مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى أين وصلت دولة حسن الترابي السلفية.. ماذا بعد حظر طائرة البشير؟َ

(كتب الكاتب المخضرم خضر عطا المنان مقالة في الترابي عند زيارته لصحيفة الشرق يتهمه فيها بالخطرفة، ونحن نشكره عليها، ونتمنى من الشيخ الترابي أن يتنحى عن السياسة.. بكرامة.. كما قال السيسي لمرسي، ونذكر الترابي إنه رجل في الثمانين.. ونحثه على حسن الخاتمة!! فلا أحد يصدق أن رحلته الغامضة لقطر سببها زيارة صحيفة الشرق. فمن يخبر الترابي لا أحد يصدقه؟ ونسأل الترابي ماذا يعجبك في قطر أو في صحيفتهم التي يكتب فيها المجرم السفاح طارق الهاشمي؟ نذكر الترابي اتقي الله.. وكفى سفك دماء!! دماء في السودان، والعراق، وليبيا وسورية، ولبنان، والجزائر واليمن، وتونس الخ هل ستحمل هذه الدماء في عنقك؟ أم يحملها تميم ووالده، أم بندر بن سلطان ومليكه الأمي؟ الترابي قطعا مشارك في سفك هذه الدماء. ونقول للأستاذ خضر أنك أخطأت، الترابي ليس في عزلة بل هو من يحكم السودان من الخلف!! ولما يركله أحد بعد!!).
لقد صدقت تحليلاتنا السابقة ونجزم الآن أن دولة حسن الترابي تعيش: زنقة زنقة. لقد كشفنا الكثير من زيف وأكاذيب المؤتمر الوطني وصحافة التمكين، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
· كشفنا مسرحية المفاصلة نهاية عام 1999م!! وخداع الترابي للأستاذ كمال عمر الذي أستوعب الخدعة ولكنه فضل أن يتغابى من أجل لصعوده السياسي في مقبل الأيام!!
· وإعطاء الشيخ صالح كامل م. ويكيليكس زمبة، بالبلدي.. مَسَّكُو الخيط وعَشَّمُهُ في العصفور؛ "أبو درش" حرقته الزمبة.. لم ينتظر.. هرول للعراق!!
· وقلنا أيضا أن قطر والسعودية تدعمان الحركات المسلحة السودانية خلف ظهر عمر البشير، وصدق قولنا أو تحليلنا!!
· والآن، بعد سقوط مرسي، الملك عبد لله بالعين القوية مستعد لإنفاق خمس مليار دولارا لإسقاط دولة الترابي على الطريقة المصرية!! ولكن مع الأسف لا يوجد سيسي في السودان – الترابي التهم الجيش السوداني!!
· أمير الجهاد" بندر بن سلطان يعترض طائرة البشير – وتبريرات علي كرتي للحظر هي للاستهلاك وتضليل الرأي العام المحلي السوداني!! ما لا يستطيع أن يقوله "كرتهم" هو أن مجلس التعاون الخليجي قرر بالإجماع ملاحقة ومطاردة صنفين من الإسلاميين: الإخوان المسلمين والسروريين!!
· هذا الموقف الخليجي الدفاعي هو في تضاد لخطة باراك حسين أوباما "عضو مكتب الإرشاد". "حشرجة الروح" والرعب من السقوط تحت سنابك الإخوان جعلت أنظمة الخليج نسبيا أكثر استقلالية، وهذا ما يزعج واشنطون بشكل إضافي!! وتشمل "الملاحقة" الخليجية للإخوان كذلك العمل على إسقاط الدول والحكومات التي يحكمها هذان الصنفان الإسلاميان!!
· السودان من الدول المدرجة في قائمة دول الخليج السوداء لإسقاط نظامه الإخواني السروري، بينما عصا الغنوشي في تونس مثل عصا سليمان!! ولكن..
· لا يمنع أن تلعب أنظمة مجلس التعاون الخليجي بوجهين: مثل التنافس على دعم العصابات الإخوانية والسلفية الإرهابية في سورية!!
الصراع ما بين السعودية وقطر على قطف الثمرة السورية.. انتهى بانتصار بندر بن سلطان بدعم أمريكي وأصبح المدعو أحمد الجربا وكيل السعودية الرسمي والحصري في الحرب السعودية الطائفية على سورية، والسعودية الآن تمسك كل الملفات السورية!! وأخطرها ملف إشعال الحرب المذهبية في الإقليم – لذا ركز بندر على اللاذقية معقل العلويين لإشعال الحرب والفتنة المذهبية!!
كذلك رسم بندر بن سلطان خطة جديدة مدعومة من أوباما لتحسن وجهه أمام الكونجرس، هدفها توحيد كل قوى "تلمعارضة" في بؤرة واحدة، ولهذا الغرض يعمل على تأسيس جيش جديد بديلا عن الجيش السوري الحر المهزوم. قال أحمد الجربا في تصريحات صحفية: إن "هناك مبادرة قريبة لتأسيس نواة لجيش سوري وطني في شمال وجنوب سورية، كمرحلة أولى"، و"سيفتح باب التطوع فيه"!! "باب التطوع" هذه زائدة، لقد تم فعلا تدريب قوات خاصة مسبقا في السعودية والأردن وقطر. خدعة بندر لتأسيس جيش وطني جديد، والمدعومة من أوباما هي مجرد التفافة "إعلامية" على السمعة السيئة التي أكتسبها أوباما كداعم للإرهاب – ولإنهاء الأصوات الأمريكية والأوروبية التي تعارض تدفق الأسلحة للمعارضة السورية، لكونها قد تسقط في يد القاعدة والنصرة أو حتى في يد حزب الله!! تأسيس هذا الجيش السوري الوطني الجديد.. لن يكون سوى لافتة جديدة يختبئ خلفها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة السعوديتان – هكذا يفكر بندر.
ومع صعود الأمير تميم وإبعاد الحمدين بضغط سعودي وخليجي على أوباما، أصبح التدخل الأمريكي مباشرا دون الاستعانة كلية على الوكلاء المحليين مثل الحمدين القطريين اللذان افسدا طبخة إسقاط سورية عبر إفراطهم في زج السلفيين آكلي القلوب ومهووسي النكاح على أنغام الكلاشنيكوف، وعبر التهريج السياسي الاستعراضي حين أجلسا إمام مسجد يدعى أحمد معاذ الخطيب على كرسي سورية الأسد في قمة الدوحة. وفي الحق لا يلام القطريون والسعوديون والأتراك، فقد فعلوا كل شيء ضد سورية وفشلوا. أوباما بحذفه للحمدين يمتلك أسبابا أخرى، مثل عدم رغبته أن يستقل حكام الخليج بقراراتهم خارج دائرة المقررات الأمريكية. النزوع القطري السابق لتجاوز الكتاب الأمريكي أزعج المخططين الإستراتيجيين الأمريكيين.
أخذ أوباما هذه المرة أساليب أكثر جدية وعملياتية ضد سورية –بعد إزاحة الحمدين- وأكثر خبثا، خاصة بعد سقوط وكيلهم في مصر. يسعى أوباما وشريكه بندر بن سلطان لتأسيس "سفارة الائتلاف" في الدوحة لدول الخليج وتركيا والأردن ومصر (لا أعتقد بعد سقوط مرسي!)، لتسيير معاملات السوريين في الخارج وتجديد وثائقهم" كما يقولون. والأردن "المجنون" يدعم للفكرة!! يهدف أوباما وشريكه السعودي من السفارة المقترحة صنع حكومتين سوريتين بشكل عملي بلا طبل ولا زمر، مثلما قسمت حماس حركة التحرير الفلسطينية إلى نصفين.
وكما يرشو مكتب الإرشاد المعتصمين في رابعة العدوية بالمال لكي يبقوا صامدين، يحدو بندر بن سلطان الأمل أن تنجح فكرة "سفارة الائتلاف" بالتعويل على مظروف مليء بالريالات السعودية والقطرية كمساعدة إنسانية لجذب السوريين لتجديد أوراق سفرهم، وهكذا يشطرون الدولة السورية إلى نصفين!! لا يهم المال – فخزائنهم ضخمة!! الرشوة بالمال هي فلسفة بندر بن سلطان الوحيدة. والمال في نظره هو الذي يلعب الدور الأقوى من السلاح في تحقيق الأهداف المستحيلة. أضف إلى ذلك، في سبيل مد أنبوب الغاز القطري لأوروبا عبر سورية (قطعا بعد إزاحة الأسد ونظامه) يمكنهم ليس تعويض المال المبذول في "ثورتهم" فحسب، بل أيضا الاستغناء عن أنبوب الغاز الروسي الذي تبتز روسيا به دول الإتحاد الأوروبي - كما قال دي تشيني لبوتين في لحظة غضب نادرة.. حين كان نائبا لبوش الصغير.
عموما، من يدير الآن ملف إسقاط النظام السوري حصرا مثل قيادة العمليات العسكرية، والتجنيد، والتمويل، والتدريب والتسليح في سورية هي السعودية وحدها - انطلاقا من مكتب بندر بن سلطان في العاصمة الأردنية، بعد أن نجح السعوديون في إزاحة الحمدين الداعمين للإخوان المسلمين، وتقزيم الدور القطري المنفلت من عقاله في تحطيم سورية إلى دور داعم وإسنادي فقط، وربما قد ينتهي دور الإخوان الذين يقودون الجيش الحر بذبحهم على مذبح القاعدة وجبهة النصرة السعوديتين التكفيريتين، بينما دور بشار الأسد ذبحهم جميعا ودفنهم في التراب السوري (دخل الأكراد على الخط لصالح الدولة السورية وهم بالمرصاد لأردوغان وعصاباته).
ولخيبة السعودي، انحشر بندر بن سلطان سريعا في عنق الزجاجة السورية، لقد ظن بندر أن اللعب في الساحة السورية سهل مثلما يلعب بمؤخرته المصفرة. غرور بندر رسم له إنه يستطيع النجاح فيما فشل فيه غيره بإسقاط الأسد, لكنه سرعان ما هرول نحو موسكو يمارس دبلوماسية دفتر الشيكات المفضلة لديه!! فرحة السعودي لم تتم.. خاصة إذا فهمنا أن بندر هُزِمَ قبلها في لبنان، جين لم ينجح حلفاؤه في تشكيل الحكومة اللبنانية بدون حزب الله. حاول بندر في موسكو رشوة القيصر الروسي بوتين. تعهد بندر لبوتين شراء صفقة طائرات روسية ب 15 مليار دولارا، وتعهد له ألا يمر أنبوب الغاز قطري أو خليجي عبر سوريا مهما كان نوع نظام الحكم فيها، إذا، إذا تخلى عن الأسد قليلا!! وحين رفض بوتين الرشوة بأدب – هدد بندر على إنها إذن: هي الحرب!! وقال لبوتين على طريقة غرور هارون الرشيد وسحابته: أيا كان النظام السوري بعد الأسد سيكون بأيدينا حتما!! (ملحوظة: هنا يراهن بندر على الظواهري وقاعدته وجبهة النصرة).
وفي أطرف خطاب منافق أوعز به بندر لعمه الملك عبد الله، وربما كتبه بندر بنفسه، ويعتبر الخطاب حقا نكتة عيد الفطر المبارك بلا منازع حين طل الملك السعودي يهنئ شعب الحرمين المحتل من قبل عائلته آل سعود بعيد الفطر، أخذ الملك يحذر في خطابه من "أدوات الإرهاب" ويتبرع لمكافحته. قال عبد الله: "الأمة في واقع مؤلم ومصير مجهول"! هكذا ينافق السعودي. ووصف صناعته (طبعا القاعدة ومشتقاتها مثل جبهة النصرة وأترك الإخوان المسلمين جانبا) ب "أدوات الإرهاب" يحاولون "هدم قيم الإسلام". وتبرع بمائة مليون دولار "للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب" في خطوة متزامنة مع موجة تحذيرات أوباما وإغلاقه السفارات الأمريكية في 14 دولة خوفا من ضربات قد يشنها "مجهولون". هذا المركز الذي سيقبض ال 100 مليون دولارا هو نفسه الذي يمول ويدير العصابات الإرهابية السلفية بالبرموت كونترول من القاعدة ومشتقاتها.. تحت عنوان "مكافحة" الإرهاب. يظن آل سعود إنهم يضحكون على عقول المسلمين!!
وزعم الملك عبد الله في كلمته أيضا: إن النفس "ليعتريها الأسى والحزن من واقع مؤلم ومصير مجهول، تمر به الأمة الإسلامية والعربية".. "يحمل في طياته صراعاتٍ وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، حفل بها الأعداء والمتربصون في سياق فرصهم التاريخية، لتبيح قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وهتك الحرمات، مدعومة بإرهاب فكري". تمعن ها المنافق السعودي، يقتل القتيل ويمشي في جنازته!!
وأشار عبد الله في كلمته إلى ما وصفه ب "الدخيل الفكري يتوشح -في تأويلاته وتحركاته- بعباءة الدين والتعلق بالله، ودين الله منه براء"، يتحول معه البعض عبر ظلمهم إلى "أداة الإرهاب، ومعول فساده، لمحاولة هدم قيم الإسلام الرفيعة ومعانيه الجليلة" وفق تعبيره المنافق. وتوقع أن يكون أمر الأمة "إلى خير"..كيف بالله!! وألا يكون "أي مفسد في الأرض من كل ظالم لنفسه ولغيره بمنأى عن عاقبة أمره" وأضاف: "أقول ذلك والألم يعتصر قلبي وقلب كل مسلم، والحزن يلم بنا، عندما ننظر إلى حال أمتنا التي أصبح التنازع والتناحر فيها سبيلاً أفضى بها إلى إراقة دمائها، وتدمير مكتسباتها".
وحض عبد الله على "الوقوف وقفة حازمة مع النفس أولاً لإصلاح "شأن الأمة" و"التصدي بكل عزم وحزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف الذين يسعون لتشويه سمعة الإسلام" مضيفا: "خطر الإرهاب لن يتلاشى أو يزول في زمن محدد، لذلك فحربنا ضده ربما تطول وتتوسع، وقد يزداد شراسة وعنفاً كلما ضاق الخناق عليه". إلى هنا وتنتهي هنا كلمة السعودي...
كل كلمة تلفظ بها عبد الله عبد العزيز آل سعود، تصفه وصفا دقيقا... وكأنما الرجل يتكلم عن نفسه ...!!
هذه الكلمات الملوكية الفاسدة قصد بها بن عبد العزيز الإخوان المسلمين محمد مرسي، ومنير، وبديع، والشاطر، وعزت، والعريان، والبلتاجي، والكتاتني الخ وقطعا أيضا السروريين أمثال سليمان العودة، وناصر العمر، وسفر الحوالي، وعبد الله النفيسي الخ. أفهم اللعب أيها القارئ الكريم، قطعا لم يقصد بها عميلهم السري أيمن الظواهري كما تعتقد أنت بشكل خاطئ من الوهلة الأولى!!
ويبدو أن كلمات الملك عبد الله بمثابة "تملص" من الجرائم التي تبناها ورسم سياستها رئيس الإجرام بندر بن سلطان بحق الشعب السوري والعراقي والعالم الإسلامي، وأخيرا نقول لهما... إن عملكما وجهودكما لن تضيع عند رب عادل.. ونتوقع أن يجازيكما عليها الديان في الدنيا قبل الآخرة!!
هل رأيتم منافقا يتفوق على نفاق ملك آل سعود عبد الله (ولا نقول ملك شعب الحرمين المحتل من قبل عائلة سعود)؟ من هو أكثر نفاقا وأعظم ذنبا في رأيك، عبد الله بن عبد العزيز أم عبد الله بن أبي سلول؟ الجواب: قطعا عبد الله بن عبد العزيز يتفوق على بن أبي سلول. فالأول نفاقه سطره بدماء الملايين من المسلمين ونهب أموالهم لصالح ملكه العضود، بينما نفاق بن أبي سلول لم تتعدى أذيته إطار الكلمات ضد رسولنا الكريم والصحابة المجتبين وقتها!!
ولكن النفاق بلا شك عملة أزلية و"دولية" في البشر، خاصة الملوك والسلاطين!! دولة الترابي مثلا "دولة منافقة".. والترابي شخص منافق حين يتمسح بحكام دول الخليج المتصهينين بخفية ويصمت على جرائمهم ويكذب على الشعب السوداني، بربط السودان ومصيره في دائرة التنظيم الدولي للإخوان؛ بل يزعم الترابي لصحفي صحيفة إيلاف السعودية أن ملك الغلمان والنسوان المقبور فيصل بن عبد العزيز آل سعود أفضل من جمال عبد الناصر. ولا تفهم هل الترابي ساذج سياسيا، أم أنه ينافق آل سعود.
ولنفكر قليلا معا.. لو سقط بشار الأسد ونظامه مبكرا، ولو لم ينهض الشعب المصري نهضته العظيمة الجبارة ضد "إخوان الشيطان".. لما كان الترابي ونظام دولته في زنقة زنقة، بل في وحدة ثلاثية مع مصر وليبيا كما حلم الترابي!! ولما أرجع بندر بن سلطان طائرة عمر البشير مكسورة الخاطر!! ومن يلوم بندر على فعلته؟ والشعب المصري فعلها برفضه لإخوان أوباما..!! إنها فرصة لآل سعود التخلص من الإخوان والسروريين معا. لذا على الشعوب العربية الفقيرة، ومنها شعب السودان، شكر الشعب السوري والشعب المصري اللذان غيرا تاريخ الإقليم لصالح شعوبه الفقيرة والمضطهدة والملعوب عليها أمريكيا وصهيونيا بسلاح الدين الإسلامي. الإخوان المسلمون يلعبون بالقرآن على عقول شعوبهم ويصنعون في هذه العقدية الصهيونية الإسلامية الناشئة في الحضن التركي القطري السعودي.
ولكن هنالك سؤال محوري آخر.. هل دولة الترابي وحدها في حالة زنقة زنقة؟ ليس تماما. ف ياسر عرمان بالتحديد وبعض قيادات الجبهة الثورية "الأوروبيين" أيضا في زنقة زنقة – ونستثني مناوي!!
وعلى ذمة الراوي تتالى الأخبار على أن "الثورنجي" ياسر عرمان ومجموعة الكوميسارية رفضت السلطات السويسرية دخولهم (ل بازل!) آسف.. للأراضي السويسرية، ورجعوا مكسورين إلى مقرهم بلندن ليس عبر الأراضي الألمانية كما فعل البلاشفة لينين، وتروتسكي والكوميسارية "النيويوركية" بدعم من مستشار القيصر الألماني اليهودي ضابط المخابرات ماكس فاربورج Max Warburg، شقيق باول فاربورج Paul Warburg مؤسس جهاز الاحتياطي الفيدرالي، بل ربما رجع الثوار إلى لندن جوا.
لندن هي حاضنة الفيلسوف اليهودي كارل ماركس بحماية ودعم خاص من آل روتشيلد. إبراهيم منير رئيس التنظيم الدولي للإخوان باتخاذه لندن مقرا للتنظيم الدولي الإخواني الأممي.. لا يقل أهمية لمطبخ التاج البريطاني السياسي عن كارل ماركس والبلاشفة الدوليين!! صرح "الرفيق" إبراهيم منير بالأمس مفتخرا على السيسي أن "يهود بريطانيا" يؤيدونهم على أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري – بتعبير آخر رغب القول: "اليهود في صفنا"، وهذا ما يثبت أن العراب أردوغان صَهَِرَ الإسلام السياسي في قالب صهيوني وعلى يد هذا الممثل التركي العثماني تمت ولادة الصهيونية الإسلامية على غرار المسيحية الصهيونية. فالمشروع الأمريكي-السعودي-الصهيوني الخفي الذي أنزلق فيه الأخوان وحماس، أكبر من أحلام ياسر عرمان الصغيرة – الذي لم يفهم أن عصر كارل ماركس انتهى!! سمع "الرفيق" ياسر عرمان في سويسرا ما حطم أحلامه المستقبلية أن دول الإتحاد الأوروبي لا ترغب في عمليات مسلحة "إرهابية" في السودان ضد دولة حسن الترابي القائمة (لأنها الامتداد الطبيعي ل "إخوان أوباما" في الله، ونظام الخرطوم على استعداد للتطبيع مع إسرائيل مثل استعداد محمد بديع الذي جلس على ضفاف النيل في الخرطوم، الذي حمل السلاح عند إشارة مرور ميدان رابعة وأعلنها جمهوريته – راجع حديث م. ويكيليكس مع البرتو فيرناندو)، فلن يكون إذن هنالك أفضل من دولة حسن الترابي المتحالفة مع محمد بديع.
ياسر عرمان مُرَكِّب ماكينة "رئيس جمهورية".. ببساطة!! فمنذ أن زايدت به الحركة الأم على شمال السودان بترشيحه لرئاسة الجمهورية، ثم سحبه من سباق الرئاسة في صفقة سرية مع المؤتمر الوطني، انقلبت حياة ياسر عرمان رأسا على عقب. أصبحت شخصية رئيس الجمهورية هي التي تتقمصه. وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تختار "كرازيها" وليس على المرشحين المحتملين سوى إبداء حسن السير والسلوك للبيت الأبيض ولدول الخليج وحرق البخور المطلوب، نجد ياسر عرمان يضع في مبخرته بخور "التيمان" الإيراني والسوري وذراعهم حزب الله!! إضافة لسذاجته السياسية، لم يحاول ولو مرة واحدة فهم ما يدور في السودان أو فهم التحولات الإقليمية والدولية.. التي تسحقه من مرحلة لأخرى، نراه "يشخصن" صراعه السياسي أكثر مع عمر البشير.. ولم لا، وقد كان المنافس له وكاد أن يفوز عليه أو فاز عليه كما يقال!!
لا شماتة!! لا شماتة في حكومة المؤتمر اللاوطني أو في الرفيق اليساري ياسر عرمان. كلاهما يلعب بالكرت "الإيراني" بأسلوب ميكافيلي لجني الأرباح السياسية بأسلوب ساذج، ولا يخلو أي خطاب أو تصريح لياسر عرمان دون أن يزج بدولة إيران، وفي ظنه أنه يكسب لشخصه رضا دول الخليج والدول الغربية وإسرائيل. هكذا يفكر الرئيس المنتظر للجمهورية الرابعة التي هي قيد الانتظار. ولكن يبدو أن ياسر عرمان سيخرج من المولد بلا حمص، وربما حتى بلا نبق. لأنه ليس رجل المرحلة التاريخية، فيجب إلا يخدع السودانيون أنفسهم، فالتاريخ وحده هو الذي يختار الشخص أو الأشخاص الذين يعبرون عنه في المرحلة الانتقالية المفصلية، فمثلا من كان يسمع بالسيسي؟ أو من كان يسمع بمحمود بدر الشاب العشريني الناطق باسم حركة تمرد؟ أما الشخصيات المصنوعة أو غير الموهوبة لا يلتفت لها التاريخ، وياسر عرمان أحدهم لحسن حظ المؤتمر الوطني لأنه يسبح خارج العملية التاريخية.
وفي الحق إذا افترضنا أن واشنطون تصعد "الرؤساء" في غفلة من الشعوب بأسلوب ماكر، قطعا ليس أحدهم ياسر عرمان، ربما أكثرهم حظا أسامة داوود الذي يقال تحدى السفير الأمريكي عام 2006م. هكذا يلمعونه. متى كان أسامة داود في قائمة الوطنيين السودانيين؟ والمتأمرك أكثر من السفير الأمريكي نفسه، وهو الوكيل الحصري ل caterpillar الأمريكية، وصاحب امتياز الكوكاكولا اليهودية، والوكيل الشرعي الوحيد ل general motor الأمريكية بالسودان والقائمة طويلة.
ربما سبقت دولة الترابي الجميع في تأصيل الإسلام الصهيوني – لا بد أن يكون هنالك تنظير ديني موازي. ماذا عن مصنع سالومي؟ وماذا عن صمغنا العربي؟ أو موزنا، وقطننا الذي يصل إلى إسرائيل عبر الأردن ومصر (منطقة الكويز QIZ).
ولكي يحفظ حسن الترابي ماء وجهه جراء الهزائم الإقليمية وسقوط الإسلام السياسي وتحوله إلى إسلام صهيوني مكشوف، توعز رئاسة الجمهورية مع كل صفعة خليجية ثقيلة إلى صحافة التمكين كي تروج أن حكومة السودان "على علاقة بإيران". وما أكثر الصفعات الخليجية!؟ إحداها حادث الطائرة الأخير؛ ووضعهم في فندق درجة ثالثة عام 2002م في بيروت؛ ووقوف دول الخليج في صف أوكامبو ضد البشير عام 2009م. من جهة أخرى، السلاح الليبي الذي تم تسريبه عبر السودان لمكتب الإرشاد المصري وروجوا في صحافة التمكين أن نجادي أتى خصيصا للسودان ليحمل هذا السلاح معه لصالح حماس - لم تكن الإشاعة سوى غطاء لتسليح مكتب الإرشاد بالمقطم!! وأخرى نتنة، ولأن ملف القضية المرفوعة ضد محمد أحمد محمد طه الذي طعن في شرف نساء دارفور عطلته رئاسة الجمهورية، ربما عطله علي عثمان..، أجرى أبناء دارفور محاكمة للمذبوح بأنفسهم وأنجزوا العدالة بأيديهم. ولكي تغطي دولة حسن الترابي فضيحة الملف القضائي المُعَطَل.. (أحد ثمار دمج السلطات الثلاثة) أوعزوا لصحف التمكين للترويج أن المذبوح شيعي، لذا ذبحه الأشاوس السلفيون الغيورين على أمهم عائشة في زعمهم ..
السؤال الذي يفرض نفسه: لو لم تكن هنالك دولة أسمها إيران كيف يكون حال دولة الترابي؟ بتعبير آخر كيف يمكن لدولته تعليل أسباب فشلها، وتعدد إخفاقاتها، والأهم كيف يمكنها تعليل تلقيها الصفعات الخليجية الثقيلة أو الإذلال تلو الإذلال عربيا وأمريكياا؟ علما إنها لم تشيد لا دنيا ولا دين. النقطة الجوهرية التي ترغب دولة الترابي أن تخفيها وتموه عليها، عدم رغبتها أن يفهم الشعب السوداني ومعارضته أن دول الخليج كافة ترفض هذا النظام الإخواني السروري. لذا ترمى دولة الترابي بجثتها على إيران من وقت لآخر، وتنطلي هذه الحيلة أو الخدعة على الشعب السوداني في كل مرة. يجب أن نفهم أن دولة الترابي الإخوانية السرورية تبتز دول الخليج بالتلويح بإيران أو الاقتراب من إيران. هذه الخدعة السياسية كان يمارسها الفرنسيون بمهارة ضد واشنطون في السبعينيات، أي في زمن ميتران وفاليري ديستان.. حين تعصلج واشنطون بشكل أناني ضد المصالح الأوروبية أو ضد فرنسا بالذات. ماذا كان يفعل الفرنسيون؟ يستقبل وزير الخارجية الفرنسي ياسر عرفات في مكتبه – جلسة علاقات عامة!! ويجن جنون أمريكا ويهودها. كان لقب ياسر عرفات في ذلك الوقت "الإرهابي".
ولكن هذه الحيل السياسية بهدف إثارة غيرة دولة ما أو دولا ما انتهت، ولم تعد تصلح في عالم ثورة المعلومات. كان هنالك في الماضي وشاح رقيق من "فقه السترة" ما بين الدول العربية، ولكن بعد أن تحصل باراك حسين أوباما على "عضوية" مكتب الإرشاد الدولي وأخذ يهدد أنظمة دول الخليج ب "إخوانه في الله"، أسقطت دول الخليج برقع الحياء، خاصة بعد أن رفض الشعب المصري حكم الإخوان المسلمين، وسارع الأمراء والشيوخ بلفظ ومطاردة الإخوان المسلمين علنا – بل وضع مجلس التعاون الخليجي قانونا مشتركا لطرد "الإخونجية" من الدول الأعضاء، وغلق الأبواب في وجوههم.
الخلاصة!! هنالك دائما وأبدا تعتيم وتمويه في طبيعة علاقة السودان بدول الخليج الفارسي. أي هنالك تعتيم وتمويه على الشعب السوداني فيما يتعلق برفض أنظمة الخليج لدولة الترابي الإخوانية السرورية كمركز للشر. ويبرر أصحاب الدولة الشريرة هذا الرفض الخليجي بأسلوب ملتوي ويعزونه كذبا إلى العلاقة مع إيران. لكن الصحيح، أي سبب التعتيم والتمويه، هو الخوف كأن يستقوى الشعب السوداني بدول الخليج ضد دولة الترابي – أي بقانون: عدو عدوي صديقي.
الآن فقط صرح حسن الترابي أن عمر البشير شخص طيب متدين ويحب الإسلام والمسلمين وبرأه من دم شق صف الحركة الإسلامية نهاية عام 1999م. ماذا يعني هذا الغزل المتأخر وفي هذا التوقيت؟ يعني انتهاء مسرحية المفاصلة. خاصة بعد صمود الشعب السوري وثورة الشعب المصري، واختفاء الحمدين، وتهاوي الإسلام السياسي الإقليمي وتحول دولته الشريرة إلى دولة منبوذة عربيا ومطاردة إقليميا.. ولكنها للمفارقة مقبولة أمريكيا!! الآن أي بعد سقوط مرسي أصبح الترابي عاطلا.. مهيض الجناح خاوي الوفاض، مجروحة كرامته وذاته المفكرة، وقد حان الوقت كما نعتقد لكي ينكفئ نحو الداخل في جولة جديدة من جولاته التاريخية، ليعيد مسرحية قيام جبهة إسلامية جديدة بمقاييس جديدة. لاحظ لم تعد صحيفة الإنتباهة تهاجم الترابي كعادتها ولم تعد تسخر منه – فجأة أصبح مقبولا حتى من السلفيين.
وماذا يمكن أن يفعل السودانيون بدولة الترابي التي بلغت ديونها الخارجية 47 مليار دولارا؟ دولة معزولة عن الشعب السوداني والعالم، غارقة في الفساد!؟ ووصل بها الحال أن تستجدى المعونة الاقتصادية والمدد من دولة العراق الجريحة!! متى يتوقف السودان من الاستجداء؟ ومتى يصبح للسودانيين كرامة؟ لماذا السودانيون السذج مسمرين أمام شاشة قناة الجزيرة؟ لماذا لا يتابع الشعب السوداني تطورات الثورة المصرية حتى يفهم ماذا فعل به الترابي؟ وكيف يستطيع الشعب السوداني أن يفهم ما يدور في مصر وهنالك "صحافة تمكين" في السودان؟ صحافة التمكين تقلب حقائق الثورة المصرية رأسا على عقب. حكومة الببلاوي الجديدة تعمل مراجعة شاملة بأثر رجعي لإزالة "أخونة" مرسي لدولتهم وتشمل المراجعة كافة مؤسسات الدولة، وتعمل الشيء نفسه السلطة القضائية، والنقابات المستقلة الخ.
بمتابعة ما يفعله المصريون بدقة وكفاءة –خاصة القضاء- يتعلم السودانيون الكثير من الدروس المفيدة ولكن الترابي كان أذكى بتطبيقه فرضية "التمكين" على الإعلام في السودان. لذا يُحَمِّل السودانيون كافة الصحفيين الجرم في تشويه عقل الشعب السوداني والتشويش عليه.
وتنقلب المعادلة، وتصبح المفارقة الجديدة أن تنفتح دول الخليج "المحافظة" مثل الإمارات والكويت والبحرين وشيئا ما السعودية على "مصر الجديدة"، أي مصر السيسي وعدلي منصور، مصر الشعب والحرية والديمقراطية الحقيقية بلا تزييف، بينما ستغلق دولة الترابي أبوابها ونوافذها خوف إندياح الرياح الشمالية. وطبقا لقرارات وتوصيات التنظيم الدولي في إسطنبول باستنفار كل قوى الإسلام السياسي في العالم والترويج لأكذوبة "الانقلاب" والتشهير بعبد الفتاح السيسي على أنه ينحرك بأصابع أمريكية وإسرائيلية، استنفرت صحافة التمكين السودانية أقصى قواها لتنعق بهذه التوصيات، وظهرت أقلام ومقالات طريفة مثل:
وتعتبر قناة الجزيرة أكبر آلية للتضليل الإعلامي حين تعرض مظاهرات الشعب المصري الضخمة الرافضة لمرسي والإسلام السياسي على أنها مظاهرات مؤيدة لمرسي!! هل يستطيع الشيطان أن يتفوق على قناة الجزيرة وأصحابها؟ وبفضل الصمود السوري، تدحرجت الكرة في ملعب الإخوان المسلمين إذ فجأة سقطت كل أوراقهم وتحول ربيعهم إلى "خريف عربي" بعد أن توهموا إنهم قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على ست دول عربية. وسقطت في فصل الخريف ورقة "بشار الأسد يذبح شعبه.." هكذا صدق السودانيون السذج. ولكن حين وجهت قناة الجزيرة سهامها المسمومة دعما للتنظيم الدولي للإخوان لإشعال حرب فتنوية في مصر لتمزيقها كما مزق سورية انتبهت الشعوب العربية من غفلتها. لقد كان الشعب السوداني في غيبوبة كاملة بفضل تدبيج قناة الجزيرة الفيديوهات المفبركة والتقارير المزيفة حول بشار الأسد وسورية. الإخوان، بذراع التنظيم الدولي الطويلة، أشعلوا الحرب الدموية في سورية ويرغبون الآن في إشعالها في مصر، فانكشفت الحقيقة الغائبة – "التنظيم الدولي يذبح الشعب السوري والمصري". أكثر الفائزين بسقوط التنظيم الدولي ومكتب الإرشاد بالمقطم بشار الأسد والشعب السوري.
يعود الأستاذ كمال عمر مرة أخرى لصرف "حبة الفاليوم" للشعب السوداني، وأسمها التجاري "أحلام ظلوط" ولا ندري من يستحق بلعها، الشعب السوداني أم شيخه الترابي!! فشيخه يعاني من اكتئاب سياسي شديد إلى درجة إنه لم يرى الشعب المصري العظيم سوى بلطجية وعطالة عن العمل.. حتى لا ينتبه الشعب السوداني. ثورة الأمر الواقع كما قال.. (ويقصد أنها ليست ثورة وعي!!)، وركز الترابي على السيسي صاحب الانقلاب بزعمه، متفاديا نقطة هامة أن الشعب المصري شطب الإخوان سياسيا (البديل الدولة المدنية!!) ودينيا (البديل مؤسسة الأزهر!!) لأن مكتب الإرشاد حاول لعبة "التمكين". وبما أن العالم كله شاهد جرائم الإخوان في سورية، وفي اليمن، وفي تونس ثم أخيرا في مصر، واستنتج أن هذه الجرائم هي صفة لازمة لعقلية وعقيدة الإخوان، يصبح التنديد بالقتلة والطغاة في أروقة المؤتمر الوطني مزايدة ديماجوجية – الحال من بعضه، لأننا لم نرى الترابي يدين جرائم الإخوان في سورية أو جرائم "مستوطنو جمهورية رابعة العدوية والنهضة". وبما أن ثروت الخرباوي أشار في كتابه سر المعبد أن عدد أعضاء التنظيم الخاص للإرشاد حوالي ألفان، فهل التنظيم الخاص للترابي يختبئ خلف لافتة "حزب المؤتمر الشعبي"؟ سؤال بريء. وبما أن الترابي دائما يخدع صهره الصادق المهدي، نحن نسأل ما هي خدعة الترابي الجديدة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.