شراذم هنا وهناك تخفت أصواتها ، ثم تعلو حينا آخر عندما تكفهر الأجواء وتنذر بالضباب والغيوم لتصطاد في الماء العكر . هي يالفعل أصوات قذرة لا تتضرر منها جهة معينة بل تصب من حيث تدري أو لا تدري في غير صالح الوطن . وان شئنا أخذ نماذج من تلك العينات القذرة من دون المسميات فاليك التالي : • الرابطة الفلانية تدين وتشجب المجازر التي ترتكبها ماليشيات وقوات البشير • فلان وفلان وفلان يطالبون بوقف الابادة العرقية بجبال ..... • جرائم ابادة ضد جبال ....... • الحزب الفلاني يشجب مخاولات الهيمنة من المركز على مصائر الشعوب • الابادة التي يقوم بها نظام المؤتمر الوطني • مقاتلي جبال ....... يدافعون عن أرضهم وغيرها وغيرها من الأصوات القبيحة وهي جميعها تدور حول رحى محددة : • عدم مساندة الخطوات التي تتخذها الدولة • استنكار العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوداني • الترهيب بمخاطر الحرب و ويلاتها • تشجيع الأطراف على الانفلات والتمرد • تسفيه الجيش السوداني والتنديد بعملياته والاستخفاف بتضحياته وهي جميعها تتفق على مشرب واحد وهو التبجح الواضح وعدم الحياء الفاضح من جانب أصحاب هذه المواقف وعدم التحلي بأدنى مصداقية . فقد حدث مثلا أن قامت أمريكا بالهجوم جهارا على مصنع الشفاء في الخرطوم فما كان من تلك الأصوات الجريئة الا أن تدين حكومة الخرطوم وتحملها مسئولية ذلك الهجوم الغاشم . قل لي بربك ماذا تفعل الخرطوم وهي جالسة في بيوتها في أمن وأمان ليأتيها الصاروخ من حيث لا تدري ويدك مصنع الشفاء المسكين ؟ لو كان الهجوم من قبيل أن الخرطوم كان يجب عليها أن تكون متيقظة أكثروذات قوة واستعداد أكبر لصد مثل تلك الهجمات الغاشمة لكان الأمر مستثاغا . أما أن يقال لها بأن المهاجم مصيب وأن الخطأ كل الخطأ هو من جانب الحكومة فهو العجب العجاب . قد يقال بأن لتلك الأصوات الحق في ابداء رأيها في النظام والاعلان عن موقفها منه سلبا أو ايجابا ، ونحن لا نرى خلاف ذلك الا أن علينا جميعا الالتزام – بغض النظر عن رؤيتنا في النظام الحالي وبغض النظر عن كوننا في أي جزء من الوطن ، بالخطوط الحمراء التالية التي ييتم الاتفاق عليها عليها في جميع الأعراف والنظم وعلى الأخص فيما يعرف بالدول المتقدمة . • النظام الحالي الموجود لا بد أن تخضع لسيطرته كافة أطراف الوطن شرقا وغربا وجنوبالا وشمالا • لا دخل لحبنا أو كراهيتنا للنظام في هذه القاعدة . • ات كنت تتمنى زوال النظام فأنت حر في أمانيك ، لكن النظام الأمثل بكل تأكيد هو الذي تستظل تحته كافة أنحاء الوطن • الجيش هو جيشنا جميعا وليس حكرا لأحد ولنا جيش واحد هو الجيش السوداني • أي معركة يدخلها الجيش هي معركتنا فنتمنى انتصاره ويؤلمنا انهزامه مهما كانت تلك المعارك • ليس ذلك بالتمني فحسب وهو أضعف الايمان بل الزود عنه ومساندته بكل ما نملك من يعمل على تحقيق هذه الأهداف فهو المواطن الصالح مهما كان مذهبه الذي يعمل من أجله ، ومن فشل في تحقيق ذلك فهو المواطن الطالح حتى وان كان ربيب النظام ومن أخلص أصدقائه أزهري عيسى مختار [email protected]