احتفالا بالذكرى الأولى لزواج الامير الحسين والاميرة رجوة.. نشر أول صور رسمية للأميرة تظهر حملها الاول    ريال مدريد يصطدم بأتالانتا في السوبر الأوروبي    ما شروط التقديم؟ السودان بين الاكثر طلبا.. الجنسية المصرية تجذب الأجانب وتسجيل طلبات من 7 دول مختلفة    أمير قطر في الإمارات    والي الخرطوم يدعو الدفاع المدني لمراجعة جميع المباني المتأثرة بالقصف للتأكد من سلامتها    بيلينجهام لمورينيو: ماما معجبة جداً بك منذ سنوات وتريد أن تلتقط بعض الصور معك    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يقطع بعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات منبر جدة ويقول لعقار "تمام سيادة نائب الرئيس جيشك جاهز"    عقار يشدد على ضرورة توفير إحتياطي البترول والكهرباء    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    (زعيم آسيا يغرد خارج السرب)    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    قنصل السودان بأسوان يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة الابتدائية    المريخ يتدرب على اللمسة الواحدة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    صلاح ينضم لمنتخب مصر تحت قيادة التوأمين    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية كبيرة من الجمهور.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر وهو يغني أغنية "هندية" ومتابعون: (أغنية أم قرون مالها عيبها لي)    شاهد.. زوج نجمة السوشيال ميديا أمنية شهلي يتغزل فيها بلقطة من داخل الطائرة: (بريده براها ترتاح روحى كل ما أطراها ست البيت)    بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون يقدمون فواصل من الرقص "الفاضح" خلال حفل أحيته مطربة سودانية داخل إحدى الشقق ومتابعون: (خجلنا ليكم والله ليها حق الحرب تجينا وما تنتهي)    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    في بورتسودان هذه الأيام أطلت ظاهرة استئجار الشقق بواسطة الشركات!    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما السبيل لدرء الخطر الإيراني الداهم ؟ (5-5)


أبو البشر أبكر حسب النبي
الترياق ....
أولاً:"عثمنة" تركيا !
تركيا ، تركيا .. ها قد ثَبُتَ ، للقاصي والداني وللعدو و الصديق ، بأن تركيا قد لحقت بقائمة القوى الكبرى وغدت في عِداد الدول العظمى ،حيث استطاعت أن ترتقي العتبة الأولى في سُلَّم (نادي الكبار) بعد أن امتلكت مقومات الاهلية لولوج هذا النادي بجدارة ،وعلى رأس تلك المقومات الموقع الاستراتيجي الفريد فهي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن عدّها أوروبية وآسيوية في الآن ، فهي بمثابة قلب العالم القديم ، مما لذلك من أهمية استراتجية قل نظيرها ، مزدانة ومزهوة بميراث حضاري عظيم وعديم المثال ، يمتد من عهد نوح عليه السلام الذي استوت سفينته على جبل (أرارات ) في الأناضول إلى يوم الناس هذا!..كما حازت على قيم إضافية ضمن معالم الأهلية، مثل مساحتها الجغرافية المعتبرة (783.562 كم2 ) وبنيتها الديموغرافية العملاقة حيث بلغ عدد سكان تركيا 73.586,256 نسمة في عام 2013.. وقوتها الاقتصادية الهائلة ، لقد بلغ الناتج القومي التركي 1.073,565 تريليون دولار وجيشها الحديث ، تدريبا وتسليحاً وتنظيماً..وانسجامها القومي النسبي (80% تُرك) والتناغم الطائفي (90% مسلمون سُنَّة ) ونظامها الديمقراطي المستقر، كل ذلك باتت من المسلمات،ولن يشك أحد بعد الآن - إلا الجاحد - بأن تركيا قد أصبحت ( نمرا حقيقياً ) وليس ب(ذئبٍ أغبر)! .
فقد تمكن حزب العدالة والتنمية و بسياسات في غاية من الروعة والبراعة والاستقامة من تطوير جميع مجالات الحياة في تركيا ، رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين من الدول الفاشلة مثل إيران الملالي وربائبها من الدُمى الكرتونية مثل نوري المالكي في العراق وآحاد من أذيالها الأذلاء مثل شوقي عثمان في السودان ، الذي أراه منتشيا هذه الأيام لأن المجرم بشار الأسد قد استعان بالشيطان وحزبه في لبنان ، واستعار (الغربان السود ) من العراق و استعاد " القصير " و " القنيطرة " من المعارضة وإن شرذمة من النصيريين المتعصبين و غلاة من المتشعبين الجدد من أمثاله قد اعتصموا في ميدان (تقسيم) باستانبول وحديقة (كولو ) في أنقرة متباكين على البيئة وبضعة شجيرات تقرر اقتلاعها لمصلحة الشعب ، وعينهم على ابن طائفتهم في سوريا الذي يدمر البشر قبل الشجر ، ويا لها من نشوة سكران تتلوها كآبه وندامة ، وصحوة مجثوم تعقبها سُبات وبيات ! .. فقد وصلت السخرية إلى حد أن طلبت سوريا " من مواطنيها عدم الذهاب إلى تركيا لغياب الأمن " (!!) ويا لها من مهازل الزمان !.
إن تركيا اليوم هي المثال الأبلغ للدولة الإسلامية الحديثة الناجحة مثل أختها ماليزيا . إنها المثال الذي يجب أن يحتذى به وقدوة التي لا مناص من الإقتداء بها وليس نظام الملالي المظلم الذي أضاع مقدرات الشعب الإيراني كلها في محاولات القضاء على المذاهب السنية وبدد أموالها في برامج نووية لا تقدم شيئاً لشعب دفع الثمن لفك قيود الشاهنشاهية لسفاهتها في تبذير الأموال ، فإذا به يجد نفسه مقروناً بأصفاد الملالي السفاحين الجُرب ! .
إن براعة حزب العدالة والتنمية لا تكمن فقط في قدرته على استمالة الطبقى الوسطى المحافظة والمتماسكة والمتمسكة بالظلال العثمانية والنافرة من ( الأتاتوركية )بوجهها القمعي ، بل وتكمن أيضاً في قدرته على كسب جموع الفلاحين وأرباب الحرف والصناعات وأصحاب التجارات ،ليس بالتحشيد والتجييش والفلهوة ودغدغة المشاعر كما يحدث في إيران وإنما عن طريق برنامج حقيقي يفيد تلك القطاعات ،حتى أصبحت تركيا أكبر منتج للمواد الزراعية في أوربا ،أذهب إلى أي سوق للخُضر والفواكه في المدن الأوربية من موسكو إلى لندن ستجد 40% ، على الأقل ، من المنتجات المعروضة تركية المصدر ، لقد تم تطوير الزراعة بطريقة تنم عن عبقرية هذا الحزب حيث أصبح الغالبية العظمى من المزارعين خاصة في هضبة الأناضول هم ( القوة التصويتية) الرئيسية للعدالة والتنمية ..ويعود جزء كبير من هذا التأييد إلى حالة الرخاء الاقتصادي التي تعيشها هذه الجموع التي أُهمِلت في السابق ؛ وليس لنمط حياتها المحافظ ..لقد دفعت تركيا آخر قسط من ديونها على البنك الدولي قبل بضعة أشهر وتحولت بموجب ذلك من دولة مدينة إلى دولة دائنة . وقد تطورت الصناعة في تركيا تطورا هائلا وامتدت حتى شملت مجالات كانت إيران تحتكرها منذ قرون مثل صناعة السجاد .. أذهب الآن إلى أي محل للمفروشات في العالم وأسال عن الاصناف الجيدة لديهم سوف يأتيك ذكر التركي قبل الإيراني . كم من السابلة في عموم الدنيا اليوم ينتعل نعلا صنع في (أضنة) أو يرتدي فيمصا حيك في (أدرنة ) أو يحمل خبزاً من مخبر تركي أو يتناول طعامه من مطعم تركي ..الخ ،أنه العهد التركي بالامتياز !..
هذا هو التاريخ بمفارقاته ؛ ففي الوقت الذي تشيخ وتهرم دول أوربا القديمة ديموغرافيا واقتصاديا تنطلق تركيا كالصاروخ في جميع المجالات .. لقد اجتهد غلاة العلمانيون من عبدة ( الأتاتوركية) الذين جثموا على صدر الشعب التركي عقوداً من الزمن لحؤول دون انطلاقة العدالة والتنمية بالبلد عبر برنامجه التطويري ، مستغلين بعض المؤسسات التي تخندقوا فيها مثل الجيش والقضاء ولكن الشعب صفعهم وتركهم يلهثون ويهيمون حتى أصيبوا بالإعياء ورضوا بالأمر الواقع وهم صاغرون .. إن الاستقرار السياسي نعمة كبيرة لشعب تجرع مرارة كأس الانقلابات العسكرية حيناً من الدهر. حتى (المشكلة الكردية ) المزمنة فهي الآن على مشارف التسوية... أما ( العكننة ) العلوية الأخيرة التي جذبت بعض جماعات اليسار الأقصى وأفرادا من الغوغائيين والبوهيميين المتسكعين (هل لاحظتم أن بعض خيم المعتصمين تحوي شاباً و فتاة فقط) ! وبعض مدمني الخمور الذين كانوا يحتجون على قانون "تنظيم تناول المشروبات الكحولية " الذي صدر مؤخراً !..
إن الاستقرار السياسي المقرون بالرخاء الاقتصادي قد ساعد على زيادة معدل (النزعة العثمانية ) في التيار العام التركي.. وهو تيار واعي تماماً بأن العودة إلى ( الميدان الحضاري) هي أكثر نفعا للأتراك من إلحاح الاتجاه غرباً .. وأن تركيا قد اضاعت وقتا ثميناً في محاولات الدخول إلى النادي الأوربي ، ولكن رب ضارة نافعة ، فكثير من الدول الغريمة لتركيا مثل( اليونان وقبرص ) التي كانت تتباهى على دخولها ذلك النادي وتلمز تركيا ل(عجزها ) عن تحقيق حلم الذي حققته ، اصبحت الآن تبحث عن المخرج للفرار من ذلك النادي الكئيب ! ..
إن الاتجاه شرقا قد ساهم في إظهار الوجه الحضاري الحقيقي ( العثماني ) لتركيا بعيدا عن زيف ( الكمالية ) وأطروحتها (المغشوشة) وكلما جنى الشعب المنافع من هذا الميدان الشرقي عاد إلى ثوابته الحضارية وتمسك بها .. بات الآن 80 % من الأتراك يصومون رمضان كاملاً ، وكانت النسبة في عنفوان الكمالية (قبل عشرين سنة ) لا تتجاوز 60% وقد حلت تركيا في المركز الثاني في عدد الحجاج بعد اندونيسيا وجاءت بعد مصر مباشرة في عدد العُمار.
من هنا يجب على الجميع تشجيع تركيا للسير قُدما نحو المزيد من العثمنة وذلك بالانحياز القصدي والتمييز الإيجابي لكل ما هو تركي مثل منح الشركات التركية في قطاع البناء والتشييد بخاصة العقود والعطاءات مع تضييق الخناق ومقاطعة كل ما هو إيراني .. وإنني أؤيد ما صدر عن( المؤتمر الرابطة الإسلامية ) الذي عقد مؤخراً في القاهرة و الذي دعى إلى مقاطعة كل ما هو إيراني .. و أضيف :عليكم (التهافت ) على كل ما هو تركي!..
على الجميع ممن جبلوا على قضاء العطلات في الخارج الذهاب إلى تركيا وإرسال أبنائهم للدراسة والتدريب في المؤسسات التعليمية والتدريبية التركية كما يرسلونهم إلى ماليزيا ..وعلى الأثرياء استثمار أموالهم في تركيا فالبيئة مواتية للغاية ..وعلى الحكومات خلق علاقات عسكرية استراتجية مع تركيا وليس مع إيران كما تفعل الحكومة السودانية الغبية .. بذلك نستطيع أن نستكمل مطلوبات العثمنة حتى إذا وصل الخطر الإيراني إلى الخطوط الحمراء دفعنا تركيا لفتح عينها (الحمراء ) على الصفويين الجُدد ، كما فعل سليم الثاني وابنه سليمان القانوني قبل خمسة قرون من الآن على الصفويين القُدامى .. لن تتوقف إيران عن العبث بنا ، فلا يغرنكم هذا إصلاحي وذاك محافظ ، وعمامة هذا بيضاء وذاك سوداء ! فليس تحت كل منها " غير برشامة حشيش وخطة لقضاء على السنة " ! ..ولا يوجد أي بون بينهما ، ما دامت الأمور كلها في يد (ولي الفقيه ) وهو الذي يخطط ويقرر للبرامج الاستراتيجية مثل الصرف على التشييع في البلاد السنية وخطة استئصال الطائفة السنية من العراق وهو أحد الخطوط الحمراء التي لا يمكن أن تقف تركيا حيالها مكتوفة اليدين .. إذن الصدام حتمي ..
ومن حسن الطالع أنه في الوقت الذي تتعملق تركيا تتقزم إيران .. فعليه يمكن أن نقرر مسبقاً بأن الهزيمة محتومة عند الصدام .. لأن إيران لا تتفوق على تركيا إلا في المساحة الجغرافية( 1648 ألف كم² ) وتتكافأ معها في عدد السكان (73 مليون نسمة ) فالمساحة الجغرافية وعدد السكان ليسا من العوامل الحاسمة في قوة الدول .. ( يقول أحد استاذتنا ، والذي كان بالمصادفة تركيا ، أن دخل القومي لسنغافورة – وهي دولة لا تكاد ترى في الخريطة - يساوي الدخل القومي المصري زائداً السوري ..- في أول الوهلة كان سمت هذا الاستاذ يوحي لنا بأنه ألماني أو روسي إلا أن اسمه "أس أيه نوري " قد آثار فضول أحد زملائنا وسأله بشكل مباشر " من أين أتيت بنوري هذا ؟" فضحك الرجل وقال اسمي بالكامل "سيد علي نوري " وأنا تركي وأنهم حتى في الغرب يعتقدون بأنني استرالي لأن الصورة النمطية للتركي لديهم لابد أن تكون على سمت الممثل المعروف عمر الشريف بعضلات مفتولة وشارب كثيف... لا هناك أيضاً آريون خُلّص في تركيا ) ! ..
يبلغ الناتج القومي الإيراني 420.894 مليار دولار ، أي ثلث الناتج القومي التركي.. لقد زار تركيا العام الماضي 20 مليون سائح ولم يزر إيران إلا 2 مليون شخص أغلبهم من زوار (حجاج ) العتبات المقدسة والوفود الرسمية وبعض الشباب الراغبين في تجريب متعة (زواج المتعة ) !.وتزداد إيران عزلة على عزلتها وتحيط بها مشاكل اقتصادية لا أول لها وآخر ومشاكل اجتماعية تتخبط عليها .. فقد صرفت إيران كل الفوائض النفطية على البرنامج النووي والبرنامج التبشير بالتشيع في وسط مسلمين السنة في جميع انحاء العالم والتهافت على التسلح .. هل لاحظتم قبل أعوام عندما ضربت هزة زلزالية مدينة (بام ) الإيرانية فجل البيوت مبنية من الطين ( الجالوص ) مثل بيوتنا تماما حينها علق جميع من أمام التلفاز " أين ذهبت أموال النفط ؟" ففي الوقت الذي ينمو ويزدهر قطاع الأعمال في تركيا يذبل ويخبو في إيران ، الطبقة الوسطى التركية تزداد قوة وتكتسب المزيد من المساحات و الإيرانية تنحدر وتضمحل .
بحكم الجوار الجغرافي فقد تكونت شبكة علاقات اقتصادية لا بأس بها بين إيران وتركيا ولكن آن أوان لإعمال جميع الوسائل الممكنة لتفكيك هذه الشبكة وتخفيض أهميتها تدريجيا عن طريق فتح المزيد من الأسواق للسلع والبضائع والخدمات التركية في دول السنية عامة و تلك الناطقة بالتركية خاصة مثل : كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان وقرغيزيا فضلا عن أذربيجان التي هي الدولة الشيعية الثانية في العالم ولكنها معادية لإيران لذلك عندما هاجمتها أرمينيا النصرانية ساندتها تركيا بينما وقفت إيران مع الأخيرة ! . لتعرفوا أن إيران (دولة قومية ) وليست (جمهورية إسلامية) كما ذكرنا في إحدى مقالاتنا السابقة .
ثانياً: "عملقة " السعودية !
حتى يكون درء الخطر الإيراني فعالا وبأقل التكاليف فإننا ، فضلا عن عثمنة تركيا ، نحتاج إلى انتخاب دولة إسلامية مركزية أخرى لتكون سنداً وعونا لتركيا ( العثمانية) .. فقد وقع اختارنا على السعودية وذلك لعدة أسباب سوف نأتي إليها لاحقا ، ولكن مثلما كانت تركيا في حاجة إلى (العثمنة) لتقف في وجه الخطر الإيراني الداهم فإن السعودية في حاجة إلى ( العملقة ) حتى تكون نداً لإيران أو سندا حقيقياً لتركيا ، والسبيل إلى العملقة هو تحفيز مقومات العملقة التي تتبدى عليها لتتجلى على الواقع الفعلي .
فبعيدا عن خطرفات وخرافات المعتوه شوقي عثمان في مقالاته حول (الأمن الغذائي السعودي ) التي كانت كلها محض حشو مقيت قائم على قاعدة " أقطع ولصق " من المواقع الإلكترونية .. فإن السعودية من أقل الدول معاناة من هذا الجانب ، ليس لأنها قد اكتفت ذاتيا من محصول الحنطة /البُرّ / القمح منذ عقود ، وإنما لأنها دولة ثرية جدا يمكنها شراء القمح من أي ركن في الدنيا وبأي سعر يريده البائع !..إذا الخطر الذي بتوهمه هذا الدُعي لا وجود له إلا في خياله المريض ...
مقومات العملقة
المكانة الروحية :هذا مقوم جليل ولا جدال في ذلك ، إن المركز الديني للسعودية بوجود الحرمين الشريفين في أرضها يعطيها ميزة لا تتوفر في أي دولة في العالم ويمنحها حق زعامة العالم الإسلامي عن جدارة وأصالة ، وليس عن طريق المزاحمة و(التكويش )كما تفعل إيران ..وهو المقوم الأساس الذي تحاول إيران سرقته حيث يذكر الدكتور عبد الله النفيسي بأن لإيران خطة سرية لجعل مدينة ( قُم ) تتفوق روحياً على مكة المكرمة على أمل تحويل القبلة إليها في الوقت المناسب !.. إن استثمار هذه المكانة الروحية من قبل السعودية لم يكن بالشكل المطلوب.. فعليه حان الوقت لاستثمارها كما يجب.
القوة الاقتصادية :تعتبر السعودية -بداهة – من أغنى الدول في العالم ، فقد بلغ النتائج القومي السعودي 733.143 مليار دولار أي ضعف الناتج القومي الإيراني تقريبا.. ونسبة للأوضاع الاقتصادية المواتية بوجود فوائض مالية ضخمة مما يعني القدرة على الصرف بإقامة مشاريع بنية تحية عملاقة من تلك التي يسيل لها لعاب المستثمرين في جميع أنحاء العالم ، ظل الجميع يخطبون ودها ولا تجد دولة على ظهر الأرض تعادي السعودية إلا إيران التي يلعنها الجميع !.. بيد إن هذه المكانة الاقتصادية أيضاً لم يتم استثمارها كما يجب ، وذلك للنسق المحافظ والنمط البيروقراطي الرتيب السائدان في قطاع الاقتصادي السعودي.. فلابد من فك هذه القيود المصطنعة ليشهد هذا القطاع الانطلاقة الحقيقية التي تزيد من رصيد العملقة.
الجغرافيا والديموغرافيا :مساحة المملكة العربية السعودية تقدر بأكثر من 2.250.000 كيلومترا مربعا. أي ضعف مساحة إيران .. ويبلغ تعداد سكانها حوالي 28,376,355 نسمة أي ثلث سكان إيران بقليل .. كما اسلفنا أن المساحة الجغرافية وعدد السكان ليسا من العوامل الحاسمة في قوة الدول ، ولا ريب أن طبيعة الأرض الصحراوية في السعودية هي السبب الجدلي للقلة النسبية للسكان .. غير أن الجانب الإيجابي في ضخامة المساحة الجغرافية هو توفر الفرصة لل"ضخ الديموغرافي " ولو اصطناعيا .. فعلى السعودية أن تشرع في برنامج " تجنيس فوري وثوري " بمنح الجنسية السعودية لكل المهنيين والفنيين والعمال المهرة وأصحاب الأعمال الوافدين إلى أراضيها –لمن يرغب بالطبع - من المسلمين – بشرط أن يكون المتجنس على مذاهب أهل السنة والجماعة أو يكون زيدياً أو إباضياً –احتراساً من تسلل الشيعة من عملاء إيران من هذا الباب .لأن استيعاب هذه الكتلة الحية ليس فقط بغرض تدعيم البنية الديموغرافية وإنما أيضا إسناداً للبنية الاقتصادية والاجتماعية ..
التوافق الاجتماعي والرضا السياسي :هناك شبه اجماع على النظام الملكي .. فقد شهدنا في الأعوام القليلة الماضية أنه كلما اشتد أوار الربيع العربي أصبح السعوديون أكثر التفافا حول قيادتهم .. لأن الشعب السعودي أصبح واعيا بالدور الإيراني الخبيث والخطير ، وإن خلق أية هوة بين الحاكم والمحكوم في هذه الظروف لا يعني أكثر من تسلل إيران إلى أوصاله وتخريب البيت من داخله .. لذلك كان التفاف شاملا من جميع الجماعات والفئات و الطبقات الاجتماعية من قبائل النجدية الكبيرة إلى العشائر العسيرية الشديدة المراس إلى فئة أثرياء الحجاز والطبقة الوسطي الكبيرة نسبيا ،وقد اتسم المجتمع السعودي بدينامية كبيرة في السنوات الأخيرة فجميع التقارير تشير إلى أن السعودية هي الأولى في حجم استخدام التقنية الحديثة في منظومة البلدان العربية ..وقد انحسرت البداوة وارتفع معدل التمدرس وأصبحت الأمية في حدودها الدنيا وانتشر التعليم العالي وتضاعف عدد الجامعات ..كانت النتيجة من هذا الحراك العظيم أن أخذ مركز الثقل الثقافي العربي ينتقل رويدا رويدا إلى السعودية من دول مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب و ما أدل على ذلك حجم الكتب المؤلفة والمطبوعة في السعودية حتى أن إحدى الدراسات الغربية تشير إلى أن عدد الروايات الأدبية التي صدرت في السعودية في السنوات الأخيرة تفوق تلك التي صدرت في جميع البلدان العربية وكانت بعضها جريئة للغاية مثل رواية "بنات الرياض "!.. وانتقلت البيئة الفكرية من جيل المفكرين الموسوعيين من أمثال حمد الجاسر وأحمد السباعي وعبد الله إدريس ..الخ إلى جيل جديد من المفكرين النوعيين مثل تركي الحمد وتركي الدخيل و عبد الله الغذامي ..الخ كما أن الساحة (الإسلامية / الدينية) لم تعد حكرا للشيوخ السلفيين بل أطل عليها مفكرون اسلاميون (حداثيون ) من أمثال عوض القرني وعبد الحميد أبو سليمان ومحسن العواجي ...وغيرهم .
قوة سلطة /سطوة الدولة في السعودية :وهي ميزة تعوزها كثير من الدول العربية ، الجمهورية منها والملكية ، لأن الدولة في تلك الجمهوريات والملكيات نتيجة لوهنها الناجم عن ضعف النخب الحاكمة اضطرت إلى توظيف القبلية والعشائرية لتعضيد وجودها وتأطير شرعيتها .. أنظروا إلى دولة مثل الأردن التي تسجل أعلى المعدلات في تنمية الموارد البشرية وفي نفس الوقت تعتبر بنيتها الاجتماعية عشائرية قحة والسبب في ذلك يعود إلى أن المنظومة الداخلية للهندسة الاجتماعية اقتضت أن تكون العشائر مرتبطة بالعرش ، أو قل أن العرش قد قرر الاحتماء بهذه العشائرية ضد ديموغرافيا الحضرية ذات الأصل الفلسطيني بالأساس .. وفي دول مثل العراق والسودان وليبيا التي كانت تعتبر دولا حديثة عادت وأصبحت جمهوريات عشائرية عندما أفلست النظم الدكتاتورية ولم تجد غير القيم الأولية لتحتمي بها .أما في السعودية فمنذ نشأتها قد حاولت محو القيم القطاعية ولعل ذلك يعود إلى بعض الجوانب الإيجابية للايدولوجيا الوهابية التي هي عدوة العشائرية - فالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ابتدع مشروع مستوطنات الهجر ، الذي مفاده تخلص من المواشي وتحويل الرعاة الرحل إلى مزارعين مستقرين يؤثرون أهداب الدين ومكارم الأخلاق على مغانم الغزو والسلب والنهب .
نعم القبائل موجودة في السعودية وبكثرة، و كل قبيلة تعتز بأصلها وفصلها.. ولكن من المستحيل أن تجد طلابا في السعودية يتعاركون بالأسلحة النارية داخل أسوار الجامعة على أساس عشائري كما يحدث في الأردن مثلا.
معوقات العملقة
مقابل كل هذه المقومات الموجبة ثمة عقبات سالبة - وإن كانت مقدور عليها على المدي الطويل – إلا إنها تقف – في الوقت الحالي - حجر عثرة أمام سيرورة العملقة وفيما يلي أهم تلك العقبات :
الماء الماء !
تعتبر قلة الماء أكبر معضلة تواجه السعودية، لا توجد دولة أخرى في العالم بمساحة المملكة العربية السعودية لا يجري فيها نهر دائم الجريان.. لذلك تقوم الدولة بتعويض عن هذا النقص بعملية تحلية مياه البحر التي هي الأكبر في العالم .. وهي معضلة حقيقية تحتاج إلى حل عبقري وعملي وليس خيالي أو أسطوري ، كما جاء في اقتراح أحدهم بنقل الماء من القطب الجنوبي ! أو البحث عنه في أعماق الربع الخالي اعتمادا على فرضية البروفيسور فاروق الباز بوجود الماء في الأعماق السحيقة لتلك الصحراء يجب عدم ركون إلى فرضيات الباز القائمة على صور الأقمار الصناعية وهي أقل يقينية حتى من فرضيات وجود الماء في المريخ !..
إن الحل العلمي والعملي -حتى بدون أي عبقرية – يكمن في جرّ الماء من تركيا التي لها فائض لا بأس به ، فالعقبة الوحيدة هي وجود النظام السوري وعند سقوطه وعودة الحكم إلى الأغلبية السنية يصبح الأمر سهلا وميسورا ، لأن الأموال متوفرة والدول الثلاث لا تنقصها الإرادة .. وبما أن فائض الماء التركي غير كاف لسد نقص الماء في السعودية ثمة حاجة إلى تنفيذ مشروع رديف بنقل الماء من النيل عبر البحر الأحمر ، من وجهة نظر التقنية تنفيذ مثل هذا المشروع سهل جداً ، حيث يتم أما عبر أنابيب تمد على قاع البحر أو يتم نقل الماء بواسطة ناقلات عملاقة ، مقابل أن تدفع السعودية لكل من مصر والسودان ، جُعلا معلوماً لكل متر مكعب من الماء يتم احتسابه على أساس أن لا يتجاوز ربع تكلفة تحلية مياه البحر .. فقد تصرخ وتحتج بعض دول حوض النيل الأفريقية .. ذروها تصرخ .. وهي تفعل ذلك منذ قرن وإن أعياها الصراخ يمكنها أن تقييم مشاريعها الخاصة كما تفعل أثيوبيا الآن بإقامة سد النهضة. .إذا هذه بتلك !..
إن ريع بيع الماء للسعودية برُبع تكلفة تحلية مياه البحر ليس شيئاً يسيرا ، بل يوفر أموالا طائلة لمصر والسودان التي هما في أمسَّ حاجة إليها .. ( من مزاعم السفيه شوقي عثمان بأن السعودية هي التي تمول سد النهضة في أثيوبيا .. و بعد أسبوع من مقاله وقعت الحكومة الأثيوبية قرضا بمبلغ مليار دولار مع الصين لتمويل السد .. لتعرفوا كم هو كذّاب أشّر)!
مسألة المرأة
رغم محاولات إيران -في سبيل تحسين علاقاتها مع الدول الغربية - بإظهار الإسلام الشيعي بأنه متسامح عكس الإسلام السني ( السلفي )إلا أن تلك المحاولات دائما تصطدم بوضع المرأة المزري في إيران الذي ليس بأحسن من حالها في السعودية حيث لا ( البرقع ) ولا (الشادور ) من موجبات الإسلام ، فالأولى عادة بدوية والثانية بدعة شيعية .. إن مسألة المرأة في السعودية معضلة مصطنعة من قبل بعض الشيوخ المتسربلين بالأيديولوجيا الوهابية من دون أي مسوغ من الدين .أن هذا التمسك الغريب بالقشور وتوافه الأمور وإعاقة نصف المجتمع من الانطلاقة الجادة .ووضع أحجار العِثار في جادة العملقة لهو أمر محزن .. لماذا يتمترس هؤلاء الشيوخ المتزمتون خلف قضايا سطحية وسذاجة مثل قيادة المرأة للسيارة ووضع صورتها على جواز السفر ويجلبون كل هذا العناء إلى المرأة من دون مبرر ؟ .. على كل حال ، ثمة بصيص من أمل ببروز تيار جديد متنور وعقلاني من طبقة رجال الدين من عينة الشيخ أحمد الغامدي في مكة المكرمة الذي جهر بالخروج عن الشرنقة الوهابية وقامت عليه الدنيا وأقالوه من منصبه ولكن الملك طيب خاطره و أعاده اإلى وظيفته بمرسوم أفحم أولئك المتعجلين .
غياب منبر عام للتيار العام
من معوقات العملقة غياب منبر موازي أو رسمي للتيار السعودي الوسطي العام - باستثناء الفضاء (الاسفيري ) بالطبع - حيث احتُلت الساحة الموازية من قبل ذوي " النزعة العلمانية " ، بينما تُرك الميدان الرسمي ("للأيديولوجية الوهابية ") .. أقصد بالساحة الموازية بالمنابر الإعلامية المحسوبة على السعودية بشكل أو بآخر مثل قناة (العربية ) وجريدة ا(لشرق الأوسط) ( خضراء الدمن )! – كما أسماها الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي - ومجلة ( المجلة ) وصحيفة ( الحياة) ومجموعة قنوات (أم بي سي ) وتلك السيئة الصيت "روتانا " هذه الأجهزة تسبح ضد التيار العام السعودي وسياساتها التحريرية تناقض تماما مع مرئيات هذا التيار .. فمنذ أن قال الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز ب"إن الأخوان المسلمين هم الذي خربوا الشباب السعودي " ! ركبت هذه المؤسسات الإعلامية الموجة وهي مملوكة لأفراد بعضهم أعضاء في العائلة الحاكمة (أمراء من الجيل الثاني ) وبعض كبار الصحفيين المعاديين جدا لل(إسلام السياسي ) من أمثال (عبد الرحمن الراشد ) وصديقه ( عثمان العمير) و(جمال خاشقجي ) و(حسين شبكشي) وغيرهم ..فعدم المصداقية في الاتجاه التحريري لهذه الأجهزة الإعلامية تمثلها قناة ( العربية ) بصدق ! .. فقد لعبت هذه القناة أخبث الأدوار في موضوع العراق مثلا ، حيث ساهمت ودعمت - باتجاهها التحريري الغريب - مشروع الاحتلال وظلت مساندة لسياسات الحكومات الشيعية المتعاقبة والقائمة على اضطهاد وإذلال الطائفة السنية في العراق ( في الحقيقة ليس لدي أي تفسير لهذا النهج الغريب من هذه القناة هل كانت تحاول السير في "الاتجاه المعاكس " لمنافستها "الجزيرة " مثلا ؟.. ربما !).. حتى هذه اللحظة لم تثب هذه القناة عن سياساتها التحريرية الرعناء باستثناء الحالة السورية – دون غيرها من بلدان الربيع العربي - ويقيني أن تغيير (العربية ) لسياستها التحريرية تجاه سورية جاء نتيجة لخشيتها من زحف الجماهير من السعودية إلى دبي لتحطيم مقراتها واستوديوهاتها إن هي سدرت في غيها وسارت مع القضية السورية بذات نهجها مع الحالة العراقية .
إعادة النظر في النظام الإداري
بدا لي وجود شيء من عدم الوضوح والتداخل في المفاهيم الإدارية المستخدمة في السعودية مثل " المنطقة " و"الإمارة " و "المحافظة " رغم إنني أجهل الهيكلية التراتيبية والوظيفية لهذه المفاهيم في النظام الإداري السعودي إلا إنني استشعر بشيء من (الترهل) .. فكنت أتمنى لو تم تقسيم المملكة إلى 30 ولاية مثلا على رأس منها (والي ) لأن مفهوما (الوالي ) و( الولاية ) لهما دلالة حضارية أكثر عمقاً من مصطلحي (المحافظ ) و (المحافظة ) المستجدان .
خلاصة القول أنه في لفتة ذكية تم التوقيع على اتفاق استراتيجي بين تركيا والسعودية قبل شهر تقريباً . فانطلاقا من هذا التفاهم الاستراتيجي يمكنهما ممارسة الضغوط ، في شكل تحذير بالمقاطعة ، و تقديم الحوافز في شكل مشروعات ضخمة لدول ما زالت تساند إيران بصورة أو أخرى مثل الهند والصين وروسيا .. وبهذه السياسة يمكن إيصال إيران تدريجيا إلى مرحلة الإفلاس فالإفلاس الاقتصادي يتبعه الإفلاس الإيديولوجي لأن الدول التي تعتمد على الطاقة الإيديولوجية لا تصمد طويلاً كما حدث للاتحاد السوفيتي سابقا و مع الإفلاس الكلي تعود إيران إلى حجمها الطبيعي ويختفي الخطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.