لقد وقفت في الحلقة الماضية عند محطة تشكيل الية بسط الامن وهيبة الدولة بولايات دارفور برئاسة الفريق / ابرهيم سليمان , وكما اسلفت القول الحكاية , جاءت متأخرة ( تو ليت ) وفي الزمن بدل الضائع كلغة اهل كرة القدم ولكن اهم ما في الامر تشكيل هذه الالية كانت بمثابة اعتراف صريح من قبل سلطة الانقاذ بزوال هيبة الدولة في هذا الجزء العزيز من ارض الوطن , وان لم احظي حتي الان بالاطلاع علي تشكيل اللجنة المذكورة انفا حتي اقف علي المهام والوسائل , ولكن كما يقولون الجواب يكفيك عنوانه , وبالتالي اسم اللجنة محل هذا الحديث يحدد المهام بدقة , وهي بسط الامن وهيبة الدولة , وهنا نتوقف عند مدلول او معني الهيبة التي تسعي سلطة الانقاذ الي بسطها او اعادتها الي دارفور , عبر لجنة الفريق , ابراهيم سليمان , وكما يقول فقهاء القانون الاجلاء اذا اردت ان تتحدث عن شئ او تبحث عنه فعليك ان تبدا بتعريفه ومن هذا المنطلق حاولت جاهدا الوصول الي تعريف محدد لكلمة (هيبة ) لكنني محاولتي لم تكلل بالنجاح , لان الهيبة ليست عنصر واحدا ولاصفة واحدة بل هي نتاج لمزيج منسجم من الصفات والعناصر المرتبطة بالحكم , وهذا ليس بالموضوع السهل , ولكن ببساطة عندما تصف الشخص بانه مهاب او صاحب هيبة , فما المقصود بذلك هل هو بالضرورة شخص ضخم الجسم او يكون نحيل الجسم ؟ هل بالضرورة ثري ام متوسط الحال ام فقير وفي ذات الوقت مها ب وفي هذا السياق , من الحكم الشائعة بدارفور الرجال دناقر ما كبر عناقر , اي الرجل تصرف وحكمة وليس ضخامة جسم , وهل الهيبة مرتبطة بالمنصب الساسيي ام بنبرة الصوت ام بالغلظة والشدة , حاصل ما تقدم لا تحديد ولا تعريف دقيق لكلمة هيبة وكما اسلفت وهي نتاج لمزيج من الصفات , لكننا نشعر ونحس , بوجود الهيبة سواء كانت متعلقة بالدولة او بالافراد ام بالاشخاص الذين يتولون الشؤون العامة , وفي هذا الموضع لقد استدعت ذاكرتي الايام الاخيرة للادارة الاهلية بدارفور في عصرها الذهبي اي قبل التعدي عليها من قبل سلطة مايو في دار مساليت تحديدا كان خفير الادارة المذكورة يتسلح فقط بسفروك , وبهذا السلاح المتواضع يقود اكثر عدد من السجناء يتراوح بين 15 و 10 نزيل من السجن الي مواقع العمل (طلبة )و بالعكس. و طيلة السنوات التي عاصرناها لم يحاول ايا منهم الهروب وفي هذا السياق ذاكرة اهل دار مساليت لا تنسي اشهر خفراء الادارة الاهلية و هم ود تكاك و عمر ابو سركالة و دقاش وجمبا لدورهم الفعال في استتباب الامن في هذه الحقبة ( اللهم تغمدهم بواسع رحمتك) وكما يقولون تعيش كتير تشوف كتير وكل شئ ممكن في عهد الانقاذ كما ظللت اردد في كتاباتي , الان العربة التي تقل المنتظرين من السجن الي المحكمة و بالعكس تتعرض لكمائن مسلحة بالطريق وبداخل المدينة بقصد اطلاق سراحهم في حيث انها محروسة بقوة من الشرطة مدججة بالرشاشات .كما ان السجون و حراسات الشرطة تتعرض بين الفنية والاخري لهجمات بغرض تهريب المنتظرين والمحكومين المحصلة النهائية الشعب باسره وحكومة /الامرالواقع يتفقون تماما في الاحساس والشعور بزوال هيبة الدولة بدارفور قبل تشكيل الالية التي تحدثت عنها ...................................................... ونواصل ابوطالب حسن امام المحامي