ضابط الإنتخابات، بعاين في الدفتر،بيسأل في الزول الواقف قدامو: - إسمك منو؟ - أنا إسمي عليوة.. - شغال شنو؟ - شغال نشال.. - "يا زول إنت جادي .. بكامل وعيك؟!.. - آي أنا عليوة النشال.. - يا زول غير رايك دا!.. - عاد أقول ليك شنو؟!..ما إياهو أنا كدة..! - طيب خلاص أقعد لي في الكنبة ديك.. - أقعد كيف.. أنا وراي شغل ومعايش ناس!.. - معايش!.. والله دا كلام!..كدا،قلت ليك أقعد شوية.. - خلاص، أها أنا قعدت، بس إنت تتحمل مسعولية تأخيري.. - يا زول ما عليك،أسمع كلام الحكومة، وبس.. - "حيكومة شنو يا حضرة الضابط!".. "الحكومة شن دخلها في معايشنا؟!".. - "قلت نشال، سكتنا".. "كمان بقيت تطوِل في لسانك تشتم في الحكومة؟!".. "والله، غلطان أنا الما سلمتك للشرطة".. - "شرطتك طايرة مع حكومتك يا زول".. "هو نحن وقتين حكومة الجن دي خليناها وما سعلناها".. "برضها لاحقانا.. وما دايرا تخلينا في حالنا، نشوف معايشنا". - "والله يا عليوة أظنك الليلة ما ناوي تجيبا البر".. "كلامك دا بيوديك في داهية".. العسكري تبع الشرطة.. الكان واقف متابع الموقف المدوِر بين الضابط وعليوة.. لما شاف الكلام حر..قام مشى على عليوة: - يا زول ألزم حدودك..إحترم موظف الدولة.. - "أنا ملتزم حدودي..وريهو هو يلزم حدودو".. "هو الجايينا طاري".. "وداير يورينا الصاح من الغلط في أمور معايشنا!".. - "معايش شنو البتتكلم عنها..إنت ماك نشال والسلام".. "وكمان بتتباشر بشغلك، وتتفاصح؟!". عليوة ما إتحمل كلام العسكري.. إتناول عكازو وخبط العسكري في راسو.. الأمور جاطت.. وكانت نهايتا..عليوة بيَتوهو في الحراسة. *** لما العمدة تدخل،وحاول يلملم المشكلة.. عليوة كان إتقدم للمحاكمة ونقلوهو للسجن الكبير.. طبعا عليوة ما كان سكت في الحراسة.. حاول يسترد كرامتو بإيدو القوية.. مما إقتضى إستعجال تقديمو للمحكمة.. مصحوب بقائمة من التهم.. يمكن من ضمنها أنو نشال! *** أهل عليوة سريعا ما إتلموا.. هجموا على مركز الشرطة.. كسَروا الفيهو، وجرحوا عسكري الوردية.. إتجهوا مقبلين على البندر كايسين السجن العمومي.. نهايتو،كانت أنو عددا منهم إتقبض.. بعضهم أخد سجن... بعضهم،حسن سير وسلوك. *** العمدة حاول يلحق يعالج الموضوع.. بقى يفتش لدرب وكيل الحكومة.. ما لمى فيهو إلا بعد يومين.. قالوا كان في جولة على مراكز الإنتخابات.. العمدة حاول يشرح ملابسات الموضوع.. وبصفة خاصة ظروف (عليوة) ووضعو .. وكيل الحكومة أصرَ أنو القانون ياخد مجراهو.. لازم عليوة وباقي أخوانو يقضوا فترة الحكم.. والحقيقة، الكان صعب الموقف كمان وعقَدوا على الوكيل:.. أنو أهل (جمعة)،عسكري البوليس.. الكان ضربو (عليوة) في مركز الإنتخابات.. كانوا متلمين برة المكتب ومصرين ياخدوا حقهم بإيدهم..قالوا:.. "كان المسألة كانت وقفت عند حد الضرب بالعكاز ما كانت في مشكلة".. "ولدهم قادر ياخد حقو؛كان بالقانون ولا كان بإيدو".. "لكن كونو عليوة يشتم ولدهم بقبيلتو،دي ما ممكن يتسكت عليها". المفارقة كانت أنو (عليوة( ما كان إهتم كتيربكلام ضابط الإنتخابات.. وإتهامو ليهو بأنو (نشال).. ويبدو أنو ما كان فارز الموضوع البتكلم فيهو الضابط من أصلو.. إعتبروا من كلام أفندية الحكومة اللا بودي لا بجيب.. (عليوة) كان مستعجل.. ودا ذاتو إياهو الخلاهو يجي مركز الإنتخابات من بدري عشان يخلص.. حتى قبال ما العمدة يحضر.. ذهنو كلو كان مشغول بأنو ما ينسى يشخت على (رمز الفانوس).. الحفظو إياهو العمدة.. لكن الكان هيج (عليوة)وفوَر ليهو دمَو:.. هو سخرية وتهكُم العسكري (جمعة) .. (جمعة) كان من حلة قريبة.. ولهجتو واضحة لعليوة.. *** واحد من المرشحين في الدائرة الإنتخابية،حضر الكلام بين العمدة والوكيل..إلتزم بأنو:.. "مشكلة عليوة،والناس التانين المسجونين،هو كفيل بيها".. "بس يخلص من الإنتخابات".. "المهم؛ هسع الناس يكملوا مسالة الإنتخابات دي".. "لازم الناس من باكر يقبلوا على الصناديق".. وقال هو ملتزم بدونكي لحلة العمدة.. *** الجرايد خطفت طرف الخبر.. دبجَت الإستطلاعات والتعليقات والأعمدة والكاريكتيرات:.. عن تقصير الحكومة عن مشاكل الريف.. الإضطَرت بعض الناس يمارسوا مهنة (النشل)! صادف أنو واحد من أولاد حلة (عليوة) كان بيكتب في الجرايد.. متخصص في المشاكل الإجتماعية.. وكثيرا ما كتب عن المشاكل الحياتية في المدينة.. كونو الجرايد ركزت على مسألة (النشل) دي وجعتو.. حاول يدافع عنها بأنها إشاعة من أساسها.. ودخل في مناوشات لفظية من نوع:.. "أصلو كان جينا للنشل والنشالين".. "ما إياها الإتعلموهو الناس من عاصمتكم دي..الاضطروا يلجأوا ليها".. *** نواصل باذن الله عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.