عزيمة وصمود .. كيف صمدت "الفاشر" في مواجهة الهجوم والحصار؟    بونو ينافس دوناروما وكورتوا على جائزة أفضل حارس في العالم    مناوي يُعفي ثلاثة من كبار معاونيه دفعة واحدة    المريخ يختار ملعب بنينا لمبارياته الافريقية    تجمع قدامي لاعبي المريخ يصدر بيانا مهما    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابي يستغل الأستاذ كمال عمر ويخدعه!!
نشر في سودانيزاونلاين يوم 11 - 06 - 2013

ناصر السيد يحكي عمن وقَّع على مسودة الدستور الإسلامي: (..عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حضر ووقع ثم انتفض عليه كمال عمر الذي يعتبر دخيلا على الحركة الإسلامية ودخيلا على المؤتمر الشعبي نفسه وظهر بعد أن اعتقلوا الترابي كمحام ومن ثم تلبس صوت (الشعبي)!!).
كيف نفهم عبارة الأستاذ ناصر السيد أحد طلائع مؤسسي الحركة الإسلامية عام 1949م والترابي صبي يافع لم ينمو وقتها شاربه أو لحيته؟ نحن يعنينا هنا الأستاذ المحامي كمال عمر وموكله الشيخ حسن الترابي. ونذكر الجميع، أليس غريبا أن يصمت الشيخ حسن الترابي وأمثال المحبوب عبد السلام.. ويصبح كمال عمر صوت (الشعبي) الرسمي والوحيد؟ هذه النقطة حيرتني!!
لقد صدق ناصر السيد حين قال لم يكن الأستاذ كمال عمر سوى محام دفاع لموكله الشيخ الترابي في الفترات التي اعتقل الشيخ نفسه فيها لمهمة التأليف في خلوة السجن، ولم يكن الأستاذ كمال عمر سوى "دخيلا على الحركة الإسلامية ودخيلا على المؤتمر الشعبي".. لاحظ قالها ناصر السيد مرتين!!
لقد حرك حزني الأستاذ طارق عبد العزيز محمد صادق، المحامي، المستشار القانونى، والقاضي سابقا بمقالته الهامة والمعبرة "القضاء في السودان في مهب الريح". لقد لمس في نفسي جُرحا. نعم، لقد أيد مقال مولانا تحليلي أن ما قام به الترابي في مطلع التسعينيات لم يكن "للصالح العام" البتة. لقد خدع الترابي الشعب السوداني حين دمج عن عمد وقصد السلطات الثلاثة. ولكنا يجب أن نفرق ما بين حالتين. الحالة الأولى أن أي دكتاتورية شمولية طارئة تعمد إلى إلغاء السلطات الثلاثة ودمحها في يد الديكتاتور، الذي يصبح هو الأداة التشريعية، والتنفيذية والقضائية. ونكرر طارئة، لأن عمر الدكتاتوريات قصير!! ولكن في حالة شيخنا الترابي القصة تختلف!! الشيخ حسن الترابي يؤصل لدمج السلطات الثلاثة. وما فكرة وظيفة مستشار التأصيل لرئيس الجمهورية إلا في هذا الاتجاه، أيجاد حل شرعي للتعارض الذي قد يطرأ حين تصطدم وظائف السلطات الثلاثة.
حين نتأمل القرآن والسنة النبوية، لا نجد نصا معينا في شأن الدولة والحاكمية إلا النص على ولاية وخلافة الإمام علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.. وبما أن قريش رفضت خلافة الأمام علي، حتى إنها لرفضت ولايته، واختارت لنفسها وأصابت كما قال عمر لإبن عباس، يصبح السنة الأشعرية في حل من "وصاية السماء"" جيل بعد جيل، وكان عليهم الاجتهاد في كيفية بناء الدولة. وفي سبيل نيل السلطة سفكت دماء كثيرة، وما أن دخل القرنان الرابع والخامس الهجريان، حتى كتب الماوردي الشافعي 364-450ه "الأحكام السلطانية"، وقلده معاصره غيرة وحسدا الحنبلي ابن أبي يعلي الفراء، 380-458ه أخذ كتاب الماوردي وفرغه وحشاه بخزعبلات الحنابلة، وفي تحدي غريب سماه "الأحكام السلطانية". ما فيش حد أحسن من حد!!
أهم ما كتب المسلمون الأشاعرة في الحاكمية هما هذان الكتابان، ويعتبران كتابان أثريان، ولن تجد غيرهما.. كلاهما مضطربا، يناقض المؤلف في الكتاب الواحد نقسه. ولقد حاول كلا من الماوردي والفراء إيجاد مخارج تنقذ "نظرية الخلافة" التي كما قالوا تعتمد على آيات الشورى. وبما إنه لم تكن خلافة أبي بكر عن شورى المسلمين بإجماعهم، ركز المنظرون لدولة الخلافة على لجنة الستة العمرية. وتمسكوا بها على إنها أول "نظام شوري". وبغض النظر عن الجزم أن كلمة الشورى في الآيات الثلاثة لا تعني الحاكمية مطلقا، وقد زحزحوا معانيها لكي تصمد نظرية الخلافة، نجدهم أيضا خلال استلهامهما للقرون الخمسة يضطربون حين يناقشون شروط أهلية الحاكم، قالوا أقله ستة كما في لجنة الستة العمرية، وقال بعضهم اختيار الحاكم في يد "أهل الحل والعقد" – معللين لا يجوز أن يختار الحاكم تارك الصلاة، والخمير أي الغوغاء عموما..، وبعضهم قال بل شخص واحد يمكنه أن يبايع شخصا واحدا فيصبح المبيوع له حاكما على المسلمين، متأسين ببيعة عمر لأبي بكر في السقيفة، ثم قالوا "الحكم لمن غلب بالسيف" حين رأوا في انتصار معاوية وغيره من الأمويين وبعدهم العباسيين والأتراك يغلبون بالسيف ويحكمون!!
حتى عمر في لحظة وفاته قال: لو كان عبيدة حيا لاستخلفته، ولو كان سالم مولى بني حذيفة حيا لاستخلفته.. ويعني ذلك النظرية التي كتبت بأسم عمر، نجد عمر نفسه لا يؤمن بالشورى. وهذه العبارات تكفي لمن عنده نظر. ومع هذا الإضراب، ونظرية متكلفة في الشورى لا تصمد أمام النقد والدحض مقابل النص الإلهي والنبوي للإمام علي، وبعد ألف سنة يسجن الشيخ حسن الترابي نفسه بسجن كوبر ليتفرغ للتأليف، ويخرج من السجن مثل بن تيمية (مع الفارق، الأول بمزاجه والآخر أجبر عليه!!) وفي يده كتاب "الأحكام السلطانية". درس الشيخ الترابي الكتابين المذكورين حين لم يجد بدأ من ذلك، فعقله السلفي يصطدم مع التراث الغربي في الحاكمية، وقد أجهد نفسه لكي يخرج بشيء يسمى "إسلامي" على نقيض كل ما هو غربي. ولقد لعب الشيخ الترابي بالسميات الشكلية مبكرا، مثل مصطلح التوالي بديلا عن مصطلح الانتخاب الديمقراطي.
أكثر عقدة واجهها الشيخ الترابي هي فصل السلطات، فقد ألغى الترابي فعلا فصل السلطات، ألغاها فعلا في بداية حكم انقلاب الإنقاذ ولمدة عشرة سنوات، ووضع كل السلطات في يد "أهل الحل والعقد". وهي الافتراضية التي راقت له من الماوردي وابن أبي يعلي الفراء. الاعتقاد في فرضية "أهل الحل والعقد" تأتي على نقيض الانتخاب الديمقراطي الليبرالي، الذي طوره التراث الغربي الإنساني. لذا لم يطرف لهم جفن حين زوروا الانتخابات العامة الأخيرة. في روعهم إنهم لم يرتكبوا جرما بالتزوير طبقا لعقيدتهم الشرعية في الحاكمية أن القضية في يد "أهل الحل والعقد" وليس في يد الشعب، ولأنهم لا يؤمنون بصناديق الانتخابات في الأصل. موقفهم من الانتخابات الديمقراطية لو رأوا إنهم فائزون كان بها، وإن شعروا إنهم خاسرون يزورونها!!
بتطبيق مفهوم فرضية "أهل العقد والحل" وحتى عام 2000م كانت النتيجة كارثية. لقد تحول "البدريون" إلى لصوص للمال العام، وتفشت المظالم، وترهيب العباد الخ، الباقي تعرفونه. لذا أجبر الترابي نفسه في غرف كوبر بعد المفاصلة للجلوس على مؤخرته مطولا لكي يعيد النظر في كثير من المسائل التي مرت في العشر سنوات الأولى من حكم الإنقاذ. الشيخ حسن الترابي في مطب كبير!!
وبتعمده إلغاء فصل السلطات الثلاثة أجده مفكرا ضعيف العقل. الفصل يستوجبه العقل لا الشرع فقط، طبقا لتناقض المصالح. هنالك العديد من الآثار النبوية صلاة الله على نبينا وعلى آله والآثار العلوية (من على بن أبي طالب عليه السلام)، تحث على فصل القضاء عن سلطة الحاكم شكلا ومضمونا. فقد عين الإمام أمير المؤمنين ويعسوب الدين، قاضيا له في الكوفة شريح بن الحارث (ت 78ه) رغم إن الإمام كان أقضى الخلق بعد نبينا. ولم يكن ذلك إلا لفهمه القرآني ألا يكون الخليفة خصما وحكما. فكان شريح بن الحارث قاضي الإمام عليه السلام في الكوفة، وكان يعلمه القضاء ويراجعه، وأحيانا كان يعاقبه على أخطائه. وأحد المواقف القضائية التاريخية المشهورة هي قصة اليهودي الذي أدعى درعا للأمام علي عليه السلام، فجلس الإمام واليهودي أمام شريح، وحكم شريح لليهودي مع الأخطاء، وعلى أثرها أسلم اليهودي. نهدي الكتاب التالي لمولانا الأستاذ طارق عبد العزيز محمد صادق، المحامي، المستشار القانونى، والقاضي سابقا، ولكل محبي الإمام عليه السلام، ولكل مهتم بقضية فصل السلطات. كتاب منهج الإمام علي في القضاء – لمؤلفه فاضل عباس الملا.
http://www.al-shia.org/html/ara/books/?mod=tarikh&start=40&end=60
وحين عرف الترابي أنه فعل كبيرة ولأسباب أخرى يطول شرحها، قسم الحركة الإسلامية بحركة مسرحية على نصفين، بقصد مداورة دول الخليج والغرب، وخيرهم أقل الشرين: القصر أو المنشية. وبعد انتفاء أسباب المسرحية، واصل الشيخ الترابي العرض المسرحي لخداع المعارضة والشعب السوداني. وأحد ثمار الخدعة جلوسه في كنبة المعارضة، وتفتق ذهنه بوضع كمال عمر رأس حربة المؤتمر الشعبي الذي ليس سوى لافتة وليس حزبا. لماذا كمال عمر؟
الأستاذ كمال عمر يمتلك "لهجة سياسية" بطبيعة كسبه هي لهجة أقرب للقوى الحديثة والقوى المدنية التي لا تحسب للإسلام السياسي أو للإسلامويين. حين تسمع الأستاذ كمال عمر كيف يعبر عن نفسه سياسيا في إسقاط النظام القائم، يخيل لك إنه عضو في أي حزب من الأحزاب المدنية التي لا تحسب على الحركة الإسلامية، وهذا يدعو لطمأنة المعارضة دون الدخول في مجادلات مثل هل معارضة الشعبي حقيقية. وآخر مجاهدات الأستاذ كمال عمر أنه صنع لنفسه غرفة في البالتوك، ونقلا من الانترنيت (خالد عثمان وزين العابدين صالح): يقول كمال عمر اقتربنا من إسقاط النظام!!
قال السيد كمال عمر أمين الأمانة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي، والناطق الرسمي باسم قوي تحالف المعارضة، إن تحالف المعارضة لن يتحاور مع النظام حول الدستور وغيره، هدفنا إسقاط النظام، وأضاف ليس هناك أية تقارب بين الذين يناضلون من أجل الديمقراطية وتفكيك دولة الحزب الواحد، وبين أصحاب البرنامج الشمولي، فليس هناك منطقة وسطي يمكن الالتقاء عندها، ولكنه استدرك وقال نحن ممكن أن نتحاور مع قيادات النظام إذا قبلوا بتشكيل حكومة انتقالية، مهمتها الأساسية الأشراف علي عملية التحول الديمقراطي في البلاد، وقال أننا قد عقدنا العزم علي تصعيد نضالنا من أجل إسقاط النظام، لأن النظام لا يقبل نتائج أية حوار وهو يراوغ فقط بقضية الحوار، وهم يتخوفون من فقدهم للسلطة، لأنها تشكل لهم حماية.
وقال السيد كمال عمر الذي كان يتحدث في الندوة التي يقيمها أسبوعيا "مركز أبحاث الديمقراطية والدراسات الإستراتيجية" في غرفته "Centre for Democracy" في "Paltalk" قال إن الحوار حول الحكومة الانتقالية التي تتولي عملية الانتقال الديمقراطي، سوف لن تبت في قضية المحاكمات والإعفاءات من العدالة، باعتبار قضايا الفساد وارتكاب الجرائم تبت فيها جهات الاختصاص، وكل من أرتكب جريمة يجب أن يحاسب عليها، وقال إن الفساد في الإنقاذ توسع بصورة كبيرة ويطال قيادات في السلطة والحزب الحاكم، وقال إن الفساد لا يخف عن الشعب السوداني، حيث أصبحت أغلبية القيادات الإنقاذية تمتلك العمارات والبيوت الفارهة في البلاد وحولت ثروات البلاد إلي المنافع الشخصية.
وحول برنامج تحالف المعارضة من أجل التعبئة وتوعية الجماهير، قال السيد كمال عمر إن تحالف المعارضة قد اتفق علي قيام عددا من الندوات الجماهيرية في المدن والأقاليم بهدف تعبئة الجماهير وتوعيتها، وقال أن النظام هو يعاني من ضعف وبدأ يترنح، حيث انصرفت عنه الجماهير التي كانت تؤيده وقال إن ندواتهم التي أقاموها لم تجد الزخم الجماهيري رغم صرفهم البزخى عليها، وفشل ندواتهم قد كشف لهم أنهم قد وصلوا علي حافة الهاوية. وقال أننا سوف نقيم الندوات وسوف نشكل لجان التنسيق التي تخترق المجموعات الجماهيرية لكي توصل رسالة المعارضة، وسوف نقيم الندوات في الجامعات و المعاهد و غيرها، هي معركة وعي و حقوق ويجب أن نخوضها ببسالة.
وفي رده علي سؤال، حول هل الندوات سوف تكون في الهواء الطلق أم في دور الأحزاب، باعتبار إن الندوات في دور الأحزاب يحضرها دائما الناشطون السياسيون الذين لا يحتاجون لتوعية، بينما الندوات في الهواء الطلق تستهدف عامة الناس؟ قال السيد كمال عمر إن السلطة تفرض علينا حصارا قويا بأجهزتها القمعية والأمنية، وأننا سوف نقيمها داخل دور الأحزاب، ولكن سوف نخرج في الهواء الطلق، غير عابئين بقرار أجهزتها الأمنية، ولا يخيفنا وعيدهم وتهديدهم، نحن ساعين بقوة من أجل إسقاط النظام وليس هناك أية خيار غيره، والنظام نفسه يشهد صراعات داخلية عنيفة تساعد علي عملية الإسقاط.
وعن الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، قال السيد كمال عمر إن قيادات الإنقاذ التي تغوص في مستنقع الفساد لا تبالي، بالحالة التي يعاني منها أغلبية الشعب السوداني، وقال البلاد تشهد مجاعة بصورة واسعة، وإن أغلبية الأسر لا تملك قوت يومها، ورغم الأزمة الاقتصادية والغلاء والارتفاع المتصاعد للأسعار إلا إن سلطة الإنقاذ تخوض حروبا في كل الأقاليم جراء أفعالها، وقال إن هامش المناورة قد تلاشي وعليها أن تواجه حقائق الأشياء.
وحول موقفهم من الجبهة الثورية. قال السيد كمال عمر أننا رفضنا إدانة الجبهة الثورية حتى نتأكد بالفعل أنها قد ارتكبت جرائم، وأننا لا يمكن تصديق هذه السلطة، وقال نحن متفقين مع الجبهة الثورية علي عملية إسقاط النظام، رغم أننا نختلف في الوسائل، ولكن هذا الاختلاف لا يمنعنا من التنسيق والعمل من تحقيق الهدف العام، وقال إن الجبهة الثورية لديها برنامجها السياسي "الفجر الجديد" وقوي تحالف المعارضة لديها برنامجها السياسي "وثيقة الديمقراطية" وقال إن هناك حوارا جادا من أجل الوصول إلي برنامج مشترك، نتفق فيه علي الفترة الانتقالية، وتأمين النظام الديمقراطي القادم، والتوافق علي مسودة الدستور التي يجب إن يشارك فيها أغلبية الشعب السوداني، من خلال منظماته وتنظيماته المختلفة، باعتبار إن الدستور يجب أن يصنع برضي الناس عامة، لأنها الوثيقة التي تحكمهم و تعتبر مرجعيتهم.
وحول الصراع داخل النظام القائم. قال إن النظام يشهد صراعا عنيفا بين مجموعاته، حيث هناك ثلاثة مجموعات داخل النظام الأولي هي مجموعة الرئيس البشير وهي مجموعة العسكريين، والمجموعة الثانية هي مجموعة الدكتور نافع علي نافع التي يلتف حولها الأمنيين، ومجموعة علي عثمان والتي يلتف حولها ما بقي من المجموعة الإسلامية والفكية، وهذه المجموعات تتصارع علي السلطة وتعاني من انقسامات، وأحداث أم روابة وأبو كرشولا قد كشفت ضعف النظام وانفضاض الناس من حوله حيث امتنع الناس للانخراط في الدفاع الشعبي والتجنيد، وقد فشلت ندوات التعبئة التي أقاموها، وهذا الانقسام حقيقي، ويشهد صراعا داخليا قويا، يساعد المعارضة علي الانقضاض علي النظام و إسقاطه.
وحول الانتخابات القادمة. قال السيد كمال عمر أننا في قوي تحالف المعارضة لن ندخل أية انتخابات قادمة مع نظام شمولي، يريد فقط ديمقراطية صورية، وإذا بالفعل يريد النظام انتخابات شفافة، عليه أن يقبل بتشكيل حكومة انتقالية مهمتها الأشراف علي عملية التحول الديمقراطي وتفكيك دولة الحزب، ولكننا لا يمكن أن ندخل في انتخابات مع حزب قابض علي كل مؤسسات الدولة، ويصرف من خزينة الدولة، ويستخدم الأجهزة الإعلامية للدولة، هذا عبث سياسي لا يمكن المشاركة فيه.
وفي إجابته علي موقفهم من المبادرات التي يقدمها السيد الصادق المهدي لحل المشكلة السياسية، وأخرها مبادرة الحزب الشامل في اللقاء الذي كانت قد أجرته معه جريدة "اليوم التالي". قال السيد كمال عمر إن السيد الصادق رجل مشغول بقضية الحل السياسي وهو رجل نشط قدم الكثير من المبادرات، ونحن نحترم جهوده السياسية، ولكن مبادرته هذه تكون مقبولة بعد إسقاط النظام وتفكيك دولة الحزب الواحد، وبعدها يمكن أن تقدم مبادرات بهدف التحالف من أجل بناء الوطن وتقوية قواعد السلام في المجتمع، ولكن حزب الأمة ليس ببعيد عن قوي التحالف المعارضة، بل هو يشكل ركيزة أساسية فيها، ويشارك في برامج المعارضة.
وفي سؤال هل حزب المؤتمر الشعبي، هل غير من فكره لكي يتلاءم مع الديمقراطية، وكيف يقتنع الناس إن هناك تغييرا جوهريا قد حدث في حزب المؤتمر الشعبي؟ قال السيد كمال عمر هناك حوارا كبيرا يحدث داخل حزب المؤتمر الشعبي، وتطور في مفهوم الحرية والديمقراطية، وقد تعلمنا من تجاربنا السياسية، وقد وصلنا إن قضية الحرية والديمقراطية تمثل مبدأ إستراتيجي في فكر حزب المؤتمر الشعبي، كما أننا لن نشارك ولن نقبل أية تصور لانقلاب عسكري، وأن خط الجماهير والنضال المدني هو الخط الوحيد الناقل للوعي والذي يرسخ مفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية. أ.ه.
وهكذا تحس مع كمال عمر إنه صادق، ولا نشك مطلقا إنه صادق، وكأن ياسر عرمان يتحدث!! ولكن مع ذلك تحس أن الشيخ الترابي يستخدمه كما أستخدم الموقعين على مذكرة العشرة الذين تم دحرجتهم، وكانوا في الأصل لديهم اعتراضات نقدية غير ضارة لفكر أو منهج الشيخ حسن – فأندفعوا!! وقطعا الشيخ حسن ليس معارضا، ولن يقبل أن تُهدم دولته بعيوبها الحالية، وأقصى ما يطمح إليه أن يجر الجميع لإصلاح دولته، أما المعارضون الحقيقيون مثل الجبهة الثورية – يمكن قتلهم!! أما المعارضة المدنية يمكن تشتيتها وشراء بعضهم، مع الرهان على كسب الوقت.
نقول للأستاذ كمال عمر، وهو قانوني، الشيخ حسن الترابي دمج السلطات الثلاثة في يد واحدة مطلقة، لماذا لا تتحدث في هذه النقطة؟ وهل يخشى الترابي أن يتحدث فيها حتى لا يُجرجر إلى الماوردي وابن أبي يعلي الفراء وقضايا أخرى وقد يفضح طريقة تفكيره؟ لهذا وضعك في وجه المدفع؟ وكما أن الترابي "خج" السودان في مغامرة سيئة النتائج وأعترف بخطئه، فهو كمن زرع ألغام, وعليه يجب أن يرينا الشيخ الترابي خريطة هذه الألغام لإزالتها إن كنتم جادون نحو الحريات والديموقراطية، غير ذلك لا يكفي أن تتحدثوا بلغة ياسر عرمان!!
آخر أخبار الشيخ حسن إنه في قطر!!
غادر الشيخ الترابي يوم الجمعة 7 يونيو الفائت إلي دولة قطر لحضور مؤتمر يقيمه معهد التشريعات التابع لكلية الدراسات الإسلامية بالدوحة. وقال الأستاذ كمال عمر إن الترابي سيقدم ورقة بعنوان «الأخلاق والسياسة» في أعمال المؤتمر الذي ينظمه مركز تابع للشيخة موزة.
وفي يوم الأحد 9 يونيو 2013- دعا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي الرئيس عمر حسن البشير إلى التنحي طوعاً حقناً للدماء ،ولم يستبعد انفصال دارفور والشرق والنيل الأزرق، مطالباً بوحدة بين "السودان ومصر وليبيا"، وأن تفتح الحدود، مشيرا إلى أن الحدود مع أثيوبيا طويلة وكذا الحال مع اريتريا، بالإضافة إلى مصر.
وقال الترابي بعد وصوله الدوحة ليل الجمعة إٔن التغيير في السودان، يتحقق بخيارين، أن يذهب النظام "طوعا" كما فعل الرئيس الراحل إبراهيم عبود أما الخيار الثاني فهو الثورة على غرار ثورة أكتوبر أو ثورات الربيع العربي كما حدث في مصر وتونس، لكن الترابي حذر من "ثورة الجياع" معتبرا أن التغيير في السودان يحتاج أحزابا تدير، وأضاف "على الحاكمين أن يمشوا ويوفروا علينا الدم والطاقات".
وقال الترابي الذي يشارك في ندوة عن "السياسة والأخلاق" ويقدم فيها ورقة بعنوان "هوادي الأخلاق من وراء الإحكام السلطانية" إنه في حال أصر النظام الحاكم، وتشدد وطغى على الأقاليم، فإنه لا يستبعد أن تنفصل دارفور، أو أن يطالب أهلها بأن تعود مستقلة كما كانت من قبل، وفي ذات المنوال الشرق والنيل الأزرق.
إلا إنه عاد ليؤكد أن حل أزمات السودان ممكن بذهاب الطغيان وبسط الحريات والشورى، الحكم النيابي. وأستبعد ما أشيع عن وجود مؤامرة" ٕإسرائيلية وراء مشروع سد النهضة الإثيوبي، معتبرا أن المواقف تجاه السد تحكمه اعتبارات سياسية ومائية. وقال أن التلويح باستخدام القوة العسكرية ليس خيارا، وعلينا أن نفكر في التقديرات الإنسانية، وأن نقتسم "كوب الماء"، مبيناً أن مصر لديها مخزون مياه في بحيرة السد العالي يكفيها لخمس سنوات إذا شيدت أثيوبيا السد. وأن التعاون بين الدول مهم لجهة الاستفادة من الموارد، ومن هذا السد يستفاد من الطاقة الكهربائية، ومن إمكانات السودان الزراعية، حيث تستفيد أثيوبيا من مليوني فدان.
واعتبر أن أي حديث عن انقلاب، فإنه سيكون انقلابا من داخل النظام وليس للتغيير، كما أن الأحزاب قد جربت هذا، مثل الأمة، والشيوعي، وكل الأحزاب باتت تعرف أن الحكم العسكري خطر عليها. وقال "على النظام أن يدرك أن السودان ذل بعد أن كان محترما من جواره، باستثناء مصر، وأن البلاد باتت في أزمة وضائقة اقتصادية وفساد شديد. أ.ه
وبحسبة جردة صغيرة، نسأل الشيخ الهرم ماذا تفعل في قطر؟ هل بسبب دعاوى مثل ندوة تعملها الشيخة موزة تطير إلى قطر بسبب ورقة عن الأخلاق والسياسة؟ وسابقا كان يتذرع الشيخ بلقاء تلفزيوني بالجزيرة. هل الزيارة بسبب ورقة في "الأخلاق" أم بسبب أن أمير قطر حمد سحقته هزيمته في سوريا وقرر التنازل عن الحكم لابنه تميم ولى العهد، وابن موزة؟ هل هي البيعة للابن الصغير؟ ربما. بيعة أهل الحل والعقد. القردضاوي هنالك، والغنوشي وقطعا "الوسيم" خالد مشعل – وكل المتآمرين على سوريا، سيبايعون يزيد آسف تميم الصغير نزولا على رغبة والده المجرم في حق الشعب السوري!! فأي أخلاق هذه التي يرغب أن يتحدث فيها الشيخ الترابي في الدوحة؟
وشكرا لمسرحية الانقسام التي سهلت للشيخ الترابي أن يسب نصف الإسلاميين النصف الآخر، ويأخذ الشيخ مقعده مع الجياع وإلا احترقت كل كروت الإسلامويين في نيران الفساد.
وحين ينفخ الشيخ الترابي في بوق إسقاط النظام ويضرب لنا مثلا بالمشير "إبراهيم عبود" يعني ذلك ربما فعلا سيتنازل المشير عمر البشير – هذا إذا وصل النظام إلى نقطة سياسية واقتصادية مسدودة، أو إذا قرروا الوحدة الثلاثية. ولم ينسى الشيخ أن يحذر مغامري الجيش كأن يفسدوا عليه خططه – وهو يعمل لتمكين دولته الإسلامية، كأن ينط عليها أحدهم ويسلمها للشعب السوداني كما فعلت "المجموعة" التي قدمت سوار الذهب في المقدمة احتراما له، رغم أن "سوار النميري" لا يهش ولا ينش!! ألم أقل لكم مرارا أن الرجل هو الذي يحكم، وليس البشير – أنظر إلى اقتراحه بوحدة بين مصر وليبيا والسودان. وهل سيعمل الشيخ في هذا الأمر استفتاءً شعبيا، أم "أهل الحل والعقد" سيقررون لنا ما هو الأفضل لجيوبهم – حين يتقوون بعضهم بالبعض ضدنا؟ وهل سيناقش الوحدويون وحدتهم تحت مظلة مبايعة تميم ابن موزة؟ أنتبه. يقول خبر عاجل جنود ليبيون في خمس بصات زرقاء ضخمة مغلقة النوافذ بزجاج معتم تشق العاصمة المثلثة – تخيلهم بعض الطيبين سابقا إيرانيين، أو ربما النظام نفسه يروج إنهم إيرانيون. هل لهذا "القرار الوحدوي" علاقة بغلق أنبوب الجنوب فجأة عندما نفخ البشير ريشه ضد أهلنا في الجنوب "يودوه محل ما يودوه"؟ ربما. معنى ذلك أن الحلقة تضيق حول عنق المعارضة السودانية.
وحدة إسلامية بين مصر وسوريا وليبيا وتونس والسودان.. هذا هو مخطط القردضاوي الدولي لوضع الجميع في الزريبة القطرية الأمريكية. (الجمهوريات العربية الإسلامية) أو ربما يفضلون (الدول المتحدة الإسلامية) بلاش جمهوريات!! وبلاش عربية!! ربما تلحق تونس بمقترح الترابي الثلاثي لاحقا، لأن الشعب التونسي هذه الأيام عكر المزاج، ومثله المصري!! أما سوريا فلا نظن يوما تدخل وحدتهم هذه، وسوريا في طور إنشاء "رابطة الشعوب العربية" بديلا ل "جامعة الدول العربية". هل يأتي يوم يؤسسون "رابطة أهل الحل والعقد"؟ نقول إنها فعلا موجودة يسمونها "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" .
خذوا "تلغرافات" الشيخ الترابي محمل الجد!! هل فهمتم لماذا يصمت الإسلامويون، بينما أصبح كمال عمر الناطق الرسمي لعراب الإنقاذ؟ الإسلامويون يهدئون اللعب ويطبخون على نار هادئة، والترابي يمرر اقتراح الوحدة مع مصر وليبيا مع رفعه لافتة إسقاط النظام على نموذج عبود – يعني على الشعب السوداني أن ينتظر مزاج البشير!! ولن يعتدل مزاج عمر البشير إلا بعد تطبيق هذه الوحدة الثلاثية وبعدها سيتنازل كما يخطط الترابي.
ونسأل الترابي: وحدة مع دولة جنوب السودان –أي مع الأقربين- أفضل أم مع ليبيا ومصر؟ لماذا لا نعمل استفتاءً شعبيا بين الخيارين؟ هل يعمله المهندس بكري أبو بكر بصحيفة سودانيزأونلاين؟ أرجو منه ذلك.
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.