لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار في جدلية الدين والدولة

++ الاستبداد السياسي عطل مسيرة الفكر السياسي الاسلامي !
++ لم يرد نص قطعي يدعو إلي إقامة دولة إسلامية !
++ الدولة في الإسلام مدنية ولكنها تستهدي بأحكام دينية !
++ الحركات الاسلامية عجزت عن مخاطبة المستجدات !
++ هؤلاء أفسدوا أمر الأمة الاسلامية !!
++ الشوري لاتعني الديموقراطية والمقارنة في غير موضعها !
** حاوره ... حسن بركية
تطرح قضية العلاقة بين الدين والدولة أو بين الدين والسياسة جملة من الأسئلة الشائكة والمعقدة ويمتد الجدل ويتشعب ولاينتهي ، وللاسلام في العالم العربي والاسلامي دور مزدوج ، دور المقاومة لكل ماهو أجنبي وحفظ الهوية ومن جهة ثانية يفرض نفسه كمعيار للقياس والتغيير والإصلاح. وشهد التاريخ الإسلامي الكثير من أشكال المقاومة والصراع بين السلطة الرسمية والشعوب ، هناك من يري أن الصراع الطائفي بين السنة والشيعة حكم تاريخ الاسلام وفي المقابل هناك من يعتقد أن تاريخ الحكم في الإسلام تجسد في الصراع بين السلطة والمعارضة وهو صراع طبقي خالص كما حكمه صراع آخر مكمل وفق رؤية هادي العلوي هو الصراع بين الدين والثقافة أي الصراع بين العقيدة السلفية الخالصة وبين الفكر الإسلامي في مناحيه ومدارسه المختلفة ، كل هذه القضايا كانت ضمن محاور النقاشات والحورات التي تمت مع عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار.
** الحديث عن علاقة الدين بالدولة ظل محل جدل متواصل .. المفكر الإسلامي جمال البنا قال الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة وفي المقابل هناك من يقول الإسلام دين ودولة السؤال هل صحيح أنه لا اسلام دون خلافة أو دولة وهل بالضرورة وجود دولة من أجل استمرار الدين؟
- هذه القضية ينبغي النظر إليها بعمق أكبر ومن عدة نواحي أولاً الإسلام جاء ديناَ مكملاً للرسالات السابقة ومتضمناً لأصول تلك الرسالات السابقة . الرسالات السابقة اتفقت علي توحيد الله والعدل بين الناس والبعث والجزاء الاخروي ويمكن أن نسميها أصول الديانات ولكنها كانت محدودة فكان تشريعها وقفاً علي زمن محدد معين لمعالجة قضايا مرحلية لأن المجتمع نفسه كان يتطور من إلي مرحلة ولما وصلت الانسانية مرحلة النضج جاء هذا الدين الشامل. الدين الاسلامي دين منزل من قبل الله ونحن المؤمنين نعتقد أن الله لحكمة يعلمها وضع التشريعات لأنه لايحقق مصلحة لنفسه من هذه التشريعات ، ولوكلنا كنا علي قلب رجل واحد إيماناً مازاد في ملك الله شيئاً لو كنا كلنا علي قلب رجل واحد كفراً لما نقصنا من ملك الله شيئاً، اذاً ليس هناك مصلحة تعود لله سبحانه وتعالي وإنما لحكمة لحكمة أرادها وضع هذه التشريعات.الأمر الثاني إذا قارنا الاسلام بالديانات الأخري نجد أن تشريعها كان محدوداً، في المسيحية مثلاً يقتصر الدين علي الجوانب الشخصية ولكن الاسلام بما أنه محيط وشامل لابد من أن تكون لديه أجوبة علي كل التساؤلات التي تطرح في المجتمع ولذلك المقارنة في غير مكانها، الدين المسيحي ركز علي الجوانب الروحية والشخصية الاسلام تحدث عن الأحكام الشرعية الخاصة بتنظيم علاقة الفرد بربه وعن الأحكام الشرعية التي تنظم علاقة الانسان بأخيه الانسان والأحكام التي تنظم علاقة الانسان بالبيئة من حوله والفصل في الخصومات بين الناس، علماء الأصول يقولون مالايتم الواجب إلا به فهو واجب. صحيح لم يرد نص قطعي في القرآن الكريم أو السنة المتواترة يدعو إلي إقامة دولة اسلامية ولكن الفهم يأتي من ناحية أن بعض الأحكام لايمكن أن تطبق إلا في إطار سلطة أو دولة، ولذلك نستطيع أن نوفق بين كلام جمال البنا هو رجل مجدد وبين كلام الاسلاميين بأن الاسلام دين ودولة. نعم المفهوم الأوسع هو مفهوم الأمة ولكن هناك أحكاماً لايمكن أن تطبق إلا في إطار الدولة، ولكن ينبغي أن نميز بين الدولة الاسلامية والأحكام الدينية، الأحكام الدينية منزلة من قبل الله سبحانه وتعالي ولكن تطبيقها تجربة بشرية ولذلك يأتي مفهومنا لطبيعة الدولة بأنها دولة مدنية، أي أنها تجربة بشرية تستهدي بأحكام دينية وليس صحيحاً أن الدولة المدنية معزولة من أحكام الدين ولا أنها دينية كل تفاصيلها منزلة من قبل الله .
** إذا انتقلنا بموضوع الدين والدولة إلي البحث تخصيصاً في الواقع السوداني الذي أقام فيه المجتمع السوداني دولة السودان علي أساس المواطنة وليس الإنتماء الديني وبالتالي إن جعلت الدولة لنفسها ديناً معيناً فإنها تنحرف عن إرتباطها الأصلي إلي جديد لايجمع كل السودانيين، كيف يستطيع المواطن السوداني أن يتماهي مع الدولة رغم اختلاف الدين أو المذهب؟
التعبير الدقيق في نظري هو حكومة وليس دولة ، ومفهوم الدولة كماهو معرف في القانون تضم أقليماً من الأرض يسكنه مواطنون ‘‘ شعب‘‘ وسلطة تحكم ، بهذا المفهوم المفهوم لانستطيع أن نسمي هذه الدولة اسلامية أو دينية ولكن مفهوم الدولة الدينية أطلق في مرحلة تاريخية محددة عندما كانت الدولة الاسلامية تسيطر علي أجزاء كبيرة من المعمورة فكانت الدولة الاسلامية أشبه بالأمبراطورية خليفة يتمركز في المدينة أو دمشق أو بغداد يمتد سلطانه إلي كل الأرض المعمورةالتي فيها حكم الاسلام والمسلمين وهذا المفهوم للدولة غير موجود الآن. هناك حكومات ترفع شعارات اسلامية، حكومات الدستور الذي يحكم حياتها تنبثق من الاسلام بهذا المفهوم يمكن أن نقول هناك حكومة اسلامية وهو وصف أكثر دقة. وجمال البنا رجل مفكر ألتقيته أكثر من مرة وقرأت له عدد من الكتب حقيقة هو مجتهد لإيجاد مفاهيم جديدة تستوعب مستجدات الحياة التي طرأت وعجزت الحركات الاسلامية عن مخاطبة هذه الأشياء. إذا أطلقنا مفهوم الدولة الاسلامية ومفهوم الحكومة الدينية علي ممارساتنا نكون قد وقعنا في خطأ كبير خاصة أن مفهوم الدولة الدينية ترسخ في أذهان السياسيين والمفكرين بأنه بعث للدولة الدينية التي كانت موجودة في الغرب وتلك الدولة كانت عبارة عن تحالف مابين الأمبراطور ورجال الدين وكان هذا التحالف ضد حرية الشعب وضد مصلحة الوطن وكان ضد توجيه النقد للحاكم وبالتالي أصبح مفهوم الدولة الدينية مفهوماً عقيماً وطارداً، ولذلك إذا رجعنا إلي أحاديث الرسول (ص) الصحيحة وأحكام القرآن وممارسات الخلفاء الراشدين يتأكد لنا طبيعة الدولة في الاسلام بأنها دولة مدنية وليست دينية وهذا ينطبق علي الواقع السوداني الذي لايقبل الدولة الدينية ولكنه يقبل الدولة المدنية.
** هل الفقهاء وحدهم هم الناطقون باسم الدين أم أن الدين قضية عامة مطروحة للنقاش العام مع ضمان حرية الرأي والإجتهاد والحوار؟
طبعا هناك مانسميه التخصص – لايمكن أن أتي بإنسان متخصص في علم القانون ولاخبرة له في الطب ونطلب منه إجراء عملية جراحية هذا لايقوله عاقل. أيضا الدين لديه علماء متخصصون ، تخصصوا في أحكام الدين وفي علومه وفي الديانات ، لو أطلقنا لكل انسان أن يتحدث في الدين بدون معرفة نكون قد أتحنا الفرصة للجهال ليقرورا المصير الديني، لذلك فيما يتعلق بالأحكام الشرعية الدينية لابد من الرجوع للعلماء المتخصيين في هذا المجال قال تعالي ‘‘ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطون منه ‘‘ ليس كل انسان يستطيع أن يستنبط الأحكام الشرعية لمجرد أنه إنتمي لهذا الدين ولكن التدين بمعني أن تمارس هذه الحياة قد نجد انساناً لا يكون عالماً ولكنه متدين والتدين نفسه لابد له من معرفة أولية، فلا يجوز أن نطلق لكل انسان العنان لكي يتحدث في الدين حسب هواه. قد أجد انسان لايكون عالماً بالدين ويكون عالماً في الطبيعة أو الفلك في مجاله يكون أقدر علي الفمهم من عالم الدين . الآن الخطأ الذي وقع فيه كثير من العلماء أنهم يفتون في كروية الأرض والفلك ...الخ هذا ليس صحيحاً لكي نخرج من هذه الإشكالية ‘‘ اشكالية الثنائية‘‘ نجد علماء متخصصون في العلوم الشرعية ولاخبرة لهم بالعلوم الاخري ويصدرون الفتاوي في قضايا متعلقة بالعلوم الطبيعية هذا خطأ فادح، لذلك نحن في هيئة شؤن الأنصار دعونا إلي ضرورة قيام مؤسسة تشريعية تضم كل التخصصات –العلم المدني –العلم الشرعي – الاقتصاد والقانون ... الخ هؤلاء العلماء يكونوا المرجع في القضايا وعندما تطرح قضية اقتصادية يتناولها الناس من كل الجوانب الاقتصادية والدينية وبعد ذلك تصدر الفتوي نسبة الخطأ فيها أقل ولكن أن نترك لعالم الدين وحده ليرد علي كل التساؤلات حول مايعرف ومالا يعرف هذا خطأ أساسي.
** عندما يفرض الجديد نفسه يسعي بعض الفقهاء والعلماء لإستيعابه بسرعة في إطار عملية التأويل والتفسير العصري للنص وإنتظار الفقيه الذي يكتشف كل العلوم في النص وهناك من يطلق علي هؤلاء التراثيين الحداثيين كيف تنظر إلي هذه المسألة؟
لو قصرنا الاسلام علي النصوص نكون قد ظلمنا الاسلام، ولو قلنا ان السلف هم الأقدر علي فهم الاسلام نكون قد حكمنا علي هذا الدين بالتحجر والاسلام لاتثبت صلاحيته لكل زمان ومكان إلا بالاجتهاد وباستيعاب النصوص، ولذلك نحن نري ضرورة أن نربط النصوص بالمقاصد هنالك مقاصد كلية – الدين جاء ليحفظ النفس –الدين –العقل وهذه المقاصد الكلية لابد من استحضارها أثناء قراءة النصوص وفي حالة عدم ربط النصوص بالمقاصد يحدث الخلل – ولذلك نحن نقول أن في الدين ثوابت تتمثل في العقيدة –العبادة –المعاملات –القيم الأخلاقية هذه لايختلف الناس حولها ولاتتأثر بتغير الزمان والمكان. ولكن هناك قضايا الأحكام الشرعية وهي تتغير بتغيير الزمان والمكان ، ويكفي دليلاً علي ذلك أن يوم موت الرسول صلي الله عليه وسلم حدثت مستجدات، المستجد الأول أين يدفن الرسول (ص) واختلف الناس حتي جاء أبوبكر الصديق وأثبت أن مامن نبي مات وإلا دفن حيث قبض –وبل وفاته نفسه كانت محل خلاف ماذا بعد الرسول؟ من يخلف الرسول؟ هنا أيضاً اختلف الناس إذا هذه المستجدات حدثت والرسول لم يدفن بعد – وطبيعي جداً أن تحدث مستجدات أخري لذلك لابد من التمييز مابين الثابت في الاسلام والمتغير. بعض المسلمين المنكفئين يقولون ماعلينا إلا إعادة الخلافة الأولي هذا ليس صحيحأ – نحن الآن نعيش في عالم مختلف تماماً والمعارف تنوعت وتعددت والمصالح والعلاقات تشابكت والمواطنة أصبحت أساس العلاقات بين الناس وتجد في الدولة الواحدة ديانات مختلفة هذه كلها مستجدات لايمكن أن نتعامل معها إلا إنتهجنا نهج التمييز مابين الثابت والمتغير.
** طوال التاريخ الاسلامي كان النص الديني يوظف لخدمة السلطان حيث تم توظيفه توظيفاً سياسياً مكشوفاً لتجريد الانسان من قدرته علي الإختيار ووصل الأمر في عهد بني أمية تدشين معاوية بن أبي سفيان ماعرف بالأيدولوجية الجبرية، هل صحيح أن النص الديني يقبل التأويل والتحوير بحيث يجد فيه كل فريق مايريد؟
قال الإمام الحسن البصري: أفسد أمر الأمة إثنان، عمر بن العاص يوم أشار علي معاوية برفع المصاحف علي أسنة الرماح في معركة صفين والمغيرة بن شعبة يوم أشار علي معاوية بتوريث الخلافة لإبنه يزيد لو هذان لظل أمر الناس شوري إلي يوم القيامة وأضيف إلي ذلك إستخدام الخوارج للنص في مكانه عندما قالوالا حكم إلا لله ،وألقت تلك التصرفات بظلال علي كل مسيرة الامة الاسلامية مما جعل الفكر السياسي الاسلامي يتحوصر حول مفهوم الوراثة والنص دون ربطه بالمقاصد والسبب هو الاستبداد السياسي الذي هيمن علي هذه الأمة وعطل مسيرة الفكر السياسي الذي كان متطوراً في عهد الخلفاء الراشدين. لو جعلت للناس نظاماً معيناً وأمرت الناس أن يطبقوه في كل زمان ومكان تكون قد حكمت عليهم بالموت ، والإسلام ليس كذلك الاسلام فيه تطور ومرونة وقدرة علي إلاستجابة، توظيف النص الديني لدعم النظم الشمولية كان السبب الأساسي في حدوث الإنحراف الفكري الذي جعلهم يسكتون عن الظلم خوفاً من الفتنة هكذا فعلوا وهي نفسها أحكام تقديرية وليست منزلة.
** أخفق المسلمون في إقامة نظام سياسي نموذجي يحتكم للشعب واستمر منطق الخضوع للقوة والغلبة إذا كان الغالب علي القدماء طاعة الإمام فإن سؤالنا هو متي تجب الثورة علي الإمام أو الحاكم الظالم؟
الاسلام كله ثورة منذ البداية جاء النبي (ص) بثورة فكرية ووجد النظام في مكة نظاماً قبلياً شركياً وفيه عدم عدالة اجتماعية وجاء بثورة معرفية ، النظام الذي كان يريد أن يحافظ علي شكل الدولة التاريخية بمكة حاول أن يتصدي لهذه الثورة بكل الوسائل استعمل العنف والإغراء والمساومة – استخدم كل هذه الوسائل ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يرفض أي تجاوب إلي أن حرر العقلية العربية من الإستكانة من الظلم والقرآن يرفض الاستكانة للظلم ‘‘قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة لتهاجروا فيها ‘‘. لايوجد مجال للإستكانة والإستكانة نفسها تقتل روح المقاومة عند الانسان ، والآن لعلك تدرك أن الشعوب العربية والاسلامية كلها غير قادمة علي مقاومة الاحتلال الصهيوني والأمريكي لماذا؟ لأن روح المقاومة التي قتلت في ظل النظم الشمولية التي تهيمن علي عاجزاً عن مقاومة أي عدوان خارجي ولكن بالتربية منذ الصغر يغرس الاسلام في الانسان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الصبر علي الظلم والتصدي للظالمين والاستشهاد في سبيل الله ، هذه المعاني والمفاهيم أبعدت من المناهيج التربوية والتعليمية وبالتالي خلقنا وسميناه أنساناً مسلماً ولكن هذا الشيئ لايتحرك من داخلة ولا يتحرك إستجابة لنداء قلبه ولكن يتحرك خوفاً من السلطان أو طمعاً في عطايا السلطان ولذلك أنا أرفض تماماً منهج الذين يقولون نحن نستسلم للحاكم رغم أنه ظالم. حياتك في موتك عندما تموت في ساحة الفداء والشرف والتصدي للظالمين لأن المسلم لايعتقد أنه بموته قد مات وإنما الموت باب من أبواب الحياة الممتدة حتي يوم القيامة.
** يذهب فريق من الاسلاميين إلي القول أن العالم الاسلامي عرف الديموقراطية قبل الغرب وأن الشوري تعني الديموقراطية وهناك رأي آخر مخالف يري أن إعطاء الشوري مفهوم الديموقراطية يعني خلط الأوراق وتمييع المفاهيم كيف تري ذلك؟
طبعا هذا الاشكال يخلق جدلا كبيرا في الفكر السياسي انا في تقديري الشورى قيمة من قيم الاسلام المسلم طبيعى ان يستشير في كل امور الحياة لاخاب من استخار ولاندم من استشار فالشورى قيمة وصفة ومعنى ومبدأ من مبادئ الاسلام التى ينيغي ان يتصف بها المسلم الديمقراطية الية ونظام للحكم.
الفكر السياسي الغربي بعد صراع طويل ممتد توصل الي الية بها تتدوال السلمي السلطة بها يتم اعطاء كل ذى حق حقه وبالتالي المقارنة في تقديري في غير موضعها نحن المسلمين حتى يتبلور لدينا نظام سياسي معين يمكن ان نقدمه كنموذج توجد مبادئ عامة منتشرة في القران في التاريخ في الاحاديث المتواترة ولكن تبلور نظام السياسي محدد المعالم كيف اختياركم الحاكم؟
مدة بقاء الحاكم كيف يقوم هذا الحاكم اذا خطأ ... الخ هذا النظام لم نتوصل اليه بعد حتى الان بسسب نعطيل الممارسة السياسية الشورية التى كانت موجودة فى عهد الخلافة الراشدة وجاءت دولة بني امية دولة بنى العباس. ثم الدولة العثمانية وقضت علي هذا الفكر قضاء مبرما. الديمقراطية الية ونحن كمسلمين ماهذه الالية؟ هل يمكن ان نحقق عبرها مقاصد الاسلام؟ وان نمارس الشورى في ظلها؟
في تقديرى نعم الديمقراطية ليست حاجة منزلة ويجب تطبيقها بالطريقة الكلاسيكية هي الية اهم مايميزها الفصل بين السلطات الثلاث النيابة في السلطة_- التدوال السلمى للسلطة- سيادة القانون هذه المبادئ تحقق العدالة وهى تتعارض م مقاصد الاسلام وبالتالي في تقديرى الديمقراطية يمكن ان نطبقها في ظل مجتمع مسلم ونحقق بها مبادئ الاسلام وبالتالي الذين ان الاسلام حكمه شورى في تقديري مكابرون لايريدون ان ياخذوا بالديمقراطية في حين ان النظام الذى يطبقونة نظاما اوتقراطيا ليس من الاسلام وانما جاء من الغرب بمعنى انهم استصحبوا تجربة الغرب القبيحة ويرفضوا تجربة الغرب المصيبة التى دعا اليها الاسلام والتى اقرهاالاسلام.
هنالك محاولات لاتحصي لاعادة تأويل التراث الاسلامى علي ضوء العصر واظهاره بمظهر التراث العالمي المشترك وعيب هذه المحاولات النظرية انما تعتقد انه بمجرد ان حصل التقارب في عمل الباحث بين مفاهيم الاسلام ومفاهيم العصر فلابد ان يزول التناقص الفعلي والواقعي بين مطلب الذاتية ومطلب الحضارة كيف يمكن التوفيق بين الفكر والواقع ووضع شروط النهضة؟
الاسلام تكلم عن الفئة التى جامدة علي امر واحد مهما تغيرت الاحوال وعاب عليها امر واحد مهما تغيرت الاحوال وعاب عليها هذا مفهوم التجديد في الاسلام يمكن ان نفهمه من منطوق قوله تعال( ومثل كل طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها)صحيح بعض العلماء يحاول ان يطوع النصوص الاسلامية لتتماشى مع مفاهيم عصرية الاسلام هو الديمقراطية الاسلام مع المواطنة ومع حقوق الانسان وهذا الاسلوب في تقديرى غير صحيح الاسلوب الصحيح هو التمييز الذى اسلفته ان هنالك في الاسلام ثوابت ونحدد منهج الاسلام للتعامل مع المستجدات اي مستجد من اى وعاء خرج ان كان لايتعارض مع هذا النهج الاسلامى لايتعارض مع الاصول والمبادئ والقيم يؤخذ هذا النهج في اى امر يحقق مصلحة عامة يؤخذ به بعض الناس يعتقدون ان العدالة عرفها الاسلام لاعدالة الا ماقال الاسلام هذا غير صحيح الرسول ص عندها امر المسلمين بالهجرة الي الحبشة امرهم بالذهاب اليها وقال ان بها ملكا عادلا لايظلم عنده صفه العدل وهو لم يكن مسلما وايضا القران يحذرنا( ولا يجرمنكم شنأن قوم لا تعدلوا) يعنى بغضكم لقوم لايدفعكم الي انكار صفاتهم الحسنة هذا ليس صحيحا فانا لست من انصار الذين يحاولون أن يجدوا لكل مستجد مبرراً من الشرع هذا أسلوب غير صحيح – ونحن لابد أن نعترف أن هناك خصوصية للمسلمين وخصوصية للغرب وبينهما خصوصيات يمكن أن تتلاقح ومشتركات لأن كل الحضارات فيها بعد أنساني والأنسانية تجمعنا معاً ولكن لانذوب في الغرب ولاتذوب الحضارة الغربية في الاسلام ولا نستجيب لكل ماتأتي به الحضارة الغربية ونحن لدينا انتقادات لكثير من جوانب الحضارة الغربية وكثير من قيمها لأنها حضارة دهرية مادية وحضارتنا توفيق بين الجوانب الروحية والمادية. ومن أسباب تخلف الفكر السياسي الاسلامي غياب الحريات والغرب ماكل مايقال عنه به حريات تتيح للانسان أن يقول مايعتقد ومايري دون خوف أو وجل وعندنا لايستطيع أي مفكر أن يبوح بماتوصل إليه من حقيقة معينة وربما خوفاً من أن يغتاله أحد المتطرفين، وهذا عيب كبيرجدا ولذلك أول خطوة لتحقيق الفكر الناضج هو إعطاء الحريات للناس بصفة مطلقة.
** معلوم أن الانسانية عرفت الأخلاق قبل الدين ولكن هناك سؤال ينهض مفاده من أين يأتي الإطار المرجعي لمنظومة القيم التي تنظم سلوك الناس وتحدد ولاءهم في مجتمع معين؟ وهل الدين هو المرجع الوحيد للأخلاق؟ وهل يؤدي تحطيم الدين كمرجع للأخلاق إلي ظهور أخلاق مدنية تستند إلي العقل؟ وهل يمكن رد المنظومة الأخلاقية إلي إرادة حاكم أو مشرع أو إلي الإرادة بشكل عام؟
طبعا ليس من الدين وحده كانت هناك أخلاق فبل الاسلام وإلا لماقال الرسول ‘‘ بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ‘‘. وقال : ‘‘لقد حضرت توقيع حلف الفضول في دار عبد الله بن جدعان هذا الحلف لودعيت له لأجبته‘‘ حلف تحالف زعماء العرب علي حماية زوار بيت الله الحرام وإطعامهم هذا الكلام في ظل المجتمع الجاهلي إذا الانسان بطبعه فيه هذه القيم الأخلاقية الاسلام مهمته تهذيب هذه القيم وإن كان هناك أخلاق مفرطة يضبطها وان كان هناك أخلاق ناقصة يكملها هكذا مهمة هذا الدين وبالتالي نكون قد ظلمنا الاسلام لو قلنا أن المرجعية الاخلاقية فقط تنبع من الدين والدين نفسه جاء ليخاطب فطرة الانسان ويتلاءم مع الفطرة ولذلك الآن هذه القضية تشكل خطورة كبيرة جداً في المجتمع كثير من الناس يتحدثون عن الصدق والوفاء بالعهد وكذا ولكن لانربي جيلنا المسلم علي ذلك ما هو الصدق؟ نعرفه أن تكون صادقاً وأميناً وكذا ولكن الصدق ماهو؟ كيف يتعامل معه؟ تجد الانسان في البيت يربي علي الكذب والخوف من العقاب هذه كلها أخطاء حتي القضايا الأخلاقية يعالجها الرسول (ص) بغرس المفاهيم الصحيحة في نفوس الناس.
والقضية الاخلاقية نفسها تحتاج لدراسة متعمقة والحديث السطحي أن كل شيئ تريده موجود في الكتاب والسنة أي نعم ولكن الكتاب والسنة ويحتاجان إلي فهم لم يقل الرسول من يرد الله له خيراً يحفظه القرآن وإنما قال من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين والفقه في الدين ليس هو حفظ النصوص وحدها. المنظومة الأخلاقية والقيمية الاسلام لم يأت بهما من فراغ وانما الاسلام نفسه تدرج مع الناس لذلك الأخلاق عملية تراكمية من تجربة بشرية إلي احكام دينية إلي ممارسة كلها تفرز الأخلاق التي بها قال الرسول :‘‘ انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‘‘.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.