الاخلاق السودانية فى السابق كانت مثالا للسودانين خارج وطنهم ويحترمون ويقدرون من أجل تلك الاخلاق وكانت شعارا يعتزون به وتُحل به خلافاتهم ورمزا لتعاونهم وتعاطفهم . السودانين لا يعرفون الالفاظ التى تعتبر ليست فى شريعة دينهم الغراء ولا فى صفاتهم الحسنة ولا فى اخلاقهم الكريمة ولا فى سياستهم المتبعة . لكن اليوم نجد تلك الاخلاق وصلت الى أدنى مستوياتها وصفاتها ونسمع كلمات لا يرضاها انسان مؤمن بالله ورسولة او المحترم فى مجتمعه وللاسف تصدر من شباب تخرجوا من أرقى الجامعات العالمية والمحلية او تربوا وتعلموا على ايدى نخبة يشهد لهم التاريخ بالاخلاق والدين والصفات الحسنة لكن من أين أتى هؤلاء بتلك الاخلاق ؟؟؟ نحن السودانين دائما نفتخر بأننا شعب متعلم وسياسى بينما الشعوب الاخرى تعمل وتبنى وتنهض لمستقبلها ولكن نحن عايشين على ماضى اجدادنا ويعلوا صوتنا بأن لا ننتقد او نذل حتى وصلت الشعوب التى حولنا وامامنا وبعدنا ارقى انواع الحضارة والتطور وقمة الاخلاق والتعامل ونحن تنقص تلك الصفات مننا يوما بعد يوم ، تجدنا نعترف بهذا ولكن لا تغير ولا تبديل ؟؟؟ نرى وطننا ينقص ويضيع بيننا ونحن نشتم بعضنا بعضا ونلعن بعضنا بعضا كما فعلنا باخلاقنا . المتابع لتعليقات المواقع السودانية سوى كانت اخبارية أو سياسية او ترفيهية يجد فيها كلمات يعف اللسان عن نطقها والانامل عن تسطيرها والفكر عن اسلوبها والخيال عن رسمها . لماذا ؟؟ هل لان السياسة هى التى جعلتنا هكذا ؟؟؟ ام اعمالنا ؟؟؟ ام اطماعنا ؟؟؟ ام اقتصادنا ؟؟؟ ام انفسنا ؟؟؟ ام بعدنا عن خالقنا ؟؟ صدق الله العظيم فى قولة الكريم (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد:11 فكيف نغير ما بأنفسنا ؟؟؟ هل نستطيع ان نعيد للتاريخ مجده ولسودان عزته ولشعب كرامته ام نظل نسىْ الظن بما حولنا ومعنا ؟؟ الذى جعلنى أتطرق لهذا الموضوع هو ما يكتب فى كثير من تلك المواقع فأذا وجدت موضوعا او خبرا تجد الفئات المتعلمه تكتب كلمات وتسىء لهؤلاء الاشخاص وتتهمهم بالخيانة او النفاق او الضلال او بالسب وتمثلهم بالكلاب والخنازير أجاركم الله ورعاكم . لماذا كل هذا ؟؟؟ ومن أين يا أخى الكاتب او المعلق والمتداخل لك بهذه الصفات والاحكام وأنت بعيد كل البعد عن الحقيقة وواقع الناس ؟؟؟ فيكف عرفت بأن الرئيس او الوزير او المدير او المعارض او الكاتب لكى تحكم عليه بهذه الكلمات والصفات ؟؟؟ الا تعلم بأنك محاسب عليها ؟؟؟ الا تعلم رب كلمة لا تُلقى لها بال وتكون سبب هلاكك وعذابك ؟؟؟ ومن اين لك بهذه الاخلاق وهذه الصفات التى لا تليق بأهلك وعشيرتك وقريتك ودولتك ؟؟؟ كلنا خطاءون ونحن بشر ولكن ليس بهذه الطريقة المتعمدة وليس بهذه الكلمات التى تدل على جهلنا وبعدنا عن ديننا ونقص فى شخصياتنا ؟؟؟ وللأسف هناك احد الاخوان من دوله عربية كتب موضوع عن السودان وتحسن الاقتصاد فى ظل حكومة الانقاذ وللأسف التعليق على الموضوع من قبل الاخوة السودانين لا يليق بهم لان هذا الاخ كان مقصده وقلبه على الشعب السودانى وعلى السودان الذى سمع به وقراء عنه وعاشر اهله فترة . لماذا يا اخوانى تصل اخلاقكم للقرون االجاهلية وهى لها عذرها ؟؟ ولماذا يصدأ معدنكم الناصع ولماذا تتفوه ألسنتكم التى اعتادت على التسامح والقول الحسن ولماذا تحقد قلوبكم التى كانت بيضاء كاللبن . فهل رجعنا لديننا وأنفسنا وأصلُنا ونعمل بقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) سورة الحجرات( 11 ) او قول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)). فهل اكرمنا انفسنا واهلنا وضيوفنا وجيراننا بالكلمة الطيبة فقط . وهل مواقعنا ومنتدياتنا تعبر عن اصالتنا واخلاقنا النبيلة وهل مديرى تلك المواقع حجبوا تلك الكلمات والاساءت التى تقلل من مكانة مواقعهم ؟؟؟ حرية الرآى مكفولة ولكن بالأدب والاخلاق والاحترام .