· شاركنا في الورشة التشاورية لولاية الخرطوم حول الأولويات التنموية لما بعد عام 2015م بقاعة الشارقة بالخرطوم نهار الخميس الماضي، التي نظَّمها الفريق القُطْري للأمم المتحدة بالسودان، بالتعاون مع معهد الدراسات والبحوث الإنمائية بجامعة الخرطوم. · استمعنا في هذه الورشة لورقة الفريق القُطْري للأمم المتحدة بالسودان التي أعدَّها بتكليف من الأممالمتحدة بالسودان الخبراء الدكتور حسن عبد العاطي والدكتور عمر عجيمي وأ. حسن جاد كريم والدكتور عبد الحميد الياس، وقدمها في الورشة الدكتور حسن عبد العاطي. · هذه الورشة هي الورشة الختامية للورش التشاورية التي عُقِدَت بثمان ولايات أخرى، تم فيها التشاور حول مقترحات وتطلعات الخبراء والمعنيين بالتنمية في هذه الولايات حول أولويات التنمية في ولاياتهم. · بعد استعراض الورقة الإطارية التي تمخَّضت عن المشاورات الوطنية لأجندة التنمية مابعد عام2015م، تم تقسيم المشاركين في الورشة إلى أربع مجموعات لمزيد من التشاور حول محاور التنمية الرئيسية، وعقب فراغ مجموعات العمل الأربع تم اجتماع ختامي للورشة استمعنا فيه لملاحظات مجموعات العمل، وانتقاداتهم للورقة الإطارية، ومقترحاتهم وإضافاتهم لهذه الأجندة ليتم الاتفاق حول الأجندة الوطنية للتنمية مابعد 2015م. · الجدير بالذكر أن السودان اختير ضمن 56 دولة للمشاركة في منتدى الأهداف الإنمائية للألفية فيما بعد عام2015م، والمقرر انعقاده في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشميَّة، في الفترة من 10- 11 أبريل القادم، والذي تنظمه مجموعة الأممالمتحدة الإنمائية الإقليمية بمشاركة من كل قطاعات المجتمعات المعنية بالحَوْكَمة والتنمية الإقتصادية، على أساس أن التنمية إنما تستهدف الإنسان وسط مبادرة مُقَدَّرة لتحوِّلها من مجرد التزام دولي إلى ملكية تشاركية وطنية. · هذا النهج التشاركي الذي تم الالتزام به في إعداد الورقة الإطارية للفريق القُطْري للامم المتحدة بالسودان يجد منا كل التقدير لأنه خاطب القطاعات والكيانات والأفراد المعنيين بأمر الحوكمة والتنمية، للتفاكر حول تحديات الحوكمة والنزاعات، والنمو الإقتصادي وعدم العدالة، والحراك السكاني وسبل العيش والبيئة، والخدمات الأساسية والحماية الاجتماعية. · نعلم أن المسافة مازالت بعيدة بين ما يُطرَح في مثل هذه الورش وبين الواقع؛ لكن عزاءنا أن مجرد تعزيز نهج المشاركة التشاورية كفيل بتربية المواطنين على أخذ زمام المبادرة في السعي لبلورة أهداف التنمية في ظل حوكمة راشدة لمعالجة اختلالات الواقع وفق رؤية تشاركية في صنع المستقبل.