[email protected] شاهدت اليوم مقطع فيديو عن ضيف في برنامج تلفزيوني قضى نحبه أثناء اللقاء، وهذا نذير لكل المذيعين والمذيعات أن يرأفوا شوية على الضيوف.. فإنه ليس من المعقول أن تنهمر الكلمات والأسئلة من المذيع أو المذيعة بدون أن تقابلها إجابة من الضيف والذي يجد نفسه محشوراً في زاوية ضيقة، فالضيف المسكين يجاهد في أن يجيب على الأسئلة المطروحة عليه، ولكنه لا ولن يفلح في ذلك، فالمذيع أو المذيعة لا تهمهم الإجابة في شيء، فهي/هو مكلفين بطرح عدد من الأسئلة، وليس المقصود الفائدة المرجوة من استضافة هذا الضيف المسكين. وأحياناً ينبري المذيع/المذيعة بمقدمة طويلة وعريضة حيث يستعرض فيها كل ملكاته وكل معلوماته التي مرت عليه في كل المراحل التعليمية، وكثيراً ما يستعين بفنان كي يفتتح اللقاء، وكثيراً ما يكون موضوع اللقاء ليست له علاقة بالفن أو الغناء، ونسبة لكثرة الفنانين والفنانات ومن لف لفهم، فهنالك فنان/ فنانة لكل ضيف حتى ولو كان عالماً في النانو. وهنا يحدث نوع من التذاكي، فالضيف المساعد أي الفنان/الفنانة يكون حسب مواصفات الضيف، فإن كان الضيف شيخاً من شيوخ الدين/الصوفية فالضيف المساعد يجب أن يكون مادحاً / مادحة، وبالطبع كل فنان/ فنانة من العندنا له مدحة أو مدحتين لزوم المناسبات هذه (فالرزق تلاقيط )، والمناسبات التي تستدعي وجود المدائح كثيرة، حتى الأمر وصل إلى وجود قناة كاملة الدسم تُعنى بالمدائح، والمداحين، والفنانين الذين أصلاً كانوا مداحين، فكل واحد من هؤلاء كان جده صاحب خلوة، وأنهم ترعرعوا في كنف أسرة دينية. وأحسب أن المدائح لم تدخل الملكية الفكرية حتى، فهي مباحة لكل من هب ودب في هذه البسيطة، هذه المقدمة ذكرتني بأحد السماسرة والذي وأنا بقول يا فتاح يا عليم أصبحنا وأصبح الملك لله، وإذا به يطب علي، وقد استخدم معي كل وسائل السمسرة من إقناع، ومناورة، وأنا تحت رحمة سيفه المسلول ومشروعاته الكثيرة والمتشعبة، حتى وصل بي الأمر إلى درجة الإغماء، قلت له ارحمني أناليس الشخص المقصود، فأنا ليس لدي بيت للبيع أو حتى قطعة أرض، وإنت سمعت غلط ربما المقصود جاري المغترب، حينها احبط في يده وغادرني وهو نادم على ثلاث ساعات ضاعت هدراً والحمد لله لم يطالبني بثمن هذه الساعات المهدرة.