كلام الناس * كما ان رحلة المليون ميل تبدأ بخطوة واحدة فان كل المشاكل العالقة يمكن ان تحل خطوة خطوة لذلك فاننا نثمن الاتفاق الاولي الذي تم في اديس بين الحكومة الاتحادية ممثلة في رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت. * هذه الخطوة وحدها لا تكفي لتهدئة الموقف المتأزم الذي يسعى البعض لتأجيجه سياسياً وامنياً دون اعتبار للاثار السالبة التي تترتب على هذا التأجيج خاصة على المواطنين الذين تضرروا بالفعل وهم الاكثر حاجة لتكثيف الاهتمام لمعالجة اوضاعهم. *ان الحل السياسي المطلوب يستوجب اعادة النظر في الاطروحات التي ادعت ان قضية الهوية في السودان الباقي قد حسمت بعد انفصال الجنوب دون اعتبار للاثنيات المختلفة الموجودة تاريخياً وجغرافياً حتى لا تكرر الحكومة الاخطاء القاتلة التي تسببت في تصعيد النزاعات في دارفور بافتعال معارك على الهوية بين العرب والزرقة رغم علم الجميع بان النزاعات كانت قبل تسييسها نزاعات حول المرعى والماء دون اية خلفيات اثنية. * ودارفور تحديداً تشكل النموذج الحي لازمة الهوية المفتعلة في السودان الذي لم يكن في حاجة الى كل المعارك اذا تم الاعتراف بواقع التنوع العرقي والاثني والثقافي دون ان يعني ذلك تراجعا عن هوية او طمساً لهوية اخرى. * السودان يتميز بخصوصية استوعبت في داخله كل مكوناته العقدية والاثنية والثقافية في تسامح ووئام وتعايش افسدته السياسة التي تحاول تقسيم الناس على الهوية وان جمعهم الدين الواحد كما حدث في دارفور وكما يريد البعض ان يجعله المحك في الفرز الاجتماعي والثقافي على حساب المواطنة والحقوق التاريخية والجغرافية. * منذ ان سقطت الايدولوجيات الحاكمة في عالم الساسية صعدت السياسات البراجماتية النفعية التي انتقلت عدواها حتى للذين يدعون بانهم يحكمون بما انزل الله فاختلقوا المعارك مع المخالفين معهم سياسياً باسم الدين ولم يسلم منهم حتى اخوانهم من حزبهم. * لذلك ظللنا ندعو للتسوية السياسية بين كل مكونات الامة في السودان الباقي بل وبضرورة ترك النفاج السوداني موارباً مع السودانيين الذين اختاروا الانفصال واعلان دولة جنوب السودان بدلا من اشعال نيران الفتنة وتأجيجها بما يضر الانسان السوداني في الشمال والجنوب. //////////////////////// بله
------------------------------------------ صحيفة السوداني إدارة التحرير