.. على خلفية الازمة السياسية الشديدة بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا المساء في برلين مستشارة المانيا أنجيلا ميركل. وستؤكد هذه الأخيرة التي كانت علاقاتها بنتنياهو متوترة جدا في السنين الاربعة الأخيرة، ستؤكد لنتنياهو انه يجب عليه ان يختار بين الدفع بمسيرة السلام الى الأمام وانشاء دولة فلسطينية، وبين التدهور الى عزلة دولية شديدة. سيسمع نتنياهو من ميركل رسائل قاسية جدا تتعلق بخطوات العقاب التي خطتها اسرائيل نحو السلطة الفلسطينية وبخاصة ما يتعلق بقراره على تقديم خطة E1، بربط معاليه ادوميم بالقدس وبناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في مستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس. وستطلب المستشارة من نتنياهو ان يتراجع عن قراره أو ان يلتزم على الأقل بتجميد تنفيذه بعد الانتخابات في اسرائيل فورا. استمرت دول في العالم أمس على الاحتجاج على خطوات اسرائيل: فقد حذّر وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، اسرائيل أنها اذا لم تتراجع عن قرارها فستوزن خطوات اخرى تستطيع الدول الاوروبية اتخاذها عليها. وأوضح هيغ انه لا يوزن في هذه المرحلة فرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل بل "صوغ عدد من الحوافز والعقوبات". كذلك دُعي سفراء دولة اسرائيل في استراليا والبرازيل وايرلندة وفنلندة ومصر الى أحاديث توبيخ في وزارات الخارجية. وطُلب الى السفراء في جميع هذه الأحاديث ان ينقلوا الى الحكومة في القدس رسالة الطلب اليها ان تتراجع عن القرار. ان ميركل بخلاف نظيريها في بريطانيا وفرنسا لم تخطُ خطوات مثل استدعاء سفير اسرائيل الى حديث توبيخ وتريد ان تُجري الحوار اللاذع هي نفسها مع نتنياهو. ويتوقع ان تقول ميركل لنتنياهو انه يجب عليه ان يختار بين تقديم مسيرة السلام وانشاء دولة فلسطينية تضمن وجود اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، وبين الاستمرار في الاستيطان والتدهور الى مسارٍ يجعل الدولة اليهودية والديمقراطية دولة فصل عنصري تكون معزولة تماما في العالم. برغم الازمة الدبلوماسية والتوتر مع نتنياهو، أصرت ميركل على عقد قمة الحكومات مع اسرائيل التي ستبدأ في يوم الخميس في برلين. وذكر موظف الماني رفيع المستوى ان ميركل لم يخطر ببالها ايضا اتخاذ عقوبات مثل تعليق تزويد اسرائيل بالغواصات لأن "أمن اسرائيل بالنسبة اليها مقدس". وذكر المسؤول الرفيع الالماني ان قمة الحكومات كانت فكرة ميركل التي ترمي الى التمكين من تحصين علاقات اسرائيل مع المانيا ومأسستها وتثبيتها على نحو لا تكون معه متعلقة بتغييرات سياسية وتبدل الحكومات في الدولتين. وستنحصر عناية قمة الحكومتين هذا العام في العلوم والابتكار وقد دُعي اليها الى جانب وزراء كبار علماء رواد من الدولتين ايضا. سيهبط نتنياهو في برلين بعد أقل من اسبوع من التصويت في الجمعية العمومية للامم المتحدة على الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة. وقد امتنعت المانيا بخلاف سنوات مضت عن مساعدة اسرائيل على جهود التوسط في الاممالمتحدة. وقد استشاطت المستشارة غضبا على سلوك نتنياهو واستقر رأيها على ان تغير في آخر لحظة موقفها من التصويت المعارض الى الامتناع. غضب نتنياهو من موقف المستشارة من التصويت في الاممالمتحدة وأجرى مستشاره للامن القومي، يعقوب عميدرور، مكالمة هاتفية قاسية ذات نغمة عالية مع مستشار ميركل الرفيع كريستوف هويسغن. كان لقرار ميركل سببان أولهما أنها طلبت الى نتنياهو مدة اربع سنوات ان يقوم بتفضل يتعلق بالبناء في المستوطنات لكنه رفض. والثاني ان ميركل شعرت بأن نتنياهو ينظر الى تأييد المانيا على أنه مفهوم من تلقاء نفسه ويستعمله أداة لعب في اتصالاته مع سائر دول الاتحاد الاوروبي في الشأن الفلسطيني. أفادت مجلة "دير شبيغل" أول أمس عن وجود سبب آخر استقر رأي ميركل بسببه على الامتناع لا على المعارضة. فقد تلقت عشية التصويت مكالمة هاتفية من قائد الفرقة الموسيقية الاسرائيلي دانيال بارنبويم الذي يعمل مديرا موسيقيا للاوبرا في برلين. وقد طلب بارنبويم المعروف بأنه منتقد شديد لسياسة اسرائيل في المناطق، طلب الى المستشارة ألا تعارض الاجراء الفلسطيني في الاممالمتحدة وذكر لها ان صيغة القرار تذكر حل الدولتين والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.