يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب: رفع الصديق العزيز مبارك الكودة للعديد من قروبات التواصل الاجتماعي بتطبيق (واتساب) رسالة بعنوان اين حكماء بلادي كتب فيها: في كل مجتمعٍ هنالك أهل حكمة يمثلون خط الدفاع الأخير عندما تدلهم بهم الخطوب ويستدعيهم الظرف الحرج، فأين ياتُري حكماء بلادي والوطن يلفظ انفاسه الأخيرة، والوضع يستحق منهم التدخل العاجل حكومةً ومعارضةً وشعباً، فالواقع لا يحتمل أكثر صبراً من هذا، فالحال يغني عن المقال. أخوتي الكرام، الوطن مأزوم وقيادته أكثر أزمةً منه، والدليل علي ذلك خطاب السيد الرئيس الأخير في ولاية الجزيرة، فقد خاطبنا سيادته عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ووعد بحل جميع المشاكل، ووصفها بأنها مقدورٌ عليها، وردد كثيراً أننا دولة محاصرة لأننا رفضنا ألّا نركع إلّا لله، وقالها بالحرف الواضح: "أنه ليس هنالك زول مالي عينا، ومافي راجل في الدنيا دي كلها يستحق أن ندنقر له، وأي راجل يمد يده بنقطعها ليه، وأي راجل يعاين لينا بنقد ليه عينه". أكاد لا أصدق أن هذا الكلام كلام رئيس يخاطب قضايا المواطن والوطن المأزوم! وانتهت المشكلة عنده بمجرد أن عزفت الموسيقي ورقص ومن معه ما شاء لهم أن يرقصوا ولا زالت دماء الشباب الذين قتلهم نظامه تسيل رطبةً زكيةً في مدن السودان المختلفة، بل ربما هنالك من صعدت روحه الطاهرة الي بارئها أثناء حالة النشوة التي تعتريهم والعرضة التي يمارسونها، ثم غادر الركب الميمون المكان مزهواً بعد أن أعلن الرئيس قراراته تلك! فلاحول ولا قوة الا بالله. دا كلام دا؟ والله ما معقول! وما هكذا تُساس الدول يا سيادة الرئيس وجنوده.. فالقضية أكبر من ذلك والمسئولية التي تقومون عليها لا علاقة لها البتة بما تقولون، ولسنا في حلبة صراع واستعراض لرجولة إنها دولة ينبغي عليها أن تقوم بواجبها تجاه مواطنيها. إخوتي الكرام عقلاء المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية هل أنتم راضون عن هذا الخطاب؟ وهل هذا خطاب رئيس يعاني شعبه من أزمة معاش حقيقية بكل تفاصيلها، ومن أزمة حصار كذلك بكل ابعادها أقعدت بنا وحطمت مؤسساتنا وهدت حيلنا؟! لا أعتقد ذلك كما لا أعتقد أن السيد الرئيس نفسه يصدق ما يقول، ولكنها حالة غير طبيعية تستحق الدراسة والتشخيص والقرارات الشجاعة والمسؤولة من أجل أن نتدارك ما تبقي لنا من وطن، فالأمر ليس لعباً ولهواً أيها السادة ولكنها مسئولية جماعية وتاريخية. ولأننا سنسأل عنها في الدنيا والآخرة.. لن نقف مكتوفي الأيدي. وبما أن الدستور قد كفل للقوات المسلحة أن تستلم مقاليد الدولة عندما يتضح لها أن هنالك ضرورة وفق منطوق المادة (144) الفقرة (2) التي تقول "تكون مهمة القوات المسلحة القومية السودانية حماية سيادة البلاد وتامين سلامة أراضيها... الخ"، ولذلك أقترح أن تتطلع قواتنا المسلحة بما كفله لها الدستور من دورٍ في هذه المرحلة الحرجة، وتستلم مقاليد السلطة التنفيذية تحت مجلسٍ عسكريٍّ عالٍ لفترة انتقالية يُتفق عليها مع المدنيين في الداخل والخارج تنتهي بانتخابات حرة تمكن المواطنين من تحمل مسئوليتهم تجاه وطنهم، فأنه ليس من المصلحة أن نرهن وطننا لشخصٍ واحدٍ وتنظيمٍ واحدٍ مهما كانت قدرات ذلكم الشخص وقدسية ذلكم التنظيم، وبهذا المقال أعلن انحيازي التام لهذه التظاهرات ولكل من يسعي لتغيير هذا النظام بالتعبير السلمي والحوار الجاد وأسأله سبحانه وتعالي أن يدخل شهداء هذه الانتفاضة الجنان العالية، والحمد لله القائل (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر). مبارك الكوده، 25 ديسمبر 2018. * قرأت رسالته ثم رفعت لنفس قروبات التطبيق (البوست) التالي: موقف سيُذكر لك اخي مبارك عندما يأتي وقت ذِكر المواقف وسردها لاجيال لم تَعِش ما نعيشه اليوم من مأساة ومأزق وجريمة ترتكب في حق الشعب والوطن والبعض صامت تجاهها.. وعندها سيرى مجايلي احفادك كيف يعبرون عن فخرهم بجدهم مبارك الكودة. الا يفكر في ذلك اخوانك في المؤتمر الوطني او ما يسمى بالحركة الاسلامية الغائبة تماما عن الحدث والاحداث والتطور والتطورات، الذين خاطبتهم بمقالك القصير اعلاه؟ لماذا يتركون احفادهم يلتحفون مشاعر الخزي والعار وعدم ذِكر اسمائهم ثلاثيا دعك عن رباعيا التي تسجل في الاوراق الرسمية، واين سيخفون البطاقات الرسمية لتعريف الشخصية؟ وما هي مشاعرهم عندما يقدمونها لاخر او عندما ينده عليهم في المدرسة معلم التربية الوطنية ليعلن عليهم علاماتهم في الامتحان؟ ياحسرة على مَن يسقط في امتحان الوطنية والانسانية اليوم لانه لا يفكر في يوم بكرة الذي سيعيشه من يتركهم خلفه حاملين اسمه الذي لا يقدم لهم ما يتشرفون به امام اقرانهم. ارفع القبعة لك اخي مبارك الكودة احتراما وتقديرا وابعث قبلاتي لاحفادك، خاصة مَن لم يولد منهم بعد، واترك لهم رسالة قصيرة ليحتفوا بها: يا لسعادتكم بالاسم الثلاثي والرباعي الذي تحملونه. غدا لناظره قريب. عصام محجوب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.