لقد خلصت في الحلقة الفائته الي ان جهاز الامن والاستخبارات في اطار حملته في البحث عن كبش فداء خارج اطار المؤسسة الامنية , وبالتركيز علي المدافعين عن حقوق الانسان والنشطاء , فيما يختص باجراءات المحكمة الجنائية الدولية , لقد قام الجهاز بمحاولة غير موفقة تتعلق بتلفيق تهمة في مواجهتي بالتخابر لجهة معادية وهي المحكمة المذكورة , حيث قدم مستند اتهام مثير للسخرية والاشمئزاز , تنم عن جهل وعدم كفاءة الادارة القانونية التابعة له , ولكن عندما احيل الامر الي نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة , ينبغي الاشارة والاشادة بان النيابة , قيمت المستند المذكور علي اسس مهنية محضة بعيدة عن اهواء و اغراض الجهاز , وقبل ذلك ماكنت احسب ان مثل هذه النيابة تتمتع باستغلال وتكون بمنأي عن التأثير والضغوط , لذا اتت رياح نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة بما لا تشتهيه سفن المرحوم ابوقرون وجنقو الامن الشعبي بالجنينة , فخرجت من التهمة كالشعرة من العجين , وفي هذا السياق لقد قال لي احد الزملاء بالخرطوم , :انت محظوظ لو الحكاية دي كانت في عهد المدعو / محمد فريد / اقل شئ يخلي سبيلك بعد عامين . المحصلة النهائية هذا الامر لم يسر الجهاز بالرغم انه ليس لديه ادلة مقنعة للاتهام ترقي حتي لمرحلة البينة المبدئية ودون وزاع او ضمير او اخلاق , لقد لجأ الي ما هو اخطر واسوأ لتغطية فشله الذريع , ومما زاد الطين بلة , الاهالي اتخذوا الحكاية هزءوا و مثار سخرية حيث تناولوا الموضوع بصورة ساخرة وفي شكل طرائف ونكات , علي سبيل المثال (( ديل وهم في اشارة لناس الامن بالجنينة اعتقلوا ابوطالب ورحلوه الي الخرطوم بطيارة خاصة , وناس الخرطوم فكوه في يوم واحد ( اطلقو سراحة ) ده شغل شنو )) وبالمقابل وقبل عودتي للجنينة قام المرحوم ابو قروم واعوانه من جنقو الامن الامن الشعبي , بتنوير الوحدات التابعة لهم بما فيهم الجنجويد, بانهم لديهم معلومات مؤكده بانني قمت بتغذية المحكة المذكورة بمعلومات عن جرائم الاغتصاب بدارفور , وان النيابة اخلت سبيلي لعدم وجود ادلة ,و بالتالي يبدو ان الجهاز قد اقتنع بعدم جدوي كل الاجراءات التي اتخذتها في مواجهتي من قبل , والان احال الملف للمليشيا الحكومية او قول الجنجويد, وهؤلاء عبارة عن مقاولين ومتعهدي التصفيات الجسدية يستخدمهم الجهاز وقتما شاء منذ اندلاع ثورة اهل دارفور , وقد قاموا بتنفيذ عمليات كثيرة بالمدن و معسكرات النازحين. في ذات الوقت قدمت لي نصائح من بعض منظمات حقوق الانسان فحواها مغادرة المنطقة بالاضافة لذلك تلقيت اشارات حمراء من بعض العملاء بداخل الجهاز ومن بعض خلايا الجنجويد , لذا قررت مكرها مغادرة مسقط راسي , وفي خلال الفترة التي قضيتها لتوفيق او ضاع مكتبي , غيرت مكان المبيت , حيث صرت لامركزي و في ساعة الصفر سطا مسلحان علي منزلي وبالتحديد في يوم 15/7/2009 والمكر السئ لايحيق الا باهله , المهم العملية فشلت بسبب المعلومات التي سربت الي , والتحوطات التي قمت بها ولكن هم من جانبهم يعزون فشل العملية لاسباب خارقة حيث قالوا انعدمت الرؤية داخل منزلي كانما انطبق عليهم قوله تعالى ,( و جعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون)صدق الله العظيم. كما ان الجهازلم يكتفي بتأليب الجنجويد علي, حيث قام بمحاولة اخري لزرع عميل بمكتبي وعن طريق جنقو الامن الشعبي ومن اولاد البلد , لكن الفكرة جاءت متأ خرة واقول بملئ فمي انا سبقتهم الي ذلك بثمانية عشر عاما حسوما وقد اشرت لذلك في الحلقات السابقة . ومن الجدير بالذكر للجنقو المذكورين دور بارز في تدمير وتخريب قري دارفور, حيث انهم هم دبجو التقارير عن وجود متمردين بالقري الامنة , وبموجب هذا منحت سلطة الانقاذ الضوء الاخضر للجنجويد فعاثوا فسادا , في ارض دارفورمن نهب وقتل وحرق , وفي هذا السياق لقد سئل هتلر عن احقر الناس فأجاب قائلا الذين ساعدوني علي احتلال اوطانهم , وسوف يأتي اليوم الذي يوجه فيه ذات السؤال الي السفاح عمر البشير , اجابته حتما سوف تكون(الذين ساعدوني في تدمير وحرق ديارهم و تشريدو قتل اهاليهم)...........................................................ونواصل ابوطالب حسن امام المحامي