حضر (غاضبون) وغاب (درع السودان) وآخرين    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    (برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حاضر ومستقبل السودان بين وهن وهوان مطرقة المعارضة ؛ وسندان الفشل الذريع الملازم لحكومة الإنقاذ !! .. بقلم: مهندس/حامد عبداللطيف عثمان
نشر في سودانيل يوم 01 - 01 - 2018


*===============*
*《 إنها وثيقة رثاء السودان ؛ حاله و مآله !! و لسان الحال يقول ؛ و على السودان ألف سلام !! 》*
*===============*
*[ و هي أيضا وثيقة و صحيفة موبقات الإنقاذ !! و كبائر المعارضة !! ]*
*===============*
*{ بين المطرقة و السندان تعني سوء المصير الواقع بين أمرين كلاهما شر !! }*
*===============*
■كلما يتأمل المرء و يتفكر و يتدبر و يحاول أن يمعن النظر مليا ليرى في أي إتجاه يسير هذا الوطن العزيز ؟! و ما المصير و ما المآل إذن ؟! تجد أن الرأس في أفضل و أحسن الأحوال قد تملكه الدوران و عدم الإتزان ؛؛ و أحاطت بالإنسان الحيرة و التوهان إحاطة السوار بالمعصم ؛ بل و تجد بأن النفس قد سئمت و يئست فغيرت سريعا مسار التفكير و هربت بعيدا عن كل ذلك خوفا و وجلا ، و بحثا عن مرفأ تفكير آمن بلا أرق و بلا رهق و بلا إرهاق !! ..
■السودان لم يوفق في حكم حكومة راشدة أمينة ترعى مصالح أهله و أرضه و تحرص على ترابه و زرعه و ضرعه كما هو الأمل و العشم !!..
الحكم الراشد المساءل و المسؤول قد فارقه السودان كليا و بصورة مطلقة منذ صبيحة الجمعة الثلاثين من يونيو عام 1989م ليخلفه حكم التمكين الحزبي أولا و من ثم التمكين الجهوي و القبلي و الإثني و العنصري ليرتكز أخيرا عند نهاية مطافات الفش على المحاصصة و المساومة !!..
بدأ التمكين الحزبي باكرا و سافرا ليعقبه و يتلوه التمكين الجهوي و العنصري البغيض لدرجة جعلت من إسم القبيلة و الإنتماء القبلي و العرقي و الجهوي شرطا للتوظيف في الخدمة العامة للدولة ؛ بل و مطلوب في الطلب الوظيفي المقدم للتوظيف و بلا حياء !!..
■كان السودان يتباهى و يفتخر و بإمتياز ؛ و بحق و حقيقة ؛ و بجدارة تامة غير منقوصة و لا مشكوك فيها ؛ بأنه الأفضل من بين كل أقرانه و أترابه من دول العالم الثالث في مجال الخدمة المدنية المبرأة و المنزهة عن غرض المحسوبية و المحاباة ؛ فجاءت الإنقاذ لتدمر و تحطم كل ذلك و لتقلبه رأسا على عقب ؛ و لتبدله بتمكين أهل الولاء الحزبي الضيق مكان أهل الكفاءة و القدرة و التميز العلمي و المهني !!..
كان ذلك هو بداية الترنح و الإنهيار الفعلي للدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق و الواجبات بغض النظر عن إنتماءاتهم و ولاءاتهم السياسية ؛ و بغض النظر عن أعراقهم و أجناسهم و ألوانهم ؛ حيث كانت تلك الدولة المدنية الحديثة قائمة و ماثلة بلحمها و شحمها و كامل دسمها ..
منذ ذلك الحين و كل الوظائف في الدولة قد أضحت قاصرة و مقتصرة على أهل الولاء الحزبي الضيق للحكم الإنقلابي بغض النظر عن الكفاءة العلمية و المهنية ..
شرد الآلاف من الخدمة المدنية و العسكرية ؛ ففقدوا وظائفهم و مصدر رزقهم و أمموا المهاجر بحثا عن الأمان المعيشي و الأمني ..
الدولة فصلت و شردت و لاحقت و طاردت ؛ و أساءت و بهتت و سجنت و سحلت و عذبت ، و لم يرفل لها جفن ؛ لأنها تعمل على تنفيذ برنامج مرسوم و متفق عليه ولا يجرؤ كائن من كان الاعتراض عليه أو التباطؤ في تنفيذه ؛ و كل ذلك بأمر الشيخ و برغبة الشيخ و بإرادة الشيخ ؛ و قد تناسل و تكاثر الشيوخ من بعد ذلك و أصبح كل شيخ يلعن و يسب و يشتم شيخه السالف ليصبح هو الشيخ الخالف ؛ و لكل شيخ طريقته و ورده و أتباعه و مريديه ؛؛ و مريدي و راغبي فضله و إحسانه ؛؛ و كل ذلك على حساب أهل السودان ؛ و على حساب المصلحة الوطنية التي تفوقت عليها المصلحة الحزبية الضيقة للحزب الواحد !!..
■السودان الدولة المدنية الحديثة القائمة على نظم و لوائح و قوانين الخدمة المدنية أصبحت تحكم و تدار بواسطة إرادة الشيخ و رغبة الشيخ و رأي الشيخ و فتوى الشيخ و بسمة الشيخ و قهقهة الشيخ و إلتفاتة الشيخ و إيماءة الشيخ !!..
إرادة الشيخ و رغبة الشيخ و خيار الشيخ و فتوى الشيخ أمور تعلو و تسمو فوق كل مؤهل و كل كفاءة مهما علا شأن تلك الكفاءة أو ذلك المؤهل العلمي !!
حينها ذبحت و نحرت كل مبادئ الدولة المدنية الحديثة من الوريد إلى الوريد ؛ بل و اغتصبت كل القيم و المثل المتعلقة بتلك الدولة المؤودة ..
■الإنقاذ أفقرت أهل السودان و قطعت أوصال السودان ففصلت ثلث السودان دون أن تذرف دمعة واحدة حزنا على ذلك الجزء العزيز ؛ بل فرحت و ابتهجت و احتفلت بذلك و أقامت الولائم فرحا و طربا ؛؛ ولا زال مطلب تقرير المصير قائما و مرفوعا للعديد من بقاع ما تبقى من سودان نازف محترب مقتتل في داخله و تسيل دماء أبنائه في معظم أصقاعه !!.
■كما فرطت الإنقاذ و ساومت في قضية حلايب و شلاتين و كادت أن تضيع و تتمصر حلايب الآن و هي تصرخ و تستغيث بلا مجيب و بلا معين !! و ذات الوضع مع أراضي الفشقة السودانية التي تسيطر عليها الحكومة الأثيوبية بصورة إستفزازية غاية في الإستحقار و منتهى الذل و الهوان !!..
■الإنقاذ قضت على الصحة المجانية و على التعليم المجاني ؛؛ بل و تملك قادتها و متمكنوها دور العلم و التعليم و المشافي ؛ فأنشأوا دور التعليم الخاص و المشافي الخاصة بالقروض الحسنة التي اختصوا بها أنفسهم دون غيرهم من أموال البنوك ؛؛ فأصبح التعليم تجارة و أصبحت صحة المواطن المسكين تجارة يتحكم فيها و يديرها أثرياء الإنقاذ الجدد !!..
■الإنقاذ دمرت مشروع الجزيرة و السكك الحديدية و الخطوط الجوية السودانية و النقل النهري ؛ و محت من الوجود أعرق المدارس الثانوية و القومية المخصصة للطلاب المتميزين على مستوى السودان و هي مدارس خورطقت و حنتوب و وادي سيدنا ..
الإنقاذ محت من الوجود
كل ملامح السودان العظيم بلد المليون ميل مربع و استبدلت كل ذلك بمسخ مشوه و بو محشو بالزيف و الغش و الخداع لا يشبه ولا يمت للسودان الجميل بأدنى صلة أو علاقة ..
■الإنقاذ مارست الفساد الإنقلابي الخداعي و الفساد السياسي و الإنتخابي و التشريعي و الدبلوماسي و الإعلامي و المالي و أقرت و أعترفت بوجود الفساد و لم تلاحق المفسدين ؛ بل قد عملت جاهدة مجتهدة على حماية المفسدين و تبرئتهم و مكافأتهم و استحدثت لهم فقه التحلل المالي المشكوك في شرعيته و صحته و قانونيته ليحمي المفسد من السجن و العقاب ؛ و ليحفظ و يشرعن له ما سرق !!..
و أكبر دليل على حماية الفساد و المفسدين هو رفض رئيس الجمهورية مؤخرا التوقيع على قانون مفوضية الشفافية و محاربة الفساد المرفوع من برلمان الإنقاذ إلى رئاسة الجمهورية ؛ حيث اشترط رئيس الجمهورية على البرلمان تعديل المادة (25) التي تعطي الحق للمفوضية لرفع الحصانة عن الدستوري و محاكمته حالما توفرت الأدلة و البراهين الدالة على الفساد ؛ بينما ترى رئاسة الجمهورية بأن رفع الحصانة حق حصري لرئيس الجمهورية لا لسواه !!..
■الإنقاذ عبثت بعلاقات السودان مع محيطه العربي و الإقليمي و الدولي بناء على منهجها الرسالي الحزبي الضيق ؛ و مشروعها الحضاري المرفوع ردحا من الزمان بصورة هستيرية ؛ ثم تخلت عن ذلك المشروع الوهمي بعد تحقق خيبته ؛؛ كما تخلت عن رسالتها الجهادية التي سالت لأجلها كل الدماء في جنوب السودان لتبحث تارة أخرى عما عبثت و عما خربت بنفسها و بيدها لتوهم أهل السودان بأن تصحيح تلك الأخطاء الإنقاذية الآن يعتبر فتحا مبينا و نصرا مؤزرا و إصلاحا للعباد و البلاد ؛ و يتطلب حفاوة و احتفاء و فرح و اغتباط كل أهل السودان أجمعين حكومة و معارضة ؛ موالين و غير موالين حتى لا يدخل غير المحتفي و غير الفرح و غير المغتبط في حظيرة اللا وطني و إلى مربع اللا وطنية ؛؛ و للأسف حتى قادة المعارضة كانوا في مقدمة ركب المحتفين الفرحين دون أن يوجهوا سؤالا واحدا لأهل الإنقاذ ليقولوا لهم و بالصوت العالي و الجهور و الصريح و الفصيح :- من الذي خرب و دمر علاقات السودان مع محيطه العربي و الإقليمي و الدولي و من الذي جاء بالعقوبات الإقتصادية منذ عشرين عاما لترفع فقط اليوم حتى يقال لنا بأن تكلفة الحصار الإقتصادي منذ العام 1997م و لمدة عشرين عاما قد بلغت 500 مليار دولار خسرها السودان جراء هذا الحصار الظالم على شعب مغلوب على أمره ؟!..
الإنقاذ لم ترسو على بر أمان في علاقاتها الدولية و الإقليمية فهي حينا مع الغرب و حينا آخر مع معسكر الشرق روسيا و الصين ؛؛ و هي تارة مع دول الخليج حربا و سلما ؛؛ و فجأة مع معسكر إيران و تركيا كما هو الماثل الآن ؛؛ و هكذا دواليك ولا يعرف أحد من أهل السودان حقيقة ما تقوم به حكومة الإنقاذ و هي تتخبط يمنة و يسرة في علاقاتها الدولية و الإقليمية و العربية كما من به مس من جن أو شيطان !!
■الكل يعلم بأن رفع العقوبات الإقتصادية عن السودان يعود و يرجع فضله إلى الدول الخليجية التي ناصبها هذا النظام العداء السافر قبل ذلك ؛ و أساء لها و كال لها السباب و الشتائم و تقرب وقتها إلى دولة إيران الفارسية نكاية بدول الخليج العربية !!..
فجهود المملكة العربية السعودية المقدرة و العظيمة ؛ و كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة هي التي أدت إلى رفع الحصار الجائر المفروض على أهل السودان ..
الفضل في كل ذلك من بعد الله تعالى يعود لهما فقط لا لغيرهما و لهما خالص الشكر و التقدير و الثناء ..
و مع كل ذلك فالموقف السياسي الماثل الآن من دول الخليج غريب و عجيب و مريب ولا يدعو للإطمئنان ولا الأمان !!
■من الذي تسبب في وضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب ، و القائمة و السارية حتى الآن بل و قد تم تجديدها حتى لا يمحوها النسيان ؛ و هل لذلك علاقة بإقامة أسامة بن لادن في السودان و كذلك إقامة الإرهابي كارلوس و العديد من أمثالهم و أقرانهم ؟! أم أن كل ذلك مجرد ظلم بلا سبب و بلا متسبب وبلا جريرة جناها أهل حكم الإنقاذ ؟! أم أن كل المطلوب منا فقط الإحتفاء و الإحتفال و التصفيق و الهتاف و التهليل و التكبير ؛ ولا يحق لنا أن نعرج على الأسباب و المسببات أو نأتي حتى على ذكرها و سيرتها ؟؟!!..
لماذا جاء أمر الجنائية الدولية و محكمة لاهاي و مطالبتها برأس الدولة و تحجيم حركته و شل حراكه ؟! أم أن السؤال أكبر من أن يطرح أو يثار ؟!..
يحدث كل ذلك ؛ و هو كفيل بزلزلة أركان قارة بأكملها لو كانت هناك معارضة وطنية فاعلة و حريصة على مصالح السودان و شعبه ؛؛ معارضة تمتلك ناصية الحق و الشجاعة و الإقدام و التضحية ؛ و نكران الذات الحزبية و الشخصية لتقود عملا وطنيا و نضاليا قائم على موبقات الإنقاذ و فواجع الإنقاذ و كوارث الإنقاذ التي أحدثتها في جسد الوطن و مواطنيه بلا هوادة و بلا رأفة و بلا رحمة ..
■المعارضة خشيت أن يدمغها الإعلام الحكومي الكذوب بصفة اللا وطنية فيدخلها حظيرة اللا وطنية فسارعت هي الأخرى إلى التصفيق و التهليل و التكبير و التطبيل دون أن تسأل و دون أن تقف دقيقة صمت حتى حدادا على الكوارث التي أحدثها هذا الحصار الأليم !!..
من المتسبب أصلا في هذا الحصار الإقتصادي الذي كان سببا في وقف حال السودان و أهله ؛ و في وقف مصالحه و كل صادراته ؛؛ و أدى إلى توقف معظم مصانعه و حرمان السودان من شراء قطع الغيار من الدول الأوربية و أمريكا ..
■المعارضة كانت لديها العديد من الفرص المؤاتية لتغيير هذا النظام و لم تفعل ؛ و لماذا لم تفعل فهذا سؤال تجيب عليه هذه المعارضة الهزيلة و الحائرة و التي تحولت الآن إلى خانة التحليل السياسي و الفكري ؛؛ و إلى النقد الباهت و الإنتقاد الخجول ؛ و تخلت تماما عن الفعل الوطني المؤثر لتغيير سياسات هذا النظام ناهيك عن تغيير النظام كما تشيع و تدعي ؛ و كما تتمنى و تتوهم ؛ دون أن تبادر أو تحرك ساكنا !!..
■المعارضة كانت مشغولة بخلافاتها الداخلية منذ فترة التجمع الوطني الديمقراطي و حتى الآن حيث كانت القضايا الحزبية و الطموحات الشخصية هي الغالبة و هي الطاغية و هي الطافية على السطح و لم تكن القضية الوطنية المجردة و المبرأة من الحزبية و من الذاتية قائمة أو موجودة أو مقدمة على ما سواها ..
المعارضة بكل أطيافها المدنية و العسكرية كانت ترنو دائما إلى جزرة الحكومة الموضوعة دوما على طاولة الجذب و الإغراء حتى تحولت تلك الجزرة إلى كيكة دسمة مغرية و جاذبة و شهية !!..
■السياسة في السودان في حاضرنا الراهن قد أفسدت قيم و مثل و أخلاق معظم الساسة في الحكومة و المعارضة لأن جل الساسة قد أخضعوا الأخلاق لتقلبات و تحولات و تبدلات السياسة ففسدت القيم و المثل والمواقف ؛؛ و لم يخضعوا السياسة لثبات و نقاء و صفاء المثل و القيم و الأخلاق لإصلاح حال السياسة و ربطها بصالح الأداء و حسن التدبير و صدق النوايا ..
ساسة يعانون أزمة قيم و مثل و فاقد الشئ لا يعطيه !!..
بل جل هؤلاء إما فاقد تربوي ؛؛ و إما فاقد مجتمعي منبوذ ؛؛ و إما فاقد دستوري في حالة حنق و إحتقان و عدم إتزان ؛؛ و إما فاقد قيمي و أخلاقي حتى لو تدثر برداء التعليم النظامي الجامعي ؛ و النوع الأخير هو الكارثة الساحقة الماحقة اللاحقة بالسودان و أهله على مر العصور و الأزمان !!..
لذلك فقد شهدنا في عالم السياسة اليوم ظهور المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة على كل الموائد و كادت أن تغيب فضيلة الحلال !!
البعض يتحدث علنا بأن السياسة هي فن المكر و الخداع ؛ و فن الكذب و الغش و التدليس ؛ و فن - الفهلوة و التكتيك - و فن المراوغة و اللف و الدوران !!..
تجد السياسي و هو في صفوف المعارضة يصول و يجول ؛ و يزبد و يرغي و يثور ؛ و يزمجر محذرا و متوعدا الحكومة القائمة إذا حاولت رفع الدعم عن السلع و الخدمات ؛؛ و ترى ذات السياسي و ذات الثائر و ذات الشخص بعد أن دخل باحة المشاركة و الإستوزار و أصبح وزيرا و دستوريا ؛ تراه و تشاهده و هو يطالب الشعب السوداني علنا جهارا نهارا بضرورة تحمل رفع الدعم عن ذات السلع و عن ذات الخدمات حفاظا على أمن السودان و على إستقرار السودان و على إستقلال السودان !! و الشعب السوداني المغلوب على أمره و حاله يشهد و يشاهد هول هذا التحول ؛ و يقارن بين كلام الليل الذي يمحوه النهار فيستغرب و يتعجب ؛ و لكنه يعلم بأن الخالق غالب و الحال غلاب !!..
إنهم فعلا ساسة زمن الغفلة ؛؛ زمن التردي و الإنحطاط !! زمن اختلاط الحابل بالنابل و ضياع العباد و البلاد !!..
إنها حالة العبث السياسي و السياسة العبثية التي ظل يمارسها و يزاولها و يمتهنها هؤلاء المتنفعون دون أدنى وازع أو خوف من رب العالمين !!..
و نقول لهؤلاء جميعا بأن السودان ليس بالصحراء السياسية القاحلة ولا المهجورة حتى يزرعها هؤلاء الميكافيليون النفعيون المتمصلحون الجدد بثقافة النفاق السياسي التي لا سقف لها ولا قاع و هم يتقيأون و يتقيحون على الدوام كذبا و غشا و خداعا و تدنيسا و تدليسا !!..
■المعارضة كانت ولا زالت تفتقد إلى المواقف الثابتة الصلبة و الصادقة الأمينة ؛؛ بل فهي على الدوام متأرجحة و متذبذبة و متراجعة ؛ و فاقدة للرؤية الموحدة و الجامعة ؛ و مفتقرة إلى البرامج الهادفة ..
كل أحزاب المعارضة بلا إستثناء تفاوضت مع حكومة الإنقاذ بصورة حزبية منفردة و أحيانا سرية داخل غرف البيوت المغلقة و كأن الشأن السوداني و القضية الوطنية تخص حزب أو جماعة بعينها دون غيرها ..
الإنقاذ إقتاتت على فرية التفاوض الكذوب ردحا من الزمان و هي تعلم بأنها خادعة ؛ و المعارضة تعلم بأنها مخدوعة و تعلم بأن الإنقاذ مخادعة ؛ و مع ذلك تجدها تسير في ذات الطريق بصورة حزبية منفردة و بعيدة و قاصية لتقتنصها و تلتهمها الإنقاذ منفردة ؛ أو لتقتنص و تلتهم ثبات مواقفها و هي واهمة و مخدوعة !!..
■النظام كاد أن يسقط من تلقاء نفسه عدة مرات و دون حاجة حتى إلى عصيان مدني أو إنتفاضة شعبية ؛ و فجأة قد رأينا أن بعض قادة الأحزاب قد عملوا جاهدين و في وضح النهار على إسناد جسم الإنقاذ المترنح و الآيل للسقوط و بالعمل على إتكاله على حيطة الوطنية و شماعة العمل الوطني و حب السودان و حب من يحكم السودان حتى ولو بفوهة البندقية ؛؛ على إعتقاد و على توهم منهم بأن البديل غير هؤلاء الجبابرة سيكون أسوأ و أمر ؛؛ بل و شهدناهم قد اتحفوا أهل السودان بسلة من المبررات و الدواعي لذلك الإسناد الغريب و العجيب !!..
■لكل تلك الأسباب فالمعارضة الماثلة أمامنا الآن غير مؤهلة و غير قادرة و غير جديرة بحكم السودان بل و غير جاهزة لذلك لأن جل الأحزاب السياسية الآن قد فقدت خيرة كوادرها و خيرة قياداتها التي استاءت من هكذا عمل و هكذا مواقف و هكذا تأرجح و هكذا تراجع و هكذا تذبذب و فضلت و استحسنت البعد و الإنزواء بعد أن تلاشى التنظيم داخلها و تعطل العمل المؤسسي الفاعل و المؤثر ؛؛ و انطمست ملامح القرار المؤسسي السليم القائم على تراتيبية المؤسسات و تسلسلها و الخاضع لإرادة و رغبة تلك المؤسسات ؛؛ فملئت الساحة للأسف بجوغة من النفعيين و الإنتهازيين و المتسلقين و حارقي البخور من الذين لا يملكون رؤية ولا روية غير التصفيق و التطبيل ؛؛ و جل هؤلاء بلا قاعدة و بلا قبول حتى على نطاق دوائرهم الجغرافية ؛؛ بل فهؤلاء ينظرون إلى العلاقة مع الإنقاذ على أنها فرصة ثمينة للإتفاق معها لمشاركتها السلطة و الثروة و السرقة ؛؛ و إقتسام فترة حكم إنتقالي مع حكومة الإنقاذ قد تطول إلى عدة سنوات ليكون هؤلاء على صهوة حصان المشاركة و الإستوزار الرفيع ؛ أو أقله على سنام بعير أصهب إذا تعذر ركوب الحصان الجامح السريع ؛؛ أو حتى على سرج ( حمار ريفاوي أو حتى دبلاوي ) إذا غلبت الروم و لم يتسن و لم يتيسر لهؤلاء غير ذلك مع كثرة المتشوقين المنتظرين !! فلا قشة مرة على الإطلاق في فم كل متأهب مشتاق منتظر شغوف ؛ يسيل لعابه للذة المضغ المنتظر !!..
■الغريب أن هذه النوعية من البشر لم تكن على الإطلاق جزءا من الموقف الوطني المعارض للإنقاذ في فترة إحمرار خنجر الإنقاذ المسموم في سنينها الأولى إبان فترة بيوت الأشباح ؛ و إبان ملاحقة و محاربة كل ذي موقف وطني أصيل داخل و خارج السودان ؛ و إبان إغراق السجون و المعتقلات و بيوت الأشباح بالشرفاء في الداخل ؛ و إبان حرمان أهل المهجر من أبسط الحقوق و هو حق تجديد أو إستخراج جواز السفر ؛؛ و حظر دخولهم إلى وطنهم السودان لعشرات السنين و تجريد البعض حتى من الجنسية السودانية و من جواز السفر !!.. حينها كان العمل المعارض و الموقف الوطني المناوئ و المناهض لإنقلاب الإنقاذ بلا مغنم وبلا جزرة غير التهديد و الوعيد ؛ و غير التضييق و التكميم ؛؛ و حينها كانت جل الأصوات الزاعقة الناعقة الصائحة النائحة اليوم في منأى و في مأمن و في صمت رهيب لا تسمع لها دبيبا ولا ركزا !! ناهيك عن الضجيج و العويل و الصراخ و العواء الذي نشهده و نسمعه هذه الأيام !!..
الغريب و العجيب أن جل زبد اليوم و غثاء اليوم كان ضمن صفوف مسيرة ردع مايو الهزيمة حين قامت ثورة رجب إبريل المجيدة ؛؛ يوم باءت و بارت و خسئت و خسرت مسيرة ردع مايو الهزيمة و انتصرت ثورة رجب العظيمة ؛؛ و الشهود على كل ذلك أحياء يرزقون و في حيرة ينظرون !!..
■البعض قد ضل الطريق و تاه في غمرة غروره و انشغاله بالوصول إلى غايته عبر كل الوسائل المشروعة و غير المشروعة ؛ فلجأ يائسا إلى إستدعاء موقظات الفتن لإشعال نيران و حرائق الإقتتال القبلي و العرقي و الإثني و الجهوي التي لا تبقي ولا نذر ؛ ظنا منه و بجهل و جهالة و قصر نظر بأن بقاءه و عيشه على رماد كل ذلك ممكن و سهل و ميسور !!
■ و بالرغم من قتامة و عتامة الوضع السياسي الراهن في السودان ؛ و مع اندياح حالة إنسداد الأفق السياسي التي يعيشها السودان الآن ؛ إلا أن ثورة الجوعى و المرضى لا تحتاج إلى قرار نخبوي ولا إلى إذن صفوي ؛ بل هي حالة إنفجار شعبي عارم قادم لا محالة بعد كل هذا المخاض الأليم و المرير و المعاناة القاسية التي يكابدها أهل السودان ؛؛ و لن تستأذن تلك الثورة أحدا قطعا !!..
*■نسأل الله القوي العزيز أن يأخذ بيد السودان ؛؛ و أن يلطف بأهل السودان ؛؛ و أن يكتب الخلاص و النجاة للسودان ؛؛ و أن ينزل الأمن و الأمان و السلام على كل بقاع السودان ؛؛ فهو على كل ذلك مقتدر و قادر و قدير ؛؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛؛ و حسبنا الله و نعم الوكيل ؛؛ و حسبنا و نعم الوكيل ؛؛ و حسبنا الله و نعم الوكيل ..*
*بقلم*
*مهندس/حامد عبداللطيف عثمان*
1 / يناير / 2018م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.