الاتحاد الأوروبي قلق من تواصل القتال جنوبي كردفان الخرطوم - عماد حسن: أكدت الحكومة السودانية مقدرتها على هزيمة مخططات زعزعة الأمن في البلاد، وقالت إن التمرد في جنوبي كردفان يعمل بالوكالة عن بعض رموز المعارضة في الشمال ويتجلى ذلك من داخل الحركة الشعبية . وقال مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع، رئيس حزب المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية، إنّ الحكومة ستهزم الطامعين في الداخل والخارج لأن تكون جنوب كردفان رأس الرمح في محاولة إنشاء ما يسمى وهماً بالجنوب . وأضاف، في فاتحة دورة تدريبية لأعضاء مجلس تشريعي جنوب كردفان، لا بد أن نهزم المخططات المستوردة التي ليست للنوبة فيها مصلحة . من جهته، جدد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان دعوته لنواب الحركة الشعبية في البرلمان الولائي إلى ممارسة نشاطاتهم بصورة تخرج الولاية من أزماتها، وأكد أن القيادي في الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو أخطأ وهدم كل ذلك وأرجع البلاد من حالة السلم إلى مرحلة الصفر والمواجهة . وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن القتال المتواصل في جنوبي كردفان والتقارير المشيرة لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان في السودان . وقالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان إن “الاتحاد الأوروبي يبقى قلقاً بشدة بشأن القتال المتواصل بولاية جنوبي كردفان، والتقارير المقلقة عن مزيد من الانتشار لانتهاكات حقوق الإنسان” . وذكرت أنه خلال الشهرين الأخيرين، تسبب القتال بنزوح عشرات آلاف الأشخاص من منازلهم وبمقتل عدد غير معروف من المدنيين . في جانب آخر، وجه المؤتمر الوطني انتقادات حادة لاحتضان حكومة جنوب السودان حركات دارفور وقطاع الشمال وتبنيها للاتفاق الذي أنشأت بموجبه الحركة الوطنية للمقاومة بهدف إسقاط النظام، ووصف الخطوة بأنها لعب بالنار وتجاوز لكل ما اُتفق عليه في السابق أو ما يجب أن يحكم العلاقة بين الدول . وطالب المؤتمر الوطني، والي ولاية النيل الأزرق؛ مالك عقار، ب”نفض يده” من تحالف الحركة الشعبية قطاع الشمال مع حركة تحرير السودان جناحي عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة، وأشار إلى أن تجمع تلك الحركات واتفاقها في عاصمة جنوب السودان على إسقاط الحكومة في الخرطوم توجه خطر ويؤكد “النية المبيتة” لبعض قيادات الحركة الشعبية في استهداف السودان . وحذر مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني، الناطق الرسمي، إبراهيم غندور، كل من يحاول اللعب بأمن السودان، سيدفع الثمن غالياً، وقال إن السودان يأمل في حسن جوار مع جيرانه، لكنه قطع بعدم التفريط في أمنه . واعتبر غندور، اتفاق الحركة الشعبية والعدل والمساواة في جوبا، استمراراً لمحاولات تعكير صفو الأمن بالبلاد وترويع وتشريد المواطنين وتعريضهم لكل ما يؤدي إلى الموت وإسالة الدماء . إلى ذلك، أبلغت الحكومة رسمياً ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان لبعثة حفظ السلام بدارفور (يوناميد) ابراهيم قمباري رفضها القاطع لقرار مجلس الأمن 2003 الخاص بتمديد عمل البعثة، وأكدت له أنها غير معنيّة بأية مهام إضافية لصلاحيات البعثة . وأشار وزير الخارجية علي كرتي في لقاء بقمباري، إلى أن السودان ظل ملتزما بالوفاء بالتزاماته لإرساء السلام في دارفور كما أوفي بالتزامه بتنفيذ اتفاق السلام الشامل بما في ذلك عملية التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات وقيام الاستفتاء والاعتراف بنتيجته وبالدولة الجديدة . وجدد أسف الحكومة لقرار المجلس مشيراً إلى أن مجلس الأمن بنى موقفه من القرار الأخير على معلومات مغلوطة، مجدداً التأكيد على أن السودان غير معني بأية إضافات تمت في صلاحيات البعثة والتي تضمنها القرار 2003 . وهدد كرتي بإنهاء مهمة البعثة في دارفور . وقال “سننهي مهمة البعثة إذا لم تسحب المنظمة الأممية (تشوهات) حملها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2003)” . وأضاف أن القرار بمنزلة اختطاف للبعثة الإفريقية وتعد على صلاحياتها، ومنع صفة كون أفرادها ومكوناتها (أفارقة) . من جانبه، استعرض قمباري الجهود التي بذلها كممثل للامين العام في تقديم وثيقة الدوحة لسلام دارفور للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، مؤكداً حرصه على تثبيت نموذج اليوناميد كأحد النماذج الناجحة في إفريقيا لعمليات حفظ السلام .