من المؤكد ان نظام المجرم عمر البشير قد دخل في بداية النهاية ، وكل المؤشرات تدل علي ان النظام بدأ يفقد السيطرة وعدم القدرة علي فرض سلطته الفعلية علي السودان ، وذلك نتاج لسياسات انتهجها النظام وظن انه في الاتجاه الصحيح حيث جرف كل مؤسسات الدولة لصالح الجبهة الاسلامية (الاخوان المسلمين) ، وعلي رأسها القوان المسلحة السودانية ، وشبه له ان ولاء المليشيات سيعضد دولته ، وسيكون الحارس القوي ، وكانت تجربة الحرس الثوري الايراني تدقدق اشواق كهنة النظام ، واذا رجعنا الي بدايات التسعينات نري ان الانفتاح علي ايران من قبل نظام الخرطوم كان بلا حدود وفشل النظام في النموذج الايراني ، وبدأ رحلة التخبط حيث اصبح السودان في عقد من الزمان بلا مؤسسة عسكرية تفرض هيبتها التي استلبت ، وبلا قادة حيث شردوا وسرح كل ضباط الصف والجنود وسخرت كل ميزانية الدولة للصرف علي المليشيات . دخلت اثيوبيا في الصومال بدعم دولي لفرض الامن في بلد عاش حالة من التوهان بلا دولة لعقدين من الزمان ، وبرغم ذلك خرج الجيش الاثيوبي خاسرا من المعركة في الصومال وذلك طبيعيا لدخول اي دولة في اي صراع مهما كانت دوافعه ، حيث يعني انتهاك السيادة والداعم الاول للحرب هو المكون البشري ، المتمثل في الشعب والامة فلا يمكن لاي امة قبول هذا . في عهد الانقاذ دخلت السودان قوات اجنبية كبيرة حيث يعد السودان الاول في العالم من حيث تعداد بعثات الاممالمتحدة وهنا يجب ان نشير الي دور هذه البعثات فهي برغم سلبياتها ورأي الكثير في وجودها تعد غير طرف في النزاع او تدعم طرف علي حساب طرف آخر. السؤال هل لمصر مصلحة في التدخل العسكري لصالح النظام ؟ ، ام خطاب النظام اعمل مفعوله لدي الجيش المصري والدولة المصرية ، بان من يحاربهم النظام هم ضد العروبة والاسلام وضد مصالح مصر كما فعل النظام مع دول الخليج. فدخول مصر بجيشها في الصراع في السودان لصالح نظام عمر البشير المتهالك سيفقد مصر الدولة شعب السودان بكل توجهاته وسيغير وجه الحرب في السودان وسيفتح الباب لصراع لا نود ان يكون وطننا السودان ساحته ولكن ان فرض علينا اي سيناريو سنخوضه ونصل الي منتهاه . هذا شعور مواطن سوداني متجرد عن اي صفة ولا نريد ان نفرض علي اي دولة كيف تتعامل فالدول لها السيادة في خياراتها ولنا الحق في ما نراه لوطننا. وللحديث بقية...