Ø الحزب منفتح تماما على النقد الذي يقدم له من مختلف المساهمين في الحياة العامة وممن يعتبرهم الحزب شركاء أصيلين في مشروعه (Share-Holders) كما وصفهم في الخطة الاستراتيجية.
ثانياً :عن الليبرالية الأفريقية:
Ø لليبرالية الأفريقية تاريخ فكري حافل يعود لحوالي قرنين من الزمان، يمكن إن نجد جذوره في الكتابات والنشاطات التجديدبة والإصلاحية لكل من رفاعة رافع الطهطاوي ( 1801-1873) ومحمد عبده (1849-1905) وقاسم أمين (1863-1908) ومحمد طلعت حرب (1867-1941) في مصر وخير الدين التونسي (1820-1890) في تونس ولكن قبل ذلك في الفكر الاقتصادي لأبن خلدون (1332-1406) في المغرب .
Ø مع ذلك فإن تاريخ الليبرالية المنظم يعود لحوالي قرن من الزمان، وذلك بقيام أحزاب وطنية ذات توجه ليبرالي مثل حزب الوفد (1918)في مصر وبقية الأحزاب الليبرالية التي تفرعت عنهما ، ثم حركة اللواء الأبيض السودانية (1924) وحتى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في مرحلته الأولى (1912-1960) ، وان كان الكثيرون يمكن أن يقوموا بالتشكيك في ليبرالية تلك الحركات كونها كانت حركات وطنية في المقام الأول.
Ø المرحلة الثانية في تأسيس الحركة الليبرالية كانت في فترة الخمسينات حيث تأسس حزب الجنوب (1952) في السودان والذي حول اسمه لاحقا إلى الحزب الليبرالي (1954) وهو وإن كان حزبا إقليميا لجنوب السودان إلا انه كان حزبا ليبراليا مع ذلك في إسمه وبرنامجه. ثم الحزب الليبرالي لجنوب أفريقيا (1953) ثم حزب الحركة الشعبية في المغرب (1957) وبرزت قيادات ليبرالية مثل آلان باتون (المعروف عندنا في السودان بسبب كتابه أبك يا بلدي الحبيب والذي كان يدرس في المقرر المدرسي ) وهيلين سوزمان (في جنوب افريقيا) والمحجوبي احرضان (في المغرب) واستانسلاوس بياساما (في السودان) الخ ، ساهمت في خلق تيار فكري ليبرالي مؤثر .
Ø مع ذلك لم تكن تلك الأحزاب أحزابا جماهيرية أو أحزابا ليبرالية كاملة الدسم. كما إن منطق الحرب الباردة وسيطرة الديكتاتوريات العسكرية اليمينية واليسارية قد جعل من أفريقيا مسرحا للصراع الأمريكي – السوفيتي، وبروز نظام الابارتهايد قد عطل نمو التيار الليبرالي واستمرار الأحزاب الليبرالية المشار إليها أعلاه .
Ø أثناء فترة الحرب الباردة، لم يكن في الطرف الموالي للغرب في أفريقيا الكثير من الليبراليين الحقيقيين، بل كانت هناك من بينهم مجموعات من اكبر القيادات الفاشية في أفريقيا (موبوتو ، جعفر نميري، بوكاسا) . التعامل البراجماتي للغرب مع هؤلاء القادة أضر كثيرا بقضية الليبرالية في أفريقيا، حيث كان الناس طوال الخمسينات والستينات والسبعينات يتجهون يسارا في بحثهم عن الحرية والعدالة والاجتماعية، وهو خيار تضررت منه أفريقيا كثيرا.
Ø النهوض الحقيقي لليبرالية في أفريقيا بدأ في فترة التسعينات وخلال الألفية الجديدة وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي والأحزاب والأنظمة التابعة له في أفريقيا، وكذلك سقوط الابارتهايد في جنوب أفريقيا وبداية الربيع الديمقراطي الإفريقي،والذي ترافق مع ولادة الشبكة الليبرالية الأفريقية قبل عشرة أعوام بالضبط . هذا يثبت إن الليبرالية متلازمة مع الديمقراطية ووجود مناخ حر للنشاط والصراع السياسي.
Ø تمثل ذلك النهوض الليبرالي في الانتصارات الكبيرة التي حقتتها أحزاب ليبرالية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية – مثلا في ملاوي (1994 -2004) وحتى الآن يحكم جناح من الحزب الليبرالي هناك بينا هناك جناح معارض - والسنغال بقيادة الحزب الديمقراطي السنغالي - (2000 وحتى الآن ) وجنوب أفريقيا في مقاطعة الكيب الغريبة ( 2009 وحتى الآن ) وساحل العاج (2011 وحتى الآن) وفي كينيا حيث رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية ينتمى للحزب الليبرالي هناك وكذلك في جمهورية أرض الصومال. بينما تحقق الأحزاب الليبرالية في تنزانيا وسيشيل نجاحات انتخابية جيدة (في زنزبار نائب الرئيس ينتمي للجبهة المدنية الموحدة أي الحزب الليبرالي هناك).
Ø لم تخل تلك الانتصارات من مشاكل – حيث فاز الرئيس الليبرالي في ساحل العاج ولكنه لم يصل للسلطة إلا بعد دعم عالمي نتيجة للانقلاب على نتائج الانتخابات من قبل الرئيس السابق – أما في مالاوي فقد انشقت الحركة الليبرالية الحاكمة في البلاد بسبب من رغبة الرئيس السابق (Bingu wa Mutharika) في توريث أخيه (Arthur Peter Mutharika) ، والآن هناك رئيس ينتمي لليبرالية بينما ضده معارضة ليبرالية. كما يواجه الحزب السنغالي نفس المشكلة بسبب رغبة الرئيس عبد الله واد في توريث ابنه . بينما يعاني الحزب الليبرالي في جنوب أفريقيا من مشكلة النظر إليه كحزب للأقلية البيضاء.
Ø مشكلة أخرى تعانيها الأحزاب الليبرالية في أفريقيا وهي مشكلة العلاقة مع الحكومات والأنظمة القائمة، والتي تؤدي في العادة للانقسام في الحركة الليبرالية في كل بلد. مثلا في تونس كان الحزب الاجتماعي التحرري موالياً لنظام بن علي وقد اندثر الحزب بعد سقوط نظام بن علي، ولكن بعد سقوط بن علي قامت العديد من الاحزاب الليبرالية من بينها حزبان ممثلان في البرلمان. في الكنغو هناك صراع بين الحزبين الليبراليين المعارضين والحزب الليبرالي المشارك في الحكومة. في السودان كان هناك حزب عائلي صغير يرفع شعارات الليبرالية (حزب الديمقراطيين الأحرار) يوالي النظام الإسلامي القائم. في المغرب تتهم الأحزاب الليبرالية في العادة رغم تاريخها الطويل بأنها أحزاب موالية للملك .
Ø لا تزال الليبرالية الأفريقية ضعيفة فكريا. عدا من الإسهامات المتفرقة لعبد الله واد وتوني ليون ليس هناك أسماء لامعة في مجال المفكرين الليبراليين الأفارقة. ورغماً إن علي مزروعي من كينيا يصنف نفسه كليبرالي إفريقي إلا انه من الصعب وصف أفكاره بأنها الممثل الأنصع لأفكار الليبرالية الأفريقية. نحتاج هنا إلى أن تقوم الشبكة بالتعريف أكثر بكتابات المفكرين والقياديين الليبراليين في أفريقيا، مثلا أن تصدر سلسة بعنوان " كتابات ليبرالية افريقية" تنشر باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والعربية.
Ø لا يزال البرنامج الليبرالي لإفريقيا منعدما، على سبيل الوثيقة البرامجية التي أعدها الليبراليون في جنوب آسيا (Liberal Values for South Asia) – نتوقع أن تقوم ورشة العمل هذه بافتتاح هذا الدور، وذلك بصياغة إعلان أديس اببا 2012 لليبراليين الأفارقة ، وان تعين من بين عضويتها لجنة لتطوير وثيقة بعنوان " القيم الليبرالية لأفريقيا في الألفية الجديدة"[i] .
ثالثا :مقترحات لصياغة الإعلان:
في طريق صياغة إعلان أديس اببا للشبكة الليبرالية الأفريقية، نتقدم بالمقترحات التالية"
1- الديباجة :
يجب أن تكون هناك ديباجة قصيرة للميثاق تتحدث عن الليبرالية الأفريقية وتاريخها وتطورها وتشير إلى إعلان جوهانسبيرج وانه بعد 10 سنوات من تكوين الشبكة ونضوج الكثير من الأحزاب الأفريقية قد أتى الوقت للإعلان الليبرالي الأفريقي .
2- الهدف والرسالة والقيم الحاكمة
الهدف :
هدف نشاط الحركة الليبرالية الأفريقية هو بناء فرد حر و مجتمعات حرة ومتطورة وحديثة وذلك عن طريق إرساء حقوق المواطنة وحرية المواطنين وبناء دول متقدمة عبر إقرار المساواة الدستورية الكاملة وكذلك الالتزام بحكم القانون والدستورية والمؤسسية وتحقيق النمو الاقتصادي وتقوية المواطنين عبر حكم تمثيلي راشد، والسعي للوحدة الأفريقية الكاملة وفتح الحدود بين الدول الأفريقية وحرية تبادل البضائع والرأسمال والعمالة فيها.
الرسالة:
تأهيل وتقديم قيادة سياسية في كل بلد ذات تأهيل عالي ومصداقية كبيرة تعمل من أجل الوصول للحكم الراشد في أفريقيا وتتخذ طريقها لذلك عبر النشاط الفكري والسياسي والاجتماعي.
القيم الحاكمة:
لتحقيق الهدف والرسالة أعلاهما، لا بد من اتخاذ طريق سياسي جديد يعتمد على ثقافة سياسية جديدة، ديمقراطية وذات مصداقية عالية وأخلاق رفيعة. إن تحقيق أهداف الليبرالية الأفريقية لا يمكن أن يتم دون الالتزام التام بمجموعة القيم الجديدة التي تكفل تنفيذ تلك الرؤية وتحقيق تلك الرسالة، ومن أهمها :
المصداقية، الشفافية ومبدأ المحاسبة:
ستسعى الحركة الليبرالية الأفريقية دائما لأن تكون قيم المصداقية والشفافية والمحاسبية هي القيم السائدة داخله وفي الحياة السياسية والعامة. ويجب على المجتمعات الأفريقية اتخاذ معايير صارمة لمحاسبة ممثلي و قادة الحركة الليبرالية الأفريقية في حالة خرقهم لأي من تلك المبادئ في عملهم العام وفي نشاطهم السياسي. كما إن كل قيادات العمل العامفي أفريقيا مدعوون لتطبيق أقصى درجات الشفافية والمصداقية والخضوع لمبدأ المحاسبة في كل نشاطاتهم
الأمانة والثقة:
إن الناس في تعاملهم مع بعضهم لا بد إن ينطلقوا من مبدأ الثقة المتبادلة وافتراض حسن النية في الآخرين، وكذلك من التعامل النزيه والأمين مع بعضهم البعض. إن الحركة الليبرالية الأفريقية ترفض كل أشكال الخداع والتآمر والظن السيئ ويدعو الناس للتعامل بثقة وأمانة وتعاضد فيما بينهم .
العدالة والإنصاف والمساواة:
إن كل الحركة الليبرالية الأفريقية ستعمل طول الوقت وفي كل ساحة لتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين وإنصاف المتضررين منهم. كما سيقف القانون والمؤسسات العامة بصورة مبدئية ضد كل تمييز أو إقصاء يتم على أساس العرق أو الدين أو النوع أو المنشأ الاجتماعي الخ . أن الحركة الليبرالية الأفريقية ترفض بصورة خاصة أي شكل من إشكال التمييز ضد المرأة أو على أساس العرق ز سيعمل بكل طاقته على أن يكون كل المواطنين متساويين أمام القانون وفي الحقوق والواجبات. وكذلك إن تكون لهم فرص متساوية للتطور والتملك.
مناهضة الفساد والمحسوبية:
إن الفساد والمحسوبية هما آفتان تضربان بعمق في بنية مختلف الدول الأفريقية و يهددان أي تطور سياسي أو اقتصادي لأفريقيا وهما من معوقات التنمية الرئيسية. إن الحركة الليبرالية الأفريقية ستكون مناهضة على طول الخط لأي مظهر من مظاهر المحسوبية والفساد في العمل العام.
3. الأيدلوجية
نقترح إن تتبني الشبكة أيدلوجية الليبرالية الاجتماعية (Social Liberalism) كأيدلوجية رئيسة لها، ذلك إن الليبرالية في أفريقيا لا يمكن إن تتطور دون وجه اجتماعي وإنساني لها، كما إن مبدأ العدالة الاجتماعية هو من أهم ركائز الليبرالية الحديثة.
تشجع الشبكة القيم التالية لتسود بين الدول الأفريقية وفي علاقة أفريقيا مع العالم، وتلزم أعضاء الشبكة والحكومات التي يقودها الليبراليون بها:
Ø انتهاج سياسات ترمي إلي دعم التطور الاقتصادي لأفريقيا وترسيخ الأنظمة الديمقراطية فيها.
Ø حماية حقوق المواطنين الأفارقة خارج أفريقيا ، ومحاربة العنصرية ، والاستفادة من إمكانيات المهاجرين الأفارقة لدعم تطور أفريقيا وربطهم بها.
Ø انتهاج سياسية التعاون الإقليمي، كمدخل للوحدة الأفريقية الشاملة.
Ø تعزيز مبادئ وممارسات حسن الجوار والتعاون المشترك، والعمل على فض النزاعات الحدودية والإقليمية بالطرق السلمية عبر التفاوض أو باللجوء إلى التحكيم الدولي.
Ø ترقية التعاون مع جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى من أجل تمكين السلام العالمي، واحترام القانون الدولي والالتزامات التعاهدية.
Ø التعاون مع المجتمع الإقليمي والدولي في القضايا ذات التأثير المباشر على البيئة والحياة البشرية والتراث الحضاري العالمي.
Ø العمل على تطوير نظام اقتصادي إقليمي وعالمي عادل، وتحقيق التكامل الاقتصادي الأفريقي وترقية التعاون الاقتصادي بين دول الجنوب، وتعزيز الاتجاه الدولي لإلغاء ديون العالم الثالث وتحويلها إلى ميزانيات الخدمات الصحية والتعليمية.
Ø تعزيز دور أفريقيا في المنظمات العالمية، والمطالبة بمقعد دائم لأفريقيا في مجلس الأمن.
Ø الاشتراك النشط في كل الحملات الهادفة إلى نزع وتقليص انتشار أسلحة الدمار الشامل، وجعل أفريقيا وبحارها مناطق خالية من السلاح النووي، وحماية البيئة الطبيعية البرية والبحرية، والتعاون العالمي في مجال صون حقوق الإنسان.
Ø توثيق التعاون مع الدول الديمقراطية الدستورية، وعدم الاعتراف بالأنظمة الدكتاتورية والقمعية والانقلابية.
نقترح إدخال النقاط التالية للإعلان كي تدعم التعاون الإفريقي والتحول نحو الديمقراطية :
a. إصلاح وتطوير بنية الاتحاد الإفريقي ليقوم بدوره في أكمال وحدة كل أفريقيا .
b. تسعى الشبكة لأن تلعب دورا اكبر فعالية في حل الحروب الأهلية باعتبارها أس بلاء المنطقة.
c. تسعى الشبكة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية والتركيز على الاقتصاد بدلا من السياسة والفتح التدريجي للحدود وضمان حرية تبادل السلع والعمالة ورؤؤس الأموال.
d. تعمل الشبكة للتضامن والمدافعة من اجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطن والضغط على الدول ذات الأنظمة التسلطية والشمولية لتغيير سياساتها.
e. تسعى الشبكة لقيام تحالف بين الدول الأفريقية الديمقراطية يسمى بتحالف دول العهد الديمقراطي، بين الدول التي تنتهج الديمقراطية البرلمانية نظاما للحكم وتحترم حقوق الإنسان وتقر الحريات الأساسية للمواطنين في أفريقيا
f. يكون الغرض الرئيسي من هذا العهد تمتين التعاون بين الدول الديمقراطية في المنطقة في كافة المجالات، والمساهمة الفاعلة في عملية دعم الديمقراطية في أفريقيا، وبناء الصندوق الإفريقي للديمقراطية، والمساهمة في المؤسسات الدولية بصوت موحد يعبر عن الدول الديمقراطية في القارة.[ii]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.