كلام الناس *نحن نعلم أن الأجيال الحالية من الشباب من الجنسين توافرت لها معينات لم تتوفر لنا من قبل وإن كنا قد زاحمناهم فيها بعد ذلك فهم أكثر إلماماً بشؤون حياتهم وأنهم يبنون علاقاتهم على هدىً وبصيرة، وربما بمشاركة تامة دون أن يعني هذا أنهم سعداء أو أنهم حققوا أحلامهم؛ فهناك للأسف دائماً وأبداً مسافة فاصلة بين ما هو معلوم وما هو موجود في الواقع. *أقول هذا بمناسبة تعقيب الابنة عبير عربي الذي نشر في الصفحة السادسة يوم الجمعة السادس من مايو الجاري الذي دافعتْ فيه عن النساء وقالت إنه للأسف كثيراً ما يحمل الرجال مسؤولية ضعف العلاقة الزوجية على زوجاتهم وينسون أنفسهم، وأوضحت كيف أن بعض الأزواج لا يكترثون لزوجاتهم ومنهم من يعاملهن معاملة غير كريمة. *شابة أخرى اتصلت عبر الهاتف السيار متفقة مع ما قالته عبير عربي وأضافت قائلة "للأسف الزوجات مظلومات؛ خاصة اللائي يعملن لأنهن يُرهقن جراء عملهن خارج البيت وداخله وهذا يؤثر سلباً في العلاقة الزوجية، وقالت لماذا لم تتناول سلوك الرجال تجاه زوجاتهم خاصة الرجل السوداني الذي بطبعه يخفي مشاعره تجاه زوجته حتى وإن تزوجا عن حب فسرعان ما ينتهي شهر العسل ويتحول الرجل إلى شخص آخر. *أضافت الشابة قائلة "إنها حاولت استطلاع بعض الزوجات حول ما تكتب يوم السبت"، بعضهن ذكرن إنهن وصلن لدرجة لم يعد فيها لديهن الاهتمام بالعلاقة الشرعية بسبب ضغوط المعيشة ومشاكل الأولاد؛ وبعضهن إعترفن بأن إهتمامهن بابنائهن خاصة عندما يكبرون ويدخلون في سن المراهقة فإنهن يراعين ظروفهم ويتحول جل الاهتمام لهم لكن للأسف الأزواج لا يراعون ذلك. *الكاتب يسعد بردود الفعل حتى وإن كانت مخالفة لطرحه؛ وهذا ما نريده فعلاً ونحن نلقي الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية والأسرية، ونعترف بأن بعض الأزواج يتحملون مسؤولية ضعف العلاقة الزوجية تماماً كما بعض الزوجات، وأنهما سوياً ضحايا ظروف وعوامل تربوية واقتصادية واجتماعية تؤثر سلباً على العلاقة الشرعية بينهما. *عندما نكتب عن هذه المسائل المسكوت عنها في حياتنا الاجتماعية إنما نهدف إلى التنبيه إلى أهمية استمرار الحميمية الأهم للحفاظ على البناء الأسري بل والمجتمعي بأكمله، ويهمنا أن نحرك المياه الراكدة في حياتنا الأسرية حتى نحافظ على مشاعر المودة والرحمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى أساس العلاقة الزوجية وأساس البناء الاجتماعي والإنسانية جمعاء