شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع وهي تتفاعل مع زوجها الذي ظهر وهو يرقص ويستعرض خلفها    ضياء الدين بلال يكتب: نصيحة.. لحميدتي (التاجر)00!    ناس جدة هوي…نحنا كلنا اخوان !!!    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    شاهد بالصورة.. شاعر سوداني شاب يضع نفسه في "سيلفي" مع المذيعة الحسناء ريان الظاهر باستخدام "الفوتشوب" ويعرض نفسه لسخرية الجمهور    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    مصر والأزمات الإقليمية    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية: دمج جميع القوات الأخرى لبناء جيش وطني قومي مهني واحد اساسه القوات المسلحة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    عقار يلتقي مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة    الداخلية السعودية تبدأ تطبيق عقوبة "الحج دون تصريح" اعتبارًا من 2 يونيو 2024    دورتموند يصعق باريس ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيدلوجيا الدينْ (19- 20): مُعضِلة المَعرِفة والتفكيرْ: طريق المعرفة بين العلمانية والإلحاد .. بقلم: د. عثمان عابدين عثمان
نشر في سودانيل يوم 08 - 11 - 2018

نظمت أمانة التزكية بقطاع الفكر، بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ندوة بعنوان "مفهوم الحرية والإنحراف الفكري" حضرها لفيفٌ من علماء الدين وأساتذة الجامعات. في معرض مشاركته في الندوة تناول د. جابر عويشة، مدير المجلس الأعلى للدعوة بولاية الخرطوم، نتائج البحث الذي قام به مركز الاستشراق الدولي، بالخرطوم، عن حالات الإلحاد وسط الشباب وطلاب الجامعات. وحتي نتمكن من التعرف علي طبيعة سؤال البحث الإفتراضي والطريقة التي تم إختيارها في جمع وتحليل المعلومات وإستخلاص الإستنتاجات، حاولنا الحصول علي تفاصيل أو ملخص للدراسة، ولكننا لم نتمكن من ذلك، ولذلك إعتمدنا، في مقالنا هذا، علي المعلومات التي تناول بها د. عويش نتائج والأخرين البحث بالنقد والتحليل (1)؛ (2).
سَعَتْ الدراسة، التي تمت في الفترة ما بين اكتوبر2017 ويوليو 2018، لمعرفة أسباب ‘الإنحراف الديني' وإذا ماكان هناك جهات منظمة تقف من وراء ظهورها، بالأضافة لتقدير توقعات مآلاتها المستقبليه. شمل البحث إحدي عشر جامعة، كلها تقع بولاية الخرطوم، وفيها إستهدفت الشريحة العُمْرِية ما بين الستة عشر والإثنان والثلاثون ربيعا. توصلت الدراسة لرصد 1,200 حالة إلحاد أكثرها وسط الطلاب الوافدين من أوروبا والخليج، وخاصة المنتمين منهم للكليات التطبيقية. من مجمل الحالات المرصودة تمت ‘إستتابة' 928 حالة. في تناوله لنتائج البحث، وصف د. عويشة حالات الإلحاد بين الشباب وطلاب الجامعات ب‘الإ نتشار'، ولكنه إستدرك بقوله أن الإلحاد لم يرتقي بعد لمستوي وصفة ‘بالظاهرة'، ليختتم مداخلته "بدق ناقوس" الخطر والتنبيه للحوجة إلى عملية "الوعي والإدراك".
د. نوال مصطفى، عضو أمانة التزكية بالمؤتمر الوطني، أقرت بتعرفها علي ظاهرة الإلحاد في "فضاءات المجتمع السوداني" العريض، ولكنها، أيضا، عايشتها عن كثب في معاشرتها لأبناء قيادات الصف الأول من الاسلاميين والنافذين في دَواوين السلطة والقابضين علي مفاتيح دواليب سياساتها وقراراتها. إعترفت د. مصطفى بدور الحركة الإسلامية في إنتشار الظاهرة وإتهمتها بالتكلس وجمود الفكر، ولذلك طالبت بانشاء مراكز لتداول الرأي والفكر. في نفس المنحي، أكدت د. انتصار أبو ناجمة، رئيسة قطاع ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ بحزب المؤتمر الوطني، علي تحمل بعض من مسؤلية مما رأته نتيجة معاكسة لمشروع دولتهم الإسلامية، ورأت أن السبب الرئيسي في ذلك هو طريقة التربية والتنشئة في إطار الأسرة والحماية الزائدة التي يسبغها ألأباء علي أبنائهم؛ لتقول في ذلك "هناك مشكلة في تربيتنا نحن أديناهم حماية زائدة ولا توجد ضغوط".
أما محمد سليمان الأمين، الأمين العام السابق لمنظمة الدعوة الاسلامية، فقد رفض تحميل الحركة الإسلامية مسؤولية ظاهرة الإلحاد في المجتمع بدعوي أن الشباب يملأون المساجد، بالإضافة إلي أنه قلل من أهمية الرأي الأخر، المعارض، في نقض تجربة الأسلام السياسي، وذلك بقولهِ "حتي لا نفرغ مشروعنا من محتواه مهما تكلم الناس". أما د. محمد حسين فقد إعتبر وجود ظاهرة الالحاد والفساد، في عهد الدولة الإسلامية، أقل خطيئة من من قتل "حفيد الرسول"، في أشارة لمقتل خليفة المومنين، علي أبن طالب، علي يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم.
رفض د. عصام البشير، رئيس مجمع الفقه الإسلامي السابق، منع الشباب من إبداء رأيهم في الأسئلة الوجودية بحجة أن "القرآن كتاب حاور الله فيه إبليس والجن والأنبياء" وطالب بتوفير المناخ الملائم للحوار، ولكن "المدعوم بالأدلة حتي يمكن محاصرة الإلحاد ومنع تحوله إلى ‘ظاهرة'". إسترسل د. البشير في قوله ليتَصوَّر الحل في تشكيل لجان لمراجعة مناهج الثقافة الإسلامية علي الرغم من علمه بفشل مثل هذه اللجان في السابق من أيجاد حلول، ناهيك الناجعة منها. وأضاف "نحن دعاة ولسنا قضاة" كمدخل لإستبعاد تكرار تجربة هيئة الأمر بالمعروف والمنكر السعودية، وفي المقابل اقترح طواف فرق "دَعويَّة-إنشادية" على مناطق تجمعات الأسر، ولكنه إشترط أن يكون للدعاة القدرة علي مقارعة الحجة بالمنطق والبراهين العلمية والابتعاد عن لغة الأقصاء والتكفير. علي الرغم من قناعته قال د. البشير بمراجعة تجربة الدولة الإسلامية برمتها، إلا أنه إعتبر الاعتقاد بأولية أهمية الدولة من "أكبر أخطاء الفكر الإسلامي المعاصر" وأن الإهتمام بالمجتمع يأتي في المقام الأول؛ ففي تقديره "الدولة تذهب وتأتي".
أورد دكتور محمد حسين ملخص ورقته "الإلحاد في السودان: الأسباب والعلاج" كمدخل للمشاركة في النقاش الدائر. فالملحد، في تصور د. حسين، يكون ‘ملحداٌ إيجابياٌ' إذا أنكر بالكامل وجود الخالق، و‘سلبيا' أذا إتخذ موقفا رماديا من وجوده- فهو لايعترف ولاينكر وجود الخالق في آن واحد. أما ‘الملحد الرضوي' فهو من يُقِرْ بوجود الخالق، ولكنه ينكر وجود الوحي والرسل والأنبياء. في معرض مداخلته، إتهم د. حسين "نظريات الإلحاد الجديدة" بالسعي للتخلص من الأديان وقام بربطها بالفكر الشيوعيي واليساري وشكَّك في نتائج دراسة معهد قالوب الأمريكي التي قدرت نسبة الإلحاد في السودان ب 5،2 % بحجة عدم معقولية أن يكون عدد الملحدين مليونا من مجمل عدد 40 مليون نسمة.
أمَّا د. برير سعد الدين فقد وصف الخطاب الدعوي في المساجد بالسطحي وإتهمه بالبقاء أسيرا لفكر المودودي، في إشارة لمذهب أبي العلاء المودودي، مؤسس الجماعة الإسلامية في الهند وصاحب فكرة ومشروع إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، بالسعودية. أضف إلي ذلك إتهامه للمعالجات والمراجعات الفكرية بالقصور في الإرتقاء لمستوي تحديات العصر من شورى وإنتخابات ووسائل تواصل إجتماعي. وبعد كل ذلك أرجع، د. سعد الدين، ما أسماه ب-"أسباب التنافر العلمي" لتجاهل اليونسكو ل-‘معرفة الوحي(1)' وإعتبار ‘العقل(2)' المصدر الوحيد والحصري لكل أنواع المعرفة.
في معرض تعليقها علي مخرجات الندوة وصدمة الإسلاميين بإكتشاف غربتهم عن عين المجتمع الذي أتو من أجل صَلاحِهِ وتقواه، قالت الكاتبة سعاد الخضر، في مقالها بعنوان "الإسلاميون والإلحاد: جدل متجدد وحقائق مثيرة" والمنشور بصحيفة الجريدة، بتاريخ 6 أكتوبر، 2018: "الملاحظ أن الحوارات التي دعي إليها الإسلاميون لمعالجة الإختلافات الفكرية دائماً ما تنحصر في التيارات اليمينية مما يجعلها حوارات موغلة في الذاتية." وأضافت، "وكأنما استيقظ الإسلاميون من نوم عميق ليكتشفوا أن ثمة مسافات عميقة تحول بينهم وبين التيارات الأخرى (1)".
أما الكاتب محمد وداعة، فقد عَلُّق في مقاله المعنون "إسلاميون ملحدون" والمنشور بتاريخ 7 أكتوبر، 2018، بنفس صحيفة الجريدة، بما يلي: " وجود ملحدين من أبناء الإسلاميين يمثل أكبر دليل على فشل المشروع الإسلامي وفشل التربية من بعض غلاة الاسلاميين داخل بيوتهم، ناهيك عن تلقين العامة أحاديث لا معنى لها و يكذبها واقع سلوك الاسلاميين في فسادهم و تسلطهم و قهرهم للمواطنين واذلالهم." وأضاف، " حدثني أحد الشباب الملحدين بأن والده القيادي الاسلامي غير متدين، لا يصلي الصلوات فى مواقيتها ويعاملهم كأنهم موظفين لديه، وأنه أهمل والدتهم بعد زواجه الثالث ولا يعدل بين زوجاته وابنائه وبناته. وآخر، والده شهيد وحافظ للقرآن عن ظهر قلب، تحول الى ملحد و كانت نفسه تراوده فقرر الذهاب للحج عسى أن تطمئن نفسه للايمان، فرجع أكثر تشدداً في الالحاد. و قال : ‘إنه رأى في قريباً له من قيادات الاسلاميين نفاقاً لا يمكن ان يصدر عن انسان سوى رغم انه يجلس على مليارات الجنيهات وعشرات العقارات وأرصدة بالعملات الحرة في الخارج وقد رآه يزجر اقربائه طالبي المساعدة مرات عديدة، و ينتهر طالبي الحاجة من السائلين على باب سيارته أو في بيته، و لا يخرج الزكاة و يتهرب من الضرائب و يتبرع للمؤتمر الوطني و يعتمر و يحج في كل عام. وإختتم بقوله: ‘أصبحنا أسرة مكروهة يتجنبها الناس' (2)".
أسسنا بهذه المقدمة تسليط الضوء علي آليات المقاربة والتحليل التي إلتزمنا بها في منهج كتاباتنا في نقد آيدلوجيا الدين، عموما، ودولة الإسلام السياسي في السودان، خصوصاً. فبالإضافة لمعيار ‘معرفة الوحي'، أثار نقاش الإسلاميين لنتائج بحث مركز الاستشراق الدولي عن ظاهرة الإلحاد بين الشباب، موضوع المعرفة التي ينتجها ‘البحث العلمي-التجريبي(3)' والنظم والقواعد الصارمة التي تحكم كيفية إستخلاص الحقائق من بين متون الأرقام والملاحظات وقرائة نتائجها ومسببات فرضياتها. وأيضا أثارت الندوة مفهومي ‘الردة والإستتابة 'وتسائل بعض المشاركين في الندوة عن طبيعة العلاقة بين فساد الأخلاق ونظام الدولة الإسلامية وطبيعة مناهجها التربوية والتعليمة (3).
في مقالنا المنشور بصحيفة سودانايل، بتاريخ 9 مارس 2018، بعنوان: " مظاهر و تجليات أسلمة المعرفة في مناهج التربية والتعليم في السودان (4)" تعرضنا للمحاولات الغير رسمية لأدلجة المناهج الدراسية في نظام التعليم السوداني. في مقال لاحق سنتناول العلاقة الشائكة بين الدين والأخلاق. أما في المقال الذي بين أيدينا فسنقوم بتناول تعريف ‘مفهوم الإلحاد' وطبيعة ‘الحقيقة العلمية' وصور تجلياتها في عقل الإسلام السياسي. وأيضا سنتطرق لمفهومي الردة والإلحاد من منظوريهما المعرفي - الإبسيمولوجي. أما أداة اللغة فسنقوم بإستعمالها لفهم وتحليل مغالطات المنطق الواردة في خطاب المشاركين ودرها في أدلجة وتغبيش المعرفة المُراد إيصالها للناس.
تناول مفهوم ‘الحقيقة العلمية - التجريبية' يتطلب شرح وتعريف بعض المفردات الإصطلاحية والإفتراضات العلمية المتفق علي أستعمالها في طرق الوصول للحقيقة العلمية. ف‘مبدأ الشك'، الذي يصاغ في شكل تساؤل أفتراضي، ومفهوم ‘نسبية الحقيقة' الذي يُعَبَّر عنه ب‘إفتراض العدمية'، يمثلان المفهومان اللَّذان بدونهما لايقوم أويستوي أي بحث يدعي أي قدر من التجربة الموضوعية. بهكذا فهم، يمكن تَصَوُّر، ليس فقط وجود الحقيقة الموضوعية ونقيضها في آن واحد، ولكن أيضا مفارقتها الصريحة لمعرفة حقيقة العقيدة ذات اليقين السَّامي والمُتَناهي. (5).
‘التعريفات، في حد ذاتها تمثل مستوي من المستويات العالية لمعرفة المفاهيم(6)، وذلك لتفريقها للحقائق والتقارير المعرفية علي حسب قربها أو بعدها من جنس المصلح وما يميز نوعه، بلغة مرادفة، بليغة ودقيقة. فالتعريف هو عبارة عن بيان يتضمن جميع السِّمات الأساسية للموضوع الخاضع للشرح والتوضيح. على النقيض من ‘التعريف الإسهابي' الذي يوضح المفهوم أو الكيان من خلال إدراج مرجعيات الإثبات، يحدد التعريف ‘المنطقي-مفاهيمي'، شروط الضرورة والكافية للصفات الأساسية و يقوم بتضييقها عن طريق التمييز بين خصائص أوجه التشابه والاختلاف. علي سبيل المثال، لا الحصر: تعريف مفهوم ‘الأعزب' هو ‘الرجل غير المتزوج'. بمقاربة التعريف ‘المنطقي- المفاهيمي' يكون هذا التقرير ضروري لانه لا يمكن وصف الشخص بالأعزب مالم يكن غير متزوج، وكافي لان الرجل غير المتزوج يكون بالضرورة أعزب. أما بمقاربة التعريف الإسهابي، فكلمة أعزب تضمن سرد جميع الرجال غير المتزوجين في العالم. إذا كان للتعريف أن يقود إلي معرفة جديدة، وجب أن يكون شاملاً في إستقرائه لجنس الموضوع، وفي نفس الوقت حصري في إستنتاجه لنوعه. بالإضافة لتلبية لشروط ضرورة وكافية جنس ونوع التعريف، وجب، كذلك، علي التعريف أن يتجنب استخدام المصطلحات الغامضة، حَمَّالة الأوجُه، التي لاتفيد غرض التوضيح أوالشرح.
قارب المشاركون في النقاش، الذي دار، مصطلح ‘الظاهرة' من منطلقات معرفية ضبابية، غير محددة المعالم، مما خلق ربكة في قرائة ما توصل إليه البحث وأثَّرَ سلبا علي تحليلهم وقرائتهم لنتائج البحث. فالمعني الحرفي، المجرد، لمفهوم الظاهرة هو أنه حدث أو ظرف غير عادي. أما الظاهرة الاجتماعية أو الثقافية فهي تمثل مجموعة القيم والسلوكيات الجديدة - المكتسبة التي تتخلق نتيجة لتفاعل المجتمعات الإنسانية أو غيرها من تجمعات الكائنات الحية، الاُخري. أما في سياقها البحثي، العلمي، المتفق عليه، فهي تمثل الملاحظة المجربة لحدث أو وجود إجتماعي أو طبيعي في زمان ومكان محدد .
الفلسفة المعرفية التي تقف من وراء فرضية العدم تماثل المبدأ القانوني لقرينة البراءة. فالمُدَّعىْ عليه بريئا بحكم أن الإدِعاء لم يرفض برائته لحين البرهان بالأدلة علي ما إرتَكَب من خطيئةٍ. وبطريقة مشابهة تَفْترض فرضية العدم غياب الظاهرة، قيد الدراسة، لحين إثبات العكس والبرهان علي وجودها بالقرينة الإحصائية. ولكن مفاهيم العقيدة والدين ودرجات الإيمان هي مفاهيم بنيوية - غيبية - مركبة من الصعب ملاحظة وقياس وجود الفرق نوع وجنس اقعها المعاش. فعلى النقيض من حالة مفهوم ‘الموضوع العيني' الذي يوجد مستقلا عن العقل، فإن ‘المفهوم البنيوي' يمثل حالة مثالية، غير عينية، توجد فقط في عقل الشخص المُتَصَّور لذلك. وهكذا يكون المفهوم البنيوي إفتراض معرفي من غير الممكن ملاحظة كينونته، مباشرة، في الواقع المعاش. ولذلك، إذا اُريدَ معرفة حقيقته، يتعين التحقق منها في دراسة موضوعية، علمية - تجريبية تمكن من ملاحظته وإعادة أنتاجه وتعريفه. (6).
تعتبر نتيجة البحث ذات دلالة إحصائية عندما يكون من المستبعد حدوثها بمجرد الصدفة وإذا أمكن القبول بتعدد عامل تكرارها أوإحتمال إعادة إنتاجها. عدد مرات تكرار أو إعادة إنتاج الحدث أو الظاهرة يترجم في النتيجة النهائية للبحث إلي دلالة إحصائية تشير إلي وجود الحقيقة أو عدمها. أما مستوى القيمة الحسابية للدلالة الإحصائية فتعتمد على نوع الدراسة موضع البحث، والتي يجب تحديدها قبل جمع البيانات الأولية لتفادي عملية التحيز في أخذ العينات أو تركيب جداول المقارنة أوالحساب. وجود الدلالة الإحصائية، في حد ذاته، يشير إلي وجود الظاهرة كحقيقة نسبية، في كل حال، وعدمها ينفي وجودها، نسبياً كذلك. وقبل كل ذلك يستند إستنتاج المعرفة العلمية على ‘التعميم الاستقرائي' للعينات العشوائية الممثلة للظاهرة قيد الدراسة. ولذلك، للتأكيد علي الحقيقة الجديدة وجب أقصاء أية مقاربة تحتوي علي عناصر ‘إستدلال إستنتاجي'، وذلك لإحتواء بنيته علي معرفة مُسْبَقة تَتداخل مع أدوات معرفة المُسلَّمات واليقين. وغني عن القول بأن المعرفة الجديدة، المستقاة، دائما ما تكون أسيرة معطيات غير ثابتة تؤكد حقيقة إطلاق نسبيتها، مما يستوجب إعادة التحقق من صحتها علي ضوء معطيات الواقع الجديد الي يمكن من قرائة إتجاه مسارها صوب معرفة الحقيقة. بكهذا فهم ومقاربة، كنا نتوقع أن يكون تناول المشاركين في الندوة متسق ومتماسك لمفهوم ‘الظاهرة' لأهميته في التمكين من قرائة المعلومة بطريقة صحيحة. ولكن، الشروع في مناقشته طبيعة الإلحاد، والإجتهاد لإيجاد الحلول المناسبة له، يشير إلي قبول المشاركين بتجاوز ظاهرة الإلحاد لمرحلة التساؤل والفرضية وإرتقائها لمستوي حقيقة الواقع، وإلا لما كان موجوداً في الأصل ولزم عدم التطرق له، من الأساس. فمن العبث إضاعة الوقت في مناقشة أسباب مشكلة إفترضية لاوجود لها.
بالإضافة ألي أنه لم تقوم الحاجة العلمية لتعريف علمي لمفهوم ‘الإنتشار' ليقف في محاذاة مفهوم ‘الظاهرة'، فإن تبني د. جابر عويشة لوصف ظاهرة الإلحاد بالإنتشار أوقعه في نصب حبال ‘مغالطة التوسل بالسُّلطة العلمية' فقام بالتسليم بصحتها لمجرد صدورها من مركز الاستشراق الدولي، ليتجاهل بذلك ضرورة إعمال عقله الحر في فحص وتحليل حقائق الدراسة العلمية التي بين يديه. عثرة د. عويشة المعرفية، ووقوعه في قبضة تسلط المعرفة، دفعت بعض المشاركين، من بعده، والواقفين علي أرصفة الطريق، للقفز في عربة السيرك المتسارعة من أمامهم والرحيل في ركاب الأكثرية الراضية – المتجانسة والمتوافقة الآراء.
علي الرغم من أن البحث الذي إجراه معهد قالوب الأمريكي قدَّرنسبة الإلحاد في السودان ب 5،2 % وإعتبر ذلك كافيا للتدليل علي وجوده الفعلي، شكَّك دكتور محمد حسين في النتيجة بحجة إنطباعية تتلخص في "عدم معقولية أن يكون عدد الملحدين مليونا من مجمل عدد 40 مليون نسمة". في نفس إطار تناوله لنتائج البحث، ربط دكتور حسين ظاهرة الإلحاد بالفكر الشيوعيي واليساري وإتهمه بالسعي للتخلص من الأديان. فكل اللوم، هنا، ينصب علي الأخر، الغير مسلم. ولذلك كان الإنحياز المعرفي إنتقائيا في وقوفه مع سابق معرفة النص، و أيدلوجياً في وقوفه ضد كل بيانات معرفة البحث والتجريب.
فلكل لذلك، ولعمومية صفة الملحد وصعوبة تمييزها من المرتد، يلجأ العقل المُؤَدْلج لحيلة مغالطة ‘أرغمنتوم أد هومينم(3)' والتي فيها يتم تجاهل الموضوع - أساس فرضية الحُجَّة والتركيز علي خواص السلوك والسمات الشخصية لصاحب الرأي المعاكس. فليس هناك سوء متفق عليه، في عقل الإسلام السياسي، أكثر من جحود الملحد لخالقه. رائد الذكاء ألإصتناعي، الإنجليزي، آلان تورينج، لم تشفع له مؤهلاته العلمية أو إختراعه الذكي في التشكيك في تفرد وصلاح معرفته، وذلك لمجرد ميوله المثلي. فمنطق العقل المؤدلج يحكم علي معرفة وذكاء تورينج بمعيار ميول سلوكه الخاص وحسب، ليقول: "آلان تورينج يعتقد أن الآلات تفكر؛ تورينج يضاجع الرجال؛ بالتالي الآلات لا أتفكر".
لاشك في أن الإحتكام إلي إلى سلطة العلم من الخبراء والمتخصصين أمر ضروري لإيضاح طبيعة المعرفة وعلاقتها بالحقيقة، ولاكن يجب أن يتم ذلك الإحتكام في داخل إطار مفهوم نسبية الحقيقة وخارج مشاعر القداسة والتبجيل، وإلا سوف يتم قسر وحشر تلك المعرفة في دوائر معرفة اليقين وإختزال وسائل إكتسابها في أدوات الترديد والتلقين. وأيضاً، لا تسريب علي الإنتماء إلى رأي جمعي مبني علي حجة صحيحة وسليمة متفق عليها. ولكن، الأحكام والخيارات الأخلاقية تتطلب إعمال التفكير المستقل والحر حتي يُمْكِنْ تبرير وتفسير التحول والتغيير المعرفي- المحتمل في إطار المجتمع المكاني والزماني المعين. وهنا تبرز أهمية التمييز بين مفهوم الإغلبية المبني علي مبدأ تبادل الراي في مؤسسات المجتمع الديمقراطية والإجماع الذي يقوم علي سلوك التوسل بالسُّلطة والنفوذ والسير في ركاب معرفة جمع الآخرين وترك العقل، في حاله، ليسترح من متاعب التساؤل المرهق.
نيكولاس كوبرنيكس(4)، أحد علماء الرياضيات والفلك في عصر النهضة، في كتابه "حول ثورة الأجرام السماوية"، قفز خارج عربة السيرك وذلك بفترة وجيزة قبل وفاته، في عام 1543، ليقوم بإلتقاط قرص الشمس ووضعه في مركز الكون البديع بدلا عن الكوكب الذي يعيش فوق أرضه غير عابيء بمن بقي، من الأخرين، المسافرين، الذين واصلو المسير في رِكابِ سائد معرفتهم. وكذلك فعل غاليليو غاليلي عندما فارق السائد والمألوف ووقف وحده، في عزلة معرفته، أمام محاكم التفتيش الرومانية مدافعا عن تبنيه رأي كوبرنيكس؛ غير مكترس بإتهام الهرطقة وحكم الإعدام الصدر بحقه.
هوامش:
(1) في علم لاهوت الأديان لاهوت السَّامِيَّة ، الوحي هو عملية الإفشاء الإلهي لحقيقة المعرفة للبشر. فقد أوحي رب السَمًوات والأرض النصوص العبرية المقدسة مباشرة إلى مسيحيه المختارين: في البداية إلى يحيي، ومن بعد ذلك لنبيه موسى، علي قمة جبل سيناء، عقب هجرته مع جماعة من اليهود، من مصر الفرعون. أما إيحاء كتاب المسيح المقدس، لنبي الله، عيسي بن مريم، الذي إستقي معرفته من كتاب التوراة اليهودي، فقد كان أكثر قٌرباً من جوهر الحقية المطلقة بحسب عقيدة ‘الثالوث المقدس'. وبما أن يسوع يعتبر إبناً لله ، وبالتالي جزءًا من جوهر خلقه ومماثل لطبعه وأخلاقه، إنصب الجدل في تبرير وجود الكيانات الثلاثة: الأب، الإبن، والروح المقدسة، في كيان الرب، الواحد - المقدس، أكثر منه علي عملية المعرفة عن طريق الوحي، في حد ذاتها. ففي المسيحية الأرثوذكسية، يجسد يسوع ويمثل حقيقة المعرفة المقدسة. أما في الإسلام، وعلى النقيض من عملية الوحي المباشر التي تمت في كتابي الإنجيل والتوراة، المَلَك جبريل هو من أوحي لرسول الله، محمد، النبي المختار، كتاب القرآن؛ كلمة بكلمة وحرفًا تلو الآخر. ففي تبرير إدعاء الإسلام بمعرفة الحقيقة المطلقة، صار النبيء محمداَ خاتماً للإنبياء ورسالة معرفته الإسلامية كانت الأخيرة - خاتِمَةً لغاية المعرفة. ولذلك وكان وحي العلم في القرآن جلياُ؛ لا تشوبه شائبة؛ فهو رسالة الله، رب السموات والأرض، الكاملة والأخيرة لكل عباده من البشر.
(2) ستناول مفهوم ‘معرفة العقل، ضمن تعرضنا لمعرفة المفاهيم والمعرفة البنيوية، عموما، كأحد أليات النقد والتحليل لأيدلوجيا الدين، وجزئيا، في عقلاته بمفهومي الإلحاد والعلمانية الواردين في مقالنا القادم، وذلك لإعتبارنا أن العقل هو أداة عملية التفكير التي تقود للمعرفة، في كل الأحوال.
(3) مغالطة ‘أرغمنتوم أد هومينم' تركز علي دوافع أو صفات الشخص المحاور وتتجاهل، بعمد، مقدمات أو فرضيات التقرير المعرفي، ولذلك تقود إلي استنتاج غير ذي علاقة بالوضوع أساس الحُجَّة.
(4) تنبأ عالِمْ الفلك البولندي ، نيكولاس كوبرنيكس، بالجدل الذي أثاره كتابه "حول ثورة الأجرام السماوية"، ولذلك إنتظر أكثر من ثلاثين عامًا لجعل أفكاره الراديكالية، الميتافيزيقية، معروفة للجميع. ومع كل ذلك، فهو لم يتمكن من نشر كتابه إلا قبل فترة وجيزة من مماته في 1543. لم تكن فكرته التي تَحدَّتْ الحِكْمَة اللاهوتية السائدة والمعرفة العلمية التقليدية، حين ذاك، جريئة بما فيه الكفاية وحسب، ولكن، ماثلت كوكب الأرض، الذي كان محوراً للكون، بالأقمار الأخري، التابعة، وألحقهم جميعا بالدوران حول كوكب الشمس. فعلى الرغم من أن مساهمة كوبرنيكس، حين ذاك، كانت محدودة في تصورها للكون العريض، إلا أنها كانت، بدون شك، أشمل وأوسع نطاقاً من مثيلات عصرها في جوهر مقاربتها لحقيقة الكون الذي نعرفه اليوم.
مصادر ومراجع
لتعقيدات تشفير اللغتين العربية والإنكيزية في مستند واحد، بالإضافة لتسهيل تبويب المراجع والمصادر، قمنا بتضمين المراجع باللغة العربية في المقال بين أيديكم. وأما المراجع بالغة الإنجليزية فسوف نُذيل بها المقال القادم: "أيدلوجيا الدين (20 - 20): ما بين فقه الإستتابة ومفارقة منطق التبرير".
1. سعاد الخضر. الإسلاميون والإلحاد: جدل متجدد وحقائق مثيرة. الراكوبة. [متصل] 6 أكتوبر, 2018. [تاريخ الاقتباس: 6 أكتوبر, 2018.] https://ara.alrakoba.net/alrakoba-sudan-news844714/comment-page-1.
2. محمد وداعة. إسلاميون ملحدون. [متصل] 7 أكتوبر, 2018. [تاريخ الاقتباس: 7 أكتوبر, 2018.] https://ara.alrakoba.net/alrakoba-sudan-news905657/comment-page-1.
3. عثمان عابدين. أيدلوجيا الدين: مفاهيم وأدوات المقاربة والتحليل. سودانايل. [متصل] 2 مارس, 2018. [تاريخ الاقتباس: 2 مارس, 2018.] http://sudanile.com/index.php/.
4. عثمان عابدين عثمان. مظاهر و تجليات أسلمة ألمعرفة في مناهج التربية والتعليم في السودان. سودانايل. [متصل] 9 مارس, 2018. [تاريخ الاقتباس: 9 مارس, 2018.] http://www.sudanile.com/index.php/.
8. صحيفة الرأي العام. رئيسة قطاع ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ بالمؤتمر الوطني في افادات وافية. المؤتمر الوطني. [متصل] 8 ديسمبر, 2015. [تاريخ الاقتباس: 15 أكتوبر, 2018.] http://www.ncp-sd.org/mnn/index.php/3575.
19. أمين أحمد ود الريف. مفاصلة رمضان: السواهي والدواهي. Sudaress. [متصل] ألصحافة، 4 August, 2011. [تاريخ الاقتباس: 22 يونيو, 2017.] https://www.sudaress.com/alsahafa/32016.
20. طارق نورالدين. لا طريق أقصر إلى التشدد من التعليم السوداني. [متصل] 11 10, 2016. [تاريخ الاقتباس: 15 اكتوبر, 2017.] http://thearabdaily.co.uk/article/.
21. قرشي عوض. بذور الإرهاب والتطرف في مناهج التربية الإسلامية في السودان. [متصل] 19 سبتمبر, 2017. [تاريخ الاقتباس: 3 سبتمبر, 2017.] https://www.altaghyeer.info/2017/09/19/.
22. عثمان عابدين عثمان. يدلوجيا الدين: معضلة المعرفة والتفكير. [متصل] 19 ديسمبر, 2017. http://www.sudanile.com/index.php/.
23. د. سعيد عبيدي. مركز ماما. [متصل] 4 December, 2017. [تاريخ الاقتباس: 25 December, 2017.] http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?Id=40809.
24. التجاني الحاج عبدالرحمن. ألأخبار. دبنقا. [متصل] 7 مايو, 2015. [تاريخ الاقتباس: 3 أكتوبر, 2017.] https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/.
25. بابكر فيصل بابكر. مأساة ألتعليم. [متصل] 8 يونيو, 2017. [تاريخ الاقتباس: 3 سبتمبر, 2017.] http://www.sudanile.com/99683.
26. الدكتور غازي صلاح الدين العتباني. آفاق الممارسة السياسية في السودان. سودان تربيون. [متصل] 8 ديسمبر, 2017. [تاريخ الاقتباس: 21 سيتمبر, 2018.] http://www.sudantribune.net/.
27. اخبار السودان. مقرر الاسلام دين التوحيد: جدل السلفية والصوفية. اخبار السودان. [متصل] 21 أغسطس, 2017. https://www.sudanakhbar.com/104786.
28. سعاد الخضر. الإسلاميون والإلحاد: جدل متجدد وحقائق مثيرة. الراكوبة. [متصل] 6 أكتوبر, 2018. [تاريخ الاقتباس: 18 أكتوبر, 2018.] https://ara.alrakoba.net/alrakoba-sudan-news844714/comment-page-
29. محمد أركون. نزعة الأنسنة في الفكر العربي: جيل مسكويه والتوحيدي. [المترجمون] هاشم صالح. بيروت, لبنان : دار الساقي، 1997. 1997 -1855167301.
03/11/2018
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
https://www.facebook.com/notes/osman-abdin-osman/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.