بقلم بدوي تاجو المحامي 1 ) وقائع وتصريحات اوردت سودان لاين عن رويتر ، تصريحات جهاز الامن والمخابرات السوداني اتهام حكومة جنوب السودان لدعمها " لدعمها لاسوا هجوم منذ هجوم 2008 – كما وصف – لمنطقة كردفان ، الجبال ، ام روابة ، ابوكرشولا ، الله كريم . واوردت وكالت انباء سونا عن جهاز المخابرات السوداني " بان دعم الهجوم تكون من توفير الوقود للجبهة الثورية ، وفتح المستشفيات العسكرية داخل الجنوب لاستقبال المتمردين السودانين المصابين ، كما وان حكومة جنوب السودان قامت بدعم متمردين من اقليم دارفور وولايتين حدودتين اخرين بالمركبات ، واضافت سونا نقلا عن ذات الجهاز " بان الدعم للمتمردين ضد الحكم ابتدا منذ اتفاقيه التعاون على استاناف تصدير النفط" . كما تنادى القطاع السياسي للمؤتمر الوطني الدعوة لحكومة جنوب السودان ، بالكف عن دعم المتمردين السودانين ، وعدم ايواء اي من قادة التمرد ، وان دعم الجنوب للتمرد عمل يقيض اتفاق التعاون ." على ذات السياق عقد الاستاذ ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان لمؤتمر صحفي ، استبعد فيه الصحافة العالمية ، وصرح فيه ، عن تنصل المجتمع الدولي عن التزاماته تجاه السودان في دعم البنية التحتية عقب التوقيع على اتفاقية السلام . وعلى ذات المنحى قال " لا نريد اعلاما محايدا في القضايا الوطنية " بل اعلاما خادما ومساندا للجيش ، لافتا الى ضرورة اخماد كل الاصوات المخذلة بالداخل . 2) ليس اهل حوار الممعن في هذه التصريحات ، يوري الدرك السافل الذي وصلته حكومة الشمول الشعبوي الديني في تعاملها مع عظام وصعائب الامور الوطنية ، ويوري مدى الدعة وطمانينة الغباء التي تساس بها شئون " الدولة الشعبوية "، يدعون للحوار وهم ليسوا اهل حوار ، وفيما يورد السيد ابراهيم الطاهر ، بان القصد من الغزو هو " اجراء تغيير عنصري واجتماعي بالبلاد " وان اسقاط الحكومة سهل يتم عبر البرلمان ان كان هو المقصود."!! مقولات عارية وملقاه على عواهنها. فالواضح ان الحوار ان كان مع قوى الاجماع الوطني او الجبهه الثورية ، لم يتم التاسيس له بشكل جدي ، ليفضي لنتائج موضوعية تدرأ هذا السيل الممتد للصراع والحرب الخلخلة والخراب ، اذ لا يوجد ثمة اي بادرة جادة وحية للدفع به ، اقلها كمنحى تغيير الطقم الحاكم ، وفتح الكوى لحكومة قومية وطنية تشارك فيها كافه قوى الفعل السياسي السوداني للقيام بمهام ومراحل الانتقال الوطني الديمقراطي ، حيث يصدق من ثم القول بان اسقاط اي حكومة سهل ويتم عبر البرلمان كمحك ديمقراطي ايضا ، وليس بنا من ترداد للقول بان السيد ابراهيم الطاهر وطاقم حكومته قد اتي عن طريق البرلمان الذي يتراسه الان بل اتيتم عصبة بحلكة ليل غيهب ، وفي لقائكم الاخير مع الحركة الشعبية الشمال ، بدل ان تناقش الاوضاع الانسانية السيئة وفتح المعابر – منطقة جبال النوبة والنيل الازرق عولتم على اولوية حسم الامر الامنى قبل الانساني والاغاثي ، مما كان مواله انفضاض الحوار المهدر ، ودون نتائج ايجابية تذكر . ماذا اذا تبقى من خيار مفتوح امام الحركة الشعبية / الجبهة الثورية من منافذ سوى الدفع بها الى اعمال طرائق النضال المسلح ؟؟؟، وما سوغ المعاذير بانكم " اخذتم بالفجائة والبغتة التي تحدثم عنها وارتباككم وضعف معلوماتكم " عن "الاعتداء " كما صرحت لن تغني عن الحق في انكم تفقدون الارضية الشعبية الان, واليوم ليس كما مضى ايام الهوس الجهادي في بدا 1989 ،وان جماهير الوطن في الهامش والمركز كشفت سوءات ادائكم ، وفساد حكمكم في ادارة الوطن ، ودفع الوطن لاتون حريق شمل كل تخومه وسهوبه ، وبيادره ، وجباله ، وليس بعيدا من قفاره وصحاريه.!! 3) تغيير عنصري واجتماعي لم يكن ثمة صراع اثني ومفهومي بهذه الكثافة من الشوفينية العرقية والدينية كما تمثل وتجلى منذ اعتلت سلطة الشمول الشعبوي الديني دفة البلاد قسرا ، فقد انداحت الشعبوية العرقية ، والقبلية العشائرية في سائر حواشى الوطن وصارت سمتا وهوية ، بدل هوية المواطنة ، وتراجع الحس القومي الوطني ، الباذر للدولة الديمقراطية الحديثة ، الى اشكال التجمعات ما قبل الحداثة ، دولة الفنج ، دولة المهدية ، والايقال الفاسد في طرح دساتير العنصرية ( دينية وثيوقراطية) دستور 1998 والمراسيم السلطانية ( الدستورية ) ، الدستور الانتقالي 2005 مع بعد التحسينات فيه ، خلافا لدستور انتفاضة ابريل 1985 القائم على سند دستور 1956 ، ودستور 1972 ، وصار الحديث عن الدوله الحديثة ، او الدولة القومية ضرب من خيال الدرويش الغائم. ان التغيير " العنصري " العروبوي الاسلاموي الهجين هو ما راكم فقها لفصل السودان سودانين ، وهو ذاته الهمس المسمى ، بمثلث حمدي العنصري العرقي ، لا للمحافظه على وحدة التراب الوطني الشمالي ، بقدر ما هو معطى لاستثارة اس العصبية العرقية المشحونة بالشوفينية الدينية والمعمدة برساميل الطفح الجديد للرا سمالية الطفيلية الاسلاموية ، التي اغتنت فجاة سلطة وجاها ومالا وعلوا – بسلطة التمكين وفي ظل هذا الفرز والشتات اللعين ... ان حركات الهامش ومنذ تاريخها القديم ، وابان زخمها في الستينات لم تكن تنكفئ على العرق والعنصرية ، بقدر ما حاول العديد ان يحللوا منحاها بذات الصفة والاهاب ، الا ان واقع التاريخ يبين انها هبات لاثبات " الذات " والخصوصية والتمرد على الدونية والاستلاب والتطلع بالمساهمة في بناء الوطن والاشتراك في قيادته والتمتع بخيراته ضمن سائر ابناء الوطن اجمعين ، تحت شقف المواطنة والسودانية والعدل الاجتماعي و في ظل دولة تقوم على العدل وسيادة حكم القانون . ان دعاة المجتمع الرسالي والتمكين الديني هم من قاموا بفتح قمقم العنصرية النشاز والسلبي ، فانداح في جغرافية السودان شماله وشرقه غربه وجنوبه جديد ، وهم من استلبوا الوطن وشعبه اشياءه وممتلكاته ، سلطة ، ارضا ، مالا ، واهدروا بل خثروا حتى وشيجة نسيجه الاجتماعى المتسامع . انهم باذروا بذرة الشر فينا ، في دارفور ، كردفان الجبال ، النيل الازرق ، الشمال ... اي موقع ياترى دون محنة؟!الجزيرة؟! 4) رمتني بدائها وانسلت ان الهزائم المتواترة والمعارك في ام روابة ، ابوكرشولة ، الدندور ، الله كريم وخلافه ، واغتيال سلطان دينكا نكوك /شهيد الواجب كوال دينغ هي من اشكاليات هذا النظام وبدل الركون الى الرشد والمفاكرة الواعية ، بتخير الدروب السالكة لحل ازمة الوطن ، ترمي سلطة الشمول الديني الشعبوي بالائمةعلى حكومة الجنوب ولما ينفض الا اسابيع على الاتفاق على المصفوفات والاتفاقيات المكملة . ان حكومة الجنوب هي اقدر على الرد على ما اذا كانت قد قامت بمساعدة الجبهة الثورية لكن ايضا نقول والظاهر دون تبيان ان حكومة الجنوب لن تحارب معركة الجبهة الثورية، معركة جماهير الشعب السوداني بل الواضح من تصريحات قاده الجبهه الثورية ان كافة المؤن والعتاد والطعام والدواء قد اتي هبه ومنحة بل غنيمة من الالة العسكرية لحكومة المؤتمر الوطني بعد دحرها في المعارك- ابوكرشولا والمؤسف حقا ان يتشرط النظام الشمولي امرا بان تكف حكومة جنوب السودان عن ايواء قاده التمرد ، والا ان ذلك سيقيض اتفاقيات التعاون وعلى راسها استيناف تصدير النفط ؟ وكذا الحال كما طالبوا يوغنذا بذات الخصوص ، وربما مصر ، ولا ندري كيف صار خطابهم لارثريا واثيوبيا ودول الجوار الاخرى في حدود هذا الوطني الواسع والممتد يستمر الاملاء والديماغوع ، في ان الحلو متاثرا بجراحه ، وما ينبغي استقباله وعلاجه في احد مستشفيات جوبا العسكرية ؟ ولو كان الحديث يحمل اي مصداقية ،و لايرعووا من ان يقرروا ، بان الجريح هو حالة انسانية سلف النظر عن ما قام به من فعل ، وسلف النظر عن دوره الريادي والتاريخ المؤثل في تاريخ حكومة الجنوب ودعم سلطتها ، ان هذا النداء يعني شيئا واحدا " ان على حكومة الجنوب تسليم قادة التمرد لانقاذ حكومة المؤتمر الوطني ؟! وهذا دور لا يمكن ان تلعبه الدول ذات السيادة والادارة الوطنية والتي اتت للسلطة عن طريق النضال المسلح والثورة الشعبية والسودان الجديد فالحلو ليس كارلوس ، اسامه بن لادن وجماعته الاخرين بل هو ابن للسودان شمالا وجنوبا ووفق اتفاق الحريات الاربع ؟! 5) صحافة خادمة وعلى ذات السياق يطلب الرساليون في مؤتمر صحفي من الصحافة المحلية ، وقد خلى من الصحافة الاجنبية بعد استبعادهم للصحافة العالمية من الحضور" اعلاما خادما ومنحازا للحرب ضد المتمردين ، وضرورة اخماد كل الاصوات المخذلة بالداخل" كما اخمدوا العديد من الصحف والاقلام ، والمراكز ، مركز الدراسات السودانية ، مركز الخاتم عدلان الخ.......... اصحاب الجلالة والاكرام الصغار !! حزني عليك يا وطني!! 2013/05/15