كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعلموا من حزب الله... ليس بالبندقية وحدها يسقط النظام!!


ونستقطع من مقالة البروفيسورة هاتين الفقرتين:
حزب الله ليس فقط مؤسسة سياسية عسكرية بل هو مجتمع وثقافة ودين ونمط حياة يصعب تفكيكها من قبل النظام السعودي ومثقفيه. حزب الله لا ينشغل بعدو بعيد يشتت صوابه. هو يعرف من هو العدو الحقيقي. كذلك حزب الله ليس خلية إرهابية يؤسسها نظام ويصدرها إلى الخارج ويجندها ويسلحها من أجل مشروع أمريكي بحت ومن ثم ينقلب عليه وتخرجه من الإسلام وتكفره وتصوب سهامها باتجاهه لأن حزب الله لا يمكن وضعه في القالب المعروف جدا من قبل النظام السعودي لذلك سيبقى معادلة صعبة وسيبقى العداء لغة قائمة يبثها النظام السعودي من خلال إعلامه.
وتقول البروفيسورة:
نمط حزب الله المُحَارب سعوديا (ونقول نحن أيضا: المُحَارب أمريكيا وإسرائيليا) يشكل خطرا أكبر من خطر نموذج القاعدة لأسباب عدة. حزب الله ليس حزبا فقط بل هو مجتمع وبنية تحتية وخدمات ومؤسسات وليس خلايا مطاردة شتت جهدها على ثغور نيويورك وبالي بعد أن فشلت فشلا ذريعا في تغيير نظام حكم عربي واحد. كذلك حزب الله استطاع أن يتجاوز الكثير من العقد التي لا تزال الحركات الإسلامية وخاصة السلفية تعاني منها. تجاوز حزب الله عقدة المسلم وعلاقته مع غير المسلم والتعامل معه كذلك تجاوز حزب الله عقدة المرأة ودورها ونظر إعلامه لمفهوم الوطنية والمذهبية بطريقة أنبهر فيها ليس أتباع حزب الله فقط بل أعداؤه والحق هو دوما ما شهدت به الأعداء. الدراسات الغربية التي أشادت بإنجازات حزب الله كثيرة ولا مجال لتعدادها هنا. لكن هنالك شبه إجماع على أنه نجح في الكثير من الأمور الجوهرية رغم أن له بعض الزلات الإستراتيجية.
وخروجا عن النص، لا تنشر الصحف السودانية أية مقالة للبروفيسورة مضاوي الرشيد!! لم يحدث قط!! أليس هذا غريبا؟ رغم أن شهرة البروفيسورة تفوق شهر برج القاهرة الذي يشبه زهرة اللوتس، أقامه عبد الناصر بقيمة الرشوة المدفوعة من قبل السعودية لعبد الحميد السراج رئيس جهاز المخابرات عام 1961م لاغتيال عبد الناصر – وشيد ناصر بالثلاثة ملايين دولارا (قيمة الرشوة بعد عمل الكمين) هذا البرج لكي يتذكر آل سعود!! بل ذكرى خالدة للشعوب العربية!! كم من السودانيين يعرف حقيقة هذا البرج؟ لماذا تمتنع الصحف السودانية قاطبة عن نشر أية مقالة لهذه البروفيسورة التي تعتبر العقل رقم واحد في العالم العربي!! الجواب ببساطة لأن أصحاب الصحف ورؤساء التحرير يتم رشوتهم وشرائهم!! نعم!! لقد خطر لي هذا الخاطر حين تقرأ ماذا تكتب هذه الصحف عن سوريا والعراق!! لا تفسير سوى الرشوة وأن تبيع الصحيفة نفسها لمن يدفع. فخذ صحيفة الخرطوم وصاحبها الباقر أحمد عبد الله – الأمراء السعوديون يمولونها بالكامل، وتوزع في السعودية والخليج!! وهذا التوزيع يكفي لفهم ارتباط صاحب الصحيفة بالنظام السعودي!! والآن يمولها الأمن السوداني عبر الميرغني!! أتحدى عادل الباز كأن ينشر مقالة واحدة للبروفيسورة مضاوي الرشيد!! أما صحيفة اليوم التالي، التي يديرها ويحررها عثمان ميرغني من الخلف، تحس أنها باعت نفسها إما للسعودية (بواسطة إمام محمد إمام الزبون المفضل لصحيفة التيار) وإما لدولة قطر!! فمشروع إسقاط الأسد وتشويه نظامه تدفع فيه الدولتان للإعلاميين الملايين والملايين!! إلى الآن صرفت السعودية وقطر واحد تريليون دولارا في هذه المعركة!! أما واشنطون فقد حصصت للإعلاميين العرب منذ 2007م 500 مليون دولارا لتشويه صورة حزب الله فقط!!
البروفيسورة تجد صفحتها هنا وفيها كل مقالاتها:
http://www.madawialrasheed.org/index.php/arabic/
وبالعودة إلى النص، نقول نعم إسقاط النظام القائم لا يتم فقط بالبندقية!! هذه النقطة لا تستوعبها الحركات المسلحة. يجب أن تدرس الحركات المسلحة طبيعة حزب الله، وبالذات ما كتبته البروفيسورة مضاوي أعلاه!! حزب الله ليس حركة مسلحة فقط!! وسلاح حزب الله لا يشهر في وجه المواطنين في لبنان. أنظروا كم لديه من وسائل إعلامية؟ وأي عملية ضد إسرائيل تصاحبها كاميرا. ضرب المثال بحزب الله، إضافة لمقالة الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله، يصبح المطلوب واضحا للجبهة الثورية.
ولكن هل هذا يكفي؟ لا يكفي. وهل فعلا "يغط" الشعب السوداني نوما تحت البطانية؟ كما قال الأستاذ سيف الدولة.
يجب أن تلاحظ المعارضة السودانية –مسلحة أو غير مسلحة- أن المد السلفي الإقليمي في حالة ازدياد وليس في نقصان، وذلك بفضل قوة مال النفط والدعم الغربي الأمريكي. فمن الواضح باريس ولندن وواشنطون يستخدمون مقاتلي القاعدة في إستراتيجياتهم الدولية بدعم وتخطيط سعودي (بندر) وقطري (حمد). إن لم يكن فقط لإسقاط الأنظمة مثل إسقاط النظام الليبي والمحاولة لإسقاط النظام السوري، بل أيضا لصنع الحرائق لتبرير تدخل العواصم الغربية ووضع يدها على الموارد الأفريقية تحت ذريعة محاربة الإرهاب بأسلوب مزدوج عبر التحكم في ظاهرة تنظيم القاعدة – ليبيا وتشاد والنيجر ومالي مثال فاقع!! هذه الدول هي ما نقصدها ربطا بإقليم دارفور وكردفان. فماذا يعني أن تحرس قوات تشادية مناطق البترول السودانية إن لم يكن نفس "الفريق" الذي يتآمر على سوريا هو نفسه الذي أدمج إدريس ديبي في اللعبة السلفية لصالح دولة الشيخ حسن الترابي!؟
من يتذكر مقالاتي؟ فالنيجر ومالي وجنوب الجزائر كثيرا ما كتبت فيهم وربما من قبل عشر سنوات!! فأسامة بن لادن قبل أن يأتي للسودان رغب أساسا في الإقامة في ليبيا 1990م!! لماذا؟ بل أكثر من ذلك، كل الذي حاضره بن لادن من محاضرات جهادية علنية في عام 1989م في الرياض بعد رجوعه منتصرا على السوفيت في افغانستان تم تطبيقه لاحقا من قبل السعودية وقطر بالكامل!! أذكر ذلك جيدا، فلي ذاكرة جيدة. وهذا الترابط في الأفعال يفضح ارتباط بن لادن بأمرة المخابرات السعودية. السؤال الحالي هو: كيف يتفق أيمن الظواهري مع التوجهات السعودية والقطرية بصدد سورية؟ أنظر بالله عليك كيف كل الأقاليم العربية تنزف دما – بينما الخليج سليم معافى!! ولكي لا تفضح السعودية نفسها، يكذب من وقت لآخر وزير داخليتها "اعتقلنا خلية إرهابية!!" – بينما في الحق النظام السعودي هو الإرهابي، وهو الذي يصدر الإرهاب السلفي للجميع!!
نعم، الشيخ حسن الترابي سلفي!! وهو الذي أدخل السلفية في السودان، وهو الذي يحكم السودان وليس عمر البشير، فماذا يعمل محبوب عبد السلام في واشنطون؟ وفي السفارة السودانية!؟ الشيخ حسن الترابي يوهم الجميع إنه مجدد!! يموه لأن طبيعة السودان التكوينية لا تقبل بالسلفية الوهابية – الرجل يكذب ويخادع سياسيا. حتى الإدعاء أن حركة العدل والمساواة تابعة للمؤتمر الشعبي كان ضربا من الكذب التكتيكي – وأخيرا قتلوا الدكتور خليل إبراهيم. وماذا تتوقعون من رجل يستلهم الماوردي وأبا يعلي الفراء (الذي يعتقد أن لله عورة!) ويخرج علينا بكتاب الأحكام السلطانية ويهديه لحكام قطر وليس للشعب السوداني؟ فمتى يستيقظ السودانيون؟
أنظر لهذه الدماء التي تسفك في الأقاليم العربية، والجرائم .. ويا لها من جرائم، يخرجون علينا بنكاح الجهاد (الأحرى جهاد النكاح!) ولواط الجهاد أو جهاد اللواط، ويأكلون كبد جندي سوري، ويغتصبون فتاة بريئة ويربطون أبيها تحت السرير لسحق أنفه وكبريائه، ويدمرون المساجد ويقتلون العلماء (البوطي – وغيره ربما عشرة وأخرهم قطعوا رأسه وعلقوها في المئذنة، وكلهم علماء سنيين أشعريين)، ويهدمون الكنائس ويجزرون المسيحيين، وينبشون قبور الصحابة، ويسرقون المصانع ويبيعونها في تركيا، ويستخدمون الكيميائي الخ. هل هذا دين الإسلام؟ أم دين جنكيزخان؟
وكما قلت لكم في مقالة – إنهم يصمتون!! يجيدون لعبة الصمت للخداع!! لم نسمع بإدانة واحدة في السودان لما يجري في سوريا والعراق على يد العصابات السلفية الخ!! بل كل صحف الخرطوم تقول أن بشار يقتل شعبه وليس العكس. إذا لم يدين النظام القائم في السودان وشيوخه وصحافته كل هذه الجرائم في سورية فما الذي يمنع أن تحدث في السودان – فالعصابات الإرهابية قريبة من دارفور، في تشاد ومالي والنيجر على فركة كعب!!
أعلم أن في مالي والنيجر ثروات هائلة من اليورانيوم والذهب. نعم ثروات هائلة.. الصين هنالك في النيجر!! أيضا الصومال به أكبر احتياطي بترولي ربما تتفوق على السعودية!! الصراع حول سوريا ولبنان لا يخلو من الصراع على الطاقة الخ توجد على شاطئيهما بحيرة من الغاز والبترول!! وتأتي أهمية استخراج هذه الطاقة كبديل للغاز الروسي لأوروبا – لذا تقاتل اسطنبول وباريس ولندن والدوحة بشراسة في سوريا!! فلا تكونن ساذجا أيها القارئ الكريم كأن تعتقد أن القتال الدائر في سوريا لإسقاط نظامه هو قتال ديني أو مذهبي أو من أجل الحرية والديمقراطية – هذه لافتات للتمويه!! فأسفل الطاولة تم التوقيع على عقود الغاز والبترول لصالح الشركات الكبرى التابعة للدول المتآمرة على سورية، وقطر شريك كامل في صفقات الطاقة هذه. ويعتبر بشار الأسد هو العقبة في كل شيء، عقبة حتى أمام التآمر لتصفية القضية الفلسطينية!! بتفجير سورية رغبوا أن يصطادوا كذا عصفورا .. وإلى الآن لم يستطيعوا اصطياد عصفور واحد!! لقد أنقسم اللصوص إلى معسكرين متصارعين متنافسين: السعودية وتركيا من جهة وقطر والأخوان المسلمين من جهة أخرى، بينما العواصم الغربية تراجعت تكتيكيا بعض الشيء حين أدركت أن الأسد باقي لينتصر!! رغبت القرود في اصطياد الأسد فأصطادهم.
ولكن آل سعود أيضا يصوبون عينهم نحو تمبكتو عاصمة مالي رغبة في تدمير أكبر مركز للوثائق الإسلامية التاريخية القديمة في العالم؛ أبناء سعود يطاردون آل البيت!! فغرب أفريقيا شهد عددا من ممالك للطرق الصوفية (منها تمبكتو) وارتباطه بمذهب أهل البيت وحبلهم عمره ألف سنة!!
فرنسا وواشنطون لهما أطماع في دارفور، هذه المسألة لا مراء فيها. ولقطر أيضا أطماع في دارفور، فالحمدان كان لهما نصيب في شراء امتيازات التنقيب عن البترول الليبي بعد أن مولت وسلحت قطر "ثورة" الأخوان المسلمين لإسقاط نظام القذافي، لذا تعتبر ليبيا الآن وما يجاورها منطقة نفوذ فرنسية أمريكية بغطاء قطري دون السعودية – وتقول بعض المصادر ليبيا تحولت إلى مركز عالمي لتفريخ الإرهاب وتصديره. الآن هنالك ثلاث دول بترولية تمول الإرهاب السلفي وتديره لحسابها: السعودية، وقطر وليبيا. تخيل معه حجم الإعصار السلفي القادم!!
فهل الإعصار السلفي يستثني كردفان ودارفور المجاورة لتشاد والنيجر ومالي؟
ولقد ذكرت في إحدى مقالاتي أن الدوحة تدعم الحركات السودانية المسلحة جميعها من خلف ظهر المؤتمر الوطني، طعنة قوية في الظهر، ورغم ذلك أبتلع المؤتمر الوطني هذه الطعنة القطرية ولم يتوقف عندها وربما استفاد منها – هذه مؤكدة وأتحدى قيادة الجبهة الثورية أن تنفي الدعم القطري!! لم تفهم الحركات المسلحة السودانية أن الاختراق القطري لدارفور عموما ولهذه الحركات خصوصا عبر الدعم المالي والتسليحي قصدت به الدوحة اختراقهم. بشكل أو بآخر يقاتل المؤتمر الوطني "الدوحة" في دارفور وكردفان. وربما يستغرب القارئ الكريم هذا التعقيد!! نقول له لا تستغرب، فالقضية الدينية التي تجمع الؤتمر الوطني وشيخه حسن الترابي شيء، وشغف العميل الصهيوني الأمريكي حمد بن جسم آل الثاني بلعبة الكبار شيء آخر: البترول والغاز.
طوال ست سنوات، منذ أغسطس 2005م وحتى مارس 2011، ضخت دولة قطر حوالي 12 مليار دولارا في سورية تحت عناوين الاستثمار الاقتصادي فقط، بهدف اختراق النظام والدولة المقاومين لتل أبيب وواشنطون. وليقل لي مناوي أو ياسر عرمان أو عقار: لماذا انقلبت الدوحة فجأة على سورية 360 درجة؟ كيف يفسرون هذا الانقلاب القطري المفاجئ إن لم يكن احتضان قطر لسورية عملا اختراقيا محضا!!! بنفس القدر الانقلاب على الجبهة الثورية قد يأتي بغتة بشكل درامي وفي غفلة من أهل الدار – وأكثر ترجيحا أن يأتي من قبل دول الجوار الجغرافي. ماذا تستطيع أمريكا أن تفعل لكم؟ لا شيء. أكثر ما فعله جون كيري لكم أنه أوصل رسالتكم بأدب لنظام الخرطوم: الشباب يرغبون في دولة مدنية!! لاحظ حتى ألمانيا انفتحت على نظام الخرطوم!! وهذا مؤشر سيء للمعارضة. ولكن من حسن حظ الحركات المسلحة أن أمير قطر وخامانه القردضاوي في شغل شاغل من أجل قص شوارب الأسد!!
الآن وليس غدا!! يجب على المعارضة المسلحة أن تعيد النظر في كل أساليب عملها. أول الأشياء أن تفصل الحركة المسلحة نفسها إلى نصفين، نصف مدني ونصف عسكري!! رأس النشاط العسكري يجب ألا يكون هو نفس رأس النشاط المدني وألا يطغى عليه. الحركة السياسية المدنية مطلوبة لذاتها، بينما الحراك العسكري يرهن إنهاء وجوده بتحقيق إسقاط النظام. وعليه المطلوب هو وضع الثقل الأكبر على الفصيل المدني للحركة، فهو الذي سيمد الجسور بأطياف الشعب السوداني بدون تدخل من قبل الفصيل العسكري. وكما حدث في حالة حزب الله، فالنمو العسكري لديه ليس حالة قسرية بل قناعة شعبية متجذرة، ولكن بشروط – لاحظوا كيف أن الجيش اللبناني يحترم مقاومة حزب الله، والعكس صحيح!! لذا من الخطأ أن تجعل الحركات المسلحة السودانية هدفها الجندي السوداني أو المواطن السوداني حتى ولو من باب الخطأ!! يجب أن يدرك الجميع أن مجرد الرفض للنظام القائم يزعج أصحابة أيَّما إزعاج دون إطلاق طلقة واحدة!! فالرفض هو عنوان خلعك الشرعية عن النظام!! وهذا بالضبط ما تفعله سورية بإسرائيل – رفض النظام السوري مصافحة العدو يعني عدم الاعتراف به وبمنجزاته، أو رفضه الجلوس معه مباشرة، أو التطبيع معه الخ .. يزعج الصهاينة أيما إزعاج!! لو جلس الصهاينة في الجولان ألف عام لكان في وجدانهم إنهم غرباء على هذه الأرض!! بعكس المطبعين والجالسين مع إسرائيل والذين فتحوا السفارات الخ يعطون إسرائيل الشرعية بالقطارة. فمثلا فكرة بغل قطر مبادلة إسرائيل ببعض الأراضي – تعني في العمق الاعتراف بشرعية إسرائيل، الاعتراف بشرعية الغاصب!! لذا يجب ألا تعول الحركات المسلحة كثيرا على البندقية – يكفي أنها مرفوعة!! ولكن لا يمنع أن تفتح هذه البندقية على الغرباء فقط مثل دخول الجيش التشادي الأراضي السودانية أو دخول الإرهابيين السلفيين المسلحين الإقليم سيان سودانيون أو غرباء!! فهؤلاء السلفيون قتلهم شرعي بنص قول الرسول في الخوارج. قال رسول الله في الخوارج: (هم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم).
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فقسمه فأعطى من عن يمينه ومن عن شماله ولم يعط من وراءه شيئا. فقام رجل من ورائه فقال يا محمد: (ما عدلت في القسمة) رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال: (والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني) ثم قال: (يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة).
وقوله عليه وعلى آله الصلاة التامة: "يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم" – أجمع كافة علماء المسلمين أن هؤلاء القوم هم أتباع فرقة الوهابية. لأن محمد عبد الوهاب في بداية دعوته كان يأمر أتباعه بحلق شعر رؤوسهم "زيرو"!! وحين فهموا أن هذا الحديث قد أنطبق عليهم أو فيهم أبطلوا هذه العادة.
يكفيك فهما أن حزب الله أنتقل إلى مدينة القصير السورية لمقاتلة التكفيريين في أوكارهم، ولم ينتظرهم حتى يأتونه في الضاحية الجنوبية أو في جنوب لبنان!! هي حرب وقائية بمعنى الكلمة!! فمعظم "الانتحاريين" للقاعدة هم لواطيون، بل معظمهم سعوديون لتفشي الشذوذ الجنسي في طلبة مدارس المهلكة السعودية، ويوهمهم أمثال "العرعور" (وهو نفسه شاذ جنسيا باعترافه) إن انتحارهم بحزام ناسف يوفر لهم التوبة، ولديهم احتياطي ضخم من أمثال هؤلاء الشاذين جنسيا – راجع قناة صفا على اليوتيوب وتلك الفتوى الوهابية التي تجوز للواطيين أن يلاط بهم من قبل زملائهم المقاتلين لتوسيع دبر الانتحاري لحشوه بأكبر كمية بالمتفجرات!! أنظر إلى اليوم كيف يفجرون يوميا الشعب العراقي!!
ليس سيئا بل هو المطلوب أن يثقف المقاتلون في الحركات المسلحة أنفسهم دينيا، رغم أن محاربة السلفية الوهابية والسلفنة والسعودة تقع على عاتق الفصيل المدني المعارض التابع للحركات المسلحة. والفصيل المدني هو بيت القصيد في هذه المقالة. يجب أن تعترف الحركات المسلحة بفشلها بشروطها الحالية في عدة جبهات، منها الجبهة الإعلامية، والجبهة الثقافية الفكرية، والجبهة الدينية، والجبهة الاقتصادية، والسياسية!! مع هذا الفشل المركب تعجز الحركات المسلحة مخاطبة الشعب السوداني لإقناعه إنها تعمل في الإطار القومي وليس الجهوي القبائلي. وتقع قضية الالتحام بالجماهير عامة والتنوير المعرفي والإعلامي على عاتق الشباب المثقف والجامعي في غرب السودان.
هنالك نقطة حساسة لم يتطرق لها الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله ورمز لها بأسلوب هروبي بالبطانية!! وهذه النقطة هي قضية إسرائيل، ثم تأتي في المرتبة الثانية قضية واشنطون!! نقول بلا تردد للحركات السودانية المسلحة أن أية حركة تمد حبالها بإسرائيل حكمت على نفسها بالاحتضار، لن ولن تلتف حولها الجماهير السودانية. ونخص بالتحديد عبد الواحد محمد نور، نائب الجبهة الثورية للقطاع السياسي!!
لقد أندفع "عبد الواحد" في رومانسية إنسانية ساذجة في بداية مشواره السياسي فيما يتعلق بدولة إسرائيل، وربما كان مرجع ذلك بنيته الثقافية كونه يوما ما شيوعيا كوزموبوليتانيا، وكذلك لا نفهم نظرة عبد الواحد فيما يتعلق بالمسألة اليهودية عامة والصهيونية بشكل خاص. وعلى العموم لم يكن الراحل عبد الخالق محجوب أفضل من عبد الواحد، فالأيديولوجية الشيوعية أيديولوجية تحييدية، خصما على القومي والإنساني. ولأننا لا نرغب أن نخوض في قضية الشيوعية والماركسية كونها إنتاج يهودي، أبي من أبى وتشنج من تشنج، إلا أننا نضع لعبد الواحد بعض الأعذار مقارنة بعملاء إسرائيل من الأنظمة العربية، فحتى م. ويكيليكس ونظامه الذي فضحته وريقات ويكليكس كان يغازل البرتو فيرنانديز بالتطبيع مع إسرائيل – وتخندق النظام مع دولة قطر ضد النظام السوري له معنى واضح إلا على المشوشين السياسيين. لذا نحن لا نزايد على عبد الواحد، ولكننا نود منه أن يراجع تصوراته الفكرية والسياسية فيما يخص الكيان الإسرائيلي الصهيوني. ولكي يطهر نفسه من وصمة إسرائيل عليه أن ينتقد نفسه علنا، وأن يثبت وقوفه مع خط المقاومة الإقليمي.
بالمجموع، يصبح من الخطأ أن يكون عبد الواحد نائب رئيس الجبهة الثورية للقطاع السياسي. وليكن النائب، ولكن ليس للقطاع السياسي!! فماذا يستطيع عبد الواحد أن يقول في الإمبريالية التي يعيش في حضنها؟ فعبد الواحد برهانه على تل أبيب وواشنطون وضع نفسه في مساحة جد صغيرة ليناور فيها، وهامشه للمناورة صفر. وأذكر القراء الكرام بالراحل دكتور جون قرنق، طوال قيادته للحركة الشعبية وحتى وفاته لم يذكر فلسطين ولم يذكر إسرائيل على لسانه – بل أبتعد عن إسرائيل كلية. وبعد وفاته روجت إسرائيل لكتاب مشكوك فيه أن د. جون قرنق زبون لها. لا نعتقد ذلك، فالراحل خبر السيطرة اليهودية والصهيونية في أمريكا والقارة الأفريقية جيدا، وإلا لما اغتالوه. فكيف يسلم الساذج عبد الواحد محمد نور كل أوراقه لإسرائيل؟ هذه ترجع للسيرة الذاتية لكل من الرجلين. نعم عبد الواحد رجل غير مثقف، وإنه مع الأسف يقود حركة تغيير في السودان، رهن معه السودان بحركته كليا أو جزئيا.
وماذا عن واشنطون؟ كيف يثق الرباعي (عقار، مناوي، عبد الواحد وجبريل) بواشنطون؟ ولماذا يصمت الأربعة حول ما يدور في الشرق الأوسط؟ لماذا الخوف من واشنطون؟ هل رئيس تحرير صحيفة الديار اللبنانية المسيحي الماروني شارل أيوب "أشجع" من أربعة قيادات مسلمة تمارس النضال؟ بل "أرجل" من كافة الحكام العرب بأموالهم وعصاباتهم الإرهابية وبشيوخهم الملتحين يعشعش فيها القمل والبرغوث – وتحرسهم الأساطيل الأطلسية!!
أقرأ ماذا يقول هذا المسيحي:
http://beta2.charlesayoub.com/Article.aspx?pageid=11868
وإذا لم يعجبكم ما كتب المسيحي شارل أيوب، هاكم المناضل اليساري الأردني ناهض حتر ماذا كتب:
http://www.khabarjo.net/?p=67036
http://www.alarabalyawm.net/Public_Journalists/Journalist_Article.aspx?ArticleID=25494&JournalistID=64&M
http://www.alarabalyawm.net/Public_Journalists/Journalist_Article.aspx?ArticleID=25499&JournalistID=64
ونقتطف من الوصلة الأولى لناهض حتر هذه الكلمات المعبرة عن "أيديولوجية" حزب الله:
(هذه هي الماركسية في جوهرها، حين لا تضيع بوصلة السياسة والسلاح، ولا تعرف الفوّهات سوى صدور الغزاة، امبرياليينَ وصهاينةً وتكفيريين وعثمانيين. هذا هو الديالكتيك المشرقيّ بتمامه؛ حين يُستشهَد مؤمنٌ من أجل علماني، هذه هي القومية باكتمالها؛ حين يُستشهَد الفتية اللبنانيون الذين آمنوا وما بدّلوا تبديلاً.. تحت عَلَم الجمهورية العربية السورية. هذا هو الله… وهذا هو حزبُه!).
لقد قدمت لنا الأزمة السورية مفكرين وكتابا من الطراز الأول كنا لا نعرفهم عبر ضجة العاهرتين الجزيرة والعربية!! مثل نارام سرجون، وناهض حتر .. وغيرهم كثير.
على المعارضة السودانية –مسلحة أو غير مسلحة- أن تتعلم الكثير من أدبيات النضال وآفاقه وطرقه في الإقليم الخ، وفرضا سقط النظام السوري عبر التواطؤ والصمت الثقيل كما يفعل المؤتمر الوطني، هل يعتقد الأربعة أن واشنطون ستقف معهم ضد نظام إسلامي سلم رايته لدولة قطر والسعودية؟ أحد الكوميديات الدرامية السودانية أن المعارضة والحكومة يرضعان من ثدي الإمبريالية مباشرة أو من شطر نعاجها في الدوحة والرياض!!
لذا أول درس يجب أن تتعلمه المعارضة أن تتعبد بقول الإمام علي للمسلمين في عصره: (لو لم تتهاونوا في نصرة الحق وتوهين الباطل، لما قوى عليكم من قوي.. (من بني أمية))!! واضحة العبارة!! إذا لم تنصر الحق ولم توهن الباطل فورا وفي حينه، سيأتي يوم لن تجد فيه نصيرا لك!! لماذا يصمت الأربعة عما يجري في سورية؟ هل هي ليست قضيتهم؟ وماذا إذا أتي اليوم الذي تذبح فيه المعارضة السودانية على يد كلاب آل سعود؟ قُتِل الدكتور خليل إبراهيم اغتيالا .. ولم يأبه لمقتله أي مخلوق في العالم العربي والإسلامي!! ليس لأنه من السودان، وليس لأنه من دارفور أو لأن شعوب الإقليم تؤيد لصوص المؤتمر الوطني، بل لأن خليل كان صندوقا مغلقا، غامضا، وكل غامض منسي!! ما الذي يجبر المسلم أحمدي نجاد من تقبيل نعش هوجو شافيز المسيحي؟ إنها الإنسانية – وأن الرجل هوجو شافيز كان صوتا داويا للحق، سيان مسيحي أو مسلم أو بوذي فالحق ليس له دين!! بالمقابل لاحظ كيف كان يعامل الإعلام الخليجي هوجو شافيز باستخفاف وكأنه رجل مشاغب أو مهرج!! ولم لا..وهم عرب الخليج يرغبون بيع فلسطين، فقد فضحهم هوجو شافيز، بكى رحيله المبكر كل شرفاء العالم وكل الشعب الفلسطيني!!
باختصار.. "المعارضات" السودانية تحتاج إلى فك قيدها الذي وضعت نفسها فيه بغباء لا يحسد عليه، هذه المعارضات الساذجة كان يفرحها الطلة من قناة الجزيرة، وتلهيها الجلسة في فنادق الدوحة وطرابلس وهلماجرا!! ولم تفهم قط إنها سلمت قيادها للذئب القطرائيلي!! هل نحتاج إلى معارضة وطنية مستقلة التفكير؟ نعم. هل نحتاج إلى دولة لا تبيع الوطن بثمن بخس لدول الخليج؟ نعم، يجب التركيز على الاستقلال الوطني - لقد بلغ السودانيون جميعهم نقطة الصفر في الوطنية!! الأمر يحتاج إلى وقفة من الجميع، دولة مارقة ومعارضة مسطولة!!
نقول للأربعة الكبار، أنتم تحتاجون إلى فك قيودكم السياسية والفكرية، وتحرير أشخاصكم قبل تحرير السودان. لو كنت مكانكم لقلبت الطاولة لتحريك الجماهير السودانية التي تغط في النوم. لتوجهت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكي تلعب دور الوساطة السياسية ما بين المعارضة والنظام القائم. ماذا يمكن أن يحدث في هذا السيناريو الافتراضي؟
· سينفضح نظام الخرطوم "الثوري الشوري الإسلامي" الذي يدعي بخبث إنه على نهج إيران!! وكيف بهم لو حدثت المجابهة على طاولة المفاوضات مثلا حول انتخاباتنا وانتخاباتهم!! هل يتم تزوير الانتخابات في إيران مثلما يفعل المؤتمر الوطني؟ وماذا لو خرجت المفاوضات بطلب المعارضة السودانية أن تراقب إيران الانتخابات القادمة؟
o ملحوظة: الشيخ الترابي الذي يقود المؤتمرين مرعوب من الانتخابات القادمة!! ماذا يقول عمر البشير الذي يجلس كرئيس جمهورية منذ 1989م وهل سيمدد له طبقا لأحكام الترابي (الأحكام السلطانية!)، وكم كان لإيران من رؤساء جمهورية؟ ما هو الخلاف الشرعي في الحاكمية عندنا وعندهم؟ وهل نظرية التوالي كذبة مقارنة بولاية الفقيه العامة؟
· وماذا لو قارنت المعارضة على طاولة المفاوضات الثلاثية حال السودان في ثلاث وعشرين عاما (وهو عمر الثورة الإيرانية) بحال إيران التي تناطح أمريكا تكنولوجيا؟ أو حين يسأل المعارضون أين ذهبت مداخيل البترول، والذهب، وكيف نهبت الأراضي ووزعت على الأقارب وبيعت للأجانب، ودمرت الصناعة والزراعة والتعليم والصحة الخ. وحقا كم تصرف خزينة الدولة على الشعب السوداني؟
o لاحظ المرشد علي الخامئني يحث الشعب الإيراني للتصويت – لأن صوت الشعب كما يقول قوة في عين العدو!! قارن ذلك باحتقار نظام الترابي للشعب السوداني، ومتى أستشير الشعب في أي موضوع؟
· وقطعا سيقولون ستغضب دول الخليج!! هذا متوقع!! ما هذه الكذبة الصحفية التي يروجها أمثال ضياء الدين بلال؟ وماذا يضير لو غضب أهل الخليج كلهم عن بكرة أبيهم!! ما دخلنا نحن بغضبهم؟ هل السودان محمية لهم؟
o لاحظ أن لدول الخليج علاقات قوية بإيران اقتصادية وسياسية وسياحية، 12 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات (رصد أبريل 2008م). طهران: قال مستشار وزير التجارة الإيراني حسين سلطاني إن حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات بلغ خلال العام الماضي الإيراني 12 مليار و300 مليون دولار. وأضاف في حديث أوردته وكالة الإنباء الإيرانية "إن صادرات إيران إلى الإمارات خلال هذه الفترة بلغت مليارين و100 مليون دولار فيما بلغت وارداتها 10 مليارات و200 مليون دولار". وأشار إلى أن قيمة صادرات إيران في السنة الماضية بلغت 96 مليار دولار منها 72 مليار دولار عوائد صادرات النفط والغاز موضحا أن إجمالي الإنتاج الوطني بلغ أكثر من 283 مليار دولار. على صعيد متصل رحب منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني بالعمل على إيجاد منطقة تجارة حرة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي واصفاً المقترحات الاقتصادية التي حملها نظيره العماني يوسف بن علوي بالإيجابية. فيما أعلن غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن مجلس الوزراء وافق على تأسيس مناطق اقتصادية حرة جديدة في 14 مدينة بالبلاد وذلك وفق ضوابط وتوجهات مؤسسة الحفاظ على البيئة.
· وهل سيغضب الأمريكان مثل الخلايجة؟ ربما نعم، وربما أشد. ولكن ماذا يمكن أن يفعل الأمريكيون؟ كلا من الأمريكيين ودول الخليج سيتوددون لكم!! ولأول مرة سيحترمونكم!! كلاهما لا يحب التعامل مع شخص ضعيف، أصحاب الأموال عادة يحتقرون الضعفاء – ولقد أثبت السودانيون أنهم ضعفاء حكومة ومعارضة!! لقد أثبت السودانيون إنهم لا يستحقون هذه المساحة الضخمة!! ولقد وضع الملك فيصل كامل الدولة السودانية في جيبه عام 1965م بدواء الريال!! وقد اشتهر السودانيون في الخليج إنه يمكن شراؤهم بثمن بخس!!
o يجب أن يفهم السودانيون أن قوتهم في استقلالهم السياسي والاقتصادي الوطني، وفي قوتهم أن يحيلوا هذه الأرض التي حباها لهم لله إلى قوة اقتصادية كبرى..!! ولكن السودانيين دراويش لا يعرفون قيمة النعمة التي أعطاها لهم الله تعالى!! أنظر إلى الوضع الحالي، ما قام مشروع اقتصادي وإلا وضع الخليجيون أنفهم فيه، ليس بقوة تمويلهم، بل لأن السودانيين يرغبون في غطاء للعمولات والرشاوى!! خذ آخر ملاعيب كمال عبد اللطيف ماسح حذاء عمر البشير، يؤسس شركة (سودامين) على جثة وزارة المالية لكي يحصد المليارات!! كم أخذ عمولة من شركة قلوبال فورس كابيتال الإماراتية؟ الله أعلم. ولكن الشركة الإيطالية Elettronica S.P.A التي عملت مصفاة الذهب لا علاقة لها بالذهب، وهي شركة تعمل في الصناعات العسكرية الاليكترونية، وما الإماراتي خالد أحمد المنصور مالك ومدير شركة قلوبال سوى واجهة مالية لتحصيل العمولات العسكرية لشيوخ الأمارات، ويعتبر المنصور شريك ل Elettronica S.P.A وعملا معا مصفى للذهب في أبوظبي عام 2009م أكبر من مصفى الخرطوم!! أما لماذا تزهد حكومة الخرطوم في المشروعات الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو الشركات الإيرانية؟ لأن الأخيرة لا تعمل بنظام الرشاوى الذي توفره ثقافة دول الخليج وشيوخها!!
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.