رحلة البحث عن جراحين مهرة لانجاح لعملية السلام دارفور مازالت هي الفكرة المسيطرة على عقول و أفئدة الوسطاء الدوليين والمبعوثين الخاصين للسلام بالسودان،فكان يوم أمس ملئ باللقاءات بين د.التجاني السيسي مستشار منظمة الأممالمتحدة والمسئول من السلم والأمن وحاكم إقليم دارفور السابق في الديمقراطية الثالثة،وعراب السياسي لحركات التحرير حيث بدأت اللقاءات بينه والمبعوث الخاص للاتحاد الأروبي تروبين برايل في العشرة صباحا بمكتبه بمباني الأممالمتحدة ومكان انعقاد القمة الأفريقية،وركز اللقاء على كيفية تحريك قطار السلام بالدوحة من أجل تحقيق العملية السلمية بدارفور،والنظر في أمر توحيد الحركات المسلحة واقناعها بضرورة السلام لحل الأزمة الإنسانية بدارفور،لم يكن سلام دارفور وحده نقطة التشاور بل سير تنفيذ اتفاقية السلام فرض نفسه على الرجلين،والانتخابات أيضا أطلت برأسها،وأعتبر السيسي كل القضايا في الساحة السياسية تشكل محاور مهمة لحل أزمة السودان التي رهنها بحل الأزمة الدارفورية،لم تقف المشاورات مع السيسي بشأن ملف دارفور في محطة اهتمام مبعوث الاتحاد الأروبي،بل طرق المبعوث الأمريكي الخاص للسلام بالسودان اسكوتن غرايشن في الثانية ومن ظهر أمس أبواب مستشار الحركات المسلحة دارفور الكبرى الأسبق ، وتواصلت وتيرة اللقاءات التي ختمت باللقاء بينه ومبعوث الرئيس الفرنسي عيسى مارو الذي شدد على ضرورة احياء عملية السلام بالدوحة،كما جلس معه في يومي الجمعة والسبت مايكل أنيول مبعوث رئيس الوزراء البريطاني،وزيد الصبان مبعوث الجامعة العربية بالسودان المقيم بالقاهرة،وهذا الحراك بشأن دارفور يقول شكل المبعوثين الخاصين بأجسادهم حضوراً أنيقاً في اجتماع الرابع عشر للاتحاد الأفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا إلا أن عقولهم وأعينهم ظلت تبحث بدقة من خلال تزاحم القضايا عن معالم الطريق لتحريك قطار الدوحة،الذي وقف عند محطة العلاقات العامة كما ووصفه غرايشن بلقاء العلاقات العامة حينما بدأ اليأس يتسرب إليه،إلا أنه يبدو مجتهدا لمكافحة اليأس عله يعين الواسطة الأفريقية بوضع النقاط على الحرف فبدأ يمسك بخيوط اللعبة فكان لقاءه المطول بالسيسي الذي كادت أن تكتمل له صورة الاشياءبعد أن نظم اجتماع تحضيري لملقى قيادات الفور بأديس ونصب فيه السيد إبراهيم دريج حاكم أقليم دارفور رئيسا للآلية التحضيرية للملتقى الذي يرمي لتوحيد الحركات وخاصة مجموعات حركة التحرير،وتوحيد قبيلة الفور التي أكد للقاء استحالة تحقيق السلام بدونه وخاصة أن العديد من قيادات الحركات التحرير تنحدر منها،ولم يكن لقاء السيسي وغرايشن وليد الصدفة بل خلقته الاجتماعات المكثفة التي تجريها بعض الفصائل مع السيسي خاصة مجموعة ليبيا التي اتخذته مرجعية وصارت تستشيره في كافة خطواتها،ورشحت المعلومات أن الدوحة تنتظر الرجل ليضع خارطة الطريق لمجموعة ليبيا التي تضم(7)فصائل للتحرير،ولكن يبدو أن للسيسي قراءة ترجح وحدة الحركة على كفة البدأ في العملية التفاوضية وهذا ما أقره الاجتماع التحضيري لقبيلته باعتبار أن الأولى أي وحدة الحركات يشكل الوقود لحريك ماكينة السلام وأن تجربة أبوجا أكدت أن الموقف المشتت للحركات في أبوجا أفرغ القضية من محتواها وجعل كفة الحكومة هي الأرجح عند المجتمع الدولي بسسبب انقسام مواقف الحركات الذي يوازيه موقف الحكومة الموحد في أبوجا فكان انطباع المجتمع الدولي عن الحركات سالب الأمر الذي دفعه للضغط على الحركات لتوقيع فكان أركو مناوي ضحية ذلك الضغط بعد أن فشلت الاتفاقية في وقف الحرب بل زادت وتيرة العنف بنشاط السلاح بالأقليم فكانت جبهة الخلاص،وغزو أمدرمان،و واستهداف منظمات المجتمع الدولي من قبل المتفلتين وقطاع الطرق. الدوحة تتحدث عن نفسها وتقول أنا هنا من خلال المشاورات بين الوسطاء وأطراف النزاع التي تتحدث سراً بأن فكرة التفاوض لم تخمور بعد بالرغم من وصول وفد الحكومة ووجود ممثلي حركات دارفور الذين هم على علم بأن صفارة الانطلاقة لم يحن موعدها لكونها مازالت تتلمس الطريق نحو الوحدة، أ والدخول للمفاوضات بموقف موحد كأسوء الفروض ولكن الحراك العنيف الذي بدأه غرايشن قد يدفع الحركات نحو التمساك خاصة إذا شعرت أنه أقرب للحكومة لإستيائه من مواقفها التي قد تدفع المجتمع الدولي للتركيز على المجتمع المدني إلا أن الموقف نفسه قد يزيد من تعقيد الأزمة،الجميع في حالة ترقب وانتظار لمن يرمي الحجر لتحريك أمواج التفاوض. fatima gazali [[email protected]]