بقلم أتيم أتيم بول – ملبورن / استراليا عندما قرر الرئيس سلفاكير ميارديت سحب الحصانة الدبلوماسية للوزيرين السيد دينق اللور مسئول شئون مجلس الوزراء ، والوزير كوستا مانيتبى الوزير المالي لدولة الجنوب . منذ ذلك اليوم قامت الدنيا ولم تقعد ، فانقسم الجنوبين الى ثلاثة مجموعات . وتراشق الكثيرين باسؤ الكلمات واقذر العبارات . فتم تخوين البعض وجرح العديد من الابرياء الذين لا ناقة لهم بالسياسة ولا جمل ، وكثرت الملاسنات ولم يسلم منها سوى الذي لا يذهب لاماكن تجمعات الجنوبين حيث ينشط دعاة السياسين ، و يكثر المنظرين فلا تندهش اذا ما وجدت هنالك الوزير والمدير والمذيع والسفير .هذا اذا ما دعت الاقدار لزيارة تلك البقاع الطاهرة يوما من ايام عمرك . وكما قيل ( الفى البر عوام ) فما اكثر اللاعبون المحترفون بالمدرجات يلعبون الكرة من مقاعدهم فيسلجون اروع الاهداف فى المرامى الوهمية . هنالك فرق شاسع ما بين سحب الحصانة والاقالة ، فالحصانة صفة يتمتع بها الوزراء واعضاء البرلمان والسفراء وبعض المسئولين وكبار رجالات الدولة وهى صفة تحمى المتمتع بها من تحقيقات الشرطة والملاحقات القضائية ، لذلك اذا ارتكب اى مسئول مخالفة او جرم او اشتبٌهه به يطالب المدعى الجهة المخولة بسحب الحصانة حتى يتم مسألة المسئول بشكل سلس فى اطار قانونى . هنالك اسئلة عديدة بعضها لا يجد جوابا شافيا كالاتى : كيف ومتى ولماذا وصلت هذه المعلومات لرئاسة الجمهورية الان ؟علما ان الحدث الذى وقع مرت عليه الايام والليالى ! من الذى بلغ بالحدث وما الهدف من وراء ذلك ؟ ولماذا فى هذا التوقيت بالذات ؟ نجد ان القانون يمنح رئيس الجمهورية الحق بسحبها من اى شخص يتمتع بها حسب صلاحايته الدستورية وقتما ما يشاء اذا ما دعت الضرورة لذلك ، كما يحق للبرلمان فى الدول الديقراطية سحب الحصانة من الرئيس اذا ما اثبتت الاجراءات تورطه او الاشتباه بتورطه بمخالفة او جرم ما . اما الاقالة فهى ابطال عمل الوزير لاسباب يراها الرئيس ضرورية لخدمة الصالح العام . اواذا ما قام المسئول بالتقصير بواجباته الدستورية او تجاوز حدود عمله فى اطار القانون المعمول به وانذر من قبل . الامثلة فى ذلك عديدة و يكفى من اعفاهم الرئيس سلفاكير ميارديت مؤخرا من جيش الجنوب . المجموعات الثلاثة للجنوبين بعد القرار كالاتى : المجموعة الاولى : هى التى تعارض القرار بحجة التوقيت والاشخاص الذين وقع عليهم غضب القرار ، يتخذ بعض هؤلا خندق القبيلة والعاطفة ، يحللون الفساد الجنوبى , بانه منذ الاستقلال وقبله كان الجنوب ومازال وسيظل غارق فى الفساد لم ينجو من قبضته سوى الاموات من المناضلين الاشاوس السابقين . وصغارالضباط بالجيش ، الذين يعيشون على الفضلات المتساقطة من افواه الكبار ، ولا يقصد كبار العمر بل كبار الحال والمال . الكبار الذين يظنون ان ما يتحصلوا عليه من خيرات الجنوب هو نصيبهم من النضال فلِكْم سهروا الليالى بعيدا عن اسرهم ... ولِكْم ساروا حفاة عراة لا احد يكترث لمسيرتهم . فالرفاهية التى يعيشونها انها ثمرة كدهم فى وجهادهم الحياة . لا يستطيع احد من المسئولين بانه لا صلة له بالفساد والمفسدين فاجميع غارق بالفساد من اعلى الراس الى امخص القدمين كان منذ القدم وقد تلطخت جميع ايدى المسئولين به فلماذا دينق اللور وكوستا ؟ يعتبر هؤلا بان ما حل وسيحل غدا وبعد غد بالوزيرين هو نوع من الاستهداف المقنن ، ويتسائلون فيما بينهم هل الوزيرين هم الوحيدين المفسدين بالحكومة ؟ فلماذا يترك الاخرين اليسوا مفسدين ، ام صار الفساد يحاكم به قوم دون اخر . ماذا عن الذين اشتروا عقارات واملاك بالدولة الفلانية والعلانية ؟الكثيرين يعلمون اسمائهم واماكن عقارتهم ، وحجم الثراء والرفاهية الزائدة عن اللزوم التى تعيش فيها اسرهم . والزيادة المطردة فى عدد زوجاتهم بعد الاستقلال من الشمال . يزورون الجنوب بغمضة عين وقتما يشاؤن . قد يكون معهم الحق فيما ذهبوا اليه الا انهم تغاضوا النظر وفات عليهم ان الوزيرين لم يتم تعينهما ممثلين لقبيلة معنية ، كما ان القبيلة لم تساهم فى اختيارهم فى المناصب السيادية ، المساهمة الوحيدة الهاهمة التى تنسب اليهم هى انها انجبتهم ابناء للجنوب ، اما ما ساهم فى تعينهم هو نضالهم الذى لا يستطيع عاقل انكاره اضافة الى مؤاهلاتهم العلمية ، كل ذلك يندرج تحت طائلة كونهم جنوبين يحملون الجنسية كاملة ابا و اما . المجموعة الثانية : تؤيد الخطوة وتبارك القرار بل تطالب بخطوات اخرى لحصر ال 77 وزيرا ومسئولا الذين جاءت اسمائهم المجهولة ، او قل المعلومة والمسكوت عنها حفظا للاستقرار وخوفا على حدوث فراغ ادارى بالدولة فالعدد 77 يعنى وزراء الحكومة الحالية ومن كان قبلهم ومن سياتون غدا وربما يكون الرئيس ضمنهم كما يرى البعض ذلك ، لذلك تجاوزت حكومتنا بالجنوب المسميات واكتفت بعبارة عفا الله عما سلف عل القلوب تستنير والصدور تنشرح ، ليفتح الجميع صفحة جديدة ناصعة البياض من العلاقات مع الاخرين وتدفن الانانية وحب الذات على ان لا تتكرر عملية الاختلاس بلغة المثقفين والسرقة بالدارجى التى يستخدمها العامة بوطن أهلى الغبش جنوب السودان المجموعة الثالثة : وهى المجموعة المتفرجة وهم اكثر شريحة بالجنوب بعضهم لا يفهم فى السياسة شيئا ولا يريد ان يفهم شيئا ، همه لقمة يابسة وكفى بالله وكيلا . اخرين اكبر حلما يتمنون عودة الاموال الى خزينة الدولة علها تجد يد امينة فى الوقت الذى قطعت فيه شريعة الفساد الايدى الامينة ، فتعمل عمل خير كبناء مستشفى يلجؤن اليه مع احمالات وزارت الصحة والامن الغذائى الذى جعل من معدة الجنوبي سلة الاوساخ الغذائية ، فكل المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ترسل من دول الخليج ودول الجوارالى جوبا ليستهلكها مواطنيها فتدر ارباحا قصوى بدلا من ان ترمى فى القمامة ، فى الوقت الذى ينام فيه موظفى الصحة والامن الغذائى نومة اهل الكهف بمكاتنبهم المكندشه .