نقل عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) ولذلك لم يقتله، لكنه (أي الفقر) قتل ويقتل الكثيرين من عهد سيدنا عمر الى يومنا هذا والى يوم الدين، فالفقر والفاقة هو وراء مقتل أكثر من (60) من مشردي العاصمة القومية في ليلة واحدة، بجانب أكثر (30) آخرين يتلوون ويصارعون الألم من أجل البقاء في هذه الدنيا... إنهم ليعيشوا تجرعوا الموت بتجرعهم بالمادة القاتلة بحسب نتائجها والمغيبة لبعض الوقت بحسب تجربتهم مادة (الاسبريت) المتهم الاول، لكن غاب فألهم هذه المرة فكانت تلك النتيجة المؤلمة، ونسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، لأنهم لم يذوقوا طعم الحياة في الدنيا. (نعم للحياة، لا للمخدرات) هذا شعار الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وهو اعتراف صريح منها أن الذي يتعاطى المخدرات والمسكرات يظن أنها تعيد له الحياة، والذي يتناولها يصبح واحدا من اثنين إما أنه متبطل فقير يهرب من واقعه بتناول المخدرات أو أنه مدمن لها والعياذ بالله، ومن هنا أقترح على وزارة الرعاية رفع شعار (نعم للحياة لا للفقر). شرح منتدى مكافحة المخدرات الذي نظمته (السوداني) بالتضامن مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بمقر الصحيفة أمس السبت ضمن احتفالات البلاد باليوم العالمي للمخدرات الذي تحتفل به رسمياً اليوم بقاعة الصداقة ، أسباب تزايد تعاطي المخدرات، وتسويقها، وإنتاجها وسط الطلاب والنساء، الى الضغوط الاجتماعية، والفراغ، والبطالة وسط الشباب. ويعتقد وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي عادل عوض بحسب دراسة لم تعتمد بصورة رسمية، أن الإحصاءات المتوفرة بوزارته غير دقيقة، إن ارتفاع حالات الطلاق وسط النساء، والعطالة والفراغ وسط الشباب، هي من أسباب تزايد تعاطي المخدرات في البلاد، وإنه اذا لم يتدارك الأمر بوجه السرعة، فقد تؤثر سلباً على التنمية وعلى اقتصاد البلد... لا يختلف اثنان على النتيجة التي توصلت اليها وزارة الرعاية، ولكن من المسؤول من صنع هذا الواقع المرير؟ علما أنها هي المسئولة عن مؤسسات الضمان الاجتماعي جميعها وعلى رأسها ديوان الزكاة. ويؤكد مدير إدارة مكافحة المخدرات اللواء حمدي خليفة أن (70%) من الجرائم المبلغ عنها سببها تعاطي المخدرات والمسكرات، وأن العملية تحتاج الى تطوير وسائل الرعاية والحماية، منبها الى أن إجراء الدراسات المتعمقة في هذا المجال مكلف ولذلك كانت الإحصاءات ضعيفة، وهو اعتراف أن الحكومة لا تولي اهتماما بالدراسات بجانب أنها لا تعمل بنتائج الدراسات في هذا المجال وغيره.