الذين ينادون بإقالة الفريق عبدالرحيم محمد حسين من منصبه مخطئون فاتت عليهم أن الوزير الهمام هو أول رجل أعطى إحصاء دقيقاً لعدد غزلاننا التي إصطادها المتمردون "الجوعي" و رجعوا بها إلى أوكارهم و ذلك بعمل "طابور تمام" لمن تبقى منها بعد أن فر الجنود و المليشيات و أفراد الشرطة من تقدم جيش يقوده "خرتيت" على وصف رئيس بلادنا للفريق مالك عقار قبل سنة ! لا يعلم وزيرنا الهمام عدد الجنود و المليشيات التي هربت و تصرف من خزينة الدولة بالأرقام العسكرية و مع ذلك إستند إلى الأرقام الوطنية التي زود بها غزلاننا قبل الكثير منا و في هذا أعلى درجات الإنسانية و الرقي , فقد فشلت أميركا من إحصاء سكانها البشر ! فلماذا يطالب البعض بإقالة الوزير ؟ . الوزير لم ترصد قواته من مشاة و هجانة و مليشيات مائة و خمسون عربة مدججة بكل أنواع الإسلحة و الجنود و لكنه رصد ما يعادل ألفي كيلو من لحم الغزلان التي إصطادها جنود الجبهة الثورية و رجعوا بها ! إنها موقعة "ذات الغزلان" ! . لماذا يقال هذا الوزير من منصبه فهو و لله الحمد أين ذهبت قواته فر الناس منها و من لم يقتل إنتهى إلى المعسكرات في داخل البلاد و خارجها و هو الذي أحال أكثر من خمسة آلاف قرية بالإسم في دارفور إلى رماد و أطلال وفرت الدولة على إثر ذلك الملايين من الدولارات التي كانت ستصرف عليهم على شكل تنمية كانوا سيطالبون بها لو بقوا فيها ! وزيرنا , في عهده إنتعشت الإختراقات أرضاً و جواً و هذا من التسامح "فالدين المعاملة" , و صارت حتى الهليكوبترات الأجنبية تحلق فوق أرتال جيوشنا بدون أي مقاومة ! أ لم تسمعوا قولهم أن مروحية أجنبية هبطت و نقلت جرحى من موقع العمليات في شمال كردفان ! أي أمام أنظارهم ! أ لم تتذكروا حديث السيد الوزير أيام ضرب مصنع الشفاء حيث تخبط بين رواية الصاروخ و الطائرة و إنفجار داخلي ؟ في عهد الوزير حسين يمكن لأي مجموعة تمتطي عشرة كروزرات من أن تخترق السودان طولاً و عرضاً و ربما يقولون للناس أنهم يمارسون التخفي , "حجاب الإخفاء" , لهذا لم ترصدهم قواتنا الباسلة ! إنه خير من يطبق الحريات الأربع زائداً حرية الإجتياحات العسكرية ! أم روابة دخلتها قوات الجبهة الثورية و لم ينزح منها أحد و لم تخرج عن حضن الوطن فالذين دخلوها من السودان شاء من شاء و أبى من أبى و لكن أليست وقفة المسؤولين و الوزير بأم روابة تذكرنا بوقفة كان يمكن أن تكون "وقفة" فعلاً لو أن الوزير و المسئولين وقفوا بمثل هذه الوقفة في حلايب مثلاً التى صارت من "الأوقاف" ؟ أليست وقفة أم روابة أحق بها وقفة عز بحلايب التي أقتطعت من أرض البلاد و أعتدي عليها بدل من وقفة في مدينة لم يزيدنا منها شيئاً سواء بقيت في يد الخرطوم أو الجبهة الثورية ؟ وزيرنا المدافع عن الغزلان , أفشل و أبيخ وزير على وجه الأرض ؛ في عهده إنتكست راية صقر الجديان أمام جيوش مصر التي هزمتها إسرائيل في حرب الساعات الست ! مصر لا تجرؤ على حرب أهل السودان فعلاً لو لم يكن وزير دفاعها مثل عبدالرحيم محمد حسين , يا ريت يا سيادة الوزير لو تصدقتم بخرافنا و أبقارنا التي تعطوها للمصريين لأبناء الوطن في "كراكير" جبال النوبة حتى لا يضطر جيش الجبهة الثورية للخروج لصيد الغزلان كي لا يهلكوا من الجوع ! في عهد الوزير إنتكست راية صقر الجديان بطيها من جزء عزيز من الوطن أفهمونا أن الملائكة قاتلت معهم من أجل بقائها في أرض الوطن ثم هزمت الحركة الشعبية بأوثانها و علمانييها و كجورها جنود راية "التوحيد" ثم تدور الأيام ليحدثوننا عن "رجال بيض" يقاتلون مع الحركة الشعبية في النيل الأزرق و كأن الملائكة قد غيرت صفها و عاونت جيشاً , على رواية الإنقاذ , نزلت لتعاونه ! هذا الوزير يعزو "كل شي لله " إلا ثقافة الإستقالة عند الفشل فهي من الشيطان ! متى يدرك أهل الإنقاذ أن الإستقالة عند الفشل عبادة ؟ أ لا تذكرون إستقالة الوزير من قبل عندما إنهار برجه المغشوش على رؤوس العاملين فيه ؟ لقد إستقال و لكن هناك من يريده في هذا المقام الرفيع , فلماذا يستقيل ؟ . وزيرنا الهمام ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ؛ أوكامبو في إنتظاره و الضحايا ينتظرون ساعة قصاص معه والله سبحانه و تعالى أحصى كل عمل هذا الرجل ومظالمه فإن إستقال اليوم , فأين سيذهب ؟ ترى لو دخلت قوات الوزير مدينة أم روابة إذا كانت "محتلة" من قبل الجبهة الثورية ...... من سيبقى فيها ليطالب بالمياه و الكهرباء ؟