شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    إلى متى يستمر هذا الوضع (الشاذ)..؟!    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن نظام عبود العسكري 2
نشر في سودانيزاونلاين يوم 12 - 06 - 2013


صحيفة "السوداني":
وثائق امريكية عن نظام عبود العسكري (2)
الميرغني يرفض الرئاسة ويحرج المهدي
خليل قال انه يريد ادخال الاتحاديين في الوزراة، لكن زروق لا يثق فيه
خلاف بين الميرغني وعلى عبد الرحمن حول التعاون مع الاتحاديين
زروق: السفارة الامريكية اشترت النواب الجنوبيين بعشرة الاف جنيه
وزراء من حزب الامة يستقيلون لادخال الاتحاديين
الانقلاب: واشنطن: يبدو بدون تدخل خارجي
خبير اسرائيلي: انقلاب موال للغرب
رئيس وزراء اثيوبيا: انقلاب موال لمصر
--------------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه ثاني حلقة في هذا الجزء من الوثائق الامريكية عن السودان. وهي كألآتي:
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). وكانت 25 حلقة.
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). وكانت 22 حلقة.
وثائق النظام العسكري الثاني بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها). وكانت 38 حلقة.
هذه وثائق النظام العسكري الاول بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وستكون 25 حلقة تقريبا.
وبعدها، واخيرا، وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. ان شاء الله.
------------------------
وهذه عناوين الحلقة الاولي:
-- خطط حزب الامة للانقلاب، وجمع الانصار من الاقاليم
-- منشورات شيوعية عن اغتيال السفير الامريكي ونزول القوات الامريكية في الخرطوم
-- واشنطن تخشى ضم السودان الى الجمهورية العربية المتحدة بقيادة عبد الناصر
-- "بعد ان فقد الغرب العراق، لا يريد ان يفقد السودان"
-- "اقتربت نهاية التحالف المهزور بين الختمية والانصار"
-----------------------
وزارة آخر لحظة:
12-11-د1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... حسب معلوماتنا، وحسب اتفاق آخر لحظة، سيعلن عبد الله خليل، رئيس الوزراء، وزارة جديدة، كالاتي:
ستة من حزب الامة: امين التوم، محمد احمد محجوب، ابراهيم احمد، عبد الرحمن على طه، زيادة ارباب، عبد الرحيم الامين.
اربعة من الحزب الوطني الاتحادي: مبارك زروق، يحي الفضلي، ابراهيم المفتي، حسن عوض الله.
ثلاثة من حزب الشعب الديمقراطي، من بين: محمد احمد ابو سن، ميرغني حمزة، محمد نور الدين، سيد احمد عبد الهادي، سرور رملي.
ثلاثة من الجنوبيين، من بين: بوث ديو، سانتينو دينق، ساترنينو، اليالوب وايواي، جوزيف ادوهو.
ملاحظات:
اولا: لا يوجد اسم على عبد الرحمن، زعيم حزب الشعب، ووزير الداخلية.
ثانيا: ربما سينال اتحادي وزارة الشئون الاجتماعية، وليس ابو سن.
رابعا: ربما سينال اتحادي وزارة الخارجية. ربما زروق، بدلا عن محجوب ... "
---------------------------
مقابلة عبد الله خليل:
13-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: الوزير
"... حسب تعليماتكم، قابلت اليوم عبد الله خليل، رئيس الوزراء. وقال ان الموضوع "سرى للغاية" بانه يريد ادخال اتحاديين في الوزارة. وانه ارسل، اليوم، اثنين من وزراء حزب الامة الى مبارك زروق للتشاور.
لكنه قال ان معلوماته عن مفاوضات اسماعيل الازهري، زعيم الحزب الوطني الاتحادي، في القاهرة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر توضح ان عبد الناصر يريد من الازهري ان يتشدد. وان يضع شروطا اصعب للدخول في الوزراة...
وقال ان مشكلة اخرى هى ان السيد على الميرغني، راعي حزب الشعب الديمقراطي، لا يريد الاشتراك في وزارة مع الاتحاديين.
في الجانب ألاخر، قال ان الجنوبيين متحمسين للتحالف مع حزب الامة لان كلا من الحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب يعارضان المعونة الامريكية. ويرى الجنوبيون ان هذه المساعدات ستشملهم ربما اكثر من اي منطقة اخرى في السودان...
وقال خليل انه طلب من محمد صالح الشنقيطي، رئيس مجلس النواب، تاجيل افتتاح البرلمان من 17-11 الى 8-12. وانه يفكر في السفر الى القاهرة للاجتماع مع عبد الناصر ... "
---------------------
طلب مقابلة زروق:
13-11-1958
من: وزير الخارجية
الى: السفير، الخرطوم
"... نتفق معكم في اقتراحكم بمقابلة مبارك زروق، زعيم المعارضة، لاستطلاع رأيه فينا. وايضا، في احتمال دخوله الوزارة، مع اخبار بانه ربما سيكون وزيرا للخارجية، بدلا عن محمد احمد محجوب.
انتم مفوضون لتقولوا لزروق بان الولايات المتحدة لا تعارض، اكرر لا تعارض، دخوله الوزارة.
ونحن نعرف ان عبد الله خليل، رئيس الوزراء، يبذل جهودا كبيرة لادخال اتحاديين في وزارته ... "
-----------------------
مقابلة زروق:

من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... حسب طلبكم، قابلت اليوم مبارك زروق في منزله. وبعد كلمات المجاملة، تحدثنا في مواضيع كثيرة. واجاب على كل اسئلتي في صراحة ووضوح، واحيانا في ردود طويلة ومكررة ...
وهذا ملخص ما قال لي:
اولا: مناورات تشكيل حكومة قومية: ظل الموضوع يناقش منذ شهور. وخلال الاسابيع القليلة الماضية، اهتم حزب الامة بالموضوع اكثر.
ثانيا: الوضع السياسي العام: كل الاحزاب منقسمة: الوطني الاتحادي، والامة، والشعب الديمقراطي، والجنوبيون. وحزبا الامة والشعب الديمقراطي "حزبان مضى عليهما الزمن، ويعتمدان على الطائفية." بينما الحزب الوطني الاتحادي "حزب حديث." والجنوبيون "لا يفهمون ابدا ما يحدث."
ثالثا: المعونة الامريكية: لم يشارك خليل احزاب المعارضة في مفاوضات قبول المعونة الامريكية الا يوم تقديم قانون قبولها للبرلمان. ولا يعرف زروق تفاصيل الموضوع، ولا يعرف ان حكومة خليل كانت تفاوض المسئولين الامريكيين منذ فترة طويلة.
رابعا: هدف عبد الله خليل: كلما احس بان وزارته أمنه، تملص من مفاوضات الحكومة القومية. وكلما احس بان حكومته ضعيفة، جاء الى الاتحاديين للتفاوض. ويتفاوض مع الاتحاديين، ليس لادخالهم الوزارة بالضرورة، ولكن نكاية في حزب الشعب الديمقراطي.
خامسا: الختمية: فقد السيد على الميرغني السيطرة على حزب الشعب الديمقراطي. وخاصة جناح على عبد الرحمن، وزير الداخلية. ويحس الميرغني ان الاتحاديين خانوه. ولهذا، لن يقبل ابدا التحالف مع الاتحاديين. "لكنه سياسي، والسياسيون يغيرون أرائهم."
علاقة خليل مع مصر: فشل خليل في كسب ود المصريين. ويقدر الاتحاديون على ذلك، مع المحافظة على استقلال السودان وسيادته. ولابد للسياسيين السودانيين ان يعرفوا اهمية مصر بالنسبة للسودان، تاريخيا، وجغرافيا، واقتصاديا، وسياسيا...
بعد ان شرح زروق هذه النقاط عن الوضع السياسي السوداني، رأيت ان اواجهه، بطريقة دبلوماسية، في المواضيع التي تخصنا:
قلت: استغرب لزيارات قادة الحزب الوطني الاتحادي للقاهرة، ومقابلاتهم الكثيرة للكولونيل ناصر، وهي مقابلات يركز عليها الاعلام المصري.
قال: ظلت علاقتنا مع مصر قوية. ونحن لا نتفق مع حزب الامة في شكوكه نحو المصريين. نعم، نعرف ان هناك عوامل تاريخية (المهدية، وعداء المصريين لها). لكن، لا يقدر شخص على ان يقلل من اهمية مصر بالنسبة للسودان.
قلت: ها هو اسماعيل الازهري في القاهرة، يقابل ناصر، وينتقد حكومة خليل. تبدو تصريحاته بالنسبة لي وكانها تصريحات مصريين، اكثر منها تصريحات سوداني، وزعيم سوداني مرموق.
قال: صحيح ان الازهري ادلى بتصريحات متطرفة حول هذا الموضوع. ونحن، في قيادة الحزب، نحاول دائما ان نقلل من تصريحاته التي تسبب لنا مشاكل. لكن، احيانا، بدون فائدة. ولا تنس تقاليد الكرم والامتنان السودانية. نحن نعتبر ان كثيرا من تصريحات الازهري في القاهرة هي تصريحات امتنان لضيافة المصريين (يشيد بهم وهو في بلدهم).
قلت: لكن، هذه تصريحات علنية، لا خاصة. ونشرتها اجهزة الاعلام المصرية، وغير المصرية. هذه تصريحات زعيم سوداني كبير، ويحاسب عليها. لن يقدر على التنصل منها سواء هي تعبر عن رأيه الحقيقي او لا.
قال: تتعمد الصحف السودانية نشر تصريحات مثيرة بهدف زيادة توزيعها. ولهذا، تثير، وتبالغ في تصريحات الازهرى التي تنشرها. وهي صحف لا تمكن الثقة بها، وتنشر كثيرا من الاكاذيب والمبالغات.
قلت: اكاذيب ومبالغات، لكنها هي صحف السودان. وهي تؤثر على الذين يقراونها، وعلى الراي العام السوداني، وعلى مجري السياسة السودانية.
قال: يستطيع الصحفيون ان ينشروا اي شئ يريدونه.
قلت: لكن، للكلمة المكتوبة "سحر" في السودان لا يوجد له مثيل في الدول الغربية.
قال: اتفق معك في هذا.
قلت: كمثال لاهمية ما تنشر الصحف، نشرت صحيفة "الايام"، يوم 12-11، التصريح الأتي على لسانك (قرا ترجمته): "عندنا معلومات مؤكدة، ومن مصادر موثوق بها، ان سفارة غربية كبيرة تهتم بزيادة نفوذها، وتريد تنفيذ مخططات لها في السودان، اجرت اتصالات مع كتلة في البرلمان، واغرتها لتؤيد الحكومة الحالية مقابل عشرة الاف جنية... "
الا تقصد السفارة الامريكية؟ والا تقصد شراء النواب الجنوبيين؟
قال: هذا تصريح صحيح. ونعم انا قلت ان السفارة الامريكية تشتري نوابا في البرلمان.
قلت: ماهي هذه "مصادر موثوق بها"؟
قال: لن اقلها لك. لكنى متأكد مما قلت.
قلت: شئ آخر. قلت ل (... ، شخص يعرفه الاثنان) ان الولايات المتحدة تعادي الحزب الوطني الاتحادي. وتعمل على تحطيمه. لكنى اقول لك ان هذا ليس صحيحا. ما هي الادلة التي تثبت ذلك؟
قال: عندي دليلان: الاول: ايدتم حزب الامة في انتخابات فبرائر سنة 1958. الثاني: يبدو ان عبد الله خليل يحصل على اموال من جهات لا يعلنها.
قلت: هل معنى ذلك اننا نعطيه اموالا؟
قال: اذا لم تأت الاموال من امريكا، من اين تأتي؟
قلت: لم اكن هنا في الخرطوم خلال انتخابات فبراير الماضي. لكنى متاكد بان السفارة لم تسلك اي سلوك خطا خلال الانتخابات. والنقطة الثانية هي ان اموال خليل ليست مسئوليتنا، ولا نديرها، ولا نساهم فيها. ولا اعرف من اين اتيت بهذه المعلومات.
قال: هذه مصادر خاصة، ولن اقلها لك.
قلت: هناك نقطة اخرى، وهي ان عداء الحزب الوطني الاتحادي للولايات المتحدة غير مبرر. ويسبب مشاكل كثيرة. ويخلق هذا الانطباع باننا نعاديه. لا يفوت قادة الحزب فرصة بدون ان ينتقدونا. واحيانا في اشياء صغيرة، وباساليب تافهه. مثلا: انتم والشيوعيون تعارضون اتفاقية المعونة الامريكية. وتريدون من البرلمان الغاءها. نحن اكثر دولة تقدم مساعدات للسودان. وظللنا كرماء في تلبية طلبات المساعدة من حكومة السودان. وبدون مساعدات خارجية، يواجه السودان كارثة اقتصادية. وسؤالي لك هو: من اين ستحصلون على مساعدات اذا الغيتم قانون المعونة الامريكية؟
قال: عارضنا الاتفاقية لان رئيس الوزراء لم يشاورنا قبل عرضها على البرلمان. وفي الحقيقة، المعونة الامريكية، وهدية الاسلحة البريطانية، ليستا الا مواضيع مفيدة بالنسبة لنا، نستغلها للهجوم على الحكومة (في النطاق السياسي الداخلي).
قلت: انتم تعادوننا اكثر مما تعادون حكومتكم.
قال: لكن حكومتكم تتعاون مع حكومتنا ضدنا.
قلت: اعتقد انكم تضخمون دورنا في السياسة السودانية. ونحن لا نريد للسودان غير الاستقرار والسلام واحزاب تخدم وطنها بدلا عن ان تتعارك مع بعضها البعض. واذا اتفقتم على تشكيل حكومة قومية، سنكون نحن سعداء جدا ... "
-------------------------
رئاسة الميرغني والمهدي
15-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... نشرت اليوم صحيفة "صوت السودان"، الناطقة باسم السيد على الميرغني وحزب الشعب الديمقراطي، تصريحات لمحمد احمد ابو سن، من قادة الحزب ووزير الشئون الاجتماعية، تعارض ما قال انه اقتراح من حزب الامة بان يصبح السيد عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية، ثم، بعد وفاته، يخلفه الميرغني. وقال ابو سن: "مولانا حفظه الله اكبر من هذه المناورات والالاعيب السياسية. رفض، قبل سنوات كثيرة، عرضا من البريطانيين بان يكون ملكا على السودان. كيف يريد ان يكون رئيسا الأن؟ انه يرى ان تاجه هو الشعب السوداني ..."
راينا:
اولا: يعنى هذا ان الميرغني لن يكن رئيسا.
ثانيا: صار المهدي في وضع حرج: كيف يقبل وظيفة رفضها الميرغني؟
ثالثا: يستمر مستقبل الحكم في السودان غير واضح ... "
-----------------------
استقالات وزراء:
15-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... علمنا ان وزراء في حكومة عبد الله خليل قدموا استقالاتهم، ليقدر خليل على اعادة تشكيل وزارته. ومنهم: وزير الخارجية محمد احمد محجوب. وزير الصحة محمد نور الدين. وزير الحكومة المحلية عبد الرحمن على طه. وزير الدولة، واحيانا قائم باعمال وزارة الخارجية، عبد الله عبد الرحمن نقد الله. وزير الدولة برئاسة الوزراء امين التوم. وزير المواصلات مأمون حسين شريف. وزير المالية ابراهيم احمد. وزير الاشغال فردناند ادينق ...
ونشرت صحف الخرطوم تصريحات لرئيس الوزراء عبد الله خليل بانه يريد فرصة لاعادة تشكيل وزارته، وليسافر الى مصر للتفاوض مع الرئيس عبد الناصر. وانه، لهذا، يفضل تاجيل استئناف جلسات البرلمان.
ونشرت الصحف ايضا تصريحات مناوئة من قادة الحزب الوطني الاتحادي. عارضوا تاجيل استئناف البرلمان، وقالوا انهم لم يستشاروا، وان هذه سابقة خطيرة ... "
-------------------------
محجوب:
16-11-1958
من: السفير
الى: وزير الخارجية
"... قال اليوم لنا محمد احمد محجوب ان البرلمان لن ينعقد غدا، 17-11، ولكن يوم 8-12 ... "
-------------------------
الانقلاب:
17-11-1958
من: وزير الخارجية
الى: السفراء في: الخرطوم، القاهرة، لندن
"... اعلن المتحدث باسم الخارجية، في مؤتمره الصحفي اليوم الاتي:
"حسب معلوماتنا، نجحت القوات المسلحة في السودان، بقيادة قائدها الفريق ابراهيم عبود، في الاستيلاء السلمي، بدون اراقة دم، على الحكم في السودان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم. حسب معلومات سفيرنا في الخرطوم، لم تحدث اضطرابات، ولم يصب مواطن اميركي باذى. لاحظنا ان بيانات الانقلاب الاولى قالت ان الحكومة الجديدة تريد تحسين العلاقة مع الدول المجاورة، وخاصة مصر. وان الفريق عبود طمأن الاجانب على سلامتهم ... "
وردا على سؤال من صحفي، قال المتحدث: "نواصل جمع مزيد من المعلومات. وحسب معلوماتنا الحالية، لا نعتقد ان الانقلاب وقع لاسباب خارجية، او تدخلات دول اخرى..."
------------------------
بيان الانقلاب:

من: السفير، الخرطوم.
الى: وزير الخارجية
17-11-1958
"... هذا ملخص ارسال اذاعة "هنا امدرمان" اليوم:
6:30 صباحا: بيان الفريق ابراهيم عبود، باللغة العربية (الترجمة مرفقة). وكررت الاذاعة اذاعة البيان كل نصف ساعة، ثم تقدم اناشيد وطنية.
10 صباحا: قالت باللغة الانجليزية انها ستذيع بيان عبود باللغة الانجليزية في 10:45 صباحا. (اجلت ذلك مرتين. واذاعته اخيرا في 1:45 مساء).
10:40: قالت ان القائد الاعلى تلقى برقيات تاييد من كل القيادات العسكرية، وان الوضع في العاصمة هادئ.
10:45: قالت ان الفريق عبود سيجتمع مع السفراء الاجانب في الساعة 12:00
وبعدها قال تعليق ان "الجفوة المفتعلة" في العلاقات بين السودان ومصر ستنتهي.
12:30: قالت ان مطار الخرطوم مفتوح للسفر من والى خارج السودان.
2:40: اذاعت ثلاثة بيانات عسكرية: اولا: اعلان حالة الطواري في كل السودان، وتعيين قادة القيادات العسكرية حكاما عسكريين في مناطقهم. ثانيا: تجميد الدستور مؤقتا، وحل البرلمان. ثالثا: وقف كل الصحف والمطابع. قرأ البيانات البكباشى عثمان نصر.
2:45: اذاعت بيانين، واحد من السيد عبد الرحمن المهدي، والثاني من السيد على الميرغني. وايد البيانان الانقلاب. ثم برقيات تاييد من عشرات من السودانيين. واحد من احمد جلي، قائد شرطة دارفور، وواحد من موسي مادبو، زعيم قبيلة الرزيقات، ومن قادة لحزب الامة في محافظات مختلفة...
5:00: فجأة توقفت الاذاعة. وقال مسئول فيها، عندما اتصلت به السفارة، انهم سيعودون للارسال في 6:30 مساء ..."
---------------------------
بيانات وتعليقات:

18-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... امس، واصلت اذاعة "هنا امدرمان" برامجها، مع استمرار اذاعة بيانات عسكرية:
6:30 مساء: واصلت البرامج.
7:45 : بيان من القيادة الشمالية في شندي "نؤيدكم تأييدا كاملا."
7:48 اناشيد وموسيقى وطنية.
9:00: تعليق عن اسباب الانقلاب، ومعظمه من بيان الفريق عبود (تعليق محمد احمد السلمابي، صحفي ورجل اعمال).
ملخص البيانات والتعليقات:
اولا: القوات المسلحة سيطرت على الحكم بسبب "الفوضي والفساد."
ثانيا: تعمل الاحزاب السياسية لمصلحتها، لا لمصلحة السودان.
ثالثا: ستكون الحكومة الجديدة خادمة للشعب ومن اجل استقلال وتطور السودان.
رابعا: ستحترم كل الاتفاقيات الخارجية، وخاصة مع الدول العربية.
خامسا: لن تتدخل في شئون الدول الاخرى، ولن تقبل تدخل الدول الاخرى في شئون السودان.
سادسا: حل الاحزاب، وحل البرلمان، ووقف الصحف بهدف حماية امن البلاد..."
--------------------------
خبير اسرائيلي:

17-11-1958
من: السفير، اديس ابابا
الى: وزير الخارجية
نسخة الى: السفير، الخرطوم
" ... جاء لزيارتي في مكتبي اليوم شيلو، دبلوماسي سابق في السفارة الاسرائيلية في واشنطن، ومعروف بمعلوماته الاستخباراتية ...
قال انه ظل يستمع لاذاعة "هنا امدرمان" منذ الصباح الباكر، وتابع اخبار الانقلاب العسكري هناك ...
وقال ان رايه هو ان الانقلاب ليس معاديا للغرب. وان الفريق عبود هو الذي اتصل بالسيدين على الميرغني وعبد الرحمن المهدي، واقترح عليهما ان يصدر كل واحد بيان تاييد "بهدف المحافظة على الاستقرار."
واقترح شيلو ان تعترف سريعا الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة.
بعد شيلو، جاء لزيارتنا رئيس وزراء اثيوبيا اكليلو، ومعه في جيبه ترجمة بالفرنسية لبيان عبود. وعكس شيلو، قال ان انقلاب عبود يمكن ان يكون مواليا للرئيس المصري جمال عبد الناصر، لان الانقلاب تحدث عن "ازالة الجفوة المفتعلة مع مصر"...
--------------------------
الحلقة التالية: رد الفعل المصري: انقلاب امريكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.