د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنظيمات الهوس الديني ونموذج الإخوان المسلمين (2) .. بقلم: د. أحمد المصطفى دالي
نشر في سودانيل يوم 12 - 12 - 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
يجئ هذا المقال استكمالاً لمقال كنا قد نشرناه في منتصف نوفمبر الماضي، بعنوان: "تنظيمات الهوس الديني ونموذج الإخوان المسلمين"، في عدد من المواقع على شبكة الإنترنت، منها: منبر "سوادنيز أونلاين"، وصحيفة "الراكوبة"، وموقع "حريات"، وصحيفة "سودانايل". تناول المقال الهوس الديني ونموذج الإخوان المسلمين في عدة محاور، كما غشي دور الجامعات السعودية وخريجيها في تغذية مناخ الهوس الديني في العالم، وقلنا إننا إذا ما رجعنا إلى حركات الهوس الديني "التي غطت الكرة الأرضية، ونمت كما ينمو الدِّر، فسنجد أن غالبية قادتها وقواعدها من خريجي المعاهد والجامعات السعودية الوهابية... غير المعتمدة، وغير المعترف بها".
ولمّا وجد المقال السابق قبولاً لدى القراء لمسناه من خلال ما بلغنا من تعليقات وملاحظات، استحسن بعضها رأينا عن دور خريجي الجامعات السعودية في نشر الهوس الديني، وأشار بعضها الآخر إلى مدى معقولية حكمنا على مؤسسات التعليم الديني السعودي، رأينا أن نخصص هذا المقال بالحديث عن مستوى التأهيل العلمي للأساتذة والشيوخ الذين تولوا قيادة تلك الجامعات السعودية، إلى جانب مدى استيفاء تلك الجامعات لمتطلبات الاعتماد الدولي والاعتراف بها. وقد بنيت رأيي في هذه الجامعات على المعلومات التي حصلت عليها في بحثي المستمر عن أسباب تخلف هذه المملكة السعودية، التي لا تقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، عن مواكبة العصر وهي الدولة التي تملك من الموارد ما تملك. هذه المملكة التي ما زال بعض علمائها، يفتون بعدم دوران الأرض، ويفنون الوقت وهم يجمعون التوقيعات على الفتاوي التي تحرم قيادة المرأة للسيارة..
قلنا في المقال سالف الذكر أن المملكة قد أنفقت بلايين الدولارات لنشر الفكر الإخواني والفكر الوهابي المتخلفين وسممت بهما العالم بأسره، ثم انتهت اليوم بوصم جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة القاعدة الوهابية بالخروج على الإسلام. ولقد كان من وسائل المملكة السعودية في نشر الفكر الوهابي والفكر الإخواني تسهيل حصول أعضاء وقيادات تلك التنظيمات على الدرجات العلمية الرفيعة ليسهل عليهم تبوء المناصب العالية وفرض وجهة نظرهم الوهابية وتفسيرهم المتخلف للإسلام على عوام المسلمين في دول العالم المختلفة. ولكن من هم قادة ومحاضري تلك المؤسسات الدينية والجامعات الإسلامية نفسها في المملكة السعودية، من الذين يمنحون تلك الدرجات العلمية العالمية؟
من أجل الإجابة على ذلك السؤال سنتجه في هذا المقال الموجز لنلقي بعضا من الضوء على مؤهلات بعض أساتذه الفكر الوهابي والذين ساهم بعضهم في تأسيس الجامعات الإسلامية في المملكة السعودية، كما ساهموا في التدريس فيها، ومنحوا علماءنا في السودان أمثال "دكتور عصام البشير، ودكتور عبد الحي يوسف، ودكتور محمد عبد الكريم، ودكتور عارف الركابي، ودكتور شوقي بشير...الخ" الشهادات العالية وأسبغوا عليهم بها صفة العلم والعلماء. ويذكر القارئ السوداني أن دكتور عبد الحي يوسف خريج الجامعات السعودية هو الذي قاد صلاة الغائب، بعد خطبة تمجيد، على أسامة بن لادن السعودي الذي عدته السعودية أرهابيا خارجا على تعاليم الإسلام وسلبته التابعية السعودية.
الشيخ عبد العزيز بن باز
دعونا نبدأ بالشيخ عبد العزيز بن باز، الذي قال عنه محمد ناصر الدين الألباني "هو مجدد القرن"– والذي، فيما نحن بصدده، قد تبوأ منصب نائب رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في عام 1381 هجرية (1961)، ثم رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1390 هجرية (1970).
"هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، توفي والد ابن باز وهو صغير حيث أنه لا يذكر والده، أما والدته فقد توفيت وعمره خمس وعشرون سنة، وقد كان في صباه ضعيف البنية، ولم يستطع المشي إلا بعد أن بلغ الثالثة من عمره، وقد أجاد الكتابة والقراءة في صباه قبل أن يذهب بصره، يقول ابن باز: «أنا أقرأ وأكتب قبل أن يذهب بصري، ولي تعليقات على بعض الكتب التي قرأتها على المشايخ مثل الآجرومية في النحو، وغيرها». --- ويكيبيديا الموسوعة الحرة ---.
وقد يكون مفيدا للقارئ أن يعلم أيضا أن هذا الرجل قد صار رئيسا لمجالس رابطة العالم الإسلامي، ورئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد، ورئيسا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وفي عام 1414 هجرية عين مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية، ورئيسا لهيئة كبار العلماء، ورئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيسا لرابطة العالم الإسلامي. ولقد إستطاع من مناصبه هذه كما قيل عنه:
" التوسع نحو امتداد الدعوة إلى خارج المملكة العربية السعودية، ولم يقف نشاط الجامعة العلمي والعملي عند حدود الجامعة وحدها، بل امتد إلى مناطق كثيرة في العالم الإسلامي، فانتُدب المدرسون باسم الجامعة للتدريس في أكثر من مؤسسة علمية، أو مدرسة وجامعة أثرية، بخاصة في الهند وإفريقية وباكستان، بالإضافة للمتفوقين من خريجي الجامعة، الذين قدمهم إلى مجلس الدعوة الإسلامية بالرياض، من أجل انتدابهم لخدمة الدعوة في بلادهم وغير بلادهم."
يقول الشيخ ابن باز عن نفسه وعن مؤهلاته ما يلي:
« وقد بدأت الدراسة من الصغر، فحفظت القران الكريم قبل البلوغ على يد الشيخ عبد الله بن مفيرج، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، ومن أعلامهم: الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض، الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال بالرياض، الشيخ سعد وقاص البخاري، أخذت منه علم التجويد عام 1355، الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، وقد لزمت حلقاته صباحًا ومساءً، وحضرت كل ما يقرأ عليه، ثم قرأت عليه جميع المواد التي درستها في الحديث والعقيدة، والفقه والنحو والفرائض، وقرأت عليه شيئًا كثيرًا من التفسير والتاريخ والسيرة النبوية، نحوًا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداءً من سنة 1347 ه حتى سنة 1357 ه، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته».
خلاصة هذه السيرة الذاتية لهذا العالم، الذي حمل كل هذه الألقاب، مثل (مجدد القرن)، وشغل كل تلك المناصب، (ويهمنا منها، فيما نحن بصدده، كما أسلفنا، في هذا المقال، منصبي رئيس، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية) أنه لم يتلق أي نوع من التعليم النظامي، وإنما جلس في حلقات المساجد يستمع إلى فقهاء المذهب الوهابي حتى شهد لنفسه، وشهدوا له بالعالمية، وكان أول عمل تولاه هو القضاء ثم أنطلق ليكون نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية ثم رئيساً لها.
وقبل أن نبرح موضوع مؤهلات هذا الشيخ إلى غيره دعنا نُري القارئ بعضا من فتاويه، وإسهاماته في المعرفة والبحث والمنطق، التي أوردها في كتابه "الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب"، أو في موقعه على الإنترنت. وليرى القارئ أيضا نهجه التكفيري الذي يخرج به معظم أمة المسلمين من دائرة الإسلام. فهو بعد الجمهوريين، ونحن قوم قليل عديدنا، يكفر الشيعة، بكل طوائفهم، (في العراق وسوريا ولبنان، وباكستان ...الخ)، ويكفر الصوفية، بكل طرقهم، (في السودان ومصر والمغرب، والسنغال، وليبيا الخ..)، ويكفر الأباضية (في سلطنة عمان وليبيا). فهو وقبيله بإختصار لا يكادون يستثنون غير وهابية نجد أومن شايعهم.
يقول بن باز، رئيس الجامعة الإسلامية، في فتواه عن دوران الأرض:
أ‌) "ولو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان، والجبال، والأشجار، والأنهار، والبحار لا قرار لها، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق، والمشرقية في المغرب، ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقر لها قرار، وبالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها، و أما من قال أن الأرض تدور، والشمس جارية فقوله أسهل من قول من قال بثبوت الشمس، ولكنه في نفس الأمر خطأ ظاهر مخالف للآيات المتقدمات، وللمحسوس، والواقع، ووسيلة للقول بعدم جري الشمس فقد أوضح الله في الآيات المذكورات آنفا أنه ألقي الجبال في الأرض لئلا تميد، والميد هو الحركة، والأضطراب، والدوران.....". – كتاب الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض
ويقول عن تحريم التصوير:
ب‌) "وهذه الأحاديث وما جاء في معناها دالة دلالة ظاهرة على تحريم التصوير لكل ذي روح، وأن ذلك من كبائر الذنوب المتوعد عليها بالنار. وهي عامة لأنواع التصوير سواء كان للصورة ظل أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أو ستر أو قميص أو مرآة أو قرطاس أو غير ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين ما له ظل وغيره، ولا بين ما جعل في ستر أو غيره، بل لعن المصور، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة، وأن كل مصور في النار، وأطلق ذلك ولم يستثن شيئا.
ويؤيد العموم أنه لما رأى التصاوير في الستر الذي عند عائشة هتكه وتلون وجهه وقال: ((إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)) وفي لفظ أنه قال عندما رأى الستر: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم)) فهذا اللفظ ونحوه صريح في دخول المصور للصور في الستور ونحوها في عموم الوعيد." – الموقع الرسمي لإبن باز--
ويقول عن الطوائف المسلمة:
ت‌) "الصوفية أقسام: وهم في الأغلب مبتدعة عندهم أوراد، وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي، فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محي الدين بن عربي، وهو صاحب أحداث الوجود، وله كتبٌ فيها شرٌ كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه؛ لأنهم منحرفون عن الهدى، وليسوا بالمسلمين،
وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله، أو أذكار ما شرعها الله مثل "الله، الله، هو، هو، هو" هذه أذكار ما شرعها الله، المذكور والمشروع "لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله" أما "هو، هو، الله، الله، الله" هذا ما هو بمشروع، وهكذا ما يفعلون من الأغاني التي يرقصون عندها، مثلما يفعل بعضهم أغاني مع الرقص، وضرب آلات اللهو، أو ضرب التنكة، أو صحن، أو جعد، أو غير ذلك، كل هذه لا أصل لها، كلها من البدع، والضابط أن كل إنسان يتعبد بغير ما شرعه الله يسمى مبتدع، فاحذروا،" – الموقع الرسمي لإبن باز---
ث‌) "الطريقة التيجانية بدعة لا أساس لها، ومنكر لا أساس له، نسأل الله أن يعافي إخواننا في أفريقيا وفي السنغال وفي غيرها نسأل الله أن يعافيهم من شرها، وأن يخلصهم منها، وأن يوفقهم لاتباع نبيهم ورسولهم محمد -عليه الصلاة والسلام." الموقع الرسمي لإبن باز.
ج‌) "الشيعة فرق كثيرة وليس من السهل أن يتسع للحديث عنها الوقت القليل، وبالاختصار ففيهم الكافر الذي يعبد علياً ويقول: يا علي، ويعبد فاطمة والحسين وغيرهم، ومنهم من يقول: جبريل عليه الصلاة والسلام خان الأمانة وأن النبوة عند علي وليست عند محمد، وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية – وهم الرافضة الاثنا عشرية – عباد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء، ومنهم أقسام كثيرة وفيهم الكافر وفيهم غير الكافر، وأسهلهم وأيسرهم من يقول علي أفضل من الثلاثة وهذا ليس بكافر لكن مخطئ، فإن علياً هو الرابع والصديق وعمر وعثمان هم أفضل منه، وإذا فضله على أولئك الثلاثة فإنه قد أخطأ وخالف إجماع الصحابة ولكن لا يكون كافراً،" – الموقع الرسمي لإبن باز.—
الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن
وهو مؤسس الجامعة الإسلامية ورئيسها وكان عبد العزيز ابن باز، السابق ذكره، نائباً له. جاء في سيرة الشيخ محمد بن إبراهيم الذاتية ما يلي:
"ولد محمد آل الشيخ يوم الاثنين السابع عشر من شهر محرم عام 1311 ه، وقد نشأ نشأة دينية علمية، فأدخل الكتاب في صغره وحفظ القرآن مبكرا، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر، ثم أصيب بمرض في عينيه وهو في هذه السن ولازمه المرض سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328 ه وهو في سن السابعة عشر – كما حدث هو بذلك عن نفسه.
وكان يعرف القراءة والكتابة قبل فقده لبصره، ويوجد له بعض الأوراق بخطه قبل أن يفقد بصره، وكان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره وقد شوهد وهو يكتب بعض الكلمات على الأرض.
- ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1381 ه (1960) كان هو مؤسسها وعين نائباً له عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
- و ساهم مساهمة أساسية في نشر التعليم عموماً والشرعي خصوصاً بالمساهمة العملية الإدارية في تأسيس وإدارة عدد من الجامعات مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وعين عليها آنذاك الشيخ عبد العزيز بن باز، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمعاهد العلمية التابعة لها وكان ابنه عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أول مدير لها."
وليقف القارئ قليلاً عند تلك الشهادة لمؤسس جامعة المدينة المنورة الإسلامية والتي تقول إنه كان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره "وقد شوهد وهو يكتب بعض الكلمات على الأرض".
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
"ولد عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (آل الشيخ) في 1941 بالرياض بالسعودية لاسرة تبوأت الصدارة العلمية في البلاد منذ أكثر من قرنين. توفى عنه والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره، وكان منذ ولادته يعاني من ضعف البصر ثم فقده كليا عام 1381 هجرية وله أربعة أبناء.
بدأ الشيخ عبد العزيز طلب العلم بدراسة القرآن الكريم في مسجد أحمد بن سنان فحفظه وهو في 12، ثم أخذ العلم على بعض العلماء في حلق التدريس، وفي عام 1375ه (1955) التحق بمعهد إمام الدعوة، وتخرج في كلية الشريعة 1384 ه (1964) بشهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية. وكان يحضر بعض حلقات العلماء في المساجد، مثل حلقة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك، وحلقة خلفه في منصب الفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز.
ومارس التدريس في عدة مؤسسات تعليمية، من بينها معهد إمام الدعوة العلمي، وكلية الشريعة في الرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث عمل أستاذا مشاركا فيها وفي المعهد العالي للقضاء بالرياض."
يرى القارئ هنا أن الشيخ عبد العزيز قد تأهل للمعهد العلمي في حلقات المساجد ولم يلتحق بأي مدرسة نظامية. ثم التحق الشيخ من هذا المعهد، المزعوم، بكلية الشريعة التي تخرج فيها ليعمل (أستاذا مشاركا) في نفس الكلية ثم في المعهد العالي للقضاء. بهذه البساطة وبهذا التسلسل، صار هذا الشيخ، من حلقات المساجد، إلى أستاذ مشارك. أنظر وتعجب.
الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم
أول مدير لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. جاء في سيرة الشيخ عبد العزيز بن محمد أنه من أعلام القضاء في المملكة، ولد – رحمة الله – في الرياض عام 1337 هجرية (1918)، ودرس على يد والده المفتي العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (ت 1389).
"تولى – رحمة الله – الكثير من المناصب، منها: رئيس المجلس البلدي بمدينة الرياض، خطيب مسجد الملك عبد العزيز في المربع، مدير المكتبة السعودية، نائب رئيس القضاء، مدير معهد الرياض العلمي، أول مدير لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشار الديوان الملكي، عضو مجلس الشورى."
يلاحظ أن هذا الشيخ أيضاً، كغيره من المشائخ، لم يتلق تعليما نظاميا، وإنما درس على يد والده (في غالب الظن المذهب الوهابي)، ثم تنقل في المناصب حتى صار مديرا لمعهد الرياض العلمي ثم مديرا لجامعة الإمام محمد بن سعود.
الشيخ محمد صالح العثيمين
"هو صاحب الفضيلة الشيخ العالم المحقق (حسب وصف معجبيه)، الفقيه المفسّر، الورع الزاهد، محمد ابن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبة من بني تميم ألحقه والده – رحمه الله تعالى – ليتعلم القرآن الكريم عند جدّه من جهة أمه المعلِّم عبد الرحمن بن سليمان الدامغ – رحمه الله - ثمَّ تعلَّم الكتابة، وشيئًا من الحساب، والنصوص الأدبية في مدرسة الأستاذ عبد العزيز بن صالح الدامغ – حفظه الله -، وذلك قبل أن يلتحق بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان – رحمه الله – حيث حفظ القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بعد. وبتوجيه من والده – رحمه الله – أقبل على طلب العلم الشرعي، وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – يدرِّس العلوم الشرعية والعربية في الجامع الكبير بعنيزة، وقد رتَّب اثنين (1) من طلبته الكبار؛ لتدريس المبتدئين من الطلبة، فانضم الشيخ إلى حلقة الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع رحمه الله حتى أدرك من العلم في التوحيد، والفقه، والنحو ما أدرك.
ثم جلس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، فدرس عليه في التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، والتوحيد، والفقه، والأصول، والفرائض، والنحو، وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم. ولما فتح المعهد العلمي في الرياض أشار عليه بعضُ إخوانه أن يلتحق به، فاستأذن شيخَه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – فأذن له، والتحق بالمعهد عامي 1372 – 1373ه. وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله -، فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وانتفع به في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها، ويُعدُّ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هو شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به.
توسَّم فيه شيخه النّجابة وسرعة التحصيل العلمي فشجّعه على التدريس وهو ما زال طالبًا في حلقته، فبدأ التدريس عام 1370ه في الجامع الكبير بعنيزة. ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374ه. بقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374ه إلى عام 1398ه عندما انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وظل أستاذًا فيها حتى وفاته- رحمه الله تعالى"
وهنا أيضا نرى أن هذا الشيخ قد تعلم في حلقات المساجد، حيث تعلم الكتابة، وشيئا من الحساب، والتحق بالمعهد العلمي (بزعمهم) وقضى فيه سنتين وأدرك من العلم في التوحيد، والفقه، والنحو ما أدرك. ثم صار مدرساُ وانتقل إلى بعد ذلك إلى التدريس في كلية الشريعة واصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ونحن هنا لا نزيد على أن نضعه كمثال أضافي لعدم معرفة هؤلاء الأساتذه الجامعيين لمتطلبات التعليم قبل الجامعي، والجامعي، وفوق الجامعي وفق معاييره العالمية.
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
وهذا الشيخ يعتبر عند الوهابية من المراجع الأساسية في علم الحديث ويدعوه بعضهم بمحدث العصر وناصر السنة.
"ولد محمد ناصر الدين الألباني عام 1333ه (1914م ) في أشقودرة العاصمة القديمة لألبانيا، درس والده الشريعة في إسطنبول وعاد إلى بلده وأصبح أحد كبار علماء المذهب الحنفي هناك، لكنه اختلف مع توجهات الملك أحمد زوغو الغربية بعد منعه النساء من ارتداء النقاب، فهاجر هو وأسرته إلى دمشق ومعه ابنه محمد.
أتم خلالها الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق، ونظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، قرر عدم إكمال ابنه الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم والتجويد والنحو والصرف وفقه المذهب الحنفي، واستطاع الألباني ختم حفظ القرآن على يد والده برواية حفص عن عاصم ومن الكتب التي درسها له كتاب مختصر القدوري في فقه الأحناف، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة. كما أخذ الألباني عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادره الأصلية.
طلب إليه حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف في المملكة العربية السعودية عام 1388 أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك."
وهذا شيخ آخر لم يزد تعليمه النظامي على المدرسة الأولية، (إذ قرر والده عدم إكمال دراستة النظامية)، وطلب إليه، وزير المعارف السعودي، بهذا المؤهل، الذي لم يتعد المدرسة الإبتدائية، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، مما يعطي القارئ فكرة عن عدم إعتبار القائمين على هذه الجامعات للمعايير الأكاديمية المتعارف عليها عالميا، ولمتطلبات الكفاءة ليكون الشخص طالبا في جامعة دع عنك عضوا في هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي والجامعات.
سأكتفي بهذه النماذج من علماء وأساتذه الجامعات السعودية لتبيان مستوى تأهيلهم قبل أن أعرض نموذجا واحدا من خريجي هذه الجامعات من السودانيين لنعطي القارئ فكرة، تكتمل بها عنده الصورة، ليتمكن من الحكم بنفسه على هؤلاء المشايخ وعلى جامعاتهم وعلى خريجيها.
ولكن قبل إيراد نموذج الخريج الذي تخصص في الهجوم على الجمهوريين وأفرد رسالته للدكتوراه لذلك الغرض، دعني أورد رأي سعودي ورد في جريدة الحياة اللندنية في يوم الاحد 19 أكتوبر 2014، كما نشرته أيضاُ جريد "مكة الآن"، وجريدة "الخليج الجديد".
يقول الخبر: "كشفت الهيئة الوطنية للتقويم، (أمينها العام الدكتور عبد الله المسلم) وهي سلطة مسئولة عن شئون الإعتماد الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي فوق الثانوي، أن 3 جامعات حكومية فقط معتمدة أكاديمياً في السعودية"
ويقول:
"كشفت الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، عن أن عدد الجامعات الحكومية التي تمكّنت من الحصول على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي ثلاث فقط، في مقابل خمس جامعات أهلية تمكّنت من الحصول على الاعتماد ذاته، وذلك من أصل 34 جامعة حكومية وأهلية في المملكة".
نموذج من خريجي الجامعات السعودية: دكتور شوقي بشير عبد المجيد
كان نموذج دكتور شوقي عبد المجيد من أسوأ نماذج الدراسات الجامعية العليا، التي أطلعنا عليها، وهي تقف دليلا قاطعا على عدم كفاءة محاضري تلك الجامعات الإسلامية السعودية، وعدم كفاءة طلابها، وعدم تقيدهم بمتطلبات البحث العلمي والأمانة العلمية. وسنورد هنا مقتطفات من بحث الدكتوراه الذي قدمه طالب الدراسات العليا، يومئذ، شوقي بشير لنيل درجته في العقيدة، من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في "جامعة أم القرى" في مكة المكرمة، كما أوردها الأخ عبد الله الفكي البشير في كتابه: "صاحب الفهم الجديد للإسلام... محمود محمد طه والمثقفون، قراءة في المواقف وتزوير التاريخ". وهو كتاب يمكن الرجوع إليه للتوسع في رؤية المستوى الأكاديمي المتدني لهؤلاء المشايخ، الذي تسموا بالأسماء والألقاب الحديثة بغير حقها، أمثال شوقي بشير وتلاميذهم الذين أخذوا العلم عليهم من أمثال الباقر عمر السيد. ونحن هنا لسنا بصدد نقاش الافتراءات، وسوء الفهم، وسوء التخريج، والاتهامات الجزافية التي اتسمت بها رسالة هذا الشيخ الوهابي، وإنما بصدد التعرف على طرق بحثه الذي خلط فيه بين الحزب الجمهوري، الذي أسسه الأستاذ محمود محمد طه، وثلة من رفاقه، في أكتوبر1945، وبين الحزب الجمهوري الاشتراكي الذي أسس في عام 1951 وكان إبراهيم بدري أمينا عاما له.
ففي أكثر من 100 صفحة من بحثه أورد الباحث شوقي بشير معلوماته عن الحزب الجمهوري من وثائق تشير إلى الحزب الجمهوري الإشتراكي، وهما حزبان لمن يعرف تاريخ السودان مختلفان تمام الإختلاف. ولكن بما أن الباحث والمشرفين على بحثه لا يعرفون شيئا عن ذلك، وبما أنهم كانوا يعملون في جو مشحون بالعداء للإستاذ محمود، والتآمر عليه، لقتله أو سجنه، ومصادرة كتبه، ومنع نشاطه، لم تجد أخطاءهم وأكاذيبهم مصححا من بين المشايخ المنحازين أصلا ضد الفكر الجمهوري وصاحبه الأستاذ محمود محمد طه.
أورد الدكتور عبد الله البشير في كتابه سالف الذكر تفاصيل مفارقة بحث الدكتور شوقي بشير وتلاميذه لقواعد البحث العلمي فقال:
"نال الطالب (آنذاك) شوقي بشير عبد المجيد درجة الدكتوراه عام (1403ه/ 1404ه-1983م/1984م)، وكانت رسالته بعنوان: فرقة الجمهوريين بالسودان وموقف الإسلام منها. أتبع شوقي نيله للدكتوراه بنشر العديد من الكتب والأوراق، منها كتابان الأول بعنوان: موقف الجمهوريين من السنة النبوية، والكتاب الثاني بعنوان: منهج الجمهوريين في تحريف القرآن. وعدد من الدراسات منها: "التأويل الباطني عند فرقة الجمهوريين بالسودان"، و"الجمهوريين ومشايخ الصوفية"، و"فرقة الجمهوريين في السودان". كما ساهمت أطروحة شوقي في تصميم المقرر الدراسي بجامعة أم القرى عن الجمهوريين كواحدة من الفرق المعاصرة. أيضاً، قُدمت رسالة ماجستير بعنوان: نقض نظرية الإنسان الكامل عند الجمهوريين. من إعداد الطالب: الباقر عمر السيد، بجامعة أم درمان الإسلامية
تمثلت كذلك جهود المؤسسات الإسلامية في نشر الدراسات التي أُعدت ضد الأستاذ محمود وتلاميذه، مثلما وصى الشيخ عبد العزيز بن باز بطباعة كتاب أعده شوقي بشير عبد المجيد، فطبعته رابطة العالم الإسلامي. يقول شوقي بشير عبد المجيد، "... كتابي موقف الجمهوريين من السنة النبوية، (الذي طبعته سلسلة دعوة الحق- برابطة العالم الإسلامي- 1987م بتوصية من الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أيام الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله عمر النصيف"
وفي صفحة (17) يقول: "والحزب الجمهوري الاشتراكي الذي بحث له عن قاعدة دينية صوفية أو باطنية يعتمد عليها بعد شعوره بأن عدم الاعتماد على السند الديني أو القبلي يؤدي بالحزب إلى نهايته..."، وفي صفحة (42) يقول: "كما أن الحزب الجمهوري الاشتراكي قد نشأ – منذ اللحظة الأولى - داعياً إلى الحفاظ على المؤسسات الموجودة والتي خلفها الاستعمار عاملاً على إبعاد الدين من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية منادياً بإقصاء الدين حتى عن دوائر الأحوال الشخصية". الشاهد أن ما ذهب إليه الباحث في حديثه عن نشأة الحزب الجمهوري الإشتراكي، لا صلة له البتة بالإخوان الجمهوريين. فنواة الإخوان الجمهوريين التي أشار إليها الطالب هي الحزب الجمهوري الذي نشأ يوم 26 أكتوبر 1945م وليس الحزب الجمهوري الاشتراكي الذي نشأ عام 1951م، ودعا إلى استقلال السودان، وقيام جمهورية اشتراكية مستقلة، وكان إبراهيم بدري (1897م-1962م) أمينه العام، ومكي عباس (1909م-1979م)، أحد مفكريه ومنظريه، إلى جانب آخرين. لقد ظل هذا الخلط ملازماً للطالب في جل صفحات أطروحته، بل تجرأ في صفحة (53) وكتب بلا ورع علمي أو وازع أكاديمي قائلاً:
لا بد لنا من الحديث عن الحالة الاقتصادية حتى تتضح لنا صورة نشأة فرقة الجمهوريين كاملة وإن كنا نرى أن الحالة الاقتصادية في السودان ليست ذات أثر واضح في نشأة هذه الفرقة أو غيرها من الأحزاب السياسية الموجودة، وإن كان لها أثر فأثرها منحصر في الشعارات التي يرفعها حزب من الأحزاب للكسب السياسي أو في التسمية التي اختارها الحزب الجمهوري الاشتراكي في بداية نشأته، فقد اختار الجمهوريون هذه التسمية في البداية إشارة إلى أنهم سيطرحون في برامجهم الانتخابية بعض ملامح الفكر الاشتراكي الاقتصادي، وأنهم سيعتمدون على الحلول الاشتراكية في أحيان كثيرة. وبالفعل طرح محمود محمد طه – بعد الاستقلال - مبدأ المساواة الاقتصادية كطريق لتحقيق العدالة الاجتماعية التي يراها...
وفي صفحة (57) أضاف الطالب لاسم الحزب مفردة "السوداني"، إذ كتب قائلاً: "إن أول نواة لفرقة الجمهوريين، هم مجموعة من السودانيين الذين انتموا إلى الحزب الجمهوري الاشتراكي السوداني، للمساهمة والاشتراك في الحياة السياسية قبل استقلال السودان... وكانت بداية نشأة الحزب الجمهوري الاشتراكي في آخر أكتوبر 1945م بزعامة محمود محد طه". ليس هذا فحسب، فقد شطح الطالب بخياله، شطحاً تسنده التصورات المسبقة، أكثر من الوثيقة التاريخية أو المعلومة الدقيقة، فذهب بعيداً في تحليلاته واستنتاجاته المُخجلة والفاسدة علمياً ومنهجياً بسبب غياب الحد الأدنى من المعلومات الصحيحة، ففي صفحة (66) كتب قائلاً:
ولقد أطلق الجمهوريون على أنفسهم اسم (الجمهوريين) للملابسات التي نشأ فيها الحزب الجمهوري الاشتراكي، وللاتجاه العام للحزب فقد هدفوا منذ البداية إلى تمييز أنفسهم من بقية الاتجاهات السياسية الموجودة وهدفوا إلى الدعاية السياسية فسموا أنفسهم بهذا الاسم إشارة إلى أنهم هم الذين ينادون بنظام جمهوري إشتراكي يسير عليه نظام الحكم في السودان بعد أن ينال استقلاله، ويكون الاتجاه المميز للحكم أيضاً الاتجاه الاشتراكي، والغريب في الأمر أن الجمهوريين عندما يتحدثون عن حزبهم الآن لا يذكرون كلمة (الاشتراكي) هذه." انتهى الاقتباس من كتاب الدكتور عبد الله البشير..
هذا فقط نموذج واحد من فيض من النماذج التي وظفتها حكومة الاخوان المسلمين وجعلتها في قمة النظام التعليمي العالي في السودان كأساتذة للجامعات والمعاهد العليا يخربون عقول أبنائنا وبناتنا الطلاب ويوزعون الشهادات العليا والألقاب، الغير مستحقة، على أمثالهم من حملة الهوس الديني وأصحاب الفكر المعطوب. ليس هذا فحسب بل فتحت لهم وسايل الإعلام من صحف وقنوات فضائية ينشرون من خلالها جهلهم وهوسهم في الوقت الذي ضيقت فيه الخناق على الأحرار والمفكرين وضايقتهم في معايشهم بتعطيل الصحف التي تنشر لهم..
فلا غرو إذن أن امتلأت هذه الجامعات بالوهابية (أنصار السنة) وعلا صوتهم في منابرها ينشرون الجهل فيها ليل نهار.. ولا غرو أن التحق عدد من طلابها الذين يدرسون في كلياتها "العلمية" بحركات الهوس الديني الاقليمية كتنظيم "داعش" ليلقى بعضهم حتفه في المناطق التي يحارب فيها التنظيم من أجل قيام دولته المزعومة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.