سمعنا والعهدة على الراوي أنه قد يتم تكليف رؤساء المجالس البلدية بشكل مباشر، يعد هذا انتكاسة حقيقية وشد للوراء، إن اعتماد التكليفات أو التعيينات المباشرة سيدخلنا للمربع الأول، إن انتخابات المؤتمر الوطني أدهشت العالم وسارت بطريقة سلسلة ومريحة لم تكن متوقعة من أكثر المتفائلين وقد جرت وسط حالة أمنية سيئة وظروف استثنائية. نتج عن هذا أن اكتسبت المجالس تجربة وخبرة جيدة في هذا المجال، لهذا السبب لا يوجد أدنى خوف من إجراء الانتخابات بل على العكس تماما سينتج عنها إفرازات تكون أقرب للمثالية، وسوف يرضى عنها المواطن لأنه هو من اختارها وأعطاها الشرعية، وهو أيضا لن ينقلب عليها أو يتذمر منها لاحقا. التلويح بالتكليف أعتقد أنه سيعيدنا إلى عهد الظلام والكولسة وقرارات المرابيع، وهذا من شأنه أن يجعل الخلافات تدب بين الناس وتبدأ كي لا تنتهي وتسبب في أزمة نحن أبعد ما نكون في حاجتها، فعلى الحكومة أن تستعد لاستقبال آلاف الوفود من القيادات الشعبية في لباس جديد بألوان الثورة، الكل سيقدم مبرراته التي يراها مقنعة بعدم قبول فولان وقبول علان لأسباب توسع الخلافات وتعمق الهوة، من المبرارات التي ستقدم من هنا وهناك مراعاة التركيبات الاجتماعية والحساسية القبلية والكثير من الكلام الذي يبدأ ولا ينتهي، إنه من الصعب الآن الاعتماد على التكليفات الفردية ومن الأصعب تحديد معايير لاختيار الأفراد رؤساء المجالس، ويظل السؤال هل سيتم عرضهم على لجنة النزاهة أم لا؟ وكم سيأخد من الوقت؟ الجانب الآخر إن الذين يتم تكليفهم لفترة قصيرة لن يكون بإمكانهم العمل بشكل جيد لشعورهم بالمغادرة الوشيكة، عليه فلا خيار أمامنا إلا الانتخابات، فهي الأفضل والأصح، وهذا ما يحدث في العالم المتحضر الذي سبقنا بكثير في هذا المجال، وبالنظر لهذا وذاك نجد أن الحكمة تقول بأننا لو خسرنا بضعة أشهر ونحن في الاتجاه الصحيح أفضل من أن نختصر الوقت في طريق الخطأ، ولصالح الوطن وتهدئة للنفوس علينا أن نمضي قدما في تطبيق العزل السياسي على كل آليات النظام الجاهل البائد.