*===============* *《 إنها وثيقة رثاء السودان ؛ حاله و مآله !! و لسان الحال يقول ؛ و على السودان ألف سلام !! 》* *===============* *[ و هي أيضا وثيقة و صحيفة موبقات الإنقاذ !! و كبائر المعارضة !! ]* *===============* *{ بين المطرقة و السندان تعني سوء المصير الواقع بين أمرين كلاهما شر !! }* *===============* ■كلما يتأمل المرء و يتفكر و يتدبر و يحاول أن يمعن النظر مليا ليرى في أي إتجاه يسير هذا الوطن العزيز ؟! و ما المصير و ما المآل إذن ؟! تجد أن الرأس في أفضل و أحسن الأحوال قد تملكه الدوران و عدم الإتزان ؛؛ و أحاطت بالإنسان الحيرة و التوهان إحاطة السوار بالمعصم ؛ بل و تجد بأن النفس قد سئمت و يئست فغيرت سريعا مسار التفكير و هربت بعيدا عن كل ذلك خوفا و وجلا ، و بحثا عن مرفأ تفكير آمن بلا أرق و بلا رهق و بلا إرهاق !! .. ■السودان لم يوفق في حكم حكومة راشدة أمينة ترعى مصالح أهله و أرضه و تحرص على ترابه و زرعه و ضرعه كما هو الأمل و العشم !!.. الحكم الراشد المساءل و المسؤول قد فارقه السودان كليا و بصورة مطلقة منذ صبيحة الجمعة الثلاثين من يونيو عام 1989م ليخلفه حكم التمكين الحزبي أولا و من ثم التمكين الجهوي و القبلي و الإثني و العنصري ليرتكز أخيرا عند نهاية مطافات الفش على المحاصصة و المساومة !!.. بدأ التمكين الحزبي باكرا و سافرا ليعقبه و يتلوه التمكين الجهوي و العنصري البغيض لدرجة جعلت من إسم القبيلة و الإنتماء القبلي و العرقي و الجهوي شرطا للتوظيف في الخدمة العامة للدولة ؛ بل و مطلوب في الطلب الوظيفي المقدم للتوظيف و بلا حياء !!.. ■كان السودان يتباهى و يفتخر و بإمتياز ؛ و بحق و حقيقة ؛ و بجدارة تامة غير منقوصة و لا مشكوك فيها ؛ بأنه الأفضل من بين كل أقرانه و أترابه من دول العالم الثالث في مجال الخدمة المدنية المبرأة و المنزهة عن غرض المحسوبية و المحاباة ؛ فجاءت الإنقاذ لتدمر و تحطم كل ذلك و لتقلبه رأسا على عقب ؛ و لتبدله بتمكين أهل الولاء الحزبي الضيق مكان أهل الكفاءة و القدرة و التميز العلمي و المهني !!.. كان ذلك هو بداية الترنح و الإنهيار الفعلي للدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق و الواجبات بغض النظر عن إنتماءاتهم و ولاءاتهم السياسية ؛ و بغض النظر عن أعراقهم و أجناسهم و ألوانهم ؛ حيث كانت تلك الدولة المدنية الحديثة قائمة و ماثلة بلحمها و شحمها و كامل دسمها .. منذ ذلك الحين و كل الوظائف في الدولة قد أضحت قاصرة و مقتصرة على أهل الولاء الحزبي الضيق للحكم الإنقلابي بغض النظر عن الكفاءة العلمية و المهنية .. شرد الآلاف من الخدمة المدنية و العسكرية ؛ ففقدوا وظائفهم و مصدر رزقهم و أمموا المهاجر بحثا عن الأمان المعيشي و الأمني .. الدولة فصلت و شردت و لاحقت و طاردت ؛ و أساءت و بهتت و سجنت و سحلت و عذبت ، و لم يرفل لها جفن ؛ لأنها تعمل على تنفيذ برنامج مرسوم و متفق عليه ولا يجرؤ كائن من كان الاعتراض عليه أو التباطؤ في تنفيذه ؛ و كل ذلك بأمر الشيخ و برغبة الشيخ و بإرادة الشيخ ؛ و قد تناسل و تكاثر الشيوخ من بعد ذلك و أصبح كل شيخ يلعن و يسب و يشتم شيخه السالف ليصبح هو الشيخ الخالف ؛ و لكل شيخ طريقته و ورده و أتباعه و مريديه ؛؛ و مريدي و راغبي فضله و إحسانه ؛؛ و كل ذلك على حساب أهل السودان ؛ و على حساب المصلحة الوطنية التي تفوقت عليها المصلحة الحزبية الضيقة للحزب الواحد !!.. ■السودان الدولة المدنية الحديثة القائمة على نظم و لوائح و قوانين الخدمة المدنية أصبحت تحكم و تدار بواسطة إرادة الشيخ و رغبة الشيخ و رأي الشيخ و فتوى الشيخ و بسمة الشيخ و قهقهة الشيخ و إلتفاتة الشيخ و إيماءة الشيخ !!.. إرادة الشيخ و رغبة الشيخ و خيار الشيخ و فتوى الشيخ أمور تعلو و تسمو فوق كل مؤهل و كل كفاءة مهما علا شأن تلك الكفاءة أو ذلك المؤهل العلمي !! حينها ذبحت و نحرت كل مبادئ الدولة المدنية الحديثة من الوريد إلى الوريد ؛ بل و اغتصبت كل القيم و المثل المتعلقة بتلك الدولة المؤودة .. ■الإنقاذ أفقرت أهل السودان و قطعت أوصال السودان ففصلت ثلث السودان دون أن تذرف دمعة واحدة حزنا على ذلك الجزء العزيز ؛ بل فرحت و ابتهجت و احتفلت بذلك و أقامت الولائم فرحا و طربا ؛؛ ولا زال مطلب تقرير المصير قائما و مرفوعا للعديد من بقاع ما تبقى من سودان نازف محترب مقتتل في داخله و تسيل دماء أبنائه في معظم أصقاعه !!. ■كما فرطت الإنقاذ و ساومت في قضية حلايب و شلاتين و كادت أن تضيع و تتمصر حلايب الآن و هي تصرخ و تستغيث بلا مجيب و بلا معين !! و ذات الوضع مع أراضي الفشقة السودانية التي تسيطر عليها الحكومة الأثيوبية بصورة إستفزازية غاية في الإستحقار و منتهى الذل و الهوان !!.. ■الإنقاذ قضت على الصحة المجانية و على التعليم المجاني ؛؛ بل و تملك قادتها و متمكنوها دور العلم و التعليم و المشافي ؛ فأنشأوا دور التعليم الخاص و المشافي الخاصة بالقروض الحسنة التي اختصوا بها أنفسهم دون غيرهم من أموال البنوك ؛؛ فأصبح التعليم تجارة و أصبحت صحة المواطن المسكين تجارة يتحكم فيها و يديرها أثرياء الإنقاذ الجدد !!.. ■الإنقاذ دمرت مشروع الجزيرة و السكك الحديدية و الخطوط الجوية السودانية و النقل النهري ؛ و محت من الوجود أعرق المدارس الثانوية و القومية المخصصة للطلاب المتميزين على مستوى السودان و هي مدارس خورطقت و حنتوب و وادي سيدنا .. الإنقاذ محت من الوجود كل ملامح السودان العظيم بلد المليون ميل مربع و استبدلت كل ذلك بمسخ مشوه و بو محشو بالزيف و الغش و الخداع لا يشبه ولا يمت للسودان الجميل بأدنى صلة أو علاقة .. ■الإنقاذ مارست الفساد الإنقلابي الخداعي و الفساد السياسي و الإنتخابي و التشريعي و الدبلوماسي و الإعلامي و المالي و أقرت و أعترفت بوجود الفساد و لم تلاحق المفسدين ؛ بل قد عملت جاهدة مجتهدة على حماية المفسدين و تبرئتهم و مكافأتهم و استحدثت لهم فقه التحلل المالي المشكوك في شرعيته و صحته و قانونيته ليحمي المفسد من السجن و العقاب ؛ و ليحفظ و يشرعن له ما سرق !!.. و أكبر دليل على حماية الفساد و المفسدين هو رفض رئيس الجمهورية مؤخرا التوقيع على قانون مفوضية الشفافية و محاربة الفساد المرفوع من برلمان الإنقاذ إلى رئاسة الجمهورية ؛ حيث اشترط رئيس الجمهورية على البرلمان تعديل المادة (25) التي تعطي الحق للمفوضية لرفع الحصانة عن الدستوري و محاكمته حالما توفرت الأدلة و البراهين الدالة على الفساد ؛ بينما ترى رئاسة الجمهورية بأن رفع الحصانة حق حصري لرئيس الجمهورية لا لسواه !!.. ■الإنقاذ عبثت بعلاقات السودان مع محيطه العربي و الإقليمي و الدولي بناء على منهجها الرسالي الحزبي الضيق ؛ و مشروعها الحضاري المرفوع ردحا من الزمان بصورة هستيرية ؛ ثم تخلت عن ذلك المشروع الوهمي بعد تحقق خيبته ؛؛ كما تخلت عن رسالتها الجهادية التي سالت لأجلها كل الدماء في جنوب السودان لتبحث تارة أخرى عما عبثت و عما خربت بنفسها و بيدها لتوهم أهل السودان بأن تصحيح تلك الأخطاء الإنقاذية الآن يعتبر فتحا مبينا و نصرا مؤزرا و إصلاحا للعباد و البلاد ؛ و يتطلب حفاوة و احتفاء و فرح و اغتباط كل أهل السودان أجمعين حكومة و معارضة ؛ موالين و غير موالين حتى لا يدخل غير المحتفي و غير الفرح و غير المغتبط في حظيرة اللا وطني و إلى مربع اللا وطنية ؛؛ و للأسف حتى قادة المعارضة كانوا في مقدمة ركب المحتفين الفرحين دون أن يوجهوا سؤالا واحدا لأهل الإنقاذ ليقولوا لهم و بالصوت العالي و الجهور و الصريح و الفصيح :- من الذي خرب و دمر علاقات السودان مع محيطه العربي و الإقليمي و الدولي و من الذي جاء بالعقوبات الإقتصادية منذ عشرين عاما لترفع فقط اليوم حتى يقال لنا بأن تكلفة الحصار الإقتصادي منذ العام 1997م و لمدة عشرين عاما قد بلغت 500 مليار دولار خسرها السودان جراء هذا الحصار الظالم على شعب مغلوب على أمره ؟!.. الإنقاذ لم ترسو على بر أمان في علاقاتها الدولية و الإقليمية فهي حينا مع الغرب و حينا آخر مع معسكر الشرق روسيا و الصين ؛؛ و هي تارة مع دول الخليج حربا و سلما ؛؛ و فجأة مع معسكر إيران و تركيا كما هو الماثل الآن ؛؛ و هكذا دواليك ولا يعرف أحد من أهل السودان حقيقة ما تقوم به حكومة الإنقاذ و هي تتخبط يمنة و يسرة في علاقاتها الدولية و الإقليمية و العربية كما من به مس من جن أو شيطان !! ■الكل يعلم بأن رفع العقوبات الإقتصادية عن السودان يعود و يرجع فضله إلى الدول الخليجية التي ناصبها هذا النظام العداء السافر قبل ذلك ؛ و أساء لها و كال لها السباب و الشتائم و تقرب وقتها إلى دولة إيران الفارسية نكاية بدول الخليج العربية !!.. فجهود المملكة العربية السعودية المقدرة و العظيمة ؛ و كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة هي التي أدت إلى رفع الحصار الجائر المفروض على أهل السودان .. الفضل في كل ذلك من بعد الله تعالى يعود لهما فقط لا لغيرهما و لهما خالص الشكر و التقدير و الثناء .. و مع كل ذلك فالموقف السياسي الماثل الآن من دول الخليج غريب و عجيب و مريب ولا يدعو للإطمئنان ولا الأمان !! ■من الذي تسبب في وضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب ، و القائمة و السارية حتى الآن بل و قد تم تجديدها حتى لا يمحوها النسيان ؛ و هل لذلك علاقة بإقامة أسامة بن لادن في السودان و كذلك إقامة الإرهابي كارلوس و العديد من أمثالهم و أقرانهم ؟! أم أن كل ذلك مجرد ظلم بلا سبب و بلا متسبب وبلا جريرة جناها أهل حكم الإنقاذ ؟! أم أن كل المطلوب منا فقط الإحتفاء و الإحتفال و التصفيق و الهتاف و التهليل و التكبير ؛ ولا يحق لنا أن نعرج على الأسباب و المسببات أو نأتي حتى على ذكرها و سيرتها ؟؟!!.. لماذا جاء أمر الجنائية الدولية و محكمة لاهاي و مطالبتها برأس الدولة و تحجيم حركته و شل حراكه ؟! أم أن السؤال أكبر من أن يطرح أو يثار ؟!.. يحدث كل ذلك ؛ و هو كفيل بزلزلة أركان قارة بأكملها لو كانت هناك معارضة وطنية فاعلة و حريصة على مصالح السودان و شعبه ؛؛ معارضة تمتلك ناصية الحق و الشجاعة و الإقدام و التضحية ؛ و نكران الذات الحزبية و الشخصية لتقود عملا وطنيا و نضاليا قائم على موبقات الإنقاذ و فواجع الإنقاذ و كوارث الإنقاذ التي أحدثتها في جسد الوطن و مواطنيه بلا هوادة و بلا رأفة و بلا رحمة .. ■المعارضة خشيت أن يدمغها الإعلام الحكومي الكذوب بصفة اللا وطنية فيدخلها حظيرة اللا وطنية فسارعت هي الأخرى إلى التصفيق و التهليل و التكبير و التطبيل دون أن تسأل و دون أن تقف دقيقة صمت حتى حدادا على الكوارث التي أحدثها هذا الحصار الأليم !!.. من المتسبب أصلا في هذا الحصار الإقتصادي الذي كان سببا في وقف حال السودان و أهله ؛ و في وقف مصالحه و كل صادراته ؛؛ و أدى إلى توقف معظم مصانعه و حرمان السودان من شراء قطع الغيار من الدول الأوربية و أمريكا .. ■المعارضة كانت لديها العديد من الفرص المؤاتية لتغيير هذا النظام و لم تفعل ؛ و لماذا لم تفعل فهذا سؤال تجيب عليه هذه المعارضة الهزيلة و الحائرة و التي تحولت الآن إلى خانة التحليل السياسي و الفكري ؛؛ و إلى النقد الباهت و الإنتقاد الخجول ؛ و تخلت تماما عن الفعل الوطني المؤثر لتغيير سياسات هذا النظام ناهيك عن تغيير النظام كما تشيع و تدعي ؛ و كما تتمنى و تتوهم ؛ دون أن تبادر أو تحرك ساكنا !!.. ■المعارضة كانت مشغولة بخلافاتها الداخلية منذ فترة التجمع الوطني الديمقراطي و حتى الآن حيث كانت القضايا الحزبية و الطموحات الشخصية هي الغالبة و هي الطاغية و هي الطافية على السطح و لم تكن القضية الوطنية المجردة و المبرأة من الحزبية و من الذاتية قائمة أو موجودة أو مقدمة على ما سواها .. المعارضة بكل أطيافها المدنية و العسكرية كانت ترنو دائما إلى جزرة الحكومة الموضوعة دوما على طاولة الجذب و الإغراء حتى تحولت تلك الجزرة إلى كيكة دسمة مغرية و جاذبة و شهية !!.. ■السياسة في السودان في حاضرنا الراهن قد أفسدت قيم و مثل و أخلاق معظم الساسة في الحكومة و المعارضة لأن جل الساسة قد أخضعوا الأخلاق لتقلبات و تحولات و تبدلات السياسة ففسدت القيم و المثل والمواقف ؛؛ و لم يخضعوا السياسة لثبات و نقاء و صفاء المثل و القيم و الأخلاق لإصلاح حال السياسة و ربطها بصالح الأداء و حسن التدبير و صدق النوايا .. ساسة يعانون أزمة قيم و مثل و فاقد الشئ لا يعطيه !!.. بل جل هؤلاء إما فاقد تربوي ؛؛ و إما فاقد مجتمعي منبوذ ؛؛ و إما فاقد دستوري في حالة حنق و إحتقان و عدم إتزان ؛؛ و إما فاقد قيمي و أخلاقي حتى لو تدثر برداء التعليم النظامي الجامعي ؛ و النوع الأخير هو الكارثة الساحقة الماحقة اللاحقة بالسودان و أهله على مر العصور و الأزمان !!.. لذلك فقد شهدنا في عالم السياسة اليوم ظهور المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة على كل الموائد و كادت أن تغيب فضيلة الحلال !! البعض يتحدث علنا بأن السياسة هي فن المكر و الخداع ؛ و فن الكذب و الغش و التدليس ؛ و فن - الفهلوة و التكتيك - و فن المراوغة و اللف و الدوران !!.. تجد السياسي و هو في صفوف المعارضة يصول و يجول ؛ و يزبد و يرغي و يثور ؛ و يزمجر محذرا و متوعدا الحكومة القائمة إذا حاولت رفع الدعم عن السلع و الخدمات ؛؛ و ترى ذات السياسي و ذات الثائر و ذات الشخص بعد أن دخل باحة المشاركة و الإستوزار و أصبح وزيرا و دستوريا ؛ تراه و تشاهده و هو يطالب الشعب السوداني علنا جهارا نهارا بضرورة تحمل رفع الدعم عن ذات السلع و عن ذات الخدمات حفاظا على أمن السودان و على إستقرار السودان و على إستقلال السودان !! و الشعب السوداني المغلوب على أمره و حاله يشهد و يشاهد هول هذا التحول ؛ و يقارن بين كلام الليل الذي يمحوه النهار فيستغرب و يتعجب ؛ و لكنه يعلم بأن الخالق غالب و الحال غلاب !!.. إنهم فعلا ساسة زمن الغفلة ؛؛ زمن التردي و الإنحطاط !! زمن اختلاط الحابل بالنابل و ضياع العباد و البلاد !!.. إنها حالة العبث السياسي و السياسة العبثية التي ظل يمارسها و يزاولها و يمتهنها هؤلاء المتنفعون دون أدنى وازع أو خوف من رب العالمين !!.. و نقول لهؤلاء جميعا بأن السودان ليس بالصحراء السياسية القاحلة ولا المهجورة حتى يزرعها هؤلاء الميكافيليون النفعيون المتمصلحون الجدد بثقافة النفاق السياسي التي لا سقف لها ولا قاع و هم يتقيأون و يتقيحون على الدوام كذبا و غشا و خداعا و تدنيسا و تدليسا !!.. ■المعارضة كانت ولا زالت تفتقد إلى المواقف الثابتة الصلبة و الصادقة الأمينة ؛؛ بل فهي على الدوام متأرجحة و متذبذبة و متراجعة ؛ و فاقدة للرؤية الموحدة و الجامعة ؛ و مفتقرة إلى البرامج الهادفة .. كل أحزاب المعارضة بلا إستثناء تفاوضت مع حكومة الإنقاذ بصورة حزبية منفردة و أحيانا سرية داخل غرف البيوت المغلقة و كأن الشأن السوداني و القضية الوطنية تخص حزب أو جماعة بعينها دون غيرها .. الإنقاذ إقتاتت على فرية التفاوض الكذوب ردحا من الزمان و هي تعلم بأنها خادعة ؛ و المعارضة تعلم بأنها مخدوعة و تعلم بأن الإنقاذ مخادعة ؛ و مع ذلك تجدها تسير في ذات الطريق بصورة حزبية منفردة و بعيدة و قاصية لتقتنصها و تلتهمها الإنقاذ منفردة ؛ أو لتقتنص و تلتهم ثبات مواقفها و هي واهمة و مخدوعة !!.. ■النظام كاد أن يسقط من تلقاء نفسه عدة مرات و دون حاجة حتى إلى عصيان مدني أو إنتفاضة شعبية ؛ و فجأة قد رأينا أن بعض قادة الأحزاب قد عملوا جاهدين و في وضح النهار على إسناد جسم الإنقاذ المترنح و الآيل للسقوط و بالعمل على إتكاله على حيطة الوطنية و شماعة العمل الوطني و حب السودان و حب من يحكم السودان حتى ولو بفوهة البندقية ؛؛ على إعتقاد و على توهم منهم بأن البديل غير هؤلاء الجبابرة سيكون أسوأ و أمر ؛؛ بل و شهدناهم قد اتحفوا أهل السودان بسلة من المبررات و الدواعي لذلك الإسناد الغريب و العجيب !!.. ■لكل تلك الأسباب فالمعارضة الماثلة أمامنا الآن غير مؤهلة و غير قادرة و غير جديرة بحكم السودان بل و غير جاهزة لذلك لأن جل الأحزاب السياسية الآن قد فقدت خيرة كوادرها و خيرة قياداتها التي استاءت من هكذا عمل و هكذا مواقف و هكذا تأرجح و هكذا تراجع و هكذا تذبذب و فضلت و استحسنت البعد و الإنزواء بعد أن تلاشى التنظيم داخلها و تعطل العمل المؤسسي الفاعل و المؤثر ؛؛ و انطمست ملامح القرار المؤسسي السليم القائم على تراتيبية المؤسسات و تسلسلها و الخاضع لإرادة و رغبة تلك المؤسسات ؛؛ فملئت الساحة للأسف بجوغة من النفعيين و الإنتهازيين و المتسلقين و حارقي البخور من الذين لا يملكون رؤية ولا روية غير التصفيق و التطبيل ؛؛ و جل هؤلاء بلا قاعدة و بلا قبول حتى على نطاق دوائرهم الجغرافية ؛؛ بل فهؤلاء ينظرون إلى العلاقة مع الإنقاذ على أنها فرصة ثمينة للإتفاق معها لمشاركتها السلطة و الثروة و السرقة ؛؛ و إقتسام فترة حكم إنتقالي مع حكومة الإنقاذ قد تطول إلى عدة سنوات ليكون هؤلاء على صهوة حصان المشاركة و الإستوزار الرفيع ؛ أو أقله على سنام بعير أصهب إذا تعذر ركوب الحصان الجامح السريع ؛؛ أو حتى على سرج ( حمار ريفاوي أو حتى دبلاوي ) إذا غلبت الروم و لم يتسن و لم يتيسر لهؤلاء غير ذلك مع كثرة المتشوقين المنتظرين !! فلا قشة مرة على الإطلاق في فم كل متأهب مشتاق منتظر شغوف ؛ يسيل لعابه للذة المضغ المنتظر !!.. ■الغريب أن هذه النوعية من البشر لم تكن على الإطلاق جزءا من الموقف الوطني المعارض للإنقاذ في فترة إحمرار خنجر الإنقاذ المسموم في سنينها الأولى إبان فترة بيوت الأشباح ؛ و إبان ملاحقة و محاربة كل ذي موقف وطني أصيل داخل و خارج السودان ؛ و إبان إغراق السجون و المعتقلات و بيوت الأشباح بالشرفاء في الداخل ؛ و إبان حرمان أهل المهجر من أبسط الحقوق و هو حق تجديد أو إستخراج جواز السفر ؛؛ و حظر دخولهم إلى وطنهم السودان لعشرات السنين و تجريد البعض حتى من الجنسية السودانية و من جواز السفر !!.. حينها كان العمل المعارض و الموقف الوطني المناوئ و المناهض لإنقلاب الإنقاذ بلا مغنم وبلا جزرة غير التهديد و الوعيد ؛ و غير التضييق و التكميم ؛؛ و حينها كانت جل الأصوات الزاعقة الناعقة الصائحة النائحة اليوم في منأى و في مأمن و في صمت رهيب لا تسمع لها دبيبا ولا ركزا !! ناهيك عن الضجيج و العويل و الصراخ و العواء الذي نشهده و نسمعه هذه الأيام !!.. الغريب و العجيب أن جل زبد اليوم و غثاء اليوم كان ضمن صفوف مسيرة ردع مايو الهزيمة حين قامت ثورة رجب إبريل المجيدة ؛؛ يوم باءت و بارت و خسئت و خسرت مسيرة ردع مايو الهزيمة و انتصرت ثورة رجب العظيمة ؛؛ و الشهود على كل ذلك أحياء يرزقون و في حيرة ينظرون !!.. ■البعض قد ضل الطريق و تاه في غمرة غروره و انشغاله بالوصول إلى غايته عبر كل الوسائل المشروعة و غير المشروعة ؛ فلجأ يائسا إلى إستدعاء موقظات الفتن لإشعال نيران و حرائق الإقتتال القبلي و العرقي و الإثني و الجهوي التي لا تبقي ولا نذر ؛ ظنا منه و بجهل و جهالة و قصر نظر بأن بقاءه و عيشه على رماد كل ذلك ممكن و سهل و ميسور !! ■ و بالرغم من قتامة و عتامة الوضع السياسي الراهن في السودان ؛ و مع اندياح حالة إنسداد الأفق السياسي التي يعيشها السودان الآن ؛ إلا أن ثورة الجوعى و المرضى لا تحتاج إلى قرار نخبوي ولا إلى إذن صفوي ؛ بل هي حالة إنفجار شعبي عارم قادم لا محالة بعد كل هذا المخاض الأليم و المرير و المعاناة القاسية التي يكابدها أهل السودان ؛؛ و لن تستأذن تلك الثورة أحدا قطعا !!.. *■نسأل الله القوي العزيز أن يأخذ بيد السودان ؛؛ و أن يلطف بأهل السودان ؛؛ و أن يكتب الخلاص و النجاة للسودان ؛؛ و أن ينزل الأمن و الأمان و السلام على كل بقاع السودان ؛؛ فهو على كل ذلك مقتدر و قادر و قدير ؛؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛؛ و حسبنا الله و نعم الوكيل ؛؛ و حسبنا و نعم الوكيل ؛؛ و حسبنا الله و نعم الوكيل ..* *بقلم* *مهندس/حامد عبداللطيف عثمان* 1 / يناير / 2018م عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.