تعتبر اثيوبيا احدى دول حوض النيل والقرن الافريقى التى توثر وتتاثر بما يدور من احداث على مستوى المنطقة اقليميا ودوليا فى منطقة تمثل بعدا استراتجيا هاما لارتباطها بممرات مائية تربط شمال العالم بجنوبه مما ادى الى اهتمام وتكالب الدول الكبرى لوضع موط قدم فى المنطقة وبسط نفوذها السياسى والعسكرى فى المنطقة . موخرا تناقلت وسائل الاعلام الاقليمية والدولية تصريحات مفاجئة لرئيس الوزراء الاثيوبى ابى احمد فى الموتمر الصحفى الذى عقد بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا من وجود مشكلات تصميمية فى سد النهضة تعوق دون اكماله فى الفترة المحددة متهما شركة المعادن والهندسة التابعة للجيش الاثيوبى بتسببها فى تاخير لا لزوم له فى مشروع سد النهضة وعدم وجود الخبرات لاكمال السد من جانب الشركة المنفذة احدثت تلك التصريحات مفاجاة غير متوقعة للمتابعين والمراقبين لخطوات دراسات وسير تنفيذ مشروع سد النهضة وموقف اثيوبيا القوى فى مباحثات ومفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث السودان ومصر واثيوبيا منذ الرئيس الاسبق ملس زيناوى والرئيس السابق ديسالين توجا باتفاق ثلاثى عرف بمبادى سد النهضة بحضور روساء الدول الثلاث الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبى ديسالين والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى مما احدث فتحا جديد فى مجال التفاوض والمباحثات لحل كافة قضايا ومشكلات دول حوض النيل . يمكن قراءة تصريخات رئيس الوزراء الاثيوبى فى تصريحاته الاخيرة بشان سد النهضة بعدد من الاحداث الى مرت بها منطقة حوض النيل ومنطقة القرن الافريقى موخرا والتى من بينها 1. التحالفات فى المنطقة والعلاقات المتطورة بين الاماراتواثيوبيا وربطها بالعلاقات المتينة والقوية بين دولة الامارت والدولة المصرية موخرا ضمن التحالفات فى المنطقة والتى ربما لعبت دورا فى التاثير على بط المباحثات والمفاوضات بين الدول الثلاثة ومحاولة ربطها بين الجانب المصرى والاثيوبى وتهميش الجانب السودانى عن طريق دول اقليمية لها مصالحهاالايدلوجية و السياسية والاقتصادية فى المنطقة ولايخفى الدعم الاماراتى والذى بلغ (3) ملايين دولار كمساعدات واستثمارات لدعم الاقتصاد الاثيوبى . 2. الاستقرار الاثيوبى الارترى والاعلان المشترك بين الدولتين من اجل السلام والصداقة والذى تم توقيعه موخرا بصورة مفاجئة بعد زيارة الرئيس الاثيوبى ابى احمد الى ارتريا ورد الرئيس الارترى افورقى الزيارى الى اديس ابابا مما يودى الى اطمئنان الجانب الاثيوبى وتامينه من ناحية ارتريا فى اتخاذه قرارات انفتاحية داخلية واقليمية والاستفادة من ميناء عصب وتشغيله من اجل الصادرات الاثيوبية . 3. التقارب الاثيوبى والمصرى موخرا والمتمثل فى الزيارات العالية المستوى للقيادة المصرية الى الدولة الاثيوبية تحت غطاء التعاون الاقتصادى بين البلدين وكذلك زيارة القيادة الاثيوبية للقاهرة ولا يخفى التطرق الى مشروع سد النهضة والمحاولات لابعاد الدولة السودانية من مباحثات ومفاوضات مشروع سد النهضة ولا تخفى زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا خلال اليومين الماضيين والرسالة الشفهية من الرئيس المصرى لنظيره الاثيوبى حول تطورات مشروع سد النهضة . 4. مقتل مدير مشروع سد النهضة( المهندس بيكيلى) والذى اشرف على العديد من السدود الاثيوبية والذى يعتبر خازن لاسرار ومفاتيح مشروع سد النهضة والغموض الذى صاحب مقتله بعد حديثه وتفاوله بانجاز مشروع سد النهضة وتقدم العمل فى جميع مراحل المشروع واتهامات جهات لها مصالح فى عدم تقدم العمل فى سد النهضة وحتى لو موقتا وذلك باثراء الاضطرابات والاتهامات فى الدولة الاثيوبية لاعاقة العمل فى السد . ثمة متغيرات ستطرا على الوضع بعد حديث رئيس الوزراء الاثيوبى ابى احمد عن تاخر العمل فى سد النهضة من بينها 1. التشكيك فى سير العمل فى المشروع والحديث المتكرر للقيادة الاثيوبية بتقدم العمل فى كافة المحاور الميكانيكية والمدنية للمشروع وقرب الانتهاء من معظم الاعمال 2. اتهام جهات اقليمية ودولية واصحاب المصلحة فى عرقلة تقدم العمل فى مشروع سد النهضة ولو لفترة زمنية بل السعى على عدم قيامه نهائيا باثارة الاضطرابات والقلاقل فى الدولة الاثيوبية لصالح جهات اخرى 3. اللعب على التحالفات الاقليمية والدولية اى تدويل قضية مشروع سد النهضة ودخول لاعبين جدد فى المنطقة ودورهم التاثيرى على دول الاقليم خاصة اثيوبيا لصالح جهات اخرى . 4. الموقف الثابت والقوى للدولة السودانية تجاه القضايا والتحالفات فى منطقة حوض النيل والقرن الافريقى باعتبار ثقل الدولة السودانية من ناحية موقعها الاستراتيجى وتاثيرها فى المنطقة وعدم تجاوزها فى اى معادلات فى مشروع سد النهضة بل فى اى مشروع يخص منطقة حوض النيل والقرن الافريقى . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.