الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب الأميركية في نسختها المعدّلة .. *علي قاسم تعليق: شوقي إبراهيم

فاجأت هيلاري كلينتون حلفائها في الجريمة ضد الشعب السوري ونظامه المقاوم أن أعلنت موت المجلس الوطني السوري!! وحين يقول "السيد" الأمريكي أن المجلس الوطني السوري مات، فيعني ذلك أنه مات، وليس على "العبيد والخدم" إلا التنفيذ!! بل عمدت إدارة باراك أوباما إلى تغيير مقر العمليات ضد سورية من تركية إلى الدوحة!! فالنظام التركي غرق في المستنقع السوري وأخذ يتشقق..
فواشنطن سحبت رهانها من تركيا في إدارة ملف المعارضة السورية المسلحة واختارت الدوحة. وأول إشارات التغيير حين قررت واشنطن اختيار "الدوحة" بديلا ل " انقرة" لعقد مؤتمر يوم الأحد لما يسمى بجماعات المعارضة السورية في مسعى أميركي قطري جديد بمشاركة سعودية لتوحيد تيارات المعارضة المختلفة وإنتاج معارضة جديدة وذلك بعدما أعلنت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون "وفاة" ما يعرف ب " المجلس الوطني السوري".
وهنا نشعر بأثر بندر بن سلطان على القرار الأمريكي حين تقلد وظيفته الجديدة وتصحيحه للمسار الأمريكي الخاطئ الذي راهن في السابق على ملك الدينر كباب Döner Kebab الخبيث أردوغان!! عناصر من المخابرات السعودية والقطرية والأمريكية سعت إلى توجيه الدعوات لسياسيين وعسكريين هاربين من الجيش السوري للحضور للدوحة الأحد، في محاولة إطلاق مشروع سياسي للمعارضة السورية بإشراف أمريكي كامل، وبهدف الإعلان عن تشكيل "حكومة منفى" وذلك في إصرار أمريكي على دفع الأوضاع في سوريا إلى مزيد من نزف الدماء، وللبحث عن وسائل لتفجير الأوضاع من الداخل أي في العاصمة "دمشق" والمدن الكبيرة بعدما نجح الجيش العربي السوري في فرض الأمن والاستقرار فيها وتمدد تأثيره إلى ريف دمشق بملاحقة الجماعات المسلحة بدعم سعودي. الآن بندر بن سلطان يدرب حوالي 3000 من المسلحين السوريين على الأراضي السعودية!!
المسعى الأمريكي لسحب كافة المعارضة السورية للاجتماع في الدوحة هو بمثابة تحول في المراهنة على تركيا بعدما باتت حكومة اردوغان مشغولة بتداعيات تدخلها في سوريا على وضعها الداخلي وظهور تصدع خطير في المجتمع التركي، خاصة وان العلويين الأتراك الذين يمثلون ثلث السكان، ابلغوا حكومة اردوغان بأنهم يحضرون للدفاع عن أنفسهم من التمدد الوهابي السلفي في المدن التركية وخاصة في إقليم "هاتاي" المجاور لسوريا، بالإضافة إلى تصاعد العمليات العسكرية لعناصر حزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي وقواعده بشكل يومي وبشكل خطير. اجتماع الدوحة يتزامن مع الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاهرة حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في محاولة منه لتسويق الحل الروسي للأزمة السورية على أساس اتفاق جنيف فيما انتقدت موسكو دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لتشكيل معارضة سورية "موسعة". المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشفيتش قال: "أن الولايات المتحدة تعمد إلى القول بصراحة أنها لا ترى تسوية للأزمة السورية إلا وفق شروطها". وأضاف أيضا: "إن الولايات المتحدة تصدر أوامر مباشرة إلى المعارضة السورية حول ما يتعين عليها فعله، مؤكدا أن واشنطن تشجع عمليا من خلال أسلوبها هذا، المعارضين على متابعة المعركة دون تسوية".
وكما ستقرأ لاحقا التحليل الممتاز للكاتب ورئيس التحرير علي قاسم، نفشي لك سر الحرب الأمريكية في نسختها المعدلة ببصمة بندر بن سلطان في العبارة التالية: الاعتماد الأميركي على «مرتزقة» الداخل بدلا من «عملاء» الخارج!!
ومعنى ذلك ستسقط واشنطون من الحساب كل المتآمرين والإرهابيين الذين في خارج سوريا، بما فيهم اللاجئين الخ!! وأتت أول صفعة لنسخة المشروع الأمريكي الجديد من قبل المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، قال: أن بعض أحزاب الهيئة وشخصياتها المنضوية في الهيئة تلقت دعوة لحضور مؤتمر موسع للمعارضة السورية يعقد في الدوحة في 8 / 11 / 2012. وتابع المكتب: أن هذه الدعوة ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد، إضافة لإشارات توحي أن هذه الدعوة لا تعبر عن إرادة السوريين المستقلة، لذلك وعلى ضوء ما تقدم نرى إن هذا المؤتمر المزمع عقده لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم.
وتابع البيان: ”وبناء عليه فقد قرر المكتب التنفيذي عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر”.
وأضاف البيان: “إننا في هيئة التنسيق والقوى المعارضة الأخرى في الداخل التي أثبتت في مناسبات عدة أنها من أكثر قوى المعارضة السورية رغبة في إنشاء بناء مشترك أو موحد للمعارضة في سبيل النضال لتحقيق أهداف شعبنا في التغيير الديمقراطي المنشود، نرى ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية على قدم المساواة من كافة أطياف المعارضة الرئيسية من أجل التحضير التنظيمي والسياسي، تنطلق مما تم التوافق عليه من الوثائق الصادرة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية لكي يبنى عليها، ونجد أنه من المناسب عقد هذا المؤتمر في القاهرة، على أن تدعى إليه كافة أطياف المعارضة السياسية وقوى الحراك وممثلين عن المعارضة المسلحة الديمقراطية، تحت إشراف الجامعة العربية وبمشاركة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي وأن تكون مهمة هذا المؤتمر صياغة تصور تنفيذي يحقق الغايات الوطنية للثورة السورية في قيام النظام الوطني الديمقراطي الذي يشمل جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم نحو الحرية والكرامة والديمقراطية".
أضعف نقطة في نسخة بندر-أوباما الجديدة المعدلة، هي ماذا لو توحدت العصابات الإرهابية وانقلبت على دولها؟
إلى الآن يوجد حوالي مائة فصيل قتالي إرهابي لا يجمعهم شيء مشترك، وفشلت كل الجهود في توحيدهم وقد تسلحوا تسليحا حديثا قويا ضاربا. صارت الكتائب الأساسية تبدي ولاءها لمن يمدها بالأموال مباشرة، ولم تعد تكترث بالتنسيق الذي كان يقوم به حلف الناتو فيما بينها. ويستدل المحلل السياسي على ذلك من خلال اعتراف «القيادة المركزية للمجالس الثورية» التي أسست مؤخرا في محافظة إدلب، والتي تضم نحو 80% من قوات «الجيش السوري الحر» بالسوري عدنان العرعور زعيماً روحياً لها ( العرعور فضحه تلفزيون الدنيا على أنه يمارس اللواط وأعترف العرعور بذلك!! وبما أن 45% من تلاميذ المدارس السعودية يمارسون اللواط فلا يستبعد أن يكون سلمان العودة، والعريفي، وناصر العمر، ولص الكتب عائض القرني مأبونين مثل العرعور أيضا الخ وهي مهنة يحترفها شيوخ الوهابية). ففي خطابه الذي ألقاه في هذه المناسبة، تلا العرعور نصا معتدلا، بعيدا كل البعد عن خطبه المعتادة على التحريض بالتكفير والقتل، هنأ فيه المستمعين بتأسيس القيادة العسكرية المركزية، وناشد المجالس السياسية الثلاثة المتناحرة في الخارج أن تتوحد فيما بينها، كما طالب بتأسيس مجلس تشريعي، يقصد فيه بكل تأكيد، نقل السلطة التشريعية القائمة إلى رجال الدين، ولا يرى مانعا من أن يكون، هو، بكل تواضع منه، على رأس هذا المجلس كي يفرض تطبيق الشريعة، ولم يفته أن يذكر بالمناسبة، أن الهدف الرئيس من «الثورة» ليس الإطاحة بالمؤسسات القائمة فحسب، بل بالمبادئ التي قام على أساسها النظام، أي العلمانية والقومية العربية.
وبما أن هنالك فائض من الإرهابيين داخل سورية وخارج سورية على الحدود، تشير المؤشرات الأرضية أن العصابات المجرمة تلقت تعليمات للتوجه للأردن عبر سوريا إيذانا بفتح جبهة أردنية موازية للجبهة السورية وإسقاط الملكية الأردنية، وهذا أول الغيث أن كرة النار التي أشعلوها ضد سورية تنتقل إلى الأردن، وبما أنها اشتعلت في الكويت الآن، قريبا سنسمع بها في الدولة السعودية المارقة!!
أما نقطة ضعف نسخة بندر-أوباما الثانية المعدلة فهي فرنسا!!
بالنسبة لفرنسا المرحلة الانتقالية صارت واضحة: إما سورية بمرحلة انتقالية موالية لها، يكون لشركة «توتال» النفطية الفرنسية دور فيها، وإما لا شيء. في حين أن المرحلة الانتقالية في نظر كل من موسكو وبكين تعني الانتقال من حالة الانقسام والحرب الأهلية، إلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. جميعنا نذكر كيف ناشد الرئيس فرانسوا هولاند، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن أن يمنحه «انتداباً» على ما سماه «المناطق المحررة» في سورية. لا تزال باريس تحلم وتحنّ إلى حقبة الانتداب الذي منحتها إياه عصبة الأمم المتحدة، لتسوغ غزوها لسورية 1920-1946، ألم تنجح فرنسا منذ البداية في جعل «الثوار؟!» يتبنون علم حقبة الانتداب تلك؟
ومعنى ذلك بالمجموع أن الدور القطري زادت أهميته المحورية في القاموس الأمريكي الصهيوني لتشكيل الشرق الأوسط الجديد – لذا تعتبر دولة قطر دولة مارقة سياسيا جنبا إلى جنب مع مروق الدولة السعودية – وهذا ما سيكون مقالنا التالي إن شاء الله!!
وبشكل موازي مع الأزمة السورية التي تغزلها قطر يوميا – بل على مدار الساعة، يعمل أمير قطر الصهيوني حمد بن خليفة آل الثاني على إعداد خالد مشعل لكي يخلف مفتي الناتو جوزيف القرضاوي على رأس منظمة دولية جديدة تقفي أثر الفاتيكان. الرجل البدين على شفا حفرة القبر!! وكان في نية مفتي الناتو ترشيح راشد الغنوشي بدلا منه في المرحلة القادمة لرئاسة إتحاده العالمي، لذا هرع الغنوشي مبكرا إلى واشنطون لأخذ رضا اللوبي الصهيوني بمعهدي بروكنجز وواشنطون!! ولكن بغل قطر أصر على خالد مشعل وليس الغنوشي، تعرفون لماذا؟ هي رشوة، حتى يتم فصل حماس عن أي ارتباط مقاوم استراتيجي تتزعمه إيران!! وتوج أمير قطر فصل غزة عن إيران بزيارة لغزة مع موزته بحماية جوية إسرائيلية تشبه زفة العريس!! ولكن الحالة الصحية للشيخ جوزيف القرضاوي عطلت استكمال ما تم إقراره من بنود سرية على جدول أعمال اجتماع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي عقد مؤخرا في مكة المكرمة خلال موسم الحج، مما تسبب في قبول دعوة فرع الإخوان المسلمين في السودان لاجتماع يعقد في الخامس عشر من نوفمبر الجاري، ويعطي أولوية لإطلاق قناة فضائية ودعم لتحركات الأخوان في الكويت.
سيتضمن الاجتماع المقرر عقده في الخرطوم دراسة الاقتراح القطري بتأسيس واجهة سياسية علنية مقرها القاهرة تجمع فعاليات اخوانية عربية وإسلامية أقرب للمنظمة الدولية مثل "الفاتيكان" التي يجب أن تدير الفعاليات الاخوانية في أنحاء العالمين العربي والإسلامي. وكانت السعودية تطمع بالأزهر كأن يقوم بدور الفاتيكان بقيادة الطنطاوي – ولكن عزرائيل أفسد عليهم لعبتهم حين خطف روح الطنطاوي وهو في زيارة للرياض وانفجار الثورة المصرية!! وينتظر أن يترأس منظمة الفاتيكان الجديدة والتي ستخلف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين "الحليوي" خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسيتم تمويل فعاليات المنظمة عبر إدارة الإخوان المسلمين المشرفة على مشروع الفاتيكان العربي في وزارة الخارجية القطرية والتي يشرف عليها جاسم سلطان.
أوضحت بعض مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة أن المرشد العام محمد بديع قد لا يتمكن من الذهاب إلى الخرطوم في منتصف نوفمبر وسينتدب بدلا عنه ألإخواني أحمد فهمي رئيس مجلس شورى الجماعة. كما لن يتمكن الداعية سلمان العودة من المشاركة في الاجتماع بسبب منعه من السفر من قبل السلطات السعودية.
ويتوقع أن يكون على جدول اجتماع التنظيم الدولي العديد من الملفات أهمها قراءة سريعة أعدها القطريون عن الموقف الإخواني من دول الخليج وخطط التنظيم الدولي تجاه التصعيد في الكويت. كما سيتم في الاجتماع مراجعة الخطوات المتخذة في سبيل إنشاء قناة الإخوان الفضائية الدولية وسيكون مقرها القاهرة. ويتندر بعض الإعلاميين المصريين بأن القناة الجديدة ستكون القناة الإخوانية الثانية بعد الجزيرة لكنها ستكون أكثر مباشرة لقضايا الإخوان.
وأشارت مصادر داخل التنظيم إلى أن تعليمات صدرت من المرشد العام للإخوان المسلمين تطلب من فروع التنظيم في أنحاء العالم العربي تقديم دعم كبير لفرع الإخوان في الكويت. وعبر المرشد عن امتعاضه من عدم تقديم دعم إعلامي لاحتجاجات الأخوان في الكويت. وتعيش الكويت حالة من التوتر السياسي بعد واحدة من أسوأ الاضطرابات التي أعقبت مظاهرات احتجاجية عدة قادتها شخصيات إسلامية وقبلية للمطالبة بإلغاء تعديل أصدره أمير البلاد الشيخ صباح السالم الصباح على النظام الانتخابي.
هذه التطورات السريعة على المسرح القطري والأمريكي بلا شك لها علاقة بزيارة الشيخ حسن الترابي الأخيرة للدوحة!! كتب الكاتب خضر عطا منان: في ندوة أقامها مركز الجزيرة للدراسات التابع لقناة الجزيرة القطرية بفندق (شيراتون الدوحة) وكانت بعنوان (الإسلاميون والثورات العربية .. تحديات الانتقال الديمقراطي وإعادة بناء الدولة ) بتاريخ 11- 12/ 2012 وبمشاركة طيف واسع من (الاسلامويين) يتقدمهم كل من (حسن الترابي) و(راشد الغنوشي) فضلا عن ممثل لكل منظمة أو تيار اسلاموي بدءا من دول المغرب العربي ومرورا بفلسطين ولبنان وسوريا وانعطافا بمصر وليس انتهاءً بأوروبا .. حيث وجد المناضل ( الحاج وراق) نفسه وحيدا وسط غابة من كل هؤلاء الذين يتخذون من الإسلام غطاءا لمآرب دنيوية زائلة...)..
الحقيقة المرة التي يجب أن تقال ليس فقط الحاج وراق من اُستخدِم كغطاء camouflageبل قدمت الدعوة لهذا المؤتمر للعديد من المتثقفين وصحفيي دول الخليج أمثال الصحفي اللبناني الكردي عبد الوهاب بدرخان..رغم أن دوره المستقبلي كورقة قطرية وسط الأكراد أهم من الحاج وراق!! دعوة الحاج وراق وأمثاله لم تكن سوى لطمس حقيقة أن التنظيم الدولي قرر الاجتماع في الدوحة تحت غطاء مؤتمر: (الإسلاميون والثورات العربية .. تحديات الانتقال الديمقراطي وإعادة بناء الدولة) بتاريخ 11- 12/ 2012م. لو أجتمع الأخوان الدوليون وحدهم في الدوحة لأنكشف أمر الاجتماع!! هذا (المؤتمر-الاجتماع) كان اجتماعا تمهيديا لمؤتمر مكة السابق الذكر. تأمل التكتيك..يجتمعون تحت لافتات مضللة ومنها مظلة أو ذريعة الحج!!
مؤتمر الدوحة الذي حضره الحاج وراق مع حسن الترابي، قدم الأخير ورقة...ولكنه لم يكن متحمسا لها..لأن قدومه وحماسه للدوحة كان من أجل ذلك الاجتماع السري الخفي وقد مثل الشيخ الترابي في الدوحة الحركة الإسلامية في السودان إيذانا بذوبان الفصل ما بين المؤتمر الشعبي والوطني!! خلف الكواليس قدم الترابي تنازلات كاملة للقطريين، واعترافا بالشيخ القرضاوي وبإتحاده العالمي الذي سيتحول إلى تنظيم دولي جديد على غرار الفاتيكان يقوده خالد مشعل!! وبما أن مؤتمر مكة لم يكتمل بمرض القرد ضاوي، قرر جميع الدوليين الاجتماع في الخرطوم مع حفل تعويم الحركة الإسلامية في السودان – بشرنا مصطفى ويكيليكس أن الدعوة لهذا الحفل للشيخ الترابي مفتوحة!! وما أن تمر عدة شهور قادمة حتي يعلن الترابي حل المؤتمر الشعبي لصالح الإسلام حتى لا ينثلم على حسب زعمه!! وكل معارضة وأنتم بخير!!
إذن نحن ليس فقط نعيش زمن الحرب الأميركية ضد سورية في نسختها المعدّلة .. بل نعيش أيضا في زمن الشيخ حسن الترابي في نسخته المعدلة..!! لقد شعر الرجل بقوة في بدنه بعد زيارته للدوحة فأطلق تصريحات عديدة في السلفيين وقد تصدَّرت عناوين الصحف في السلفية والسلفيين، وجاء في تلك العناوين: (إن حدود نضالات السلفيين تقف عند مهاجمة الصوفية والنساء وليست لمهاجمة ونقد السلطات)، (ورفض اعتبار السلفية ملمحاً من ملامح الصحوة الإسلامية) وأن (السلفية في طريقها إلى الزوال في مكان ولادتها الأولى). وأضاف: (أنه لا يعتبرها تحدياً يشكل قضية). (ووصفها بالأعراض التي تصيب بعض المجتمعات) ... وهكذا دشن الترابي الحرب ما بين الأخوان والسلفية، وما بين قطر والسعودية .. وصدق الشيخ الترابي، ليس لأن واشنطون تقف مع المشروع القطري فحسب، بل لأن ظاهرة السلفية ظاهرة تقويها المخابرات والأموال السعودية لتوظيفها توظيفا معينا، وقد تتقاطع الفوائد من توظيف هؤلاء المجرمين فحتى واشنطون تستخدمهم بطرف خفي!!
هذه النسخة النهاية والختامية للشيخ حسن الترابي لن تسر المعارضة السودانية وقد كان لها إرهاصاتها السابقة التي لم تدركها قيادات المعارضة الساذجة، منها جلوس الترابي في مقر دار الأمة القومي مع صهره لإدانة النظام السوري، ومنها توبيخ الترابي للنظام الإيراني لدعمه لنظام بشار الأسد بمسميات الثورة الشعبية الإيرانية (وكأن "ثورة عصابات قطر والناتو" المجرمة ثورة شعبية)، ومنها تسليم كل أوراقه خفية في الدوحة في زيارته الأخيرة – وعليه بالمجموع يسحب الشيخ الترابي في الخفاء معه كل السودان ليرتمي في حضن المخططات الأمريكية والصهيونية، ويوهمنا الشيخ أنه ضد الصهيونية وضد أمريكا التي تمانع من جلوسه على سدة الحكم في السودان!!
ونهمس في أذن الشيخ حسن الترابي: مَنْ يلوم مَنْ؟ الذي يقف في خندق إيران لمحاربة الاستكبار والجبت والطاغوت العالمي، أم الذي يتخندق في خندق أمير قطر الصهيوني؟ لقد ضيع الشيخ حسن الترابي للمرة الثانية السودان وشعبه من أن يتحول إلى قوة إقليمية في القرن الأفريقي إلى دولة مقسمة وتابعة ذليلة لدول الخليج النمتصهينة!!
والآن لندخل ونقرأ ماذا يقول وماذا كتب رئيس التحرير علي قاسم عن الحرب الأمريكية النسخة الجديدة والمعدلة ضد سورية، كتب:
مهما كانت التسمية، سواء قلباً للطاولة، أم تغييراً في المعادلة، فإن النسخة المعدلة من الحرب الأميركية على سورية تثير زوبعة من الأسئلة المحيرة لأصدقائها وحلفائها..الأدوات منهم والمرتزقة.
فإذا كانت هذه اللحظة مفهومة في عرف التاريخ، حين يكون أولئك أول ضحايا الفشل، فإنها كانت عاصفة وقاصمة في توقيتها، وقدمت في مضمونها رسائل كان من الصعب عليهم فهمها، ومفاجئة في الشكل والإخراج، كان من العسير عليهم هضمها.‏
الجميع يدرك - وحتى الإدارة الأميركية نفسها - بأن فشل النسخة الأساسية المتداولة من حرب تخوضها بالوكالة يقتضي بالضرورة تغييراً في الأدوات، أو تبديلاً في الوسائل، لكن الصدمة لدى أدواتها وأصدقائها وحلفائها كانت أن يبدأ الانقلاب الأميركي في التوقيت الصعب والخطير بالنسبة لهم ولها، وأن تكون البداية من تغيير الوجوه والشخصيات ما يمهد لاحقاً لتعديل يطول بالضرورة الدول والقوى والأطراف.‏
لكن، هذا كله قد لا يعطي التفسير المنطقي لدوافع «الانقلاب» الأميركي إذا لم يقترن بقراءة دقيقة للمعطيات وفي المقدمة مواصفات النسخة الأميركية المعدلة من حربها تلك، خصوصاً مع التباينات الطافية على السطح في تقييم الأداء الأميركي عموماً، والملاحظات الكثيرة المسجلة من قبل حلفائها قبل غيرهم.‏
فالرهان على ما سمي اصطلاحاً خاطئاً بمعارضة الخارج، اصطدم منذ البداية بمغالطات، أطاحت بكل الآمال الكاذبة التي بنتها هي وكل أدواتها، ما دفع بها إلى إعادة التصويب على ما ادعته شخصيات الداخل بشقيها المسلح والآخر الذي كان ينتظر الإشارة الأميركية منذ زمن بعيد.‏
وترافق ذلك مع تسويق مسبق لم تكن خارجه بعض الأجندات المخفية في غمز من قناة المبعوث الدولي، أو على الأقل توظيفها في بند تم تحميله في بعض المصطلحات والمسميات التي أطلقها بما يتوافق مع المسعى الأميركي، بحيث تمهد عملياً للبدء بالنسخة المعدلة من الحرب الأميركية في مرحلتها الثانية، حين صرف الاهتمام عن دور الدول المتورطة إقليمياً وعربياً في تسليح الإرهابيين، مقابل تركيز غير «بريء» على تعويم المسلحين وهو ما استُشفَ منه تعديل في أولويات الاعتماد الأميركي على «مرتزقة» الداخل بدلا من «عملاء» الخارج.‏
المفارقة أن تبرر واشنطن ذلك المسعى بما اكتشفته من أن بعضاً ممن اعتمدتهم في أجنداتها الخاصة، كمعارضين ورموز لهذه المعارضة، لا يعرفون الواقع السوري ولا يرتبطون بالداخل، فتحملهم تبعات الفشل حتى الآن، وتحاول تبرئة نفسها من تبعاته.‏
والنقطة الأكثر إثارة أن يتركز البحث الأميركي في توقيت الانشغال بالبازار الانتخابي عمّا سمته اعتباطياً ممثلين جدداً للمعارضة وإن كانوا عملياً أدوات وأُجراء جدداً لحربها في المرحلة الثانية بنسخة منقحة من الأسماء التي عجزت جميعها عن إثبات حضور ولو شكلياً، وهو ما ينسحب أيضا على أدوار الدول الإقليمية والعربية ذاتها.‏
فالامتعاض الذي أبدته بعض الأسماء المرتبطة بالمشروع الأميركي وراهنت على الارتزاق تحت لافتته، يشابه عوامل القلق وهواجس الخوف التي تنتاب الدول والأطراف والقوى التي وضعت كل أوراقها في السلة الأميركية، التي تبحث اليوم عن مخارج تخفف من حرجها أو تحفظ لها ماء الوجه.‏
عند هذا المنعطف.. تمتلك الكثير من الأسئلة مشروعيتها، وهي تعكس قلقاً من رؤية الطاولة الأميركية المقلوبة في وجه «معارضة» الخارج بعد أن استنزفت آخر ما لديها من أوراق ووظفت كل طاقتها في العمالة والاسترزاق داخل المشروع الأميركي، فيما يواجه الداعمون الإقليميون لأولئك المرتزقة مأزقاً مزدوجاً، لا يكتفي بخسارة ما لديها من رصيد، بل يجرها إلى دائرة الاستنزاف الداخلي حين حملت بيديها عوامل تفجيرها.. هي والبيئة الحاضنة لها.‏
في الأسئلة الصعبة المطروحة .. لماذا تأخرت الإدارة الأميركية حتى اليوم لتتوصل إلى هذه الحقيقة رغم الأحاديث والتقارير المتعددة التي أصدرتها مراكز بحوثها وبيوتات صانعي القرار لديها؟‏
ليس من الصعب الإجابة، لكن كل الإجابات لن تقلل من مخاوف تلك الأدوات، كما ليس بمقدورها أن تدخل الطمأنينة إلى قلوب المرتزقة الجدد، خصوصا أمام المصاعب التي تواجهها في انتقاء من ترضى عنه، أو من يقبل أن يكون الضحية الجديدة للفشل الأميركي القادم، والشماعة التي تحمل تبعات العجز عن تنفيذ المشروع، خصوصا أننا على أبواب انتخابات قد تحمل متغيرات في الوجوه الأميركية.‏
وبغض النظر عن كل التأويلات والتفسيرات المتناقضة، فإن المؤكد اليوم، أننا أمام مرحلة جديدة ونسخة معدلة تحتاج إلى كثير من الوقت حتى تتبلور حصيلتها أو يتحدد مصيرها، دون أن ننسى «التسونامي» الذي لن يكتفي باستبدال وجوه فحسب، بل قد يطول أنظمة وحكومات، طالما راهنت ورهنت مصيرها لحرب خاسرة، وحين تخسر الدول الكبرى حروبها، فإن التضحية تكون عادة بالأدوات والأجراء والمرتزقة، لكن، لأنها حرب كونية تقتضي أيضاً التضحية ببعض الحكومات وأحيانا ببعض الحكام وإن اقتضت الضرورة ببعض الدول.‏
لذلك، ليس أمام تلك الحكومات والمشيخات وأشباه الدول إلا انتظار لحظة تحين الحاجة لاستبدالها.. وهي في ضوء «الانقلاب» الأميركي ليست ببعيدة..!!‏
*علي قاسم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.