ما نصبو اليه جميعا كابناء السودان هو السلام والاستقرار الامني في كل ربوع الوطن ورفاهية مواطنيها اذا امكن ذلك ولابد منا جميعا بزل الكثير من الجهود لتحقيق هذا الهدف السامي , سلاما ينعم به كل مواطني السودان جميعا دون فرز , الا ان تلك الامنيات اصبحت في مهب الرياح وبعيد المنال للاسباب معروفة لكل سوداني متابع ما يدور في داخل البلاد منذ الامد البعيد وفي هذه الايام ايضا من احداث مخجل ,بدءا بجنوب السودان قبل نيل السودان استقلاله ودارفور في عام 2003 وشرق السودان واليوم في جبال النوبة والنيل الازرق في طريقها اذا لم يتم ايجاد حلا عاجل لمسببات الازمة 0 كما نعلم فاننا لا نبحث عن مسببات عن بعد لتلك الازمة فهي معلومة لدينا ونعيشها في كل لحظة و متمثلة في الظلم التاريخي الممتد للاثنيات والاعراق المختلفة من ابناء السودان وقد توالت كل الحكومات السودانية على ايدي ابناء الشمال العرب بطبع من اسماعيل الازهري الى رئيس بث المباشر عمر البشير الذى ينطق قراراته قبل التفكير فيها وهو مهندس اكبر ابادة جماعية في تاريخ السودان واول رئيس سوداني يمارس تمييذ العنصري ضد رعايته بابشع طرق في تاريخ السوداني منذ ان اقدم نظامه على اعلان الجهاد ضد ابناء الجنوب ومتاجرة نظامه بالعروبة والاسلام على ان الجنوبيين لا يريدون الوجود العربي والاسلامي في السودان مما جعل بعض انظمة العربية من اصحاب نظرية القومية العربية يتدافعون لمساعدة نظام الخرطوم العنصري وكذلك فعل بعض الدول الاسلامية والجماعات الاسلامية الارهابية وقد استخدم كل تلك الدعم ضد شعب جنوب السودان على اسس تفرقة دينية والتمييز العنصري الواضحة والفاضحة وادت ذلك الى ابادة اكثر من مليوني قتيل من شعب جنوب السودان ولم نسمع بمجرد استنكار والادانة من اي حكومة عربية على وجه الارض حيث الزم الكل صمت مفجع ومحير وكانما الحكومات العربية وشعوبها يباركون تلك الاعمال الوحشية وهذا ما يجعلنا كافارقة ننظر الى العرب بنظرة مختلفة تماما ,و برغم من صمتهم المخجل حيال ما يحدث لشعب السودان من تطهير عرقي التى تمارسه النظام العربي الحاكم في الخرطوم الا اننا نجدهم ينبحون ليلا نهارا عن مشكلة فلسطين ويجوبون الارض بالاركانها الاربعة بحثا عن حلا للازمة الفلسطين بينما يغصون الطرف عن الشعوب الاخرى الواقع تحت ظلم نظام عربي مستبد0 دعونا نضع الامور في نصابها وننظر اليها من باب المنطق والعقل والانصاف فبرغم من ما زكرت اعلاه الا اننا اذا بررنا ذلك الصمت على اساس ان شعب جنوب السودان شعب نصراني وشعب عجمي يجب عدم وقوف العرب الى جانبهم بل يجب ابادته كما طالب به ذاك الشيطان المدعو ناجي الشهابي رئيس حزب جيل الديمقراطي المصري من وفد المؤتمر الوطني الحاكم في السودان برئاسة د/ نافع على نافع الزائر الى مصر في عام المنصرم حيث طالبهم بالابادة شعب جنوب السودان بالاعتباره افة في جسد القومية العربية, بربكم هل يوجد شخص احمق ومعتوه في مصر مثل ناجي الشهابي ؟ لا اعتقد ذلك فبالفعل يوجد بين الشعب المصري عنصريين وهذا ما يعيشه الافارقة في الشارع المصري من الاهانة والشتائم دون اي سبب يزكر بشكل يومي ولكن غالبيتهم مع الحق وقلوبهم مع حقوق شعب جنوب السودان وغيرهم من شعوب الارض بعكس امثال ناجي الشهابي و حكومة مبارك السابقة التى كانت تمارس نوع من التعلى على الافارقة ولا ننسى مجزرة مصطفى محمود طبعا 0 فاذا كان كل ذلك ضد العروبة والاسلام كما زعم هولاء المخبولين فما جرم شعب الدارفوري المسلم الا يستحقون عطف الاسلام ورافته ايضا؟ واذا كان هناك من يدحض اتهامي لنظم العربية في السودان بالعنصرية فليبرر سبب شن الحروب غير مبررة على مواطني دارفور وجنوب السودان من قبل على اساس عرقي حيث يتم تهجير الافارقة وتسكين العرب في محلهم واليوم نراه يحدث في جبال النوبة , لماذا لا يبرر العرب انفسهم من كل هذه الحماقة والعنصرية التى تمارسها نظام عربي في الخرطوم؟ لماذا لم نرى يوما مظاهرة تستنكر ذلك حتى ولو كان مجرد تجمع من خمسين فرد في دولة عربية !!!غير اننا نرى ذلك فقط بالملايين والالاف من اجل فلسطين فقط 0 واذا تسالنا عن كم فلسطيني قتل على يد دولة اسرائيل منذ اندلاع الصراع العربي الاسرئيلي عام 1948 فبطبع لا تتعدى خمسة الاف بينما لا يقارن الرقم بما قتل في جنوب السودان ودارفور فاين ضمائركم يا عرب؟ وبكل تاكيد اذا طالبنا في جنوب السودان بالابادة الفلسطيين ستقوم الامة العربية ولم تقعد بينما يطالب احدى رؤساء احزابهم المزكور اعلاه بادة شعب بعينه فيلزمون الصمت واذا كان الشعب الذى يتعرض لقتل والتشريد من حاكمه هو شعبا عربي تطالب الجامعة الدول العربية بتدخل دولي للانقاذه بينما يخلتف الوضع عند الاخرى كما قال عمر موسى ان مشكلة دارفور ليس كمشكلة ليبيا هكذا يكون الكيل بمكيالين عند العرب0 فمتى ينهض الافارقة لتطبيق سياسة المعاملة بالمثل حتى نسترد كرامتنا , فقد تعبنا من لعب دور القسس والرهبان لان هذه الدور تمارس مع من له ضمير انساني حي وليس العكس , ففي حين يدعي المسلمين سماحة الاسلام والكرم العربي اخلاقه الحميدة نشعر احيانا ان كل هذه مجرد اكازيب لا غير اذ لم نرى ما يثبت ذلك على ارض الواقع , فبرغم من انهم ينعتون الغرب بالكفار الا ان الدول الغربية لا تقتل شعوبها ونراهم في ميادين الانقاذ للمحتاجين من المسلمين والعرب ويقفون الى جانب الشعوب المقهور حتى ولو كان من اجل مصلحة الا انهم يخففون المعناة والعزاب فمتى نرى قيم الاسلام وكرم العرب والاخلاقهم الحميدة ؟ مع احترامي وتقديري لتلك الفئة القليلة من العرب في شمال السودان وبعض الدول العربية , اصحاب ضمير الانساني الحي حفظهم الله دائما في الدنيا والاخرة 0 وغدا نواصل [email protected]