أحداث ومؤشرات [email protected] بات في حكم المؤكد أن حكومة ولاية الخرطوم دخلت في نفق مظلم بسبب جنوح وانفراط أسعار السلع الاستهلاكية، حيث أن كيلو الضأن في اتجاهه إلى (40) جنيهاً وعيد الأضحى على الأبواب، وكيلو الفراخ الذي تسعى لجعله طعاماً للفقراء بلغ سعر الكيلو منه (20) جنيهاً، وكيلو العجالي (25) جنيهاً، ووبذلك أصبحت الحكومة لا تقوم إِلا كمن يَتخبطه الشيطَان مِنَ المَس وصارت تصريحات مسئوليها، تضارب بعضها بعضا، وبلا معنى. لقد كتبت في هذه المساحة قبل العيد عن تصريح للدكتور أحمد عبد الله دولة رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بالمجلس التشريعي، هدد فيه باتخاذ تدابير من شأنها تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية، عبر دخول حكومة الولاية النشاط التجاري والاستيراد من الصين والهند وماليزيا... وقلت إن مثل هذه التصريحات لا فائدة منها وإنها تزيد الأسعار جنوناً، ولا تخفضها، لأنه هو ليس الجهة التي تتخذ ذاك الإجراء. وواصلت حكومة الولاية في ذات النهج من التصريحات، حيث نقلت صحيفة (الأهرام اليوم) يوم الخميس المنصرم الموافق الثامن من سبتمبر الجاري على لسان المدير العام لوزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم د. التجاني شيخ الأصم قوله: (إن وزارته وضعت خطة شاملة للتخفيف والحد من غلاء الأسعار عبر توفير بعض السلع، ودعم المواد الغذائية التي من شأنها التخفيف عن المواطن، وشرعت وزارته بالفعل في توفير السلع الاستهلاكية، وفتح مراكز بيع كل أنواع اللحوم، والوقود والدقيق، وتوفير تذكرة الموصلات بنصف القيمة للطلاب والمساهمة في التأمين الصحي بالتنسيق مع ديوان الزكاة).... اعتقد أن هذا التصريح يمثل عنواناً لحالة الارتباك التي تعيشها الولاية بهذا الخصوص، وهو للاستهلاك السياسي، وليس لملامسة الواقع بدليل أن كل الذي ذكره لا يعايشه المواطن، كما أن مراكز البيع المخفض هذه تم الإعلان عنها قبل ثلاثة أشهر، ولا أثر لها في خفض الأسعار المتصاعدة، إن لم أقل إنها فشلت... وحتى لا أوصف أنني متحامل أورد هنا تعليقا بعثه لي د.إبراهيم شمبول أحد المسئولين عن مراكز البيع المخفض هذا نصه (اسمح لي أن اشاركك هماً ناء بحمله كاهلي - حمل ثقل المعيشة على أهلي – في عام الرمادة امتنع الخليفة الفاروق عن أكل الخبز بالزيت، لأن عامة المسلمين لا يجدونه... فهل من رمادة أكثر من أن يبلغ كيلو العجالي (22 – 25) جنيهاً؟ ألا يكفي هذا لإقالة كل وزراء الزراعة، والثروة الحيوانية؟ نحن لسنا بحاجة إلى إحصاءات تضع السودان في مقدمة الدول التي تمتلك ثروة حيوانية؟ فما الفائدة من ملك لا نحسن سياسته؟ وما الفائدة من لحم لا تجتمع على رائحة شوائه الأسر السودانية الكريمة؟ .. قل لي بربك يا أنور ما الفائدة؟ هذه الزفة يجب أن تنتهي). هذا قول من مسئول عن مراكز البيع المخفض، ورفع تقريرا بذات المعاني إلى والي ولاية الخرطوم.