بلينكن عن التدقيق في مزاعم انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان: سترون النتائج قريبا    عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    الخطوة التالية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي (15) .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 22 - 07 - 2017


المطربة منيرة الطيب:
أعتذر للقراء الكرام علي تأخر هذه الحلقة بسبب تكرر انقطاع الكهرباء ولا مجال للقراءة الكتابة مع محاحاة الذباب في طل الصباح وظل الظهر فقد أصبحنا ملطشة لآعداء الديموقراطية في الداخل والخارج وملطشة للذباب نهارا والبعوض ليلا، ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام ورب هبت شعوب من منيتها واستيغظت أمم من رقدة العدم، وقال الصادق المهدى انه يحاحي الضبابين عن وجه السودان وبقصد ضبابين السياسة الذين أنتجت منهم معامل النظام عشرات الأحزاب التي تعرف بأحزاب الأنابيب، وأعتذر أيضا علي هذه المداخلة وان كانت تتصل بموضوع الحلقات لأن الرقي بالذوق العام مدخل للوعي والرقي والتقدم والخلق والابداع في كافة المجالات، فقد كنت حاضرا في فعالية منتدى الشاعر الغنائي الكبيرأبو صلاح بنادى الحارة الرابعة عشر بمدينة الثورة، وفي دواوين فحول الشعراء قليل من الدرر وكثير من البعر لكن أشعار أبو صلاح كلها درر، وتغنت المطربة الشابة منيرة الطيب بأشعار أبو صلاح وهي طالبة جامعية ومطربة مغمورة لم أشاهدها في الوسائط الاعلامية، وذكرتني ببرنامج نجوم الغد وفهيمة ولا يعرف لماذا أوقف البرنامج وان كنت اتهم أدعياء المعرفة بالدين اللذين يحرمون الغناء وقد أصبحوا فيلا والنظام طله، وهم الذين كان يعنيهم الامام الغزالي عندما قال ان الذى لا يهتز مع العود وأوتاره والربيع وأزهاره انسان غير طبيعي، والفتاة السودانية لا تقل جسارة عن نظيرتها الكردية علي خطوط النار في سوريا فقد تحدت أعداء المرأة والطالبانية السودانية التي هي داعشية شرسة أيضا، وطربت وأنا أحيانا طروب وان تعلاني المشيب، وتقاطرالناس شبابا وشيبا ورجالا وتساءا علي المنصة يرقصون بأيديهم وأصابعهم ويتمايلون طربا فهل كان مزمار داوود في حنجرته؟ وكان معظم المشاركين في نجوم الغد كالغاوى ينقط بطاقيتو لكن أمثال منيرة كشذرات الذهب في أكوام من التراب والصخور، وفديما قيل ان الغناء في القلب كالقطر في الجدب وقد أجدبت حياتنا في ثلالثين عاما من القهر والاستبداد، وتجمعت حبوبات حول المطربة الشابة لأخذ صورة تذكارية معها، وقلت للتجاني سعيد مداعبا بقول ايليا أبو ماضي وقائلة هجرت الشعر حتي تغتي بالسخافات المغني، ومن هذه السخافات باب الريدة وانسد أقول يا الله ينقد وغير ذلك الكثير مما أدى الي افساد الذوق العام وتسطيح الشباب، وقال محجوب شريف ان مثل هذا الشعر سمكرة وليس فيه شيئا من الابداع والمضامين الجمالية وسمكرية الشعر في ساحة الغناء والطرب كثيرون لكن السمكرى قد يكون فنانا يصنع السهل الممتنع بازميله، وليس المجتمع سيارة يمكن التحكم فيها بالبدالات كما يتوهم أدعياء المعرفة بالاسلام لأنه كما يرى
ارنولد تويبني نظام للعلاقات بين الأفراد وهي علاقات من طبيعتها الصيرورة والانتقال من حال الي حال مع حركة التاريخ ولا تقبل الثبات ويحس بالتغيير كبار السن ولا يحسه الشباب لأنهم يعيشون داخل الدائرة ويصنعون التغيير وهم لايشعرون وقد خلق أولادنا لزمان غير زماننا، وقديما قالوا اذا الشعر لم يهززك عند استماعه فليس جديرا أن يقال له شعر، والشعر كما يقولون عرق الروح وكلنا في أعماقنا شاعر والا لما كان للشعر سوقا في حياة الناس لكن قلة وهبها الله هذه الملكة السحرية، ويقول أرنولد تويبني ان الحضارة صنعتها قلة من المبدعين يقلدهم الناس ويحاكونهم، فالكلمات أساس الأغنية ومهما أبدع المطربون الملحنون والموسيفيون مع سخاات أدعياء الشعر فان ذلك كالمساحيق في وجه العجوز المتصابية، والقوافي التي انطلقت من مقول المتنبيء لم يخضن البحار ويثبن الجبال كما قال وحسب بل عبرن العصور والدهور، ولا يزال الناس يتمايلون طربا مع هيام يونس وهي تغني تعلق قلبي من أشعار امرء القيس لما تحتويه من مضامين جمالية وهي تكاد تكون في عمر أبو الهول الذى لعب الدهر في ثراه صبيا والليالي كواعبا غير عنس علي حد تعبير أمير الشعراء، وكذلك أغنية يزبد بن معاوية التي تغنت بها فتاة مراهقة فتفوقت علي الكابلي وعمر القصيدة أكثر من أربعة عشر قرنا، وقال أبو العلاء المعرى الحسن يطهر في شيئين رونقه بيت من الشعر أو بيت من الشعر وهو في بيت من الشعر بفتح الشين ظل زائل وفي بيت من الشعر بكسرها لا يموت ويفني ويتدثر، وقال أرسطو ان الجمال هو الوحدة التي يتبدى فيها الشىء مع كثرة ما يحتويه من عناصير وتفاصيل، وهذا أقرب الي مسلم بن الوليد عندما قال ترى العين منها حسنا ليس ينفد بعضه يتناهي وبعضه يتجدد لكن ذلك أيضا كالحسن في بيت من الشعر بفتح الشين ظل زائل، والخبر اليقين عند أميرالشعراء عندما قال الحسن مختلف أشكاله لكنه كل غير منقسم.
الادارة الأهلية:
في حديث نقلته جريدة الأضواء عن سودانيزأون لاين قال كلمنتو أمبورو وزير المواصلات في حكومة اكتوبر ان القبلية سرطان زرعه الشمال السياسي في جسم الجنوب، والقبيلة كائن طبيعي كامتداد للأسرة في المجتمعات البدائية الأولي عندما كان الانسان يتعيش في الغابة من التقاط الثمار وصيدا وصيادا والأمن قضيته المحورية، أما الدولة فكائن غير طبيعي صنعه الانسان لتفادى الصراعات حول الموارد الطبيهية، لكن الانتلجينسيا الجنوبية تتلمذت علي الانتلجينسيا الشمالية التي بدأت بالصراع علي السلطة كتركة خلفها الاستعمار وتأسيس الدولة المستقلة من منطلق تحيزاتها العنصرية لتكريس مصالحها ونفوذها الاجتماعي، وكان هدف الترابي وحيرانه الاحتواء والتكويش السياسي وعزل الأحزاب التقليدية في غياب المسئولية الوطنية والأخلاقية، فجعلوا من القبيلة وعاءا سياسيا طمعا في التأييد بالجملة في مواجهة القوى الحديثة التي تزيد ولا تنقص وتتمدد ولا تنكمش، والترابي وحيرانه لا يريدون شعوبا حرة ومجتمعا حديثا فلهم مصلحة في الجهل والتخلف، ولم يدرك الترابي وحيرانه ان الادارة الأهلية تقوم علي ولاءات عائلية موروثة تتآكل وتهترىء بانتشار التعليم والهجرة من الريف الي المدينة مثلما اهترأت الطائفية وأصبحت أحزابها أسماء بلا مسميات وقمة معلقة في الهواء بلا قاعدة شعبية ولو صبر القاتل لمات المفتول، والانسان بطبيعته يميل الي الحرية والتفرد ويكره التبعية العمياء ويسعي الي الانخراط في المجتمع العريض وتبادل الصداقات والمنافع خارج القيود القبلية أو الطائفية، والمجتمع نظام للعلاقات بين الأفراد كما قال أرنولد تويبني وليس كائنا حيا تتكون خلاياه من الأفراد كما يزعمون، ومن طبيعة هذه العلاقات الصيرورة والاتتقال من حال الي حال، وبدرك ذلك ويحس به العجائز أمثالي ولا يدركه الشباب لأنهم يعيشون في معمعة التغيير ويصنعونه وخلق أولادكم لزمان غير زمانكم، ويبدأ الاصلاح والعودة الي حركة التاريخ بالغاء قانون الادارة الأهلية وتجريدها من أى صلاحيات قانونية وادارية ومالية وتحويلها الي اسرة ممتدة ومنظمة من منظمات المجتمع المدني، وايقاف التمييز في القانون الجنائي العام والقاتل في قانون الادارة الأهلية يفلت من القصاص مقابل الدية بحيث تكون المشاركة في الحروب القبلية خيانة عظمي وجريمة ضد الدولة وتهديدا للأمن السلام القومي، ولا جدوى من مؤتمرات الصلح فليس لها مردودا سوى الهدنة والسلام الهش وسرعان ما تتجدد الحرب لأتفه الأسباب، ودرجت حكومة لترابي وحيرانه علي تحمل الديات لرعاية وتكريس النظام القبلي، ولا بديل من حضور الدولة بمناطق التماس القبلي والتداخلات بين المزارعين والرعاة عن القاضي ووكيل النيابة والشرطي والحاميات والدوريات المتحركة.
عتامير الشمال:
في متتدى الأيام حول دارفور تحدث أبوبكر حامد نور بالتلفون من أسمرا وقال ان الصراع حول الموارد والسلطة مع المركز لا ينتهي الا بقسمة عادلة وتلاشي المركز القابض وخيرمثال لذلك انتفاخ العاصمة علي حساب الآخرين، وهذه شعارات جوفاء كشعارات الترابي وحيرانه ولا بد من اخضاعها للتحليل العلمي والبحث والاحصاء ، وليس أبناء دارفور أقل حضورا في العاصمة القومية وأقل حظا في الغنائم والاسلاب وانخراطا في الفساد والمصالح الخاصة وبيت أبوك كان خرب شيل ليك منو شلية، والمشكلة في سقوط الدولة القومية والمؤسسية ودولة القانون وارتخاء قبضة المركز وليس قوته، وحكومة الترابي وحيرانه مشغولة بتكريس سلطانها وتأمين أيدولوجيتها وليست مشغولة بحق الناس في حياة أقضل، واتضح ان المشاركة في الثروة والسلطة وظائف دستورية للكبار ووظائف مدنية للصغار وأصبحت السلطة سلطة، وحذر أمين بناني من مغبة حصحصة السلطة ولبننة المجتمع السوداني، وأول من دعا الي اللبننة الصادق المهدى ولا توجد في لبنان دولة بمفهوم الدولة في عصرنا هذا وليس لبنان أحسن حالامن السودان، وتحصيص الموارد بدعة جاءت بها مشاكوس ويفترض أن تحظي المناطق الأقل نموا والأكثر تخلفا بنصيب أكبر، لكن ذلك تختص به وزارة المالية بالتنسيق مع المؤسسات الخدمية من خلال الميزانية العامة وهو عمل مهني خارج اختصاصات المؤسسة السياسية، وأدعو زعماء دارفور لزيارة شرق السودان والشمال من الجيلي الي حلفا فقد أصاب الجفاف والتصحر عتامير الشمال قبل دارفور بعد أن كانت ككردفان الغرة أم خيرا برة يكركر رعدها ديمة سماها عكير، وفي الطريق عبر الصحراء من سوق السلمات بالمناصير الي الدامر شاهدت البؤس مجسدا في وجوه الأعراب وأغنامهم ولا يزالون يتمسكون بعتاميرهم وكأنهم يأملون في عودة الحياة الي باديتهم بعد طول جفاف، والذين غادروهم الي الشريط النيلي لم يكونوا أحسن حالا لأنهم لا يملكون أرضا ولا زرعا ويعملون أجراء لدى أصحاب الأرض والزرع لكن الزراعة أصبحت مهنة طاردة وتلت للطير وتلت لي الزير وتلت لي الاسبير فتساوى الجميع في الفقر، ولولا الهجرة في الداخل والخارج لما كانت الحياة ممكنة بدليل ان الغالبية العظمي من سكان الشمال من النساء والأطفال واشسيوخ فقد أصبح الشمال مستودعات بشرية، وعندما زار رياك مشار المناصير قال لهم لماذا لم تكونوا معنا في الغابة، وقد تكون ملشيات الحكومة المسلحة هي التي ورطت الحكومة في دارفور لكن الجرائم ضد الانسانية في المناصير ارتكبتها الحكومة بيدها القوية، والوضع في المناصير أسوأ من دارفور لغياب منظمات الاغاثة والمجتمع الدولي مع التعتيم الاعلامي.
المشترى والسارق والمسروق:
في منبر الأيام حول دارفور قال الدكتور آدم موسي مادبو ان الذين يطالبون بالأقاليم الثلاثة هم طلاب المناصب والمخصصات، وهذه بضاعة الترابي وحيرانه التي يتاجرون بها في سوق السياسة والأموال الطائلة التي ينفقونها في أكل الأحزاب التقليدية بالقطاعي باغراء كوادرها القيادية بالمناصب والمخصصات وشراء ولاء الطلاب والنقابات والاتحادات المهنية والمجموعات القبلية والدينية لكنها والحق يقال فشلت في أكل أطراف الحزب الشيوعي السوداني، وقال نافع علي نافع انهم لو استطاعوا تقسيم حزب الأمة الي ستين جزءا لفعلوا وان ذلك مكر ودهاء سياسي مشروع، لكن بضاعتهم المعروضة في سوق السياسة بضاعة مسروقة والبائع والمشترى شريكان في جريمة السرقة، لأن الترابي وحيرانه لا يملكون حرية التصرف في المال العام وان كانوا حاكما متغلبا وحكومة بحكم الأمر الواقع لارتباط المال بأهداف الدولة وحق الناس في حياة أفضل، وكانت المسروقات مناصب ومخصصات نقدية وعينية والثمن نفوذا سياسيا أو دينيا أو قبليا، وكان أجدادنا في التركية الأولي يقولون التركي ولا المتتورك ونقول الآن الترابي ولا المتتورب، ومظاهرة الظلمة خيانة للضحايا ومشاركة في الظلم والقهر والاستبداد، وسأل موظف صفير ماللك بن دينار من فقهاء السلف الصالح هل أنا من أعوان الظلمة؟ وكانت الاجابة أعوان الظلمة هم الذين يغسلون لهم ثيابهم ويصنعون لهم طعامهم أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، وكان حلف بغداد في الحرب الباردة لمحاربة المد الشيوعي في الشرق الأوسط وكانت حكومة عبود وكيل من وكلاء حلف بغداد، وأذكر أن الشرطة هاجمت وكرا للحزب الشيوعي بحي العرب بامدرمان لكنها لم تجد سوى شخص واحد يعمل علي الآلة الكاتبة ونصحه المحامون بأن يدعي أنه موظف في الحزب الشيوعي وليس شيوعيا لتأتي العقوبة أخف، وقال أمام لمحكمة أنه لا يعرف عامل الرونيو والأشخاص الذين يتولون توزيع المنشورات لأنه يأتي في الوقت المحدد له ويطبع المنشورات علي الشمع ويضعها في الدرج وينصرف ولديه مفتاح وآخر كل شهر يجد مرتبه في الدرج، فهل سيدعي أحمد بلال بأنه موظف في حزب المؤتمر الوطني؟ ويذكرني أحمد بلال هذا بجارية فخرت بحدج حصان في مناقضات جرير والفرزدق وبشار بن برد الذى كان بوقا اعلاميا لمواليه وأسياده القيسيين وكانت قصائده لا تقل حماسا عن معلقة عمر بن كلثوم، وغير أحمد بلال الكثيرون في الصحافة والفضئيات المتخصصون في تضخيم الانجازات وتبرير الاخفاقات وتلميع الشخصيات و
اشرهم العاطلون من الثقافة والمواهب والخيال، ولولا الصخب الضجيج الاعلامي والعوالق والطفيليات وتوسيع دائرة الفساد والتورط والمصالح الخاصة لكان الترابي وحيرانه كالعصفور بعد نتف ريشه لا يساوى لقمة في فم طفل صغير، وأحمد بلال كغيره في اعلام الترابي وحيرانه شاهد ما شافش حاجة ولا يختلفون عن شهود الزور الذين يجلسون تحت أشجار النيم أمام المحام في انتظار الزبائن، والمومس التي تتاجر بجسدها أفضل من الذين يتاجرون بضمائرهم في سوق السياسة. وفي مناخات القهر والاستبداد تعلو الرذائل وتتراجع الفضائل.
من هو البرادعي:
لم يعلن عن مسودة الدستور التي أعدتها لجنة خلف الرشيد في سنة 1998، ويبدو ان مسودة القصر التي أعدها الترابي واعتمدت كدستور مؤقت تعمدت تمييع مؤسسة الرئاسة لاضعاف عمر البشير، فرئيس الجمهوري لا يستطيع الغاء قرار يصدره الوزير أو الوالي لأن الوزراء لا يستمدون سلطتهم منه وليس له عليهم سلطة التعيين والاقالة، واستوردت احدى منطمات الاغاثة شحنة من الذرة من الهند لصالح تلاميذ المدارس في الجنوب نظرا لارتفاع أسعار الذرة في السودان لكن الوالي استجاب لاحتجات اتحاد المزارعين ومنع دخول الشاحنات المحملة بالذرة عن طريق الحدود الأثيوبية وتجاهل قرار عمر البشير بالسماح لها بالدخول واضطرت المنظمة لاعادة تصدير الذرة، ومن ذلك الرسرسوم الأتاوات علي الشاحنات العابرة التي أصدر عمر البشيرقرارا جمهوريا بايقافها وكان القرار حبرا علي ورق، ويتساءل الناس في مجالسهم من هو البرادعي اشارة الي المسلسل المصرى الشهير ويجتهدون في الاجابة علي هذا السؤال، وقال عبد الوهاب الأفندى ان عمر البشير ليس سوى ضابط علاقات عامة في جهاز أمن الدولة بمعني ان أمن الدولة هو البرادعي وله الولاية المطلقة علي الحزب ومؤسسات الدولة كالحرس الثورى في ايران، وحارسهم سيدهم لأنه يحميهم من انتقام أصحاب الحق المنهوب والأتعاب علي قدر الأخطار الي تحيط بهم، وفي منتدى الأيام حول دارفور قال الفريق آدم موسي حامد ان تخصيص منصب نائب رئيس الجمهورية لدار فور فتنة جاهزة، وقال أمين بناني لا أؤيد هذا المطلب ونريد مركزا يرمز لوحدة السودان، ومشكلتنا في أننا لم نحظ بزعامة قومية تعلوا فوق كافة الانتماءات وأذكر أنني قي الديموقراطية الثالثة دعوت الصادق المهدى للقيام بهذا الدور لمفقود لكنه كان أكثر تمسكا بنفوذه الديني والعائلي، ونحتاج الأن وأكثر من أى وقت مضي لحكومة قومية ومستقلة عن كافة الأحزاب وتعطيل قانون الحكم الاتحادى والعودة الي المديرات الستة وقانون ادرة المديريات لسنة 1960 كفترة انتقالية، والدور المطلوب الآن لا تصلح له حكومة وحدة وطنية لالأن ذلك يعني نقل الصراع من وسائل الاعلام الي مجلس الوزراء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
//////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.