ومنذورة ! ! كل لحظة شعر وميلادي اغنية ..أو شجن لهذا الوطن معمدة !! كل لحظة رعشة حب وكل ابتسامات هذا الزمن ومنذورة !! كل ايام عمرى فما كان منها .. وما لم يكن لهذا الوطن !! فى هدوء وصمت وكما يرحل الكبار غالبا رحل الفارس الجسور عبدالحفيظ عباس ، لبى نداء ربه بعد حياة حافلة بالنضال والبذل والعطاء لتبدأ بعد موته ذكراه عطره تتحدث عن نفسها من خلال رحلة عمره القصير .. التقيته ونحن فى ربيع العمر فى القاهرة واسمرا ، حيث التقيت صلاح جلال ودكتور صديق بولاد ومهدي داؤد والسيد مبارك المهدى ، وكنا نعمل سويا من أجل التغيير وكان فارسنا وحادينا واخانا الاصغر ، ظل يبشر الشعب السودانى من إذاعة التجمع فى اسمره بأن فجر الخلاص آت لا محاله .. فاذا كانت المهدية هى المدرسه الفكرية الاولى التى صقلت شخصيته من خلال أطروحات الحبيب الإمام الصادق المهدى ، والتى كان معتزا ومليئا بها ولا يتردد أن يرد مزهوا على اصدقائه باقان اموم وياسر عرمان حينما اشتد الخلاف بين الامه والحركة الشعبية فى اسمرا ، ان جيلنا الذى تربى فكريا على الفكر الوسطى لن ينحني ولن يساوم على مبادئه ، نحن نمثل القوة الناعمة .. فالذاهبون إلى الفجيعة انتم .. لقد تدرب على اتباع النهج المهدوى فى النضال والمقاومة على يد الحبيب الأخ مبارك المهدى والمرحوم عمر نور الدايم ، فكان أحد قادة جيش الامه الميدانيين المصادمين ، ما بين القلم وظلال السيف ادرك ان الوطن كيان مستقل الا انه يجد معناه ويتجسد فى الناس، لهذا عندما اتيحت فرصة للعقل والحوار أنخرط فى الحوار بكل صدق المؤمن وكبرياء الثائر .. كان لطيفا مرحا ،محبا للسودان، محبا للاطلاع كعادة أبناء جيله، واذكر انه كان مولعا بالأدب الوجودى اللا منتمى وضياع سوهو ، وكان يتفهم العلاقة بين سان سيمون وسيمون ديسفوار ، ولقد عرفت ذلك من خلال مداخلته معلقا على الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع المصرى فى ندوة ثقافية أقيمت فى مركز ابن خلدون بالقاهرة ، فأدهشنا ورفع رأسنا . كان المرحوم محبا لصديقه الراحل الشاعر عبدالله محمد زين والذى كان ساخرا ، ومن خفشات عبدالله محمد زين انه كان يسمى المرحوم عبدالحفيظ بالانصارى الصفوفى ، ويسمى محمد محمد خير بعضو الحزبين الكبيرين ، ويسمى دكتور فاروق البدوى سلاطين لأنه انصارى ابيض ، وكان يسمى احد وزارئنا السابقين بالكذاب العصامى ، كان المرحوم يردد هذه الخفشات وهو يضحك ، عليهما الرحمه . بفقده هو وعمر نور الدائم والشيخ مردس علمتنا الحياة كيف نتصالح مع الموت .. عليهم الرحمة .. واردد مع الشاعر ( وكيف أحيا وتحت الأرض اوردتى ... وفى التراب من الأحباب لى وطن ) ... انا لفراقك يا عبدالحفيظ لمحزونون . صادق التعازى للحبيب مبارك الفاضل المهدى وعضوية حزب الأمة وكيان الأنصار .. ولاسرته وعشيرته فى كوستى .. جماع مردس عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.