· نعلم ان اي كلمات لن تخترق الحزن الخيم على قطر منذ احتراق مول " فلاجيو " الدوحة ولكن نصف حروفنا لاستقاء العبر والدروس المفيدة ولمسح شيئا من الاسي ونشاطر المكلومين الامهات والاباء فقد كان وجعا حقيقيا وزرفت فيه الدوموع لانه شائن ان يحتبس صغار في مكان غير آمن حتى يلفظوا انفاسهم الاخيرة ولكنها ارادة الله وما شاء قدر .. اول هذه العبر تراصص قيادات الدولة ورموزها والمواطنين والمقيمين وهو ترسيخ لمقولة " الناس شركاء في الماء والعشب والكلاء " وفي السراء والضراء ويجب إعلاء هذا التلاحم لما فيه الخير والامان للجميع . · قبل اسبوعين كتبت مقال " ناقوس الخطر " سلطنا فيه الضؤء حول دراسة تتحدث بالارقام والاحصاءات ان كثير من المؤسسات إن اخترقت بياناتها ومعلوماتها المالية يصعب استرجاعها لانها لا تعتمد نسخ صلبة احتياطية ولا تدعم امن بياناتها بما يكفي او غير مواكبة لاحدث المنتجات الخ .. وبرغم البون الشاسع بين اختراق وضياع البيانات المالية والحاسوبية والأنفس البشرية فما افقدتهم الدوحة براعم غادروا نهائيا وكانوا يسطرون اولى حروف الهجاء ورسم المستقبل لاسرهم الحالمة بكل جميل مشرق .. وهذه وتلك تتشابه فقط في فرية الاهمال وما يعتبره البعض صغائر الامور . · نعم .. انها اشياؤنا الصغيرة .. باتت تتشكل كنقاط سوداء في جبين كثير من مؤسساتنا الناجحة وقد كنت ختمت مقالي بهمسة " ما النار إلا من مستصغر الشرر " فمن يصدق ان فلاجيو المزدحم بالمتسوقين والزوار والذي تجري قناة مياه في وسطه ويتماوج سقفه بسحاب يتشكل وكأن زخات المطر توشك ان تنهمر تعطي زواره الراحة النفسية ومتعة التسكع والتسوق يمكن ان يتحول لبقعة مشتعلة تقهر جهود الرجال وتأخذ ارواح 19 ما بين طفل ومعلمة واثنان من طواقم الانقاذ بذلوا جهودا مقدرة ولبوا نداءت الواجب بكفاءة ورسموا الانسانية في اسمى معانيها .. · انه الاهمال .. وتجاوز اللوائح والانظمة والتغاضي عن الاشياء الصغيرة .. اسلاك كهربائية مكشوفة .. مخلفات مباني .. مخارج للسلامة مجهولة المواقع .. اجهزة اطفاء لا يتم مراجعتها بانتظام ..مباني لامعة تسلب الالباب لكنها متراصصة لا تتيح حركة انسيابية سلسلة وآمنة .. مجمعات تجارية لا تكشف عن لوحات ارشادية للمتسوقين وبلغات ولهجات متداولة .. مطاعم ومقاهي لا يربط بينها غير تصاعد ادخنة الشيشة وتحقيق الارباح الطائلة .. اكشاك تجارية احتلت الممرات الامنة للمتسوقين بالمولات التجارية . · ان غالبية المواد المستعملة في المباني الحديثة من الدائن والمواد القابلة للاشتعال السريع وواجهات زجاج حابس للاوكسجين وكاتم للتنفس وتسبب الاختناق حتى ولو كان احتراق بسيط .. اجهزة حاسوبية وكهربائية في اماكن العمل لا يتم صيانتها دوريا .. · قلة المسطحات الخضراء والاستزراع والتشجير لصالح المباني الخرسانية والزجاجية حيث تلعب الخضرة دورا ملموسا في امتصاص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في ظل الظروف المناخية المعروفة في دول الخليج عموما .. · تجاهل بعض المسؤولين اهمية العمل الميداني وتقييم المواقع التابعة لمؤسساتهم والارتكان الكبير على التقارير المكتبية والموسمية والتي تفتقد للمصداقية والدقة والتقدير الصحيح من القائمين علىها او ايلائها اصلا لصغار الموظفين .. وتجاهل ما تتناوله الصحف السيارة وتكشف عنه من خروقات في بعض الامكنة وكأن لا حياة لمن تنادي .. · مع تقديم هذه الحزمة من المقترحات نثمن عاليا الجهود التي بذلت لانقاذ الارواح والوقفات الانسانية من ولي الامر ومباشرة اللجنة العليا برئاسة الرجل الرقم سعادة عبدالله بن حمد العطية للتحقيق حول ملابسات الحادث ونتمنى على كل مسؤول ان يضع ضمن خارطة عمله الاسبوعي جولات ميدانية للوقوف على اجراءات السلامة والامن في مؤسسته لتتكامل الجهود ولسد الثغرات .. عواطف عبداللطيف [email protected] همسة : انه درس بليغ لحض الواعز الديني ولضرورة الانضباط الاداري والمتابعة الميدانية وباستمرارية ونفض الغبار عن اجهزة الامن والسلامة.