ينظر العالم باستغراب ودهشة واستنكار للجيش السورى وهو يستخدم المدفعية والطائرات لقتل شعبه واسكات صوته . عادى فأنا لم اندهش بتاتاً لأن هذا الفيلم يعرض عندنا فى السودان منذ 23 عام هى عمر الانقاذ الجيش السودانى الانقاذى تخصص فى محاربة المواطنين السودانين وقتلهم ولم يطلق رصاصة واحدة على اى عدو لا يحمل الجنسية السودانية ولم يسترد اى ارض فى حلايب او الفشقة او غيرها او يفتعل حتى مجرد حرب كلامية مثلما يفعل الكاذب الرسمى باسم القوات المسلحة الصوارمى خالد سعد انه استرد قرية كذا وانه قتل عشرين من قوات العدو والعدو هنا طبعاً مواطن سودانى اباً عن جد نهض لاسترداد حقه المسلوب وكرامته . حارب الجيش فى الجنوب قبل ان تتنازل عنه قيادته السياسية تطبيقاً لاوهام انفاذ الشريعة الاسلامية على ما تبقى من الوطن وطاعة لأوامر منبر السلام العادل فى حرب طويلة اهلكت البلاد والعباد . كذلك قاتل الجيش فى دارفور فتركوا له الديار وعاشوا فى مخيمات اللجوء تحرسهم القوات الدولية . ويذيق الجيش اهل الجبال فى جنوب كردفان الويل بطائرات الانتنوف والراجمات وينتشر بكثافة فى النيل الازرق بدعاوى حماية المواطنين مِن منَ ؟ وتتمادى الحكومة فى منع مواد الاغاثة عن المواطنين الجائعين والمرضى فى معسكرات اللجوء فى جنوب كردفان والنيل الازرق رغم توقيعها على المعاهدات الدولبة التى تكفل ذلك وكل هذا بحماية الجيش . واذا كان المواطن السورى قد شطب كلمة الجيش السورى من قاموسه وسماه ( الجيش الاسدى ) فحق لنا ان نسمى الجيش السودانى ( جيش البشير ) لا اكثر ولا اقل ونزع صفة القومية عنه . نحمد للجيش السودانى سابقاً انحيازه لثورة اكتوبر وثورة ابريل وهذا ايضاً ما فعله الجيش المصرى والتونسى تأسياً بتجربة جيش السودان القديم . اما الجيش الحالى فهو جيش مؤدلج تابع للجبهة الاسلامية منفذة الانقلاب على الشرعية وتم غربلته عشرات المرات للتخلص من العناصر الوطنية مما افقده كل الكفاءات ، الم تلاحظوا هزيمته السهلة فى ( هجليج ) وما كان بمقدوره استردادها لولا انسحاب جيش الدولة الوليدة التى لم تقف بعد على ارجلها وليس لديها سلاح طيران او مضادات جوية او غيرها من الاسلحة الحديثة ولولا ضغط المجتمع الدولى وخطأ القرار السياسى الجنوبى بغزو هجليج ما كان لجيش البشير ووزير دفاعه العوير الفاسد والمعروف بشراء اسلحة غير صالحة من دبابات وغيرها بعد ان يضع ( الكومشن ) فى جيبه ما كان لهذا الجيش ان يسترد هجليج ابداً لولا الشعور القومى فى الشمال تصاعد واصبح الامر ان نكون او لا نكون . يجب اعادة النظر فى عقيدة الجيش السودانى وان يمتنع عن قتل مواطنيه حتى يصبح جيش محترف ومحترم ومحل افتخارنا وعزتنا . اما الجيش الآخر الموازى وهو الدفاع الشعبى فلا داعى للحديث عنه فأمره معلوم فالحكومة تحتفظ بمليشيات رسمية وتصرف عليها من اموال دافعى الضرائب وهذا الوضع لا شبيه له الا فى ايران وان تكون ايران قدوتنا فهذه مصيبة كبرى . وتستنكر الحكومة على الاحزاب انشاء ملشيا او الاحتفاظ بها , حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس وانى استغرب ان يجرى استفتاء على الدستور مع وجود هذه المليشيا الحكومية وما هو وضعها وهل تعتبر قوات نظامية و لماذا لا تدمج مع القوات المسلحة رسميا ويوزع افرادها على الوحدات او تسرح وتستدعى عند الضرورة كجيش احتياطى .وكلما سمعت اخبار عن شراء اسلحة جديدة او طائرات من اوكرانيا او الصين لجيش السودان يصيبنى الحزن بدل الفرح لانى متاكد انها سوف تستخدم ضد المواطن السودانى فقط . وكلما شاهدت فى التلفزيون تخريج دفعة جديدة من الضباط او الجنود اعلم ان سياطاً جديدة قد جهزت لجلد الشعب وسحله . هذه الزمرة الحاكمة شديدة القسوة وعديمة الانسانية ولا تشبه الشعب الذى انجبها ( من اين اتى هؤلاء ) لقد تم اعدام 28 ضابط من زملاءهم فى شهر رمضان بدم بارد ولذلك لا تتوقعوا ان يستجيبوا لعويل النساء وصراخ الاطفال فى دارفور او جنوب كردفان وسيضطر الشعب السودانى فى النهاية ان يحذو حذو الشعب السورى ويقاتل قوات النظام من مدينة لمدينة ومن شارع لشارع فقد جاء هؤلاء القوم بانقلاب عسكرى وظلوا يصرفون اموات الدولة على الامن وعلى ملشياتهم ومحسوبيهم لحراسة نظامهم الغير شرعى ولذا لا تحلموا باى انتخابات حرة ولا تحلموا بعالم سعيد عصمت عبد الجبار التربى