غير أسلوب حياتك إذا كنت تتذمر من المرأة التقليدية بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان = مشاهداتنا للحياة اليومية و خلاصات تجاربنا تقول بأن المرأة التقليدية في السودان تتصف بما يلي : 1- كسولة .. فلا تنظر للرياضة نظرة استحسان . و لا تنخرط فيها حتى لو علمت أن فيها خلاصها من مرض عضال . كسولة .. و تتجنب الاعمال المجهدة اتكالا على المقولة أنها ضعيفة و أن الرجل قوي . فإذا دفعت الباب فلم بنفتح لها نادت على أي رجل حتى لو كان أجنبيا للقيام بالمهمة و التي كانت تحتاج لدفعة واحدة أخرى لينفتح الباب . كسولة .. فهي أكثر الناس إستعمالا لوسائل المواصلات لقطع مسافات ربما لا تستحق عناء الإنتظار و المدافرة و الركوب . كسولة .. حتى أنها عندما تجلس ترمي بجسمها كأنها مغمى عليها أو منهارة . و إذا كان بالكرسي خلل ما كأن تكون إحدى أرجله الأربعة مفقودة فإنها ستسقط على الأرض بطريقة تسبب لها كسرا مركبا يستدعي في الغالب الإسراع بها الى الحوادث . كسولة .. تكثر من مناداة أولادها و الشفع الصغار و عموم من كان في مقام أولادها ليحضر لها كوب ماء أو صحن أو حلة أو جريدة و غالبا ما تكون هذه الأشياء على مرمى حجر منها . 2- جاهلة .. لا تعلم من أحوال الدنيا حولها شيئا و لا ترغب في ذلك و لا تبذل الجهد ان هي اضطرت اليه . فغالبا هي لا تعلم موقع منزلها بالنسبة لبعض المواقع البارزة في البلدة . و لا تعرف محل بيع الكهرباء و لا محل سداد فاتورة المياه و لا تريد أن تعرف . و حتى المرأة العاملة منهن ترسل زوجها ليتابع مسائل العلاوة التي تأخرت أو النقلية التي تحتج عليها . جاهلة بالسياسة و لا تريد أن تزيل جهلها . فهي لا تعرف الأطراف التي صنعت نيفاشا .. و لا تعرف أين يذهب نقد في الفترة الأولى للإنقلابات .. و لا تعرف علاقة رباح الصادق بالصادق المهدي مثلا .. و تعتقد أن نافع حزب أمة و أن قوش إتحادي . و لا تعرف القاسم الأعظم المشترك بين الحكام العرب . 3- جبانة .. لأنها كسولة لا تملك القوة البدنية و لأنها جاهلة لا تعرف ما يفيدها أو يضرها و لذلك تعتقد دائما أن هناك من سيرد حجتها بأقوى منها .. طبعا من الرجال .. جبنها مع جهلها يجعلها تبتعد عن المشاركة في الأعمال الخيرية أو الإجتماعية على مستوى الحلة مثلا أو على مستوى المدينة أو النقابة . و ما خيرت بين أمرين الا فضلت الإنسحاب .. جبانة .. تتقنع بقناع ما يسمى التقاليد السودانية السمحة التي أوصلتها الى مرحلة عدم المشاركة في الحوارات .. جبانة و تطلب الرفقة الآمنة لتذهب الى بيت جارتها و الساعة تكون تمانية تسعة .. عشان الضلام و المجنون و البعاتي و الكلب و الحرامي . جبانة لا تقوي على إظهار شخصيتها التي أولى علاماتها كشف الوجة و لقاء الناس وجها لوجه .. و يدفعها ذلك لأن (تتكمم) بأن تلف وجهها بطرف الثوب مع أنها تكشف الكثير في مقامات أخرى أوحى لها جهلها أنها البطلة فيها .. مثل ساحات الرقص في بيوت الأعراس و تحت الأضواء و أمام الكاميرات المرتبطة بالشاشات العملاقة و أمام نفس عيون الرجال الذين تكممت عشانهم قبل كدة . جبانة .. و بإمكان أخوها الشافع أن يمنعها من خروج ما أو يجبرها على غسيل ملابسه .. و بإمكانه أن يضربها لسبب أو بدون سبب . 4- عاطفية .. تنساق وراء العاطفة الجياشة فتكثر من الفرح و من الحزن . و هي صفة الشخص الذي يشعر بأنه مكتوف الايدى , عديم الحيلة , قليل الخبرة . تنهار باكية إذا أرتفع صوت مديرها مؤنبا لها .. و تنهار باكية إذا تأذى قريب لها و تنشغل بالبكاء أكثر من إنشعالها بإسعافه و إنقاذه .. تبكي عندم تودع مسافرا .. و تبكي عندما تقابل من رجع من السفر .. و تبكى إذا طلقوا بنتها .. و لكنها تبكي إذا تزوجت بنتها أيضا .. تبكي إذا تذكرت الذين غادروا الدنيا .. و تبكي إذا شعرت بأنها مغلولة اليد عديمة الحيلة .. تبكي إذا شعرت بأنها في خطر وشيك أو أن قريب لها في مكان يحتمل أنه قريب من الخطر . 5- متهورة .. عندما يسيطر عليها الغضب لا تحكم عقلها في ما تقول أو ما تفعل .. فتقول ما لا يجب أن يقال و تفعل ما لا يجب أن يفعل مما يؤدي بها لمزيد من المشاكل . متهورة عند الغضب فتكيل السباب و الشتائم عندما تشعر أنها في موقع القوة .. الشتائم التي تضعفها أمام القانون في نهاية المطاف .. إذا ساورتها الشكوك أفشت كل ما لديها من أسرار .. متهورة .. تطلب الطلاق لأقل خلاف .. تهورها يجعلها تنساق للمتسلقين أصحاب النوايا الخبيثة رغبة منها في الإنتقام , فتكون هي الضحية في نهاية المطاف . 6- سلبية .. لا تقوم بأي مبادرة و لا تستجيب لأي مبادرة خصوصا ما يحتاج لاعمال الفكر و بذل الجهد في العمل و ما عملته لا تتحول عنه و لا تطوره و لا ترضى بغيره . و إذا كانت طالبة فهي تطلب العون من العارفين لكتابة الواجب الدراسي .. و إذا كانت عاملة فليس لها طموح بالترقي المبني على الكفاء و تجويد العمل ما يجعلها غالبا تكتفي بالوظيفة الهامشية . و إذا جاء (ود الحلال) فهي غالبا ستترك الدراسة و تهجر العمل .. و في زواجها تنتظر الكلمة الأخيرة من أبيها أو أخيها .. و بعد موافقتهم لا تشارك في إجراءات العرس .. إنها تنسحب مكتفية بدور المتلقي أحيانا و المتفرج أغلب الأحيان .. لا هم لها سوى الروج و الحنة و الدلكة . 7- مشعوذة .. تؤمن بإمكان التواصل مع قوة غيبية تدعي أن بعضا من البشر سيطروا عليها و أمكنهم تطويعها لخدمتهم و خدمة من يرغب في حل مشكلة أو جلب منفعة أو إبعاد خطر .. و لذلك فهي السبب الوحيد في إستمرار ظاهرة الفكي المشعوذ و الشيخ المطلسم و سيد الظار .. و تؤمن بأن الفرد ممكن أن يكون معمول له عمل أو مطبوب أو مسحور أو ما شابه . و لذلك دائما تنسب مشاكلها و إخفاقاتها لهذه المسائل . 8- مستبدة .. خصوصا في محيط خصوصياتها التي يمكن أن تتسع لتشمل الأبناء و الزوج و الأخوان .. و إذا ضاقت فقد تحذف منها أي شئ الا الأبناء فهم مملكتها التي تمارس فيها الإستبداد الذي يبدأ من الطفولة و لا ينتهي الا بنهاية حياة أحد الطرفين . و يظهر الإستبداد في رغبتها في تحديد كل ما يتعلق بالسماية , الطهور , و العرس مثلا و كل ما يتعلق بهؤلاء الأولاد . و كثيرا ما يؤدي بها الإستبداد لإستخدام لغة ( حأقطع شطري .. لو ما حصل كذا و كذا ) .. رغم أنه نادرا ما تقطع ذلك الشطر المسكين . و يدفعها الإستبداد للتحالف مع الشيطان و إستعمال كل الوسائل الشريفة و غيرها من نحو الفتنة بين الناس أو الوشاية أو التهديد كما ذكرنا أو زيارة المشعوذين لأجل السيطرة على العارض الذي هو الرجل في أغلب الأحيان . 9- و أخيرا .. فإن المرأة التقليدية هي المشكلة و هي القضية . و هي الجلاد الذي دمر حياة الكثيرين و شوه وجه المجتمع و هي أيضا الضحية التي لم تترك حتي لتروي عطشها قبل أن تذبح . فهي السلعة و هى التسلية و هي النكتة و النكد و هي الضيق و هي السبب في العيب و الفضيحة و المذلة و هي الحمل الثقيل و العبء الذي يجب التخلص منه و المرض الذي يجب الفرار منه . الا أنها في النهاية صناعة الرجل السوداني بإمتياز . لأنها ولدت في حضنه , و تربت في كنفه , و ترعرعت تحت رقابته . فإذا لم يكن هو الذي غرس فيها تلك الصفات مباشرة , فلا شك أنه السبب في وجودها عندما سمح لتلك الصفات أن تبقى و تستمر و تتضخم حتى قضت على أحد أهم أركان المجتمع .. المرأة .. و التى هي كما هو معلوم الام و الاخت و الزوجة و الأبنه على الأقل . 10- و عليه فإن هذا المقال .. و إن بدا في ظاهره أنه عن المرأة التقليدية و في نقد المراة التقليدية و ضد المرأة التقليدية , الا أنه في الحقيقة عن الرجل الذي إنطبق عليه المثل القائل ( التسويه بإيدك .. يغلب أجاويدك ) .. ذلك الرجل المتمكن من الحياة و المسيطر عليها بحكم الإرث التاريخي و الذي بهذا التمكن و تلك السيطرة أنتج لنا ما أسميناه المرأة التقليدية في مجتمعنا السوداني .. نحن نرسل اليه رسالة قصيرة و مهمة تقول : غير أسلوب حياتك إذا كنت تتذمر من المرأة التقليدية . و هلم معا نصنع المرأة المتقدمة التي نريد . و سوف لن يكون الأمر مضنيا كما نتخيل .. لأن الحياة المعاصرة بأدواتها الجديدة تمارس معنا التغيير و التربية . و بسبب ذلك ,, نجد بين ظهرانينا اليوم من النساء التقدميات من سبقننا الى التغيير .. فأصبحن نساء لا خوف عليهم و لا هم يحزنون . و عفوا أيتها المرأة .. بعض الرحيق أنا و البرتقالة أنت . غير أسلوب حياتك إذا كنت تتذمر من المرأة التقليدية بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان