كنت كثيراً ما أتردد في تناول هدا الموضوع بسبب وضعه الحساس وأهميته البالغة في دعم القيم الأخلاقية التي تسمو بالفرد وتميزه في معرفة حقوقه وواجبا ته ولكن ضاق صدري من الذي أشاهده ؛ لان مهنة التعليم من المهن المقدسة لا يستطيع أي فرد أي كان أن يمتهنها بمجرد أن يضيق به سبل العيش؛ وأيضا لايمكن لأي شخص أن يتناولها أو يغوص فيه إلا بعد معرفة على الأقل ببعض الحقائق الميدانية والوقوف على السلبيات والايجابيات ؛ ولذلك لا يحتاج التأويل والمزائدة والهرج فيها لأنها مهنة الأنبياء والرسل وكثير ما شبه المعلمين بالرسل قم للمعلم وزده تبجيلا كاد المعلم إن يكون رسولا كلنا يعلم جيداً كيف اختار الله سبحانه وتعالى رسله واصطفاهم بين أقوامهم ؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم اتسم في طفولته بالصدق والامانه حتى سماه قومه الصديق الأمين قطرة خ ؛ والله إنها سمات المعلم الناجح الصبور الكادح من اجل الرسالة المنوط بها ؛ الم يكن هده الشروط كفيلة في كيفية اختيار المعلم ؟ إنها شروط بسيطة وأولية في شخص المعلم يعرفها الكل ؛ الصدق ؛ الأمانة ؛ الصبر؛ الهمة ؛المعرفة بأصول التربية والتعليم والتخصصية مادام هناك كليات شيدت لتوفير الكفاءات لهدا المضمار.يبدو أن معايير اختيار المعلم قد تبدل كثيرا مما كان عليها في السابق أتى المؤتمر الوطني بفلسفته الخاصة التي لا تتسق مع التربية ولا التعليم في عملية اختيار المعلم ؛أنا لا اعرف ما الهدف الحقيقي من هده السياسة؟ ولكن خطورتها لا ينحصر على المواطن فقط بل تصل أصحاب الشأن أي أصحاب السلطة الدين يريدون تجهيل الجهلاء وتأصيل الأمية ؛ عجباً لما يحصل في ولاية جنوب دارفور إن عملية اختيار المعلم لا تخضع على المعايير الصحيحة بل يندرج تحت الأجندة القبلية والقياس الحزبي الضيق ولذلك إن كثير من المعلمين والمعلمات الدين تمت اختيارهم في السنتين الأخيرتين لا يحملون حتى الشهادة الثانوية ناهيك عن الشهادة الجامعية مع أن هناك آلاف مؤلفة من حملة شهادة التربية وبكفاءة علمية جيدة و في عنفوان شبابهم قادرين على العطى وتأدية الرسالة ولكن هيهات إنهم لزموا بيوتهم مدركين ان سحنتهم ليست من ضمن الدين يشغلون المناصب ؛ ولدا أصبح أطفالنا في المدارس بين مطرقة الجهلاء وسندان المناهج التي لا تتناسب مع أعمار الأطفال ؛ وأرجو من القائمين بأمر التعليم في مجال الإشراف التربوي ان يقفوا ميدانياً من اجل الحقيقة وكما أرجو من سعادة الوالي أن يقوم بتكوين لجنة لمراجعة ملفات المعلمين والمعلمات الدين تمت اختيارهم في السنتين الأخيرتين وفحص شهادتهم بطريقة دقيقة والوقوف على قدراتهم ومدى اهليتهم لمزاولة هده المهنة الشريفة قبل فوات الاوان وادخال البلاد في دوامة الجهل [email protected]